أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جاسم هداد - فساد الجهاز الأداري














المزيد.....

فساد الجهاز الأداري


جاسم هداد

الحوار المتمدن-العدد: 948 - 2004 / 9 / 6 - 08:00
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


نظمت وزارة التخطيط والتنمية ندوة لمناقشة ومعالجة الفساد الأداري المستشري في كافة دوائر الدولة العراقية , حيث اكد الجميع ( نؤكد : الجميع ) , ( على وجود فساد اداري وحتى تخريب اداري في مفاصل الدولة ) . وهذا واضح وضوح الشمس لأبسط ابناء شعبنا الغلابة , حيث ان الموضوع لا يحتاج الى التنظير , فهو ملموس وبشكل يومي في كل ما يحتاجه المواطن العراقي . فكل شئ من ابسط الأمور الى أعقدها لا يمكن ان يمشي بدون ( توريق ) دفع "المقسوم" , واذكر امثلة بسيطة حصلت. ذهبت لمستشفى ـ دار التمريض الخاص ـ للعلاج ولحاجتي لكرسي متحرك للتنقل عليه فلا يمكنني ذلك دون دفع "المقسوم" لثلاثة او اربعة من العمال . وفي احدى المراجعات لنفس المستشفى المذكور وكان معي إبنة اخي التي حصل لها تمزق في قدمها , وصف لها الطبيب الجبس . ذهبنا للصيدلية لجلب لفاف الجبس , اعتذرت الصيدلانية بنفاذه من الصيدلية . عدنا للممرض وشكونا حالنا له , فتبرم اولا ثم قال : بسيطة , سوف احضره لكم من تحت الأرض . وبعد ان دفعنا له "المقسوم" ما هي الا دقائق حتى احضر لفاف الجبس وقام بتجبيسها . وعندما ساء وضعي الصحي بحيث اصبحت لا استطيع الجلوس او الوقوف ناهيك عن المشي , أصبح لزاما عليٌ السفر . واراد إبن وبنت اخي مرافقتي في السفر الى دمشق , وهذا طبعا يتطلب إستخراج جوازات سفر . قال لنا احدهم : للحصول على جواز السفر يتوجب دفع نصف ورقة ( خمسون دولار) . وعندما ذهب اخي لتسليم نقيب الشرطة ( بعثي رد الأعتبار له !! ) المعاملتين مع "المقسوم " , ولكن نقيب الشرطة اعترض على هذا المبلغ وطلب ورقة من فئة ( مائة دولار) على كل جواز . عندها شرح له اخي الأمر قائلا : إننا نريد الجوازات لمسألة انسانية وليس لسفرة سياحية , حبث لدينا مريض نريد إيصاله الى دمشق . هنا أجابه نقيب الشرطة : والله ما أكَدر , هذا هو سعره , وكأنه بذل جهدا كبيرا في طبع الجوازات . ذهب أخي لضابط ثاني , ثم ثالث ( طبعا ضباط بعثيين !! ) , والجواب واحدا : ورقة على كل جواز . وتناقلت وكالات الأنباء مؤخرا ان سعر الجواز اصبح مائة وخمسون دولار . حتى التعيينات في الوظائف الحكومية صار لها سعر , إذ اصبح لكل وظيفة سعر معين . كل هذا يحصل في العراق الجديد , وليس في عهد المماليك .
لكن وزارتنا العتيدة تريد ان تحجب شمس الحقيقة بغربال . فهي لا تريد ان تقر بأن سبب ذلك بقاء تمركز البعثيين في مفاصل الدولة الرئيسية , حيث ان هؤلاء تربوا على الفساد والرشوة , وكيف يعالج الداء من هو الداء , كما قال الجواهري الكبير للشهيد عبدالكريم قاسم ما معناه كيف تريد ان تبني دولة بشرطة نوري السعيد . فالحكومة العراقية المؤقتة ( 46% من وزرائها بعثيين ) , جادة في اعادة تأهيل البعثيين ورد الأعتبار لهم بحجة الأستفادة من كفاءاتهم , ولا ندري عن اية كفاءات يتحدثون , اللهم الا كفاءة النهب والفساد الأداري وتخريب مفاصل الدولة ( كما اشاروا هم ) . فبدلا من ان تبادر الحكومة العراقية لسن قانون ( من اين لك هذا ؟ ) وتحاسب مختلسي اموال الشعب , نرى رئيس مجلس الوزراء يخاطبهم بالقول ( اذا كنتم بحاجة الى المال , فأنتظروا وستجدون وظائفكم وتبدأون بكسب المال ) . ويمكن ملاحظة ان منظري الأدارة الأمريكية يصبون الماء في نفس الطاحونة فينصح ـ انتوني كوردسمان ـ ان من عناصر نجاح الحكومة العراقية ان ( يكون لديها استعداد اكبر لضم المزيد من البعثيين ) .
ان ما اشارت له ندوة وزارة التخطيط من ان هناك تخريب اداري في مفاصل الدولة صحيح جدا . فعلى سبيل المثال اعتقلت القوات الأمريكية مدير شرطة الأنبار لتعاونه مع عصابات الأرهاب , وجهاز الدولة العراقية مليئ حتى التخمة من شاكلة هذا المدير . ونطرح تساؤلا: من الذي يقوم بهذا التخريب ؟ ومن هو المستفيد من ذلك ؟ أليس هم العثيين الفاشست .
وعليه فأن تصفية تركة النظام المقبور , وبناء مؤسسات الدولة الديمقراطية , لا يتم برد الأعتبار للبعثيين واعادة تأهيلهم لأعادة تأسيس جمهورية البعث الثالثة , بل بتطهير الجهاز الأداري منهم و وتعيين العناصر الوطنية النزيهة التي لم تتلوث بأخلاقيات البعث الفاشي المجرم بحق شعبنا . وهذه المهام التي ينتظر ابناء الشعب العراقي إنجازها من الحكومة المؤقتة التي نرجو أن تؤسس لأنتقال آمن لعراق ديمقراطي فيدرالي .



#جاسم_هداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشرى سارة !!! عاد البعث ثالثة
- ام القرارات
- حكومة ... أم سلطة ... أم حكم مباشر؟
- حكومة ... أم سلطة ؟
- وقاحة ... أم صلافة ... أم ماذا ؟
- بدون عنوان !!
- حقوق الأنسان
- التاريخ يعيد نفسه
- حروف بلا نقاط ـ 18 ـ قلة حياء ... أم ماذا ؟


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جاسم هداد - فساد الجهاز الأداري