أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين أحمد أمين - بين طلاق إلهام شاهين وعادل الإمام المحلل و زيجات الحج متولي -الزواج المدني هو الحل















المزيد.....

بين طلاق إلهام شاهين وعادل الإمام المحلل و زيجات الحج متولي -الزواج المدني هو الحل


حسين أحمد أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3031 - 2010 / 6 / 11 - 13:50
المحور: المجتمع المدني
    


في محاولة لسرد تاريخ الإنسان يري ديزموند موريس عبر كتابه القرد العاري أن فكرة استقرار الإنسان والارتباط بمسكن خاص قد بدأت منذ حدوث تغيير في النظام الغذائي للإنسان حيث استعاض عن الوجبات الصغيرة التي يتناولها بين مدد زمنية قصيرة إلى وجبات كبيرة متباعدة زمنيا معللا ذلك أن رغبة الإنسان في تخزين ما يقوم بصيده وجلبه من طعام لكي يتغذى عليها على فترات متلاحقة قد أوجدت الميل الأساسي للعودة إلى بيت معين ونشأة نظام في السلوك يتناسب مع هذا الميل .
وقد صاحب هذا الاستقرار تطور وتشابكا جديدا في العلاقات الاجتماعية أثمرت عن تطور الإشارات الصوتية والتعبيرات الوجهية لمساعدتهم على الاتصال أثناء عملية الصيد . كما أثمر ذلك عن تفضيل الفرد في البقاء والاستقرار مع مجموعته عكس الرغبة التي كانت متأصلة في نفوس أسلافه بترك عضوية الجماعة .
وأرجع موريس أول صورة من صور الزواج إلى تلك النزعة التعاونية الجديدة ونوعية الطعام الجديد الذي يتناوله الإنسان فتعرض الفريسة التي تمثل حصة الفرد من الصيد إلى التعفن جعلته يشارك طعامه مع الأجرين حيث بدأ في إيداع المؤن من الطعام لدى الإناث المربيات للأطفال وقد كان هذا السلوك الأبوي تطور في القواعد المتبعة قديما حيث كانت النساء هي المعنيات بالاهتمام بالصغار , ومع ازدياد حاجات الأطفال وجدت الأمهات أنفسها مضطرة أبدا إلى البقاء في البيت ومنذ هذه اللحظة عرف الإنسان نمطا جديدا لم يعهده سائر الحيوانات من قبل ومن هنا وجب التمايز بين دوري الرجل والمرآة حيث يذهب الذكور في مجموعات إلى الصيد بينما تبقى الإناث في المنزل لكي تقوم بتربيه الصغار , ولكن مع ذهاب الذكور جميعا إلى الصيد تاركين الإناث خلفهم بلا حماية فقد ولد ذلك خطورة من التعرض لهن من الذكور الأخرى التي قد تعود الى البيت بمفردها ولقد كان حل هذه المشكلة يتطلب انتقالا جذريا في السلوك الاجتماعي , ومع تطور الإنسان شكل رباطا جديدا قوامه ذكر وأنثى يصطادان مع بعضهما ثم يحبان بعضهما ويبقين وفيان لبعضهما وقد أدى ذلك إلى تشابك وتطور المجتمع بشكل أكثر حيث ضمن وفاء الأنثى للذكر وقلل الخصومات الجنسية بين الذكور وساعدهم على زيادة مفهوم التعاون بينهم وأخيراً فقد أدى هذا النظام إلى استفادة الأبناء من الترابط الأسري بين الذكر والأنثى في عملية التربية والتعليم الطويلة المضنية .

إلى هنا انتهى تصور موريس حول أول صور الزواج وبصرف النظر عن مدى دقة رواية موريس فمن المؤكد تماما أن نظام الزواج كان محصلة تجارب اجتماعية سبقته انتهت إلى تشكيل نظام الزواج بين الذكر والأنثى وان هذا النظام قد طور نفسه بالمزيد من التجربة ومن المؤكد أيضا أن هذا النظام قد ساهم في تطور الإنسانية بشكل كبير .

ومع ظهور الأديان اكتسب العلاقات الزوجية طابعا من القداسة وإن كانت الأديان لم تستحدث نظام الزواج أو تعدد الزوجات أو حتى العرف القبلي السائد في الزوجية إلا أنها قامت بتنظيم أو ترسيخ أحكام الزواج وكيفيته وحقوق الزوجين وتعدد الزوجات والطلاق وتحريم الزواج إذا كان الزوجين على درجة قرابة معينة بل وطريقة النكاح أيضا وربطت بين تلك الأحكام والقوانين وبين رضاء الإله وغضبه

