أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زيد محمود علي - القسم الثالث والاخير من التجارب الكتابية















المزيد.....

القسم الثالث والاخير من التجارب الكتابية


زيد محمود علي
(Zaid Mahmud)


الحوار المتمدن-العدد: 3020 - 2010 / 5 / 31 - 19:31
المحور: الادب والفن
    


لماذا نكتب
--------------------

• الكتابة بالنسبة لي تحمل معنى جماليا" أكثر منه تجاريا".....


سؤال طرح على مجموعة من الكتّوكانت هنالك أجابات لعدة وجهات نظر في مجال لماذا نكتب ؟

أنطوني برغيز – كاتب من مواليد انكلترا سنة 1920
قال أن أول سبب لكتابتي هي وسيلة عيش ،لقد تخصصت بكتابة البيوغرافيا (( السيرة )) وأنا في الأربعين من عمري في ذلك الوقت كنت أعمل موظفا" في بورنيو . في أحد الأيام أغمي علي فجأة شخص الأطباء مرضي بأنه ناشىء عن ورم في الدماغ . أستعفيت من عملي ورحلت الى لندن هنالك أعلموني بأن العملية لاجدوى منها وأنني سأموت خلال سنة واحدة كان علي أن أكسب عيشي وأعيل زوجتي أيضا" لكني لم أجد عملا" فلجأت الى الكتابة في سنة واحدة ألفت ستة كتب فضلا" عن كثير من المقالات والقصص وحين أنتهت السنة ووجدتني ما أزال قيد الحياة ، أستعدت ثقتي بنفسي . من يدري ربما ساعد عملي الفكري المكثفة على أزالة الورم في رأسي اا من ذلك الوقت ما أزال أواصل الكتابة بعد مرور ثمان وعشرين سنة على تلك الأحداث دون أن يظهر أي أثر للآورام . أنا أكتب أذن لأن الظروف هي التي أختارت لي هذا المسلك الكتابة هي العمل الوحيد الذي أحسنته .
مع ذلك فالكتابة بالنسبة الي تحمل معنى جماليا" أكثر منه تجاريا" ، فمنذ مولدي كنت أحس بدوافع جماليةقوية . كنت فنانا بالطبع وليس بالاكتساب ، في عهد صبايى كنت أقضي أيامي في الرسم والتخطيط غير أني تعرضت لصدمة عنيفة حين أدركت أني مصاب بمرض العمى اللوني وتوجهت نحو الموسيقى وأنشغالي بالتلحينكل ما هناك ، أنني لم أعد أحاول أن أكون بيتهوفن تماما" كما صرفت نفسي في السابق عن السعي لأن أكون سزان هذه الملة اا
- أما ( كرت فون غوت ) – كاتب قصصي مولود في أمريكا 1922 .
- جوابه لموضوع لماذا تكتب قال –
- أكتب لأني أحس بشيء من الراحة والطمأنينه حين أحّول فوضى الواقع الى شيء منظم مسجل على الورق ، شأني في هذا شأن النجار مع أدواته .


إيتالو كالفيتو
------------
* أكتب لأني أود أن أعرف ما أجهله ....

