أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - لطفي حاتم - العولمة الرأسمالية وتدويل الوظيفة الأمنيه















المزيد.....

العولمة الرأسمالية وتدويل الوظيفة الأمنيه


لطفي حاتم

الحوار المتمدن-العدد: 941 - 2004 / 8 / 30 - 09:41
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


شهدت السنوات الأخيرة سجالات فكريه حول العديد من الظواهر الاقتصادية / السياسية التي أفرزتها العولمة الرأسمالية، وتركزت هذه السجالات حول قضايا فكرية محوريه مثل العولمة وميول التبعية والتهميش ، الشرعية الدولية وتنامي استخدام القوة في العلاقات الدولية ......الخ من الموضوعات والإشكالات الفكرية / السياسية.
استنادا إلى تلك الظواهر حاول الكثير من الباحثين والمختصين استكشاف الملامح الناهضة لعالم راس المال في مرحلته الجديدة وبالرغم من تلك الجهود الكبيرة والنتائج المثمرة التي أسفرت عنها إلا أن دوافع البحث والاجتهاد تبقى مستمرة مادام (عالمنا الجديد ) لم تكتمل ركائز بناءه بعد .
محاولة أولية في هذا الجهد الكبير أسعى إلى دراسة المتغيرات الجديدة الحاصلة على الوظيفة البوليسية للدولة الأمريكية المعاصرة.

ملامح تدويل الوظيفة الأمنية

من السمات الجديدة في العلاقات الدولية تسارع عمليات التشابك الدولي بين أنشطة الأجهزة الامنيه / المخابراتيه، ويستند هذا التداخل إلى ظواهر عديدة أنتجتها وحدانية التطور الرأسمالي والتي يمكن تأشيرها : ـ

1 : ـ تداخل المصالح الدولية/ الوطنية: ـ

من المفيد التذكير إن تدويل علاقات الإنتاج الرأسمالية أحدث سلسلة من الترابطات والاختراقات الاقتصادية / السياسية / الأمنية بين دول العالم ، واستنادا إلى تلك الترابطات تشير التجربة إلى إن تداخل الأجندة الأمنية/ الاستخباراتيه بين دول العالم اتخذ مستويين: ــ
الأول منهما تميز بتشابك وتداخل الأنشطة الامنية / المخابراتية المعتمدة في المراكز الإمبريالية والذي تطور على أساس مكافحة تهريب المخدرات / الجريمة المنظمة / والحد من الهجرة اللاقانونية.
أما المستوى الثاني فتمثل بالترابط المتزايد بين المراكز الرأسمالية والدول الوطنية حيث اتخذ هذا الترابط أشكالا مختلفة منها التعاون الثنائي أو التعاون الإقليمي الذي يهدف إلى عقد اتفاقات أمنيه لتبادل المعلومات التي تساعد على ضبط الصراعات الاجتماعية والإقليمية لصالح ( الاستقرار السياسي ). والملاحظ إن علاقات التوازن اختلت في السنوات الأخيرة لصالح الأجهزة السرية لدول المركز الرأسمالي، حيث تمكنت هذه الدول من بناء شبكات إستخباراتيه ومكاتب علنية تحت واجهات وطنية ودولية (1 ).
إن اختلال التعاون الأمني لصالح دولة الهيمنة الرأسمالية يستند إلى تعدد المهام التي تقوم بها الأجهزة المخابراتيه التي تتعدى الإطارات التقليدية للتعاون والتي يمكن تحديدها بــ : ـ
أ ـ رصد الاتجاهات ألعامة لتناقض وتطور البنية الاقتصادية / الاجتماعية للدولة الوطنية وهنا من المفيد التأكيد على أن الأجهزة المخابراتية تعير اهتماماً كبيراً للتناقضات الاثنية/ الدينية بغية حصرها وفحص تطورها لغرض تفجيرها وتدويلها عند اختلال علاقات الهيمنة.
ب ـ اختراق المنظمات والأحزاب السياسية لغرض التأثير على توجهاتها السياسية وأساليبها الكفاحية،وتتخذ عمليات اختراق منظومة البلاد السياسية أبعادا جديدة حينما تعمد الأجهزة الإستخباراتية إلى إنشاء وتمويل العديد من الأنشطة الثقافية والفعاليات السياسية بهدف إضعاف الرأي العام الوطني وتفتيته عبر ولاءات عرقية/ طائفية.