وقد تمثلت وجهة النظر الدينية في الزواج في اتجاهين لا ثالث لهما

الإتجاة الديني الأول
الرسول الناسك المتبتل الباكي على أخطاء البشر المتأثر بحروب وأطماع البشر والذي يدعو الناس إلى الحياة الديرية وحياة الرهبنة ويؤكد أن شهوة الإنسان هي سبب الشرور وان طريقه للخلاص هو الترفع عن تلك الشهوات وعمل هذا المنهج على تمجيد حياة البتولية أو الاكتفاء برابطة زوجية واحدة كحد أقصى واعتبار الزواج رابطا مقدسا لم يمكن الفكاك به إلا بالموت أو في حالات استثنائية بسيطة أخرى. وأجاز البعض إمكانية الزواج بعد الترمل مثل المسيحية وإن كان هذا الزواج يوضع في مرتبه أقل من المرتبة الأولى وينصح بعدم القيام به بل ويعرض صاحبه للعقوبة وهي الابتعاد عن الكنيسة أو تناول الأسرار المقدسة لفترة تتراوح من عام إلى عامين تخفف بإيمان المتزوج وطريقة معيشته وتتضاعف العقوبة في حالة تكرار الزواج إذا ما ترملت زوجته مرة أخرى وتصل العقوبة إلى الابتعاد عن الكنيسة خمس سنوات كاملة , وفي الهندوسية نجد أن تعاليم الفيدا أهم الكتب المقدسة في العقيدة الهندوسية تحرم مطلقا زواج الأرامل النساء ولا تكتفي بذلك بل تحثهم على حرق أنفسهن أحياء بعد وفاة أزواجهن فيما يسموه ب ( ستي برتها) وقد حرمت هذه العادة نهائيا من الهند اثر قيام زوجة اخو المفكر الهندي راجا رام موهان أحد مفكري الهند بحرق نفسها بعد وفاة زوجها فتأثر بهذه الحادثة المؤلمة وطلب من الحكومة الإنجليزية بسن قانون يمنع الستي برتها وقد كان فسنت قانون يمنع تلك العادة عام 1829 وتوصي تعاليم الفيدا الأرامل من النساء بالذهاب إلى التبتل إلى المعابد ولكنها لا تجبرهم على ذلك فان اختاروا حياتهم العادية فعليهم نهج حياة قاسية مثل الحياة على الخضروات وأضعاف نفسها , إما الرجال فأجيز لهم الزواج مرة أخرى إلا أن المصلح الديني الهام في العقيدة الهندوسية سوامي دينانند وواحد من أهم ثلاثة مفسرين للفيدا في التاريخ وترتقي تفاسيره للفيدا إلى مرتبه القداسة يرى انه لا يجوز للرجل أيضا الزواج مرة أخرى بعد الترمل

الإتجاة الديني الثاني :-

الرسول المحارب الذي يستخدم شتى الطرق الممكنة لنشر رسالته وأهمها استقطاب المحاربين والعمل على إغرائهم وتجهيزهم بالشكل النفسي اللائق للحروب كما أنه يحث على الزواج والتسري لزيادة النسل وتكاثر أعداد المؤمنين بهذا الدين والزواج في هذه المنظومة ينحاز تماما للذكر المحارب فهو يعطيه الحق في التعدد وإنهاء العلاقة الزوجية أينما يشاء ويعمل على إخضاع المرأة الكامل للرجل و تفصيل النصوص التي تضفي هالة من القداسة على طاعة الزوج لزوجها مثل لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ومن أبرز الديانات التي تمثل هذا الاتجاه اليهودية ( قبل إصلاحات الحبر جرشوم الإشكنازي ) والإسلام حتى الآن
وقد أخذ الإسلام بما جاء في التلمود البابلي-يباموت 44أ- بقصر عدد الزوجات على أربعة ويرى البعض أن هذا المسلك كان ترشيدا من رسول الإسلام لعدد الزوجات والذي لم يقصر في الجاهلية على عدد معين ولكن هذا الرأي يبدو انه مغالطا تماما للحقيقة فالرسول سمح للمسلمين بالتسري بعدد غير محدود من السبايا والإماء ولذا يتضح أن الغرض من ترشيد الازواج هو رغبة الرسول في محاولة التوزيع العادل للحصيلة النسوية على المؤمنين .



ولذا نجد ان الدين إما انه قد كرس ومجد الحياة البتولية او جعل الزواج حكما بالمؤبد على المتزوج لا فكاك منك أو كرس اضطهاد المرأة واعطى الرجل الحق في تملكها

وعلى أي حال فإن الإتجاهين يتفقان تماما على تحريم زواج الإناث من خارج الدين حرصا على أن يستمر نسلها على نفس الدين – كما يتفقا على ورود الكثير من الأحكام والعادات الساذجة المتعلقة بالزواج مثل تحريم رجوع الزوج لزوجته في الإسلام بعد الطلاق الثالث أو البائن إلا بعد زواج غيره بها .

ولقد حرصت الأقلام في العقود الأخيرة في مصر على تناول تلك قضايا الزواج والطلاق عبر المقالات والكتب والأعمال الفنية ما بين إبراز التسلط الذكري في قضايا التعدد وبين السخرية أحيانا والتي كان لنصيب " نظام المحلل في الإسلام " الأسد في تناولها والذي تم تناولها لإبراز سخافة الحكم أحيانا ولإبراز الفوارق الطبقية ( المحلل الفقير والزوجة الغنية) أحيانا أخرى , إما الطلاق في المسيحية فقد تناولته الكثير من الأقلام النسوية والعلمانية المسيحية وتم تناوله مؤخرا سينمائيا في فيلم واحد صفر وقامت ببطولته إلهام شاهين .
واخيرا صدر الحكم المنصف من القضاء منذ عدة أيام بحق الزوج المسيحي الذي انفصل عن زوجته بالحصول على تصريح الزواج للمرة الثانية من الكنيسة وهو الذي أثار غضب البابا ورجال الدين و الأصوليين الأرثوكس .

وأتمنى أن يكون هذا الحكم بمثابة خطوة أولى نحو استعادة الإنسان لإنسانيته وحريته ونحو نظام زواج مدني عادل لا يعترف بتعسف الأديان ويقر حقوق المساواة التامة بين طرفي الزواج وقبل كل هذا نشر ثقافة هذا الزواج حتى لا يكون مجرد حبرا على ورقا .




#حسين_أحمد_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تستمر الخرافات الدينية في عصر العلم


المزيد.....




- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين أحمد أمين - بين طلاق إلهام شاهين وعادل الإمام المحلل و زيجات الحج متولي -الزواج المدني هو الحل