مولود في أيطاليا في 1923 وتوفي في 1986
- أواصل الكتابة لأني لا أحس بالأكتفاء أو بكامل الرضى عما أكتبه ، أجدني على الدوام بحاجة الى تنظيم أو إكمال حلول أخرى لمشاكل رواياتي . وأكتب لأني أود أن أعرف ما أجهله من شؤون العالم ليس نقل معارفي الى الأخرين هو الذي يدفعني الى الكتابة ، بالعكس فأنا أحب مصارحة قرائي بمدى قصوري وضآلة معرفتي )) 14 يقول الدكتور خالد زيادة – أن الكتابة بالنسبة لمن يشتغل بها هي أنعكاس لحياته ، والحقيقة أن الأدب وخصوصا" الرواية بتنويعاتها المتكاثرة ‘ هي التي كسرت الحاجز بين الكاتب وكتابته . وبالرغم من العمر الطويل الذي عرفته الكتابة منذ فجر الحضارة ، فأن مواجهة الذات عبر الكتابة لم تحدث إلا منذ أمد قريب ، ففي نهاية القرن التاسع عشر أنبثقت الرواية التي أتاحت للكاتب أن يضمن ما يكتبه تجاربه المنوعه . من هنا نرى هذا الميل الذي نجده في النثر العربي نحو الرواية التي ليست في نهاية المطاف سوى رواية الذات حتى حين بتوخى الكاتب أعلى درجات الموضوعية ، فأن الموضوع لايمكن أن تنظر اليه إلا من خلال تجربة فردية وخاصة . والكتابة بهذا المعنى ، لايمكنها إلا أن تكون فردية وهكذا لاينفصل (( دون كيشوت )) عن مؤلفه ( سرفانتس ) كما لايمكننا أن نفصل بين ( الثلاثة ) وصاحبها نجيب محفوظ فالعالم يصبح صادقا" حين ننظر إليه بعيني من يقدم نفسه من خلال تجربته الأنسانية .
لكن الكون كتابة حسبما خبرتها ، ليست إلا حصيلة لعزلة الكاتب قد لاتكون عزلة مادية ، ولكنها بالضرورة عزلة تقتضيها شروط الإنجاز والتراكم .
والمثقف مدعو ا دائما" الى الانخراط في القضايا العامة لهذا تجده موزعا" بين رغبته في العزلة والكتابة والنداءات التي تلزمه أن يكون صوتا" وضميرا" لمجتمعه )) 15 لاشيء أصعب من الكتابة ولاشيء أروع منها أيضا" إنها أحتراق بغير نار . أحتراق القلب والأعصاب والأصابع التي تكتب كل شيء فيها يبدأ بالخوف والقلق ، وينتهي بالخوف والقلق أيضا" تبدأ الكتابة من نقطة الصفر أو بما هو قبل الصفر تبدأ وأنت تجهل كل شيء ، تدخل عوالم تجهلها وتعشقها وتخشاها ، تدفع نحوها رجلا وترد أخرى ومع الأيام تولد فيك ومن حولك حياة أخرى فتتعرف على شخصيات جديدة ، شخصيات تفرض عليك أن تقترب منها ، وأن تفهمها – كما هي – وحتى تفهمها وتدرك بنيتها النفسية والذهنية . فأنه لابد أن تفكر كثيرا وأن تعصر دماغك إلى حد الأنفجار وأن تطعمها من دمك ( وأن تطعمها من دمك وعظمك وأن تجعلها تغتسل وتتطهر بعرقك ) هذا ماقالها الكاتب المسرحي عبد الكريم برشيد .
- في لقاء مع الكاتبة القصصية غادة السمان ، تقول أن الكتابة هي التحامي بالأخرين وهي بالتالي نوع من الرهبنه حيث يصير خلاص الفرد مرتبطا بخلاص العالم .. أن الكتابة تحررني من العذاب اليومي الصغير يقدر ماتحرر الصرخة أنسانا" مربوطا" الى دولاب التعذيب ا لكن الكتابة تمزجني بالعذاب الجماعي الكبير وتنقلني بأستمرار الى مركز النزف لأكون الجرح وصورة الجرح في آن معا" . القتيل والشاهد في وقت واحد . تمر بي لحظات صغيرة من الندم لأنني أخترت هذه المحضة المرهفة التي لا أجازة منها حتى بالنوم ثم أقول لنفسي أيتها المرأة أنك لم تختاري شيئا" الكتابة هي التي أختارتك .. هي التي تسكنك ثم أنني لا أتقن أية مهنة أخرى ، ولا أصلح لشيء آخر ا وفي مقدمة شهادة وفاة للكاتب ( نيكولاي يفدوكيموف ) وقبل الدخول في قصة هذه أشار في مقدمته، بأنه قد أحب الكتب ، وكان في فترة دراسته ، يرتاد المكتبات ، وكان يشم رائحة الكتب التي كانت تستشير فيه أحساسا" بالغموض ، وأنجذابه نحو النقاء والنبل . وطرح سؤال على نفسه ، ماهو الكاتب ؟ هو يأكل ويشرب حقا" مثلي أنا؟ هل يركب حافلة ؟ هل يتسوق ؟ وحتى أن كان ظاهريا" مثلي أنا ، فمن المؤكد أن الظاهر قوقعة خارجية فقط تضم في داخلها روحا" مثالية غير أعتيادية وهي نقية عميقة نقاء وعمق الكتاب الذي كتبه .
(( لقد عرفت بأن لدي عيوبا" كثيرة وكانت تنقصني الصفات السامية التي تؤهل الشخص بأن يكون كاتبا" ، بيد أنني لم أستطع أن أطفأ الشوق الى الكتابة ، فحاولت أن أجمع الكلمات في جمل .
لكن الكلمات رفضت أن تتجمع ، فحاولت أن أعرف سر الخلق والأبداع فعرفت أن عددا" من الكتاب كانوا يجلسون للكتابة في الصباح قبل تناول الفطور ، بينما كان يفضل الأخرون منهم الكتابة بعد الظهر ، بعد تناول الغداء ، كان ( ليو تولستوي ) يكتب واقفا" وكان إبسن يحتفظ بعقرب في قدح فارغ على منضدته أثناء كتابته مسرحية ( الوسم ) وكان بلزاك يشرب كثيرا" من القهوة أما أنا فلم يكن بمقدوري أن أحصل على عقرب في أي مكان كان ، الوقوف أثناء الكتابة أتعبني ، وكانت القهوة ، لسبب ما ، تنعسني ، مع ذلك ثابرت على أمل أن معجزة ما سوف توقد شرارة تؤدي الى أشعال لهب سحري في جملي المرسومة بالقلم ، غير أن اللهب رفض أن يتقد . وأن عملية الخلق الا وهو المعاناة ، هنالك خطوة واحدة مابين المعاناة الشخصية والتعاطف مع ألم الآخرين هذان العنصران يضمان فكرة واحدة وعاطفة واحدة يدخلان في عملية الخلق ، ليست خلق الفنان وحسب بل خلق كل أنسان وفي نظري أن الشروع بكتابة أي كتاب يكون مسبوقا" ( بالعاطفة والألم والرثاء ) فالعواطف تشحذ حياة الروحية وتحفز ضميره )) 16


