أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رأفت عبد الحميد فهمي - آل جحش والظلم المستباح -2-















المزيد.....

آل جحش والظلم المستباح -2-


رأفت عبد الحميد فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 3008 - 2010 / 5 / 18 - 02:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


آل جحش والظلم المستباح -2-
وكرهت زينب وكره أخوها عبد بن جحش أن تزف الشريفة المضرية إلى مولّى رغم أصله العربي الصريح أبا وأما حتى نزل فيهما قوله تعالى : وما كان لمؤمن أو مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضلّ ضلالا مبينا "( الأحزاب 36).كتاب نساء النبي لبنت الشاطئ ص 264 .
ولنا أن نفند حجج آل جحش في رفض طلب النبي لذلك النكاح غير المتكافئ فقد اعتمدوا على أهمية احترام الفوارق الطبقية التي كانت من الشدة والرسوخ في تلك الحقبة الزمنية في مجتمع مكة الطبقي حيث السادة الأثرياء أصحاب رؤوس الأموال الضخمة في تجارة القوافل بين الشام واليمن فيما عرف برحلتي الشتاء والصيف وهناك طبقة الموالي أو الداخلون في أحلاف مع مختلف بطون قريش وأخيرا طبقة العبيد ومن خلال علاقات النسب والمصاهرة قد تأكدنا مدي أهميتها لآل جحش بينهم وبين أبو سفيان بن حرب المرشح ليكون سيد مكة المطاع في حربه مع دولة المدينة و لم يدر بخلد أحد عن تساؤل المطلوبة للنكاح زينب بنت جحش كيف تكون ضرة لأم أيمن بركة بنت ثعلبة الحبشية العبدة المعتقة هذة الإعتبارات الطبقية التي دارت برؤوس آل جحش هي التي قد التزم بها النبي نفسه التزاما حرفيا مسايرا للعرف السائد في مكة حين يتبدى ذلك عندما زوّج بناته وهن صغيرات السن من أسر تتمتع بالمكانة الإجتماعية الرفيعة فزينب الكبرى تزوجت من أبي العاص بن الربيع ابن هالة بنت خويلد شقيقة خديجة وهو من رجال مكة المعدودين مالا وتجارة ومن أثرياء قريش أما رقية وأم كلثوم فقد تزوجتا أبناء عم النبي عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم الشهير بوضائته وجماله لذا لقب آبا لهب وهما عتبة وعتيبة بينما كانت فاطمة لم تزل طفلة لم تبلغ سن الزواج فلما بعث النبي وخرجت الدعوة من المرحلة السرية إلى المرحلة الجهرية أظهرت أم جميل زوجة أبي لهب (حمّالة الحطب) عداوتها الشديدة للدعوة حتى أمرت ولديها بتطليق رقية و أم كلثوم فعادتا إلى بيت أبيهما مطلقتين حتى يتقدم عثمان بن عفان فتى قريش البالغ الثراء لطلب رقية ويكونا أول المهاجرين إلى الحبشة في العام الخامس للبعثة .
لكن أم كلثوم ستظل مطلقة في بيت أبيها قرابة 10 سنوات عاصرت خلالها حصار الشعب المضروب على آل هاشم ثم وفاة خديجة ثم الهجرة آلى يثرب ولنا أن نلحظ أنه لم يتقدم أحد من الصحابة لطلب يدها فتصبر وتحتسب وتنتظر10 سنوات طويلة حتى وفاة شقيقتها رقية بعد غزوة بدر 3هـ فيطلبها عثمان كي ينال شرف اللقب ذو النورين . ونتساءل لماذا لم تكن أم كلثوم مطلوبة من زيد بن حارثة لقضاء وطره و تقربا للنبي خاصة بعد إلغاء التبني ثم تنشأ هنا مسألة فقهية ذات دلالة تشريعية هامة وهي هل للسلطان الحق في أن يكره الفتاة على النكاح بمن لا تطيقة ولا تقبله والمفترض أن الرضا والقبول شريعة المتعاقدين فما بالك في الإكراه والإجبار و الذي جاء و كأنه يملكها كآمة من ما ملكت يمينه حتى لو كان الرسول أولى من المؤمنين من أنفسهم لكنه لم يعبأ لتلك الأعتبارات و المفترض أن زينب حرة في ارادتها حرة في جسدها فهو ملك لها وحدها تهبه لمن قبلته زوجا