أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - اشرف هاني الياس - الصرخة الكبرى : المسيحيين في الشرق















المزيد.....

الصرخة الكبرى : المسيحيين في الشرق


اشرف هاني الياس

الحوار المتمدن-العدد: 3119 - 2010 / 9 / 8 - 08:42
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    



لم تكن الكراهية تثيرني كثيرا,ولكنها بدأت تعذبني فهي تدخلني وسط دهاليزها وتسد وراءها كل الأبواب والمنافذ ,اشعر بنفسي أحيانا وأنا استعد لكتابة الحكاية ,مثل الخائف من خديعات النفس والأدب التي تكشف بشكل غير تلقائي مدافن أريد الاحتفاظ بها لنفسي ولكن فجأة أراني بشكل غير إرادي مثل فراشه منكسرة تود الكتابة لأنها مسكونة بالنور وكلما اقتربت من الحقيقة "النار" زاد يقينها أنها هالكة دون محالة , مثلما أنه لا يمكننا التحكم في ضربات قلوبنا لا يمكننا أيضاً اتخاذ قرار موضوعي بالكره والعنصرية! فعضلة القلب عضلة لا إرادية، وكذلك هو شعور الكراهية والعنصرية، لا إرادي ومرهونٌ بشروط سيكولوجية حرة تتعلق بالإنسان نفسه وبالبيئة التي تربى فيها.
أن صور الكراهية كثيرة تبدأ من جانب واحد ولكنها تأخذ صفة الشمولية ومن ثم تتفرع إلى الكراهية الدينية وغيرها, والمقصود بالكراهية الدينية, ذلك النمط من الكراهية الذي يتصل بالمجال الديني ويتحدد به, إما من جهة المعنى والتفسير , أو من جهة الباعث والمنطلق, أو من جهة الرؤية والموقف , وفي الغالب تنشأ الكراهية الدينية متأثرة بالاختلافات التي لها علاقة بالدين, وعندها تتحول الاختلافات إلى كراهية على مستوى النظر أو التعامل مع المختلف.
أن ثقافة الكراهية هي المسيطرة على واقعنا السياسي وواقعنا الاجتماعي والثقافي والديني ,فهذه الكراهية هي نوع من الانتحار الحضاري , وهذه حقيقة ما تمر بة المنطقة بجميع معتقداتها الدينية والمذهبية ، إننا نمر بمرحلة جنون الهوس العقائدي الموروث في ظل غياب الحكمة والأخلاق والإنسانية والرحمة فأصبحت الكراهية سيدة الموقف الذي ستنتهي حتما على تلال من جماجم الأبرياء,ويعود ذلك لترسبات وإعلاميات الماضي وثقافات الماضي وشعارات الماضي ، التي أنجبت كل الموبقات ، ووّلدت كل الأحقاد وزرعت الفتن وولدت العنف والعنصرية بين الشعوب , فأنا لا يزعجني ألا أولئك أصحاب العمامات البيضاء وأولئك الذين يلبسون زيي يختلف عنا حيث يجعلهم مميزون في أنظار الشعب , يبثون كراهيتهم الدينية عندما يعتلون منابر الدفاع عن دينهم وتعاليمهم الهشة ومذاهبهم وأيديولوجيتهم وتاريخهم ويستنفرون بذلك كل أساليبهم الدفاعية والاستحكامية للدفاع عن أنفسهم بكل أسلحتهم الخطابية الفتاكة والمحرضة التي بلى الزمان من كثر الأفواه التي نفثتها ، وبكل صراخهم النابذ والرافض للآخر والمهمّش له ولكيانه وحتى الرافض لأقل حقوقه الشرعية منها أو الاجتماعية ، فإنهم بذلك يستحضرون وسيتفرغون مخزون ثقافتهم التلقينية والشفهية بشكل تعصبي ينبع من منطلق الجهل والعنصرية,وكل ذلك لأنهم يؤمنون في أعماقهم أن الذي يشتمونه ويترصدون له بالشر و بالكراهية والبغض أكثر تقدما وثراء وثقافة منهم وهو نتيجة شعور طبيعي متراكم , يولد الأحقاد إزاء العجز عن مواجهه هذا المختلف.