طريقة العمل في الكتابة
------------------------------

• قبل البدأ بالكتابة أحتفظ بدفتر ملاحظات ، من ضرورات الكاتب .......


يقول على الحلي لكتيبه الصغير ( الفن والتجربة ) قبل البدأ بالكتابة ، عليك فتح دفتر ملاحظات تحضيري : فالخطة ، وجميع الملاحظات المتصلة بالتأليف من خلال الأحساس الأشمل بالكلمة ، وتطور الحبكة ، ونتف الحوار – كل هذه الأمور تدون بأختصار في الكتاب التحضيري وكقاعدة ، فأني أكتب ببطء بحسث أنني لا أتجاوز ستة آلاف كلمة في الشهر في أفضل حالاتي ، ولذلك فأني أحسدبأستمرار .. أولئك الكتّاب الذين يكتبون بسرعة . ولقد حاولت أكثر من مرة أن أستحثهم ليخبروني بسر هذه السرعة التي تجعل ممكنا" .. أنجاز كتاب كامل بأسره في غضون شهرين أو ثلاثة .
نحن نعرف أن ( غوغول ) قد نصح برسم الخطوط العريضة للعمل المقترح كله . من البداية الى النهاية ، ومن ثم محاولة نسيانه مدة طويلة قدر الأمكان ، كما أن الأفتراق عن المسودة أمر مهم لأنه سيوحي بوجهة نظر جديدة ، وربما عاد غوغول الى مخططه الأول سبع أثماني مرات . ( تورغنيف ) كان مقتنعا" بأن الكاتب يحتاج الى معرفة قدر أكبر عن أبطاله ، مما سيكتشفه القارىء عنهم عندما يباشر بقراءة الكتاب . ويضيف ( لقد أمضيت زمنا" طويلا" في التأمل قبل المباشرة بكتابي الجديد ، قرأت الكثير من المذكرات العظيمة السيرة الذاتية ، لغيته وأعترافات ل جان جاك روسو ، الى جانب ( ماضي والأفكار ) لهيزرن ، وقارنت بينها ،بحيث عن مثال يحتذى به ثم أجد شيئا" . أن أختلاف الأزمنه ، وأختلاف أساليب النثر حتى في قرن أخر ، تستلزم أيجازا" في الأسلوب وكقاعدة في البناء العام – قناعة أخلاقية )) 17 لقد أشار ( أيفان غونتشاروف ) بمبدأ ، على الكاتب أن يلقي نظرة شاملة على حياة الناس بشكل عام .. مع نظرة هادئة وواضحة ، والا سوف يعبر عن ( لاشيء ) وعن الأنا – الخاصة به وحده ، مما لايهتم به أحد .
على أية حال ، فأن الكاتب ، سواء أعرف ذلك أم لم يعرفه أحد المشاركين في معركة الأفكار ، وعليه أن يكتب ما يعرفه وما رآه وما جاءه عن طريق الخبرة .
(( في الغالب ، نرى نرى أن الكتّاب الواقعيين يولون أهتماماتهم الى الأحداث الأجتماعية والتاريخية التي لم يشهدوها ، أو لم يتمكنوا من مشاهدتها ، وليس هذا الأمر عجبا" فالواقعة لاتعني بأن على الكاتب أن يكتنز ماتقع عليه عيناه فقط ، ولأجل أستيعاب مادته ، يحتاج الكاتب أكثر من أدخار قراءات كتب المعرفة ، أو الوثائق والتقارير التي يمتد اليها طرفه .
فالمادة المعرفية ، يجب أن تروق الشخصية ، ويعجب بها كما ينبغي أن يكون متأثرا" بها حقا" ، هذا شرط جوهري للحماسة التي تشكل حجر الزاوية لجميع الأبداعات الفنية . هذه التجربة ستحتوي دائما" – وكما يجب على (( القدرة على الفهم – المعرفة )) 18 تحدث القاص أحمد خلف عن تجربته في الكتابة ، وكان دليله الرئيسي في توصيله الى عالم الكتابة هو الشاعر مظفر النواب ، ويضيف الى أن هناك طقوس مميزة لكل كاتب ، ويقول (( من أبرز الأشياء التي أعتدت عليها منذ سنوات هو النهوض مبكرا في الساعة الثالثة أو الرابعة صباحا" وأبدأ بالكتابة والقراءة ، أو مراجعة ماكتبته قبل أيام وأنا أقرأ أكثر مما أكتب ومع هذا أعتقد أنني أكتب كثيرا" أيضا" والنشر المقل ليس دليلا" على أن الكاتب لايكتب فعلى سبيل المثال كتبت روايتي (( موت الأب )) خلال خمس سنوات وحامل الهوى لثلاث سنوات وكنت أكتب وكوب الشاي يرافقني في جلستي سواء كان صباحا" أم مساء" )) 19
