أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سامي جاسم آل خليفة - إسقاط الجنسية: الشيخ ياسر الحبيب أنموذج















المزيد.....

إسقاط الجنسية: الشيخ ياسر الحبيب أنموذج


سامي جاسم آل خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3141 - 2010 / 10 / 1 - 09:26
المحور: حقوق الانسان
    


لم تعد الجنسية العربية تحمل طابع الانتماء والولاء للأرض والوطن بل تخلت عن خصوصيتها تلك وأصبحت سلاحا للقهر والاستبداد الذي تمارسه سلطة ما على طلاب الحريات وأصحاب الحق والكلمة والمنادين بالإصلاحات السياسية والاجتماعية ولم تقف عند هذا الحد بل تجاوزته لممارسة الرقص وهز الأوساط في المؤسسات البرلمانية ومجالس الحكومات حتى غدت ورقة يستخدمها الساسة للنيل ممن يعارضهم في المعتقد والمذهب وحرية الرأي فالسياسي لا يحتكم للقانون بل يجعل شرعيته في انتمائه المذهبي والقبلي وبسهولة يُجرد الأفراد من وطنهم ويشكك في ولائهم ويصيح في قومه عبر المظاهرات وندوات الكراهية والتحريض الطائفي فلتسقط الجنسية عن فلان ويقدم للمحاكمة والعدالة المكذوبة تحت شعارات الوطنية المزعومة والخوف على أمن البلاد والعباد وحماية مقدرات الدولة من أيدي العابثين والمتربصين بها من الفرس الصفويين.

إن إسقاط الجنسية بحق المعارضين وأصحاب الرأي ممن حصلوا عليها إما بالأصالة أو بالقانون تتناقض مع الأعراف والقوانين والحقوق الدستورية فحرمان الفرد من المواطنة وحقوقها يعد من انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الذي يكفل للفرد حرية العيش بكرامة والتعبير عن رأيه تجاه القضايا والأحداث المختلفة وذلك ما عبرت عنه المادة 15 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي تقضي بأن لكل فرد حق التمتع بجنسية ما ولا يجوز تعسفا حرمان أي شخص من جنسيته ولا من حقه في تغيير جنسيته لكن هذه المادة لا تعني شيئا وفقا لمفاهيم الطائفية والتخندق المذهبي في دولنا العربية فالمذهب والقبيلة والعزف على أوتار العقيدة والتدين هم أساس الجنسية والموالاة للأوطان وبدرجة ولائك لتلك العناصر تُحدد وطنيتك وحرصك على البلاد.

إن إسقاط الجنسية إن كانت عقوبة فمن الأولى أن تكون موجهة للإرهابيين الذين يذبحون البشر في الليل والنهار وتزخر بهم بحار وأراضي الدول العربية وطبقاتها الجوية من خلال الفضائيات الطائفية التي تمد وصال التطرف والهمجية المذهبية وصفاء الكراهية والبغضاء وتتاجر بالدين عبر رسائل التدليس تعلن عن تسنن فلان من الشيعة وبعبارات ممجوجة بالكذب فحواها وصلتنا رسالة بتاريخ ..... أنا إرهابي جديد أنضم إليكم بعدما عرفتني قناتكم بتعاليمكم الدموية وأسسكم المذهبية.

للأسف أن أصحاب المثلية المذهبية - والذين يرون في أقرانهم الكمال الوطني ويتلذذون في إثارة غرائزهم الطائفية ويتسترون في مثليتهم بالدين والخوف على الأوطان المتجردة من ضمير العقل والقانون - صوروا للحاكم الجنسية وسيلة للسيادة وأن إسقاطها جزء من عقوبة السيد لعبيده حتى يستمر معافى في عرشه "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه" وبذلك يضمنون إشباع غرائزهم ويبقى هو الرب الأعلى يؤتي الجنسية من يشاء وينزعها ممن يشاء بيده ......... .

إن مواجهة الحريات والفكر بإسقاط الجنسية أمر يبعث على الحيرة ويدفع بتحركات ذات ردة فعل قوية تنذر برياح عاتية تعصف بالمقدرات والمكتسبات الوطنية لاسيما على صعيد التعايش الوطني وأن موجة التجنيس السياسي في مقابل ذلك يزيد من تفاقم المسألة اجتماعيا واقتصاديا وأمنيا وهذه المسألة تجعل المعارضة السياسية وأصحاب الفكر والرأي في حالة من الغليان والثورة على وطن يرون أحقيتهم فيه وبحقوق أبنائهم مستقبلا ودخولهم ضمن تركيبة سكانية جديدة تخلط الأوراق وتثير المخاوف الأمنية لاسيما المتعلقة باضطهاد المذاهب وكتم الأفواه والحريات وتبجيل السلطة ورموزها.