وارتضته بعلا وليس بناء على اكراه صاحب السلطة وما يزيد الطين بلة أن هذا الإكراه جاء إكراما وإرضاء لطالب النكاح المتطلع للوطء وفي ( تاريخ قريش لحسين مؤنس ص 516 ) قال : إن زيدا كان مزوّاجا مطلاقا عندما اختلف مع علي بن أبي طالب وجعفر بن أبي طالب فيمن يتولى أمر عمارة بنت حمزة والموجودة في مكة ولم تهاجر بعد حتى استشهاد حمزة في أحد فتعلل زيد بن حارثة أنه أولى بها إذ آخى النبي بينه وبين حمزة لكن النبي يحسم النزاع في أمرها لجعفر. كما أننا لا نرى أن هدف زيد من النكاح هو تأسيس أسرة مسلمة متعبدة بل وكما سبق أن أوضحنا هو الطموح الطبقي والجنسي فقط ليس إلا . فإذا أدرك النبي ضراوة الأعتراض والفشل في تمرير شفاعته ووساطته و احساسه المتضخم بأن مكانته كصاحب السلطة الآمر الناهي قد اهتزت لجأ إلى تطويع الوحي وتوظيفه لخدمة الإستبداد والتعصب لرأيه الذي قضى به وفرضه بالقوة على الآخرين كما في ( الأية 36 الأحزاب ) ونسأل هنا فقهائنا الأعزاء ما حكم المكره في قبول نكاح من لا تطيقه ولا تقبله ونحن نعلم أنه لا إكراه في الدين فلماذا جاء التشدد صارما ضاغطا ارضاء لنزوة جامحة في قضاء الوطر من المليحة الوضيئة سيدة أبناء عبد شمس خاصة والنساء والعذراى غاديات أطراف النهار في مجتمع لا يستنكف أن تهب المرأة نفسها للنبي علانية أمام رهط الرجال بلا حياء كقول عائشة : آلا تستحي المرأة أن تهب نفسها دون صداق ولا مهر . بالأضافة إلى تدفق السبايا واللاتي كان الصحابة يطؤهن بلا استبراء للرحم حتى يضطر النبي لإصدار تشريع ضرورة الوطء بعد الإستبراء .
كما لنا أن ننظر إلى الوحي النازل من فوق سبع سماوات في تعامله مع شكوى البغايا اللاتي كان كبير المنافقين بالمدينة عبد الله بن سلول يكرههن على البغاء والزنا داخل مجتمع يثرب وبعد نزول أكثر من ثلثي القرأن بكراهه ذلك العرف الذي كان متبعا كما جاء في سورة النور :" ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا "( سورة النور 33) .إذن المطلوب من صاحب السلطة عدم اكراه المرأة أيا كانت مكانتها الإجتماعية بل ينحصر دوره في مباركة رغبة طرفي عقد الزواج وليس الوقوف في جانب صاحب الرغبة المتلمظ لاشباع وطره ويجب أن يأتي تدخله بصفته صاحب السلطة والرسالة من أجل مصلحة الطرف الأضعف أو المهدر حقه وذلك إحقاقا لمبدأ العدالة والمساواة .هنا وتحت تهديد الوحي و ضغط الرسول والخوف من الوقوع في الضلال المبين الذي لا قبل لزينب الضحية المؤمنة أن تنافح فيه عصيان الله و رسوله أذعنت وقبلت الإحساس بالقهر والظلم والتعنت غير المبرر والذي تأسست و اتضحت آلية التعامل به مع من يقاوم تسلط الحاكم وضد من يعترض على أوامره حتى لو كانت تنطق بالأجحاف والتعسف في اقرار نكاح مرفوض من طرف المليحة الوضيئة سيدة أبناء عبد شمس حيث ارغمها النبي أن تتزوج زيدا وهي له كارهه (نساء النبي للشعراوي ص 63 )
ها قد تم عقد النكاح بمباركة صاحب السلطة فراح المولى المحرر يستقبل منكوحته الجديدة صاحبة الحسب والنسب موطؤه تحته مهيأه للمسيس كيما يتغشاها ويحرثها آنى شاء وكأنها مطية لا رأي لها ولا اعتبار لحاجاتها الخاصة كأمرأة بل فقط عليها أن تنفذ الحكم المشدد لعقوبة عن جريمة لم ترتكبها أو عن ذنب لم تقترفه وهي منه براء وربما استغربت وتعجبت لذلك التدخل الإلهي في حياتها الخاصة وهي مسلمة آواهة خاشعة متعبدة كسائر المؤمنات . يقدم لنا المتأسلمون تبريرا متهافتا لتلك الحادثة كقول متولي الشعراوي : هناك فرق بين خيار التكليف و خيار التكوين وما دام ثبت أن زينب و أخوها مؤمنان بالله ورسوله كان يجب عليهما أن يرتضوا الأمر (نساء النبي للشعراوي ص 59 ) .