تحدث مرة (( رولان بارت )) في لقاء معه ، سأله الصحفي ‘ أية طاقة تسخرها للكتابة ؟
- أنني أسخر للكتابة طاقة هائلة ، ولكن كما يحدث دائما" يمكن لفعل الكتابة أن يأخذ عدة أقنعة وعدة قيم ، هناك لحظات نكتب فيها لاعتقادنا أننا نشارك في معركة وهكذا فأن الأمر في بدايات مسيرتى ككاتب أو ككاتب صغير ، ثم بالتدريج ظهرت الحقيقة . الحقيقة العارية وهي أننا نكتب لأننا نحب الكتابة ونتلذذ بها من أجل المتعة ، ولايعني ذلك أننا لانصطدم في فعل المتعة بدوافع أخرى ، بمناقشات أخرىوبكل بساطة بالآخرين .
- وتبقى الكتابة هي الكتابة ، وأن تعددت أتجاهاتها ، فالشعر والرواية والقصة والمقالة والنقد وأي شكل من أشكال هذه الأتجاهات فأنها تعتبر كتابة ، ولكن المسألة الرئيسية حينما نشرع للكتابة ، علينا ، أن نكتب عن الشيء الذي يثير أهتمامنا بصدق ، والأشياء التي يدفعنا نحوها شعور فردي حقيقي وتجربة حقيقية هي الأشياء الوحيدة التي بأمكانك أن تكتب عنها .
أذا" فعند الكتابة ، عليك أن تكون قادرا" على التمييز مابين هذه الأشياء التي يدفعك نحوها فضول محض – أشياء سمعت عنها في الأسبوع الماضي وقرأت عنها البارحة – بل أشياء تشكل جزءا" من حياتك . بعض الناس أفضل من غيرهم في القيام بمثل هذا التمييز . والفرق مابين كاتب ممتع جدا" وكاتب مدهش هو أن الكاتب المدهش يتمتع بحاسة شم أفضل في أستدلاله الى مايثيره بشكل أصيل ، وهو يغدو أكثر حرارة كلما تابعته كما أن أحساسه العزيزي أفضل في معرفة ماهو حي فيه فعلا" ، والكاتب السيء قد يبدو أكثر أدراكا" في كثير من النواحي غير أن في هذه النقطة الحيوية أقل أدراكا" : أذ أنه لايستطيع التمييز بصورة جيدة بين ماهو مليء بالحياة وبين ماهو ممتلىء الى النصف أو خال منها ، لذا ( فأن كتابته تصبح أقل حيوية بل أنه بوصفه كاتبا" يكون أقل حيوية ، وفي الكتابة كما هو في كل شيء أخر لاشيء يهم غير الحياة )) 20 والكلمة هنا لها تأثيرها وقوتها ، في تسخيرها في الكتابة ، وعندما سأل مرة ( أراغون ) هل كان حقا" يؤمن بقوة الكلمة كسلاح في المقاومة المباشرة ؟ أبتسم وقال : راجع تاريخ حياتي فهو معروف للجميع . ماذا كنت أعمل أذن أنا ورفاقي في مرحلة الاحتلال وأثناء الحرب ؟ أن كل كلمة لها تأثيرها شعرا" أو نثرا" ، أذا عرفت الى أين تتجه ، وبالطبع بدا للكثيرين من الكتاب في ساعة المحنة تلك أن الحضارة أنتهت ، وما كانوا قادرين على التصور ماذا يمكنهم أن يفعلوا أو أن يقوموا بعمل مفيد . صدقني أن الكلمة هي لي كما يجب أن تكون لجميع القادرين على التعبير في أخلاص ورؤية أنسانية واضحة .

