أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - اشرف هاني الياس - كفى للكراهية














المزيد.....

كفى للكراهية


اشرف هاني الياس

الحوار المتمدن-العدد: 2693 - 2009 / 6 / 30 - 05:30
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


سألني شخص, يا اشرف لماذا بمعظم كتاباتك لا تستبشر خيراً فكان جوابي بسيط لأنة ما من خير بهذه الدنيا.
عندما كنت صغيرا كنت أسأل نفسي لماذا الحياة معقدة إلى هذا الحد ؟ ولماذا العمر لا ينتظرنا قليلا ريثما نحل مشاكلنا ويواصل مسيرته ؟ أما اليوم عندما صرت كبيرا أدركت أن العمر كالساعة لا يتوقف ولا ينتظر, أن الحياة لم تدللني كثيرا ولكني أجبرتها على الأقل بأن تستمع ألي والى أنيني الكبير , واليوم فتحت عيني متأخراً قليلا , حيث كانت تفاصيل الدنيا تغيرت والزمن صار أكثر بؤساً.
الأسئلة ؟ دوما الأسئلة ولا شيء غير الأسئلة المستعصية , أنها تعذبني فهي تدخلني وسط دهاليزها وتسد وراءها كل الأبواب والمنافذ ,اشعر بنفسي أحيانا وأنا استعد لكتابة الحكاية ,مثل الخائف من خديعات النفس والأدب التي تكشف بشكل غير تلقائي مدافن أريد الاحتفاظ بها لنفسي وفي أحيان أخرى أراني مثل فراشه منكسرة خائفة ولكنها مسكونة بالنور وكلما اقتربت من الحقيقة -"النار-" زاد يقينها أنها هالكة دون محالة.
هل أوضاعنا بكل هذا السوء؟ هل تريد أن نهرب من شيء هو فينا ؟
نعم حتى أننا في بلداننا كلما سقطت حجرة قديمة لا أحد يرجعها , تبقى هناك نائمة في مكانها حتى تلحق بها أختها وهكذا إلى أن يندثر المعلم نهائيا..يا لها من بلاغة شقية أستعنتها لوصف حالنا البائسة التي أصبحت تلملم بقايا جثث الإنسانية من داخلنا.
ما أعذب من المحبة ؟ وما أنقى من صفاء الأنفس والقلوب؟ وما أحوجنا إلى التواد والرحمة في زمن نفث سمومه في كل مكان ؟ وما أجمل من تقارب القلوب ؟ ما الذي أصاب مجتمعاتنا في هذا العالم كي تغدو كارهة حتى لنفسها ومكروهة الثقافة , وتأكل الأحقاد البالية القلوب دون رحمة؟ لماذا أصبحنا نكره بعضنا بعضا لهذا الحد ؟ ما الذي شتّت الوازع الإنساني الذي بشّرت بة كل الأديان السماوية؟ ما سر الفرقة التي غدت علامة فارقة لأممنا المنكودة القاسية ؟ ما سر التعّلق بتاريخ يعج بكل البشاعات وما سر الهروب من الحاضر الصعب الذي نعيش فيه ويعيش فينا ؟ ما سر كراهية التي يبثها المتعصبين مهما كان نوعهم ودينهم وشكلهم لكل من يعارض أسلوبهم ؟ كيف أينعت ثقافة الكراهية في قلوب خلقها الله كما خلق كل شيء جميل ، وغابت المودة عنها ؟؟
الكراهية والعنصرية والطائفية كلمات ليست ككل الكلمات ولم تعد مجرد كلمات ومصطلحات بل فاقت كل التوقعات وأصبحت تشكل مسار أساسي يومي لمعظم البشر. قتل,دمار,حروب,جرائم,سرقات كلها كلمات تنبع من عينة واحدة ومن مكان واحد لها هدف واحد , فقد أصبح العنف بكل تفرعاته وأشكاله اللعبة الممتعة للبعض والسلعة الرخيصة التي تسوق بكثافة لأن زبائنها هم الأكثر جهلاً .