وبعد المعاناة....هنالك هجرة

في ظل الحديث المتقطع عن الهجرة المسيحية في الشرق, أقص عليكم يا أحبائي دلائل كافية يحاول من خلالها الإنسان المسيحي البحث عن الهجرة لتحرير نفسه من الضغوطات النفسية والحياتية التي يمر بها ,فتكون الهجرة الحل الأنسب لهذه الشريحة التي تعاني من وباء العنصرية, في مصر وهي أكبر دولة أسلامية عربية ، هجوم جبان ومعايدة على المصليين الأقباط الأرثوذكس بعد قداس عيد الميلاد المجيد ونجم عنه ثمانية قتلى , في ألعراق تهديد ووعيد. جزية. كنائس مهدمّة. كهنة مذبوحون. معاناة ارتسمت معالمها في العراق منذ سنين ومازالت تحدد حيثياتها بالدم، فليس سهلاً أن يعيش المسيحيون الاضطهاد وأن يصمدوا في وطن مشتت خالً ,دون أي حماية ليتحولوا إلى غرباء في أوطانهم,حيث طالت الاعتداءات المتتالية على الفتيات المسيحيات غير المحجبات، والاعتداء على منازل المسيحيين وحرماتهم وأرواحهم ,وقد قتل عدد كبير من المسيحيين المسالمين نتيجة لهذه السياسة القذرة وحسب تقديرات وسائل الإعلام أضطر النزوح والهجرة من العراق ما يقارب 600 ألف مواطن مسيحي عراقي ,وفي فلسطين تراجعت أعداد المسيحيين من 17% من تعداد السكان إلى أقل من 2% حاليا, بفعل أسلمه القضية الفلسطينية وسيطرة المتشددين على الشارع الفلسطيني ، وتراجع عدد السكان المسيحيين في أورشليم القدس حيث أن بحسب دراسة أجرتها "بي بي سي"، تشير الإحصائيات إلى أن نسبة المسيحيين في القدس في العشرينات من القرن الماضي كانت تقترب من حوالي 50% من سكان المدينة المقدسة بينما وصلت إليوم أقل من 10% في القدس الشرقية, وفي دولة إسرائيل الديمقراطية تم الكشف قبل شهر تقريبا عن خلية إرهابية في منطقة الجليل خططت لاغتيال الحبر الأعظم عند زيارته الأخيرة للناصرة ,مستذكرا أيضا أحداث داخليه مؤسفة ضد المسيحيين في الجليل كأحداث المغار والناصرة وشفا عمرو وعيلبون وغيرها من البلدان دون الإسهاب بأسبابها مع التذكير بأن في جميع الأحداث قد أغلقت الملفات دون محاسبة المسئولين.
فقد خسر مسيحيو الشرق الأوسط في السباق الديموغرافي بينهم وبين المسلمين شركاءهم في الأوطان، بفعل عوامل التناسل والهجرة الاختيارية والقسرية وذلك بسبب العنصرية التي تبث اتجاههم ونتيجة للاعتداء على أرواحهم ولعوامل الضغوطات والإغراءات التي تستهدفهم لكي يتركوا هذا الشرق الحبيب , هذه الاعتداءات تظهر مرة أخرى مدى التعصب الشديد ضد المختلف دينيا والتي تقوم بها بعض الجماعات الإرهابية دون أية قوانين وضعية دنيوية أو أي منطق إنساني عادل، هذا عدا أن تلك الانتهاكات إساءة لسمعة وإجحاف بحق الأمم والشعوب التي تنتمي إليها تلك الجماعات التي تصدر وتشَرْعِ أحكام إجرامية عفا عليها الزمن دون اللجوء إلى الشعوب التي تنتمي أليها.
أن هذه الاعتداءات ما هي ألا دلالة تامة على أن الثقافة المسمية بالإرهاب تعاني من خطر حضاري كبير, وتوجهاتها نحو رفض الأخر وكراهية الغير ونحو استخدام العنف وقتل المسلم والغير مسلم, ناهيك على أن الإسلام السياسي حافل ببدع غسل العقول والأدمغة , فنجد أن الظواهري وبن لادن هم صناع الكراهية الدينية في العراق والعالم وهم مثالا للقوة التي استطاعت تدمير العلاقات والانسجام بين السنة والشيعة في مجتمع ذو طابع إسلامي ,ولا ننسى أن الفقر والاضطهاد والتخلف العلمي هو سبب نشوء هذه الجماعات الإرهابية , وانحياز الغرب والولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا ممثلة بالدول العظمة بالتحديد ضد المسلمين بعد أحداث 11 سبتمبر ,كفيل لتهيئة الأرضية المناسبة لبناء أمارات أسلامية متشددة ومنغلقة تكره "الصليبيين" والغرب وتحاربهم أينما كانوا , غزو العراق وأفغانستان على أيدي الغرب وقتل الآلاف من العراقيين دون أي ذنب يذكر كلها أيضا تصب في خانة الكراهية والعنصرية , ولكن هذا لا يعني أن تقتل وتحارب جارك وصديقك , أخوك الذي تقاسم معك الخبز والماء والحياة والوطن.
يا أحبائي لكي يقوم الدين بوظيفته يجب حفظه من داء التطرف, لأن مفهوم التطرف يلغي وظيفة الدين الأساسية الممثلة بمحبة الأخر وقبوله ويجر إلى توظيفه في غير ما وضع له، بل إلى استعماله ضد الخلق والخالق ,أن معظم الديانات السماوية تنادي باقتلاع جذور الكراهية واستبدالها بشعور المحبة التي هي بلسم في شفاء كل الأمراض,وإذا توج الإنسان المؤمن بالله والوطن جل وقته فدى تعاليم وشريعة الكتاب المقدس أو القران الكريم أو التوراة وعمل كل منا بحسب وصايا كتابة وشريعته لذقنا طعم السلام في هذا العالم.
وأخيرا أؤكد لكم,أن ثقافة السلام هي أولا وقبل كل شيء، ثقافة للسلام مع الله، وبالتالي فهي ثقافة للسلام مع خلقه، أفرادا وجماعات، ثقافة ضد التطرف سواء بدافع قوة السلاح أو باسم الدين، أقولها بدون خوف ولا تردد , كفى للإقصاء كفى للإلغاء لا للتهميش لا للتعصب لا للقتل , كفى لبث الكراهية ولنبادر ببناء الثقة بيننا , نعم لقبول ألأخر والحوار الحر والتسامح الحقيقي الذي يحافظ على أهم مبادئ الإنسانية,فنحن أخوة بهذه الإنسانية , وحقوق الإنسان هي دين العصر الذي يجب أن نقتدي بها ونعيشها وهي من صلب كل الأديان الإنسانية الداعية للمحبة والسلام والعدل والتسامح , فما يتوافق مع حقوق الإنسان فخذوه وما يتعارض معها اتركوه لان الدين الذي لا يحترم الإنسان , دين لا خير ولا محبه فيه.



#اشرف_هاني_الياس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شفاعمرو: جرس كنيستنا يقرع لا ننكسر
- كفى للكراهية
- الهدف من الحياه
- العنف ضد المرأة.. مجزرة مستمره
- هجرة مسيحيي الشرق


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - اشرف هاني الياس - الصرخة الكبرى : المسيحيين في الشرق