أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - لطفي حاتم - النزعة الإرهابية وسماتها التاريخية















المزيد.....

النزعة الإرهابية وسماتها التاريخية


لطفي حاتم

الحوار المتمدن-العدد: 931 - 2004 / 8 / 20 - 12:05
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بدا" يتحتم التأكيد على انه ليس هناك موضوعة تعرضت للتشويش والتلفيق والغموض أكثر من موضوعة الإرهاب حيث يعمد الفكر التلفيقي إلى إطلاق صفات شمولية على كل الأعمال العنفية المشروعة منها وغير المشروعة في محاولة لإحاطة الفوارق الجوهرية بالتعتيم والتشويش من جهة , وعدم الارتكان إلى اللوائح القانونية/
الدولية المساندة للأساليب المشروعة والمقرة من قبل الأسرة الدولية من جهة أخرى .. وبهدف التشويش عمدت الأوساط السياسية والحقوقية في المراكز الرأسمالية إلى إجهاض أية محاولة جادة لتعريف الإرهاب الدولي من قبل الأسرة الدولية. ويكمن جوهر ذلك النهج الشكلي في ابتعاد المؤسسات الحقوقية/ البحثية في المراكز الرأسمالية عن الخوض في الجذور الواقعية الكامنة في تطور مستويات التشكيلة الرأسمالية المتناقض وتجليات حركة قوانينها الاقتصادية/السياسية التي تشكل بدورها المحيط المولد والحاضن لنزعات التطرف والإرهاب.ورغم نهج التعتيم على جوهر الإرهاب فقد جهد العديد من رجال القانون اليبراليين إلى إعطاء تعريفات مبهمة للإرهاب . فمثلا" أعطى رجل القانون البولوني جرزي فاسيورسكي تعريفا" للإرهاب السياسي على انه [ منهج فعل إجرامي يرمي الفاعل من خلاله إلى فرض سيطرته على المجتمع والدولة] (1) . وبذات المعنى صاغت الولايات المتحدة الأمريكية تعريفا" للإرهاب ينص على انه ـ الإرهاب ـ [ تهديدا" باستجدام القوة أو استخدام أعمال العنف لغرض بلوغ مفهوم سياسي رمزي لإجل ممارسة تأثير سيكولوجي ليس فقط على تلك المجموعات من الناس الموجه إليها هذه الأعمال بل وعلى فئات أوسع من السكان]. (2)
أما ممثل أمريكا في اللجنة الخاصة لتحديد الإرهاب المشكلة عام 1973 فقد أشار إلى أن الإرهاب [هو كل شخص يقتل شخصا" آخر في ظروف مخالفة للقانون أو يسبب له ضررا" جسديا" بالغا" أو يخطفه أو يحاول القيام بفعل كهذا أو يشارك شخص قام أو حاول القيام بفعل كهذا](3). وتواصلا" مع سياسة التشويه فقد قدمت فرنسا تعريفها للإرهاب مؤكدة على [انه عمل بربري شنيع] (4). ومن جانبها عرفت فنزويلا الإرهاب على انه [عمل عنيف يخالف الأخلاق الاجتماعية ويشكل اغتصابا" لكرامة الشخص الإنساني ] (5). وأخيرا" أدلت إسرائيل بدلوها في تعريف الإرهاب حيث أكدت على لسان بنيامين نتنياهو على[ان العامل المميز للإرهاب هو القتل والتشويه العمديين والمنهجيين للمدنيين المصمم لزرع الخوف (6).
إن ملاحظه عابره لتعريف الإرهاب المعطى من قبل الحقوقيين الليبراليين ورجال السياسة في المراكز الرأسمالية يسمح لنا بتقديم الآراء التالية: ــ
: ــ تجهد دبلوماسية المراكز الرأسمالية على إطلاق الصفة الشمولية على كل الأعمال المشروعة والإرهابية في محاوله لإحاطة هذه الفوارق بالتعتيم المتعمد وعدم النظر إلى التشريعات الدولية التي تركز على (الحق الراسخ في تقرير المصير واستقلال جميع الشعوب التي توجد تحت الأنظمة الاستعمارية والعنصرية وسائر أشكال السيطرة الأجنبية ) بكلام أخر تمييع الحدود الفاصلة بين
العنف السياسي المشروع كنشاط يتوخى تحقيق وأغراض إنسانية يكفلها القانون الدولي وبين الإرهاب كممارسة إجرامية ضد الناس ومصالحهم الإنسانية.
ــ التعتيم على البيئة الاقتصادية الوطنية/ الدولية المولدة لنزعة الإرهاب والمتمثلة بعسكرة السياسة الدولية واتساع القوى الاجتماعية المهمشة بعد انهيار دور الدول الوطنية في ضبط التوازنات الاجتماعية.
بعد هذا الاستعراض المكثف لمفهوم الإرهاب لدى دبلوماسية المراكز الرأسمالية نحاول التعرض بشكل سريع إلى الإرهاب الدولي وسماته الجديدة في الظروف التاريخية الملموسة متجاوزين إرهاب الدولة بشكليه إرهاب المراكز الرأسمالية واستخدامها القوة في العلاقات الدولية وإرهاب الدولة الاستبدادية ضد مواطنيها وخصومها السياسيين رغم إن هذين النموذجين من الإرهاب يشكلان منبعا" أساسيا" من منابع الإرهاب على المستويين الوطني/الدولي .
إن تشخيص مستويات التداخل بين المنظمات الإرهابية وأنشطتها المختلفة وتعيين عمق التشابك بين أجندتها المختلفة يشترط تحديد سماتها الجديدة والمتمثلة بـــ :