2 ـ التداخل الوظيفي بين أمن الدولة وأمن الشركات الاحتكارية: ـ

أدت عمليات التدويل الجارية إلى تزايد تأثير الشركات الاحتكارية في السياسة الدولية، وبقدر ما تشير عمليات الاندماج المتسارعة إلى تمركز العديد من الأنشطة الاقتصادية بيد الشركات الكبرى تتنامى الحاجة إلى حصر فعالية وإدارة الوظائف الأمنية للشركات الاحتكارية والمتمثلة بالأمن الصناعي والتجاري ، الحماية الشخصية لمدراء الشركات ، التجسس على الشركات الأخرى، تشريع وتنفيذ القوانين الخاصة بالحياة الداخلية للشركة الاحتكارية ، حراسة المنشآت ، إدارة وتوجيه العناصر المسلحة...... الخ بيد طواقم أمنيه ومخابراتيه تابعه لتلك الشركات.
إن المهام المتعددة الجوانب والمشار إليها لا يمكن لدولة المنشأ تأمينها للشركات الدولية لهذا فان الوظائف الأمنية لهذه الشركة الاحتكارية أو تلك ترتبط بعدة دول الأمر الذي يحول الشركات الاحتكارية إلى مراكز استخباراتيه تتشابك مهامها الأمنية مع مهام الأجهزة / الاستخباراتيه للدول الأخرى، وبهذا المعنى يمكن القول إن الشركات الاحتكارية وبسبب تشعب مصالحها وتعدد ارتباطاتها تشكل القوه الحقيقية القادرة على توظيف السياسية الأمنية لدول المراكز الرأسمالية في خدمة مصالحها الدولية .

3ـ خصخصة الأجهزة الامنيه /المخابراتيه: ـ

من الظواهر الجديدة في السياسة الدولية ظهور مكاتب خاصة تعمل على تقديم الخدمات الأمنية/ العسكرية وتشير هذه الظاهرة إلى أن الدولة الرأسمالية لم تعد هي الجهة الوحيدة المخولة بإنشاء الأجهزة السرية ، بل أن هناك ميولا متسارعة نحو خصخصة هذا الجانب الاحتكاري للدولة . بهذا الاتجاه تمكنت قوى مشكلة من عسكريين ورجال مخابرات،للسلاح، حرب، ومرتزقة من إنشاء مكاتب خاصة تقدم المشورة، والحماية ألشخصية لرجال الأعمال.وتقوم بأعمال الوساطة لشراء الأسلحة من الشركات المنتجة للسلاح، فضلا عن تشكيل فرق مسلحة ، وتقديم خدمات عسكريه لأطراف متنازعة في بلدان العالم الثالث ( 2 ).
وهنا من الضروري التأكيد على أن الدولة الأمريكية تعمل من جانبها على تشجيع إنشاء مثل هذه المراكز التخصصية للاستفادة منها في الأنشطة السرية التي لا ترغب الدولة القيام بها . بمعنى آخر إن هذه المراكز تشكل امتدادا وظيفيا للدولة بأشكال غير رسميه. وتأكيدا لتلك الموضوعة يشير ريتشارد لايفيرالى ( وجود العديد من الشركات الخاصة التي تضم قدامى السي أي إيه وضباطا متقاعدين وموظفين سابقين في البنتاغون ،حيث تتصرف هذه الشركات وكأنها انبثاق عن السي آي إيه والبنتاغون وان كانت ليست منهما) ( 3 ) .
إن التشابك الوظيفي بين الأجهزة السرية للدولة وبين الشركات الأمنية الخاصة يترافق مع ترابط آخر بين الأجهزة السرية والمنظمات الإرهابية التي يجري دعمها ورعايتها بالمال والسلاح من خلال آلية تستند إلى تجارة المخدرات وشبكات تبييض الأموال .وبهذا الاتجاه تشكل الظاهرة الأفغانية نموذجا لتعاون وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مع المنظمات الإرهابية، حيث تسعى الأجهزة السرية للوكالة إلى إضفاء صفة الشرعية على نشاط هذه المنظمات من خلال صياغة خطاب سياسي يستند على دمج الطموحات القومية بتوجهات دينية سلفيه. وبذات المنحى يلاحظ أن وكالة المخابرات المركزية عمدت في السنين الأخيرة إلى دعم حركات سياسية
مناوئة لأنظمة حكم إرهابية ساعية بذلك إلى تشكيل غطاء سياسي داخلي مساند لها عند احتدام الصراعات السياسية / الاجتماعية وتنامي أفق التغيير الديمقراطي في تلك البلدان.

