أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد السلام يحيى - أوهام بشرية















المزيد.....

أوهام بشرية


عبد السلام يحيى

الحوار المتمدن-العدد: 3168 - 2010 / 10 / 28 - 15:05
المحور: حقوق الانسان
    


من المعروف ان الانسان كائن حى يتبع المملكة الحيوانية ولكن يتميز عنها بانه يطور نفسه وطرق معيشته اجتماعيا واقتصاديا بطريقة مخططة ومنظمة وليست غريزية عفوية فقط كما فى الحيوانات ولذلك قام الانسان بتطوير الوسائل التى تساعده على ذلك واهمها اختراع اللغة ومن ثم تعلم الكتابة والقراءة التى جعلت الانسان يستطيع اكتساب المهارات والمعرفة عن طريق قرائته للكتب التى تحتوى هذه المهارات والمعارف وايضا جعلت الانسان يدرك بطربقة غير مباشرة احوال اخوته فى الانسانية فى اى مكان فى الارض دون ان يكون موجودا بينهم مباشرة وهذا فقط ما يميز العالم الانسانى عن العالم الحيوانى
فمثلا على سبيل المثال لا تجد قطيعا من الحيوانات فى مكان ما بالارض يعرف احوال القطعان الحيوانية الاخرى من جنسه فى اى مكان اخر بالكرة الارضية او يحاول ان يعرف ذلك وايضا لا يمكنه ان يعرف ذلك عن طريق التعبير بالكلام "التحدث" او عن طريق الكتب والمجلات مثلا
فالحيوانات فى كل قطيع تعيش سويا تبحث عن غذائها وتتنافس للحصول عليه لدرجة قد تصل فى اغلب الاحيان للتناحر والاقتتال فيما بينها ولكن لا شأن لها بالقطعان الاخرى قى اى مكان اخر من الارض
لقد عاش الانسان القديم حياة قبلية شبيهه بهذه الحياة ومع تطور وسائل الاتصال والانتقال تلاقت القبائل واتصلت ببعضها مكونة الشعوب التى تواصلت مكونة الامم والحضارات التى تواصلت ايضا مكونة المجتمع الانسانى الواحد الى عهد قريب والدليل على ذلك الاصول العرقية المختلفة لكل شعب فمثلا تجد فى فى كل ما يسمى دولة الان عائلات وقبائل من اماكن مختلفة من العالم ومن اصول عرقية مختلفة والمثال الصارخ على ذلك الرئيس اوباما ذو الاصل الافريقى رئيسا لاكبر دولة فى العالم
من ذلك يتضح ان اصل الانسانية واحد والوحدة بين الافراد والشعوب والقبائل فى اطار من الحرية والمساواة والعدل هى اساس وعامل رئيسى لانسانيتنا كما ان الوحدة بين افراد وقبائل ما يسمى شعب دولة ما هى اساس ما يسمى المواطنة او وحدة الوطن
وللاسف تحول التطور التكنولوجى للعالم من عامل موحد للانسانية الى عامل مفرق بين الجماعات الانسانية من شمال وجنوب وشرق وغرب رجوعا بالبشرية الى حياة القطعان الحيوانية التى لا تعرف الا مصلحتها "مصلحة القطيع " دون القطعان الاخرى المسماة شعوبا ودولا بناء على اوهام بشرية تم ترسيخها للاسف فى عقول الناس لدرجة ان كل تصرفات البشرية وما نتج عنها من قوانين تصب كلها قى تكريس وزيادة الفرقة بين البشرية شمالا وجنوبا وشرقا وغربا وبين الاغنياء والفقراء ولدرجة ان العالم يصرف الان المليارات للحفاظ على هذه الفوارق الطبقية العنصرية الطائفية...الخ بحجة هذه الاوهام التى غرسوها فى عقول الناس خاصة المثقفين للاسف والتى الخصها فى الاتى