ينبغي للوطن أن يحترم الفرد الذي يحمل هويته الوطنية ويعزز قيم الوطنية والولاء لديه لا أن يقوم بإسقاطها وإذلال حاملها في محاولة يائسة لإخضاعه والنيل منه ومن معتقداته الفكرية وهذا العمل مؤشر لضعف هذه الجنسية التي تسقط لمجرد رأي يُطرح أو فكر يُثار وأحسب الوطن قويا بقوة تمسكه بأبنائه أما أن تكون الجعجة المذهبية وقضم اللحى والتهديدات بالقتل هي المحرك للوطنية والولاء فهذا أمر ينذر بعواقب وخيمة تطال القانون في المقام الأول إذ سيغدو تحت هيمنة دينية متعجرفة ستطلب المزيد والمزيد من أجل إثبات تواجدها على الساحة الوطنية وقد يصل الأمر إلى أن نرى كل شهر حاكما وكل يوم برلمانا جديدا وكل ساعة ندوة مذهبية يعلو فيها النعيق والصراخ بإسقاط جنسية فلان كونه مخالفا للمذهب ومنحها لآخر يشاركها النعرة والبعرة المذهبية.

ينبغي على السلطة السياسية في بلداننا العربية أن تأخذ جانب اليقظة وتتحرك تجاه أصوات النشاز التي تروج للطائفية وتهدد الآخرين من على المنابر الإعلامية وتجتهد في عمليات النسخ واللصق والمونتاج وتركيب الأصوات لتأجيج أحد المكونات على الآخر ثم تدعي المظلومية والحرص على الدين والمحافظة عليه من شر الطائفة الأخرى وهذه الإدعاءات إنما هي مجرد فزعة مذهبية وقبائلية لا علاقة لها بنصرة الدين ونصرة النبي محمد فالجنسية ليست صدقة تُمنح على أبواب المساجد وليست تعويذات تطرد الشياطين وأباليس الإنس وليست فرض كفاية إن قامت به فئة سقط عن الباقي الجنسية حق يكفله القانون ولا علاقة له بالصراعات الحزبية والخلافات المذهبية فالخلاف في الأفكار ظاهرة إنسانية ولا تختص بمجتمع دون آخر كما أن الخلاف بين المذهب السني والشيعي قائم منذ وفاة الرسول وليس وليد اليوم ومن يشكك في هذا فليسأل الربذة والجمل وصفين وكربلاء ولا أعتقد أن أحدا ممن عاشر تلك الأماكن والأحداث منح الآخر جنسيته وأسقطها عنه حتى نجعل إسقاط الجنسية نصرة للعقيدة وحماية للدين ونحن دائما نردد كل بدعة ضلالة فلماذا ابتدعنا الجنسية وأسقطناها وربطناها بمذاهبنا وطوائفنا ومخالبنا المذهبية.

كنت أرجو ألا تستجيب الحكومة الكويتية لأصوات التطرف وأصحاب الطائفية البغيضة وتسقط الجنسية عن الشيخ ياسر الحبيب لا تقديسا له ولا نكاية بهم إنما استشعارا مني بعظمة الكويت الأم التي تحتضن أولادها مهما تعنتوا وكابروا وإيماني أنها تمثل بيئة التسامح والتعايش لكل المذاهب والأديان .

الجنسية وطن وليست امتيازات وأوسمة مذهبية والوطن يتعالى فوق الجميع وعلى الجميع أن يحترم هيبة الوطن والتحريض على أبناء الوطن من على المنابر الإعلامية بصرخات الويل والثبور وعظائم الأمور والمطالبة بإسقاط الجنسية عنهم جزء من المساس بتلك الهيبة والسير بالأنظمة والقوانين إلى العبثية والتطرف على أيدي مجموعة يرون ذلك الإسقاط انتصارا لطائفيتهم وحرمان الآخرين من حقوقهم.



#سامي_جاسم_آل_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يثير الطائفية في الخليج?! ومن المستفيد؟!
- تسامح البابا شنودة عقلانية واتزان
- نحن خراف العيد
- في السعودية سنطلقها حملة: سنشتري من بندة قرنفلا وقشدة
- الدم العراقي يُعري أصحاب الفتاوي
- القصيبي ... ابن الأحساء ... الإرث الباقي
- السجناء المنسيون أبعاد إنسانية
- دعاة على أبواب جهنم
- العراف -بول- يضبط الفتاوي ويحدد أول رمضان
- مونديال 2010تعريف بالأديان أم تظاهرة للحب
- يا نساء السعودية لستن كأحد من النساء
- في مناهجنا تربية.... أم إرهاب.... ؟! أخبروني أيها القوم
- دول الخليج الفارسي ثقافة خاوية وبطون متخمة
- العرب يشترون شرفهم من الصين
- اكثروا المستوطنات واقتحموا الأقصى فلن يضروكم شيئا
- الكراتين العربية
- مسيحيو العراق دماء تسيل وعيون تتفرج
- سعوديات تحت مبال الإبل
- وع ..... إنهم يتقيؤن ..... قذارة
- في السعودية ماذا ننتظر؟!


المزيد.....




- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سامي جاسم آل خليفة - إسقاط الجنسية: الشيخ ياسر الحبيب أنموذج