أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مسعود عكو - طل الملوحي.. قضية حقوقية أم تنافس منظمات؟














المزيد.....

طل الملوحي.. قضية حقوقية أم تنافس منظمات؟


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 3136 - 2010 / 9 / 26 - 22:54
المحور: حقوق الانسان
    


منذ اعتقالها في كانون أول/ديسمبر 2009 تحولت قضية الشابة السورية طل الملوحي إلى قضية حقوقية بامتياز، بات الكل يغرف بمغرافه لينشر بياناً إلكترونياً أو ينشئ صفحة فيسبوكية للتضامن معها. جهود مشكورة فهذه حيلتنا وما باليد سواها حيلة. لكن! أن تتحول القضية الحقوقية وهي اعتقال إنسان بعض النظر عن دينه ولونه وعرقه وجنسه خارج إطار القانون، إلى قضية منافسة "غير شريفة" بين المنظمات السورية المسماة بالحقوقية، من جهة وبين أشخاص "معارضين" تبنوا قضيتها. أمر يتوجب الوقوف عنده، وعلى القائمين على هذه الحرب وقف أوزارها، إنهم يدخلون طل وأمثالها في خضم معركة هن أو هم بغنى عنها.

لا أحد من القائمين على الحملات التي تدعو إلى إطلاق سراح طل الملوحي يعرفها، أو يعرف ذويها، والكل يقتبس "فعل أكثر لباقة من يسرق" المعلومات من الأخر، إلا ما ندر من بعض المصادر التي تقتفي أثر الملوحي بين هنا وهناك، وتقوم بنشر تلك المعلومات كجرعات كيماوية لمريض يصارع سرطان الرأي، فلا أحد من اللجان التي تم إنشاؤها أو من الشخصيات "المعارضة" يعرفون طل الملوحي وعن أسباب اعتقالها، فقد تكون فتاة عادية جداً اعتقلت لأسباب واهية ولا دخل للرأي فيه والتعبير عنه، أو قد تكون هذه الحملات هي من جعلت القضية تتضخم أكثر فأكثر. أو ربما بسبب التعبير عن رأيها، فلا أحد يعرف ماهية الكتابة أو المقالة أو القصيدة التي أدت إلى اعتقالها، فبحسب مدونتها ليست هناك أية إشارة لأي كلام عن حرية الرأي والتعبير وما إلى ذلك، ويستمر الكثيرون بإصرار على أن يتبنوا قضية طل الملوحي كقضية لصالحهم.

بغض النظر عن كل تلك التكهنات، فإن طل الملوحي فتاة سورية شابة كانت تحضر لامتحانات الثانوية العامة، اعتقلت بطريقة أمنية صرفة دون أية مذكرة قضائية، وهي تعتبر في عرف القانون السوري والدولي انتهاكاً صارخاً لأبسط حقوق الحياة، ويمكن أن تكون ببساطة قضية تعرض في الأمم المتحدة لدى المقرر الخاص للاختفاء القسري والاعتقال خارج القانون. لكن ليضع كل واحد منا نفسه مكان والدها أو والدتها، أخيها أو أختها، فلينظر أحدنا إلى القضية ببعدها الإنساني والاجتماعي، قبل أن يتم استغلال قضيتها لأغراض إعلامية أو سياسية.

أنباء نشرت عن أنها متهمة بالتجسس، والذي نشر الخبر يريد أن يوصل رسالة إلى أن المعارضة السورية التي تنشط في الخارج في حملة الملوحي، تدافع عن "عميلة ومتهمة بالتجسس" لكن لصالح من التجسس، إسرائيل مثلاً؟ مصر، العراق، القاعدة، الإخوان المسلمين، ابن لادن... من؟ لماذا لا يعلن صاحب الخبر عن كامل القصة؟

أنباء نشرت عن وفاتها تحت التعذيب، ولم يعر صاحب الخبر وناشره أي اهتمام واحترام لمشاعر العائلة التي تنتظر على أحر من الجمر خبراً عن ابنتهم، فيأتي شخص ما قد يكون وهماً في خضم هذه الثورة الإنترنيتية ويعلن للناس أن طل قد قتلت تحت التعذيب، لينشر بعد ذلك خبر بأنها ما تزال قيد الحياة، فنصدق من؟ ألا يدرك ناشر خبر كهذا مدى الألم الذي يسببه لوالدة طل وعائلتها؟ ما بال الناس تتحكم بمشاعر وأحاسيس أمٍ فقدت ابنتها منذ عدة شهور دون أن تعرف أية معلومة عن حياتها أو موتها؟

