أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فؤاد وجاني - سانتشو بانزا والمالكي














المزيد.....

سانتشو بانزا والمالكي


فؤاد وجاني

الحوار المتمدن-العدد: 3056 - 2010 / 7 / 7 - 14:03
المحور: كتابات ساخرة
    


من الروايات العملاقة في الأدب الاسباني رواية الدون كيشوت دي لامانشا لكاتبها عميد فن الرواية العالمية سيرفانتيس . إنه امرؤ أشهر من علم لدى الغرب ، ملك الدنيا وشغل الناس بقصته تلك . لكن الحقيقة أن سيرفانتيس نفسه يعترف في المقدمة بأن القصة مستوحاة من مخطوطات مغاربية قديمة عثر عليها ، لمَ لا وسيرفانتيس تم اعتقاله من قبل قراصنة جزائريين حين ازدهرت القرصنة في القرن السادس عشر الميلادي، لولا هذا الاعتقال لما رأت روايته ضوء الشمس ولا نور القمر. يبدو أن كل شيء في الغرب قاعدته وأساسه خيرات العرب بداية من دفء المنازل الى دفء العقول .
الدون كيشوت البطل الرئيسي كما تصوره الرواية رجل أصيب بالجنون العقلاني ، فكثرة قراءته لكتب الفرسان الجوالين جعلت منه رجلا غريب الأطوار ، مهووسا بمصارعة طواحين الهواء ، حالما بنزع الظلم من الأرض ونشر العدالة ولقاء حبيبته الافتراضية دولسينيا .
بطل الرواية الثاني كان صديق دربه وخادمه فيما بعد سانتشو بانزا ، وهو اسم على مسمى ، فكلمة "بانزا" تعني " البطن " ، وكذلك بانزا كان رجلا يفضل البطنة على الفطنة ، أميا فخورا بأميته ، مختزل القامة ، ضخم الجثة ، قليل الذكاء الى حد الغباء ، يركب حمارا أدهى منه ، إنه الرجل المثالي لجنون الدون كيشوت ، والمخلص المؤمن بمثاليته الخاوية .
حاول سانتشو بانزا تولي الحكم على أحد الجزر الوهمية التي تم الاستيلاء عليها خيالا ، سجد على ركبتيه لسيده الدون كيشوت وأخذ يده يقبلها قائلا : "السمع والطاعة لك ياسيدي الدون كيشوت، أستحلفك أن تمنحني حكم هذه الجزيرة التي فزتم بها في هذه المعركة الصعبة والتي على الرغم من شساعتها فإني أستشعر في نفسي قوة كافية قادرة على حكمها بنفس القدر والإتقان كأي حاكم تولى جزيرة من جزر العالم قبلي".
بعد مدة طويلة قضياها في العبث ومغامرات الخيال ، قرر سانتشو بانزا والدون كيشوت الانصياع للواقع والعودة الى قريتهما . إبان وصولهما ، وجد سانتشو بانزا زوجته في استقباله زاجرة إياه : "أهكذا تعود يازوجي ، على قدميك ، متعبا كالكلب ؟ إن لك هيئة المتشرد لاهيئة الحاكم !".

قرأت الرواية عدة مرات بلغتها الأصلية ، وفي كل مرة أكتشف بعدا جديدا . الإسقاط هذه المرة ينطبق تماما على حال العراق ، فالمالكي يشبه سانتشو بانزا قلبا وقالبا والدون كيشوت بجنونه يمثل عجرفة وجنون بوش وطواحين الهواء هي مشروع الديموقراطية الغربية الفاشلة في العراق .
الجنون والعقل يتفقان معا على أن العراق عائد لأهله والأمور راجعة إلى نصابها ، وسيخرج منها المالكي وعملاؤه صاغرين بعد اصطدام خيالهم بواقع اسمه أرض الرافدين كما رجع الدون كيشوت وسانتشو بانزا أدراجهما خائبين . وسيبقى احتلال العراق مجرد رواية عن حماقة بوش وبلادة المالكي ومن والاهما يرويها التاريخ للأجيال القادمة .
ياناس ياعقلاء ، العراق باق والمالكي وعبيد الفرس والروم إلى زوال لأن العراق لايحكمه لا المجانين ولا البلداء . والحمد لله على نعمتيْ الدين والعقل . لقاؤنا في عراق الخير والعقلاء إن شاء الله .



#فؤاد_وجاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رِسَالَةٌ مِنْ لَلَّا عْبُوشْ الى مِشْتْر بُوشْ
- فاجِعةُ كِتابٍ في أمَّةِ الكِتابِ
- ومرت السخرية العربية من كولورادو...


المزيد.....




- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فؤاد وجاني - سانتشو بانزا والمالكي