مخيف هذا الكم الهائل من الكراهية و العنف و النفاق الاجتماعي الذي يحفل به مجتمعنا بكل فئاته...فهذا الواقع الأليم الذي نعيشه يفتك الجسد رويدا رويدا والنهاية هي مأساوية ولا شك بذلك.
أن صور الكراهية كثيرة تبدأ من جانب واحد ولكنها تأخذ صفة الشمولية فمنها الكراهية الشخصية ومنها الكراهية الدينية وغيرها,لذا نرى أن معظم الأديان السماوية قد نادت باقتلاع جذور الكراهية واستبدالها بشعور المحبة التي هي بلسم في شفاء كل الأمراض.
أني أعترف يا أحبائي بأن ثقافة الكراهية هي المسيطرة على واقعنا السياسي وواقعنا الاجتماعي والثقافي والديني ,فهذه الكراهية ليست موجودة لدينا فحسب، بل في كل العالم ,أن ترسبات وسياسات الماضي وإعلاميات الماضي وثقافات الماضي وشعارات الماضي الذي عايشناه ، قد أنجب كل الموبقات ، ووّلد كل الأحقاد وزرع الفتن وولد الكراهية والعنف والعنصرية بين شطائر المجتمعات التي نحيا بة.
لا يزعجني ألا أولئك أصحاب العمامات البيضاء وأولئك الذين يلبسون زيّا يختلف عنا حيث يجعلهم مميزون في أنظار الشعب , يبثون كراهيتهم الدينية عندما يعتلون منابر الدفاع عن دينهم وتعاليمهم الهشة ومذاهبهم وأيديولوجيتهم وتاريخهم ويستنفرون بذلك كل أساليبهم الدفاعية والاستحكامية للدفاع عن أنفسهم بكل أسلحتهم الخطابية الفتاكة وبكل شعاراتهم الرنانة المحرضة التي بلى الزمان من كثر الأفواه التي نفثتها ، وبكل صراخهم النابذ والرافض شر رفوض للآخر والمهمّش له ولكيانه ولوجوده وحتى الرافض لأقل حقوقه الشرعية منها أو الاجتماعية ، فإنهم بذلك يستحضرون وسيتفرغون مخزون ثقافتهم التلقينية والشفهية بشكل تعصبي ينبع من الجهل والحقد وكراهية ,وكل ذلك لأنهم يؤمنون في أعماقهم أن الذي يشتمونه ويترصدونة بالشر و بالكراهية والبغض متفوق عليهم بكل المجالات الاجتماعية منها أو العلمية ، أو حتى الثقافية.
ولكن مثلما أنه لا يمكننا التحكم في ضربات قلوبنا لا يمكننا أيضاً اتخاذ قرار موضوعي بالكره والعنصرية! عضلة القلب عضلة لا إرادية، وكذلك هو شعور الكراهية والعنصرية، لا إرادي ومرهونٌ بشروط سيكولوجية حرة تتعلق بألإنسان نفسه وبالبيئة التي تربى بها.
أقولها بدون خوف ولا تردد , كفى للإقصاء كفى للإلغاء لا للتهميش لا للتعصب لا للقتل , كفى لبث الكراهية ولنبادر ببناء الثقة بيننا , نعم لقبول ألأخر والحوار الحر والتسامح الحقيقي الذي يحافظ على أهم مبادئ الإنسانية,فنحن أخوة بهذة الإنسانية , وحقوق الإنسان هي دين العصر الذي يجب أن نقتدي بها ونعيشها وهي من صلب كل الأديان ألإنسانية الداعية للمحبة والسلام والعدل والتسامح ,فما يتوافق مع حقوق الإنسان فخذوه وما يتعارض معها اتركوه لان الدين الذي لا يحترم الإنسان دين لا خير ولا محبة فيه.





#اشرف_هاني_الياس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهدف من الحياه
- العنف ضد المرأة.. مجزرة مستمره
- هجرة مسيحيي الشرق


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - اشرف هاني الياس - كفى للكراهية