اولا : وهم ما يسمى الدولة والوطن وهذا الوهم هو الاساس لجميع الاوهام الاخرى :من المعروف ان كل انسان يولد فى مكان ما على الكرة الارضية حيث يقيم والديه دون ادنى اختيار منه وينشأ ويكبر فى هذه القطعة الصغيرة من الارض حيث لا يعرف فى بداية طفولته الا والديه ثم اخوته ومنزلهم الذى يعيشون فيه وبتقدمه فى السن تتسع دائرة معارفه الى الاقارب والمجاورين له وكلما تقدم فى العمر كون اصحاب واصدقاء وارتبط بهم وبالمكان الذى يعيشون فيه سويا وتنشأ الذكريات بحلوها ومرها المرتبطة بهذا المكان الذى كبر وترعرع فيه وقد يعيش الانسان حياته كلها فى هذا المكان سواء كان قرية صغيرة ام مدينة كبيرة
هذا المكان الذى به الاقارب والاحباب والاصدقاء والذى ارتبطت به ذكرياتى واحلامى هو الوطن بالنسبة لى وهو الوطن ايضا للاخرين الذين يعيشون فيه ممن اعرفهم وممن لا اعرفهم
هذا المكان سواء قرية صغيرة او مدينة او اقليم ليس له حدود مقفلة تمنع الاخرين من الانتقال اليه والعيش فيه ولا تمنع احدا من مغادرته والعيش فى مكان اخر بل له حدود ادارية فقط تساعد فى ادارة المكان سواء كان قرية ام مدينة ام اقليم
هذا هو الوطن وليس الوطن او الدولة الوطنية المترامية الاطراف ذات الاقاليم المتعددة والتقاليد المختلفه والتى قد يموت الانسان وهو لم يراها بل ولم يعرف عنها شيئا طيلة حياته
فالانسان الذى يعيش فى شمال ما يسمى دولته الوطنية فى الغالب يعيش حياته كلها لم يرى جنوبها ولا يعرف عنه شيئا بالضبط كما لا يعرف شيئا عن الدولة الوطنية الاخرى التى تقع على الحدود الجنوبية لدولته وعليه من حدد ان هذه وطنه وتلك ليس وطنه رغم انه لم يرى المكانين ولا يعرف عنهما شيئا طيلة حياته
اذن الوطن لا يتعدى تلك القطعة الصغيرة من الارض التى نشات فيها وكونت فيها اصدقائى وذكرياتى وبها اسرتى واقاربى وعائلتى والتى قد لا تتعدى قرية او مدينة وعلى الاكثر الاقليم الذى به تلك القرية او المدينة وهذه الارض ليس على حدودها اسلاك شائكة واسوار تحولها الى سجن كبير لمن فيها وتمنع الاخرين من الدخول اليها بل حدود ادارية على الخرائط فقط
من ذلك يتضح ان ما يسمى الدولة الوطنية وهم بشرى الهدف منه احتكار الثروات الطبيعية من بترول ومعادن ومياه ...الخ لصالح مجموعة بشرية معينة والتى تسمى شعب هذه الدولة فتعيش فى رفاهية وثراء لا حدود له ولتذهب باقى البشرية الى الجحيم وشاء الله او الطبيعة كما يعتقد اخواننا الملحدون ان يستثنى من ذلك الهواء الذى نتنفسه لان اى كائن حى لا يستطيع البقاء حيا بدونه ثوان معدودة
من اعطاهم الحق فى هذه الثروات دون الاخرين غير الصدفة البحته التى جعلتهم يعيشون على هذه الارض قبل اكتشاف هذه الثروات
من وضع الحدود الجغرافية ورسمها ووضع الاسلاك والاسوار
من يقول ان هذا وضع طبيعى يضحك على نفسه وعلى غيره ... نحن يا سادة لسنا حيوانات لتحبسوننا داخل هذه الحظائر المسماة دولا وطنية
من قال ان الانسان لمجرد ولادته فى ارض خصبة مليئة بالثروات الطبيعية يعيش حياة الترف والبذخ طيلة حياته فى حين الذى يولد فى منطقة صحراء جرداء سيعيش حياة الفقر والعذاب طيلة حياته مهما حاول ان يحسنها لانه لا توجد الثروات الطبيعية التى تساعده على ذلك
اين مبدأ تكافؤ الفرص للجميع والذى هو اساس انسانيتنا
بنظرة واقعية نجد ان الدولة الوطنية قائمة على المصالح الذاتية الفردية والجماعية والذى أدى الى التفاوت الكبير فى دخل الفرد بين المناطق المختلفة من العالم نتيجة احتكار الثروات الطبيعية وفرض مايسمى الجمارك لتقييد انتقال السلع ورأس المال تماما كما حدث من تقييد لحرية الانسان فى الانتقال والعمل والاقامة فى المكان الذى يناسبه ويناسب قدراته بمايسمى التأشيرات وتصاريح الاقامة والكفيل ..الخ من هذه القيود التى تحول الانسان الى كائن غير بشرى