هل هنالك قاعدة لجعل الأنسان كاتبا"
---------------------------------------
* لكل كاتب طريقته الخاصة في الدخول الى عالم الأدب .....

بأعتقادي ليس هنالك قاعدة لتجعل الأنسان أن يكون كاتبا" وفي أحدى المرات سأل ( ماياكوفسكى ) عن هذه القواعد ، فقال لاوجود لمثل هذه القواعد ، وأنا أقول ليست ثمة أية قواعد لخلق كاتب روائي .أنني لا أطمح الى بناء نظرية أو تقديم نصائح ، لأن ذلك ليس عملا يفتقر الى التواضع فحسب ‘ بل وأنه دليل على الغباوة أيضا" . أن لكل كاتب طريقة الخاص في الدخول الى عالم الأدب وله أيضا" معاناته المتفردة عبر عملية الخلق الفني . أنني بكل بساطة أود الحديث عن تصوري للعمل الذي أمارسه .
وفي مجال أخر سأل مرة ( ليف تولستوي ) كيف يستطيع الأنسان أن يكتب بشكل جيد . وفي هذه المناسبة قدم نصيحتين للكتّاب ، وكالآتي
أولا" – يتعيين على الكاتب أن لايكتب مطلقا" عن موضوع غير شائق بالنسبة له شخصيا"
ثانيا" – أذا أراد الكاتب أن يكتب عملا" أبداعيا" ما ولكن كان بوسعه أن لايكتبه فمن الأفضل أن يتخلى عن فكرته .