لقد تحول الصراع بين منظمات المجتمع المدني والحقوقية منها بالأخص "إن جاز التعبير" والشخصيات المعارضة، من الحرب مع النظام ضد تجاوزاته فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان والمجتمع المدني وحرية التعبير، إلى صراع بين تلك المنظمات نفسها، وبين أشخاص، وبدأت تدك في بعضها بعضاً، متهمة بعضها بعضاً بتهم العمالة والتجسس وغيرها من تهم تعود المجتمع السوري عليها، وباتت تشكل حالة جديدة من الصراع الحقوقي "غير الشريف"، وهذا ما يريده أعداء حقوق الإنسان، الذين يسعون بكل طاقاتهم إلى استنزاف كل تلك الجهود وتحوير الصراع إلى صراع داخلي بين الناشطين الحقوقيين، ومنظمات حقوق الإنسان السورية.

إن حالة التنافس بين تلك المنظمات يجب أن لا تدخل في خانة التلاعب بمصائر الناس وحيواتهم، والباب مفتوح على مصراعيه لأي ناشط أو منظمة للعمل الحقوقي والسياسي، بغض النظر عن الصعوبات التي تواجهنا في هذه النشاطات، فمن يذهب لصيد السمك لا يرجع إلا مبللاً، لكن يجب الكف عن التلاعب بمشاعر وأحاسيس ومصائر العائلات التي تدفع ثمناً باهظاً بسبب اعتقال ابن أو ابنة، والد أو والدة، في حين يستمر القائمون على هذه المنظمات وهذه الحملات بعرض العضلات على حساب آلام الناس.

إن قضية طل الملوحي قضية إنسانية وحقوقية بامتياز، بغض النظر إن كانت ناشطة أو كاتبة أو مثقفة أو غير ذلك، يجب على الجميع التحرك من أجلها، ومن أجل أن تتوحد الجهود في كل مكان لوقف مسلسل الاعتقالات التعسفية في سورية، وعلى كل الناشطين التضامن والعمل من أجل أن يحكم سورية قانون ودستور يحترم كل الناس ويطبق على الجميع وأن يكون للجميع.



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة لا بد منها
- الصيف في بلادنا
- كنائس وجوامع
- محاولات يائسة لتشويه صورة حزب العمال الكردستاني
- الأمة التي ُوهِنت نفسيتها
- في ذكرى مجازر الأرمن.. عندما يكتب الموت رسالة الحياة
- منظمات حقوق الإنسان في سورية.. تمييز أم إهمال في جريمة الرقة ...
- واقتلوا الأكراد حيث وجدتموهم
- آذار ديلان.. أعراس الربيع
- في يومك يا حواء.. أحلام وآلام ورسالة عشق وهيام
- آناهيتا.. رسالة المطر للعشاق
- الكلامُ في سُكرِ السرابِ
- ميلاد مجيد يا أنور البني
- في شأن محاكمة رجال القانون وحماة العدالة
- تركيا والمواجهة الكردية المفتوحة
- هل تتجه تركيا لحل القضية الكردية؟
- في شأن الحب والموسيقى وأحلام كثيرة
- عندما تبث سانا أخبارها بالتركية
- كم الأفواه.. تراجيديا يومية في سورية
- هل يطلق سراح رياض سيف لأسباب إنسانية؟


المزيد.....




- إجلاء قسري لمئات المهاجرين الأفارقة من مخيمات في العاصمة الت ...
- إجلاء مئات المهاجرين المتحدّرين من جنوب الصحراء من مخيمات في ...
- إجلاء قسري لمئات المهاجرين المتحدّرين من جنوب الصحراء من مخي ...
- وقفة أمام مقر الأمم المتحدة في بيروت
- نائب مصري يحذر من خطورة الضغوط الشديدة على بلاده لإدخال النا ...
- الأمم المتحدة: فرار ألف لاجئ من مخيم إثيوبي لفقدان الأمن
- إجلاء مئات المهاجرين الصحراويين قسرا من مخيمات في العاصمة ال ...
- منظمة حقوقية: 4 صحفيات فلسطينيات معتقلات بينهن أم مرضعة
- السفير الروسي ومبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا المستقيل يبحثان ...
- قرابة 1000 لاجئ سوداني يفرون من مخيم للأمم المتحدة في إثيوبي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مسعود عكو - طل الملوحي.. قضية حقوقية أم تنافس منظمات؟