4 ـ ترابط الوظيفة الأمنية مع الوظيفة الأيديولوجية: ـ

تشكل نظرية( المخابرات الشمولية) جزأً فعالا من آلة الدولة الرأسمالية ، حيث تستند فعاليتها على الترابط بين الأجهزة الاستخباراتيه والوظائف الأيديولوجية/ الإعلامية للدولة،وعلى أساس ذلك التفاعل تشكلت أجهزة ثقافية / إعلامية متخصصة في إنتاج وصياغة التقارير المشوهة،والعمل على تزوير الوقائع بهدف خلق رأى عام مساند للتداخلات العسكرية ومباركة الأنشطة السرية . وتشير العديد من الدراسات إلى أن دائرة العمليات السرية في وكالة المخابرات المركزية نجحت في تمويل الكثير من برامج الكليات ، والجمعيات الثقافية ،والمراكز البحثية ( 4 ) ويؤكد بعض الباحثين على إن الأجهزة المخابراتيه تعمل على استمالة العقول المبدعة بهدف استثمارها في إنتاج الكثير من الرؤى والنظريات التي تبرر ،وتأبد وحدانية التطور الرأسمالي ( 5 ) .
إن تأثير المخابرات المركزية على العقول المبدعة اتخذ أشكالا إرهابية في سنوات الحرب الباردة ،حيث تعرض الكثير من الكتاب والباحثين والمثقفين إلى ضغوطات مالية ونفسيه بغية توظيفهم لصالح المنتديات والمؤسسات التي ترعاها الدوائر السرية ( 6 ) .

الهوامش

1 ــ تنتشر مكاتب السي . آي. إيه. في العديد من العواصم العربية. ويعد التعاون ألمخابراتي بين الموساد والسي.آي ، إيه . والميت التركي نموذجا" للتعاون الإقليمي.
2 ــ من هذه الشركات شركة سوكوم وهي عبارة عن وحدات عسكريه أمريكية خاصة تضم ) 47 ( ألف مجند يطلق عليهم اسم ) المحاربين الدبلوماسيين ( . ب.عب هذه الشركة دورا" هاما" في مواجهة الصراعات في القارة الأفريقية وتتمتع شركة أم. ب . أر. آي . التي تأسست في عام 1987 برئاسة الجنرال الأمريكي المتقاعد فيرثون لويس بأهمية خاصة كونها تضم ألفي عسكري سابق يعتبرون من أهم خبراء الحرب في العالم. وتعرف هذه الشركة باسم ) شركة الحروب الخاصة ( حيث تشارك عدة دول في تدريب قواتها.
ــ انظر ريتشارد لايفيير/ دولارات الرعب عرض وتقديم د. سعيد للاوندي
الأهرام 31 تموز 1999.
3 ــ نفس المصدر .
4 ــ سرغييف وكالة المخابرات المركزية بدون قناع . دار التقدم 1988.
5 ــ يعمل صموئيل هنتنغتون مستشارا" لعدة مؤسسات حكومية منها وزارة الدفاع الأمريكية ، وكالة الاستخبارات الأمريكية . انظر سارج لانغ / أراء سياسية بصياغات نظريه مغلوطة . السفير 5 ايار 1999
6ــ فرانسيس سنتور ) من يدفع التكاليف ( عرض فاضل السلطاني . نضال الشعب العدد 667 .



#لطفي_حاتم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنحسار الفكر الاشتراكي والمنظومة السياسية لليسار الديمقراطي
- النزعة الإرهابية وسماتها التاريخية
- الإرهاب وتغيرات السياسة الأمريكية
- انتقال السلطة وازدواجية الهيمنة في العراق
- أفكار حول انتقال السطة ومهام اليسار الديمقراطي
- الليبرالية وتجلياتها في لغة اليسار السياسية
- المرحلة الانتقالية وبناء شكل الدولة العراقية
- رؤية مكثفة لقضايا شائكة
- موضوعات عامه حول الاسلام السياسي في العراق
- مكافحة الارهاب واصلاح السلطة الفلسطينية
- الشرعية الدوليه واختلال مبدأ السيادة الوطنيه


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - لطفي حاتم - العولمة الرأسمالية وتدويل الوظيفة الأمنيه