الغريب جدا ان الانتماء الوطنى يتم تقديمه دائما وبصورة فجة عن الانتماء الانسانى حتى فى الدول الفقيرة وما هذه السياسة الا تحقيقا لمصلحة من يقودون هذه الدول من ملوك وحكومات بإستجداء المساعدات الخارجية لدولهم والاستيلاء عليها دون شعوبهم والتى تم ترويضها بوهم الانتماء الوطنى والتمرغ فى ترابه والدفاع عنه رغم ما يعانيه من جوع وفقر وفساد
ونضرب مثالا بسيطا يقرب الموضوع – لنفرض ان هناك مجموعة من الناس تم اعتقالهم ظلما وعدوانا وتم ايداعهم معتقلا فى مكان ما محاطا بالاسوار والاسلاك الشائكة
هل من المعقول ان نطالب لهم بحرية التعبير والتظاهر والاحتجاج...الخ من هذه الحريات التى نطالب بها داخل الدولة الوطنية والمساواة والعدل بين المعتقلين دون المطالبة بتحريرهم اولا من هذا المعتقل " الدولة الوطنية هى معتقل كبير لافراد الشعب" أعتقد ان ذلك يكون هراء ولا معنى له
اعتقد انه لم يتم تقييد حرية الانسان فى الانتقال والعمل والاقامة بهذه الصورة الشديدة الا بعد إختراع البشرية للطباعة والتصوير حيث سهلت لكل دولة التمييز بين المواطن وما يسمى الاجنبى وكلما تم اختراع وسائل تكنولوجية أحدث يتم التقييد يصورة أشد وأقسى فى حين انه من المفروض انسانيا استخدامها فى تحقيق هذه الحريات الاساسية لكل انسان فى هذا العالم تحقيقا لانسانيته والتى بدونها نكون كائنات غير انسانية ولا يكون هناك معنى للكلام عن اى قيم انسانية اخرى
ليس هناك معنى للتحدث عن القيم الانسانية داخل هذه المعتقلات والسجون المسماة دولا وطنية الا بفتح الحدود بين مناطق العالم الغنية والمناطق الفقيرة وتحقيق حرية الهجرة التى هى حق أصيل ليس للانسان فقط بل لكل كائن حى
اعتقد انه يجب ان تتحول الدولة الوطنية الى مجرد اقليم ادارى يتم ادارته من قبل حكومة عالمية تكونها الامم المتحدة بعد اصلاحها وتنقيتها من القوانين الظالمة مثل حق الفيتو وغيره ويكون كل انسان تحت ادارتها مواطن عالمى له نفس الحقوق والواجبات
بذلك سنوفر المليارات التى يتم انفاقها فى التسليح حفاظا على ما يسمى الدولة ولن يكون هناك حاجة الا لافراد الامن للحفاط على امن هذا المواطن العالمى من الارهابيين والعصابات والمافيا ..الخ
بذلك لن تكون هناك حروب للسيطرة على الارض وثرواتها لان الارض والثروات ستكون مفتوحة ومتاحة للجميع وتحقيقا للمبدأ الانسانى العظيم " تكافؤ الفرص للجميع"
كما اعتقد ان العالم يتجه عفويا الى تحقيق هذه المبادئ وما إنشاء المنظمات الدولية المختلفة والعولمة الا خطوات على هذه الطريق تحقيقا للوحدة اليشرية وتحقيقا لانسانيتنا التى اهدرها هذا الطاغوت المسمى الدولة الوطنية
والى الوهم البشرى الثانى فى مقال قادم



#عبد_السلام_يحيى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخط الاحمر والصنم المقدس
- عن اى حرية تتحدثون وعن اى حقوق تتكلمون
- الهوية والانتماء بين الحقيقة والخيال


المزيد.....




- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد السلام يحيى - أوهام بشرية