1 : ــ تنسيق متعدد المستويات بين المنظمات الإرهابية والذي يجد تعبيره في شكلين
(أ)ـ تنسيق الأنشطة والفعاليات بين التيارات السلفية خاصة الدينية منها في الحلقات الضعيفة من التشكيلة الرأسمالية المعولمة .
(ب)ـ التعاون المشترك بين المنظمات العنصرية/اليمينية المتطرفة في المراكز الرأسمالية المتطورة .
2 : ــ يرتقي التشابك بين المنظمات الإرهابية وبين المافيا الدولية إلى مستوى الاندماج الذي تشترطه عمليات غسل الأموال وإعادة توظيفها . بكلام أخر إن تزاوج النزعة الإرهابية وفعاليات المافيا الدولية تترابط والحركة العامة لراس المال المدول الذي يعمل بدوره على توطيد الروابط بين الإرهاب وأشكال الجريمة المنظمة .(7)
3 : ــ أفضى تشابك البنية التنظيمية للمنظمات الإرهابية والاقتصاد المافيوي إلى بناء الروابط الضرورية مع الأجهزة
البيروقراطية للدولة الرأسمالية من خلال تغلغل عناصر المنظمات المتطرفة في أجهزة الدولة المختلفة وما يعنيه ذلك من إضفاء الحماية والشرعية على أنشطتهما المختلفة .
4 : ــ إن الروابط الموضوعية بين المنظمات الإرهابية وحركة راس المال تتسم بقدرة المنظمات الإرهابية على امتلاك /استخدام التكنولوجيا المتطورة وما يعنيه ذلك من أن طبيعة الصراع بين الأجهزة الأمنية /الإستخباراتية الدولية والمنظمات المتطرفة تتخذ أبعادا" دموية وشمولية .
استنادا" إلى الرؤية المشار إليها نصل إلى موضوعة مهمة يتلخص مضمونها بــ : ان اندماج الأنشطة الإرهابية والأفعال الإجرامية للمافيا الدولية يشكل نتاجا" موضوعيا" من منتوجات حركة راس المال التوسعية .
إن تحليلنا لسمات الإرهاب المدول تجبرنا على التوقف عند الأسئلة التالية: هل تستطيع التشكيلة الرأسمالية العالمية وبتناقض تطور مستوياتها المتطورة منها والمتدنية أن تحد من الأنشطة الإرهابية ؟. وإذا كان الجواب ايجابيا" ماهي سمات البيئة الدولية القادرة على لجم النزعة الإرهابية؟. واخيرا" ماهي المسوغات القانونية التي يعتبر في إطارها الفعل العنفي عملا" مشروعا" يتماشى والأعراف الدولية ؟.
إن محاولة الإحاطة بتلك الأسئلة تتحدد وحسب ما أزعم إنطلاقا" من الإستعانة بالعديد من مفاهيم الشرعية الدولية بهدف الحد من الفوضى والوحشية المتبادلة بين الإرهاب الدولي والتجليات السياسية/الاجتماعية لحركة قانون الإستقطاب الرأسمالي .والتي يمكن تلخيصها بــ :ـ
أولا" : ــ التزام المراكز الرأسمالية بالقاعدة القانونية التي تمنع الدول من التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى , بمعنى التأكيد على أن النزاعات الاجتماعية داخل حدود الدول الوطنية تتحدد بكونها صراعات داخلية لايحق لإطراف دولية التدخل فيها . وبالرغم من شمولية هذه القاعدة القانونية إلا أن هناك إستثناء يرتكز على مساعدة الشعوب المكافحة" ضد الهيمنة الأجنبية وكذلك مساندة المقاومة الديمقراطية ضد الأنظمة الديكتاتورية العنصرية. وفي هذا السياق من الضروري التأكيد على أن مشروعية العنف الذي تسانده الشرعية الدولية يستند إلى النشاط الشعبي/ الوطني المنظم وليس إلى الإرهاب الفردي أو التدخلات العسكرية الأجنبية.
ثانيا" : ــ يتطلب ضبط الصراعات الاجتماعية عدم نشرها خارج الحدود الوطنية أو تدويلها ماعدا تلك الصراعات التي تتطلب التدخل الإنساني أو تلك التي تشترطها مقاومة الاحتلال والتي يساندها ويقر بشرعيتها القانون الدولي .
ثالثا" : ــ تحريم استخدام العنف في السياسة الدولية ومراجعة كافة أشكال العقوبات الاقتصادية ذات النتائج التخريبية على البنى الاجتماعية في الدول المعاقبة باعتبارها معاديه لحقوق الإنسان وشكلا" من أشكال الحرب والإبادة الجماعية.
رابعا" : ــ نبذ إزدواجية معايير السياسة الدولية والاحتكام إلى القوانين واللوائح الدولية المساندة لحق الشعوب في تقرير مصائرها وكفالة أمنها الاقتصادي/السياسي من خلال تطوير التضامن الدولي الهادف إلى تنمية الإقتصادات الوطنية وصولا"
إلى تخفيف التوترات الاجتماعية .
خامسا" : ــ تطوير البيئة السياسية/الاقتصادية/الدولية المبنية على قاعدة توازن المصالح الوطنية/الدولية وما يشترطه ذلك من احترام سيادة الدول الوطنية باعتبارها ذوات فاعله في السياسة الدولية ونبذ موضوعة اعتبار تلك الدول دولا" تابعه ومنفذه لتوصيات المراكز الرأسمالية .
سادسا" : ــ الارتكان إلى مبدأ حوار الحضارات وجعله أساسا" للتعايش والتمازج بين الثقافات وما يعنيه من استبعاد مفاهيم التفوق الحضاري والعرقي /الثقافي