وبديهي أن ( تولستوي) الكاتب الروسي ، من الكتاب العظماء المجدين في الكتابة ، وهاتان النصيحتان تعتبران توجيهية للكتاب الناشئين والذين يرومون أن يصبحوا من الكتّاب المبدعين في مجال الكتابة ، وقد أستند تولستوي في نصيحته أعتمادا" على التجربة الطويلة في حياته الكتابية ، ولكل كاتب له أسلوبه في الحياة والكتابة ، وأن الكاتب لايكتب بهدف التسلية أو طلبا" للشهرة . انه يريد أن يجعل الناس أكثر كمالا" والحياة أكثر سموا والكتاب بالنسبة له سلاح أخلاقي في هذا النظال . أنني لا أعني بذلك مطلقا" أن على الكاتب أن يقف على مسرح الرواية ويشرح للقراء بدأب شعوره نحو شخصيات روايته أو حوادثها . أن أنحياز الرواية في أعتقادي هو مدى مانحس فيه من حرارة الأنفعال أن الكاتب ( الذي تلهمه الأراء السامية يدرك طريق تطور المجتمع وعدالة ومواقف بعض أبطال الرواية وحيويتهم )) 21 ويقال أن موهبة الكاتب وثيقة الصلة بأحساسه اللغوي أما المهارة الفنية فأنها ثمرة الجهد المضني الدؤوب . بيد أنه قد نجد كاتبا ما ذا أسلوب جيد متميز ومهارة فنية فائقة ولكنه مع ذلك يظل عاجزا" عن هز مشاعر القارىء . ومن المستحسن أن يمتلك الكاتب خيالا خصبا" ولكن هذا وحده لايكفي وأهم شيء يتطلب على الكاتب وفي مقدوره ، أن يكشف عن العالم الداخلي للانسان ، ويقال عن الكاتب ( أن مكان الكاتب ليس في داخل القافلة فهو أشبه بكشاف باحث وليس بكاتب في هيئة الأركان . أنه لاينقل ولايفسر بل يكتشف ) 22 .








المصادر

1- ص15 في تجربة الكتابة – س ر مارتين ترجمة تحرير السماوى / المدى
2- نفس المصدر ص 17
3- نفس المصدر 18
4- نفس المصدر 89ص
5- ص13 الخوف من الكتابة / د . علاء طاهر / مطابع الهيئة المصرية
6- ص17 من أسلوب كتابة الفن القصصي / ليون سرميلون / الثقافة الأجنبية عدد 1 – سنة 2003
7- نفس المصدر السابق ص 17
8- الثقافة الاجنبية ص53 عدد 3-4 2002
9- مجلة الزمان العدد التاسع ص29 عام 2000
10- نفس المصدر السابق ص 97
11- افاق عربية 1992 العدد 1 ص 85
12- الثقافة الاجنبية 1983 عدد3 ص 87
13- نفس المصر ص73
14- الثقافة الأجنبية 2004- ص 222
15- مجلة العربي الكويتية –العددان 517- 2001 ص 95
16- الثقافة الاجنبية – 1984 – عدد 3 ص 186
17- الفن والتجربة – ترجمة علي الحلي الموسوعة الصغيرة ص21
18- نفس المصر السابق ص 105
19- جريدة الصباح العدد 846 ص12 حوار
20- صناعة الشعر / تيليهوز – ترجمة مي نظفر
21- دراسات معاصرة منشورات المثقف الجديد – ص 19
22- نفس المصدر السابق ص47



#زيد_محمود_علي (هاشتاغ)       Zaid_Mahmud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنبؤ المستقبلي علم حديث في التوقع للاحداث
- يوميات في معتقل قصر النهاية
- في التجارب الكتابية لاشهر الكتّاب في العالم
- موضوع لم ينشر عن أدونيس الشاعر الكبير
- انهيار سلطة المعرفة
- بلد المثقفين *فرنسا بلد الحرية والثقافة....


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زيد محمود علي - القسم الثالث والاخير من التجارب الكتابية