أو يقدموا تبريرا آخر يتسم باللامعقولية وهو أن هذا الإكراه كان ضرورة للتمهيد لإلغاء عادة التبني المستحكمة وأرهاصا لإستباحة زواج حلائل الأدعياء كي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا .وهي تبريرات خاطئة لتخفيف وطأة الإكراه الذي حاق بالمليحة الوضيئة زينب بنت جحش بن رئاب الأسدية . وقد أصدقها زيد في هذا الزواج عشرة دنانير وستين درهما وخمارا وملحفة ودرعا وخمسين مدا من طعام وعشرة أمداد من تمر ( تفسير ابن كثير 3/489 ) . طبعا كاد طالب الوطء و الوطر أن يطير قلبه فرحا بعد أن صار مالكا لكامل الجسد الأبيض فلا مقارنة بينها وبين أم أيمن بركة بنت ثعلبة الحبشية السوداء البشرة الجارية المعتقة أم أسامة بن زيد حّب رسول اللّه لكن الضحية ذات الحسب والنسب و التي سوف تنفذ حكم الإكراه والظلم الإجتماعي الواقع عليها قد أضمرت في نفسها خطة محكمة للتخلص من تلك الأنكوحة التي أكرهت عليها إكراها سوف تنتهج سياسة التنفير والتحقير كرد فعل طبيعي منها أثناء تنفيذ العقوبة لذا حرصت على تنكيد عيشة ذلك البعل المتطاول على طبقتها فلن تجعله يهنأ وينعم بما حلم واشتهى أن يتمتع به منها حتى لو كانت الآيات البينات تعضده وتقف وراءه كي يقضي وطره وأوطاره ويطفئ سعير شهواته ستسقيه الهم والغم ما وسعها إلى ذلك سبيلا فلن تلين عريكتها ولن تهبه متاع الجسد كما توهم فلن يلزمها صاحب السلطة المدجج بالوحي بشئ إذا لم تحسن معاشرة البعل الهائج فلن تأبه زينب لأحاديث الملائكة التي تلعن المرأة الممتنعة عن فراش الزوجية حتى الصبح ( إذا دعا الرجل امراته إلى فراشه فأبت أن تجئ لعنتها الملائكة حتى تصبح عن أبو هريرة حديث 5194/133 ج 7 باب النكاح ص 27 ) و لن يجرؤ زيد أن يضربها ضربا غير مبرح أو يهجرها في المضاجع وهي التي تؤذيه بلسانها فقد قالت : لم يستطيعني زيد ما امتنع منه غير ما منعه الله مني فلا يقدر علىّ وقيل في بعض الروايات أن زيد توّرم ذلك منه حين أراد أن يقربها فذهب إلى الرسول وقال : إن زينب تؤذيني بلسانها وتفعل وتفعل وذلك كما جاء في تفسير الجامع لأحكام القرآن للقرطبي تفسير سورة الأحزاب (8/5271) فإذا تفاقم الأمر واستبد الغم بزيد لما يتجرعه من غلظة قول وعصيان أمر وأذى باللسان وتعظيما بالشرف ذهب إلى الرسول يستنجد به قائلا : إأذن لي في طلاقها فإن فيها كبرا تعظم علىّ ( القرطبي 8/5271) . هنا أدرك الرسول ما آلت إليه تلك الزيجة غير المتكافئة من فشل ذريع كان متوقعا منذ البداية فأيقن أنه لايمكن أن يلّين عريكة الزوجة الناشز بمزيد من الأوامر و الأيات المتعسفة فوافق على أمر الطلاق .يقول العقاد : نفرت زينب من زوجها وعزّ على زيد أن يروضها على طاعته فأذن له النبي في طلاقها فتزوجها لأنه هو المسؤل عن زواجها وما كان جمالها خفيا عليه قبل تزويجها لأنها كانت بنت عمته يراها من طفولتها ولم تفاجئه بروعة لم يعهدها (حقائق الإسلام ةأباطيل خصومه ص 147 و 148) .
يتبع الجزء الثالث ............



#رأفت_عبد_الحميد_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آل جحش والظلم المستباح
- السقف الأبستمولوجي للأساطير
- يسألونك عن مأزق النكاح
- الله بين الزمان والتصور العقلي


المزيد.....




- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رأفت عبد الحميد فهمي - آل جحش والظلم المستباح -2-