أراء ختامية

تأسيسا" على بنية التحليل ونتائجه الفكرية /السياسية لابد من إيراد بعض الاستنتاجات الضرورية التي يمكن تحديد مضامينها بالموضوعات التالية : ــ
أولا": ــ مطابقة حركات التحرر مع الإرهاب شكل مضمون السياسة الخارجية للدولة الرأسمالية الأمر الذي أدى إلى تحول الدولة الرأسمالية إلى مؤسسة حاضنة وراعية لنزعات التطرف اليمينية منها والإصولية.
ثانيا" : ــ ــ يكمن جوهر النزعة الإرهابية في الظروف التاريخية الملموسة في نمط وآلية التشكيلة الرأسمالية المعولمة وتناقض تطورها وبهذا المضمون يمكن توصيفها ـ النزعة الإرهابية ـ بأنها ردة فعل وحشيه على همجية قانون الاستقطاب الرأسمالي في مرحلته الحالية .
ثالثا" : ــ يفضي قانون الاستقطاب الرأسمالي المعولم الى عسكرة السياسة الدولية وما تشترطه من تقارب وتزاوج النزعتين الإرهابية واقتصاد الجريمة المنظمة وما يعنيه ذلك من هيمنة ( ثقافة السلاح الناري ) على العلاقات الدولية .
رابعا" : ــ أفضى غياب الفكر اليساري / الديمقراطي الناقد وعجز الأطر السياسية والتنظيمات الاجتماعية التقليدية عن تعبئة الأوساط المناهضة للخراب الرأسمالي إلى ازدهار النزعات الإرهابية التي يمكن اعتبارها ردة فعل ممسوخة تتناقض واتجاهات تطور الحركة الاممية المناهضة للعولمة الرأسمالية.


المادة جزء من بحث شامل تحت عنوان الإرهاب وعسكرة السياسة الدولية .


الهواش

1 ـ أدونيس العكره /الإرهاب السياسي دار الطليعة للطباعة والنشر ص 90
2:ـ نفس المصدر
3 : غراتشوف تحت فوهةالإرهاب دارالتقدم باللغة العربية ص 174
4 : نفس المصدر
5 : ـ نفس المصدر ص84
6: ـ ناعوم تشومسكي /قراصنة وأباطرة قسم الدراسات والترجمة حوران للنشر ص 58 .
7 : ـ شهدت فترة الثمانينيات تزاوجا" من هذا النوع حيث وظفت إدارة الرئيس الأمريكي ريغان أموال المخدرات لتمويل عمليات الكونترا المعادية للساندانية في نيكاراغوا.



#لطفي_حاتم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب وتغيرات السياسة الأمريكية
- انتقال السلطة وازدواجية الهيمنة في العراق
- أفكار حول انتقال السطة ومهام اليسار الديمقراطي
- الليبرالية وتجلياتها في لغة اليسار السياسية
- المرحلة الانتقالية وبناء شكل الدولة العراقية
- رؤية مكثفة لقضايا شائكة
- موضوعات عامه حول الاسلام السياسي في العراق
- مكافحة الارهاب واصلاح السلطة الفلسطينية
- الشرعية الدوليه واختلال مبدأ السيادة الوطنيه


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - لطفي حاتم - النزعة الإرهابية وسماتها التاريخية