أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - هذا خياس عتيك














المزيد.....

هذا خياس عتيك


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 2979 - 2010 / 4 / 18 - 14:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(هذا خياس عتيك )
والخياس لفظة كانت شائعة في العهد العثماني ، وتعني المبالغ الاميرية المتبقية في ذمة العشائر والمكلف بدفعها شيخ العشيرة (والتي تسمى بقايا ) ، وبعتبرونها هالكة او ميتة ، وهذه تتراكم سنة بعد اخرى ولايحصل منها شيء ، ولكن تبقى في الدفاتر الحكومية ، وتحول من سنة الى اخرى ، فتشغل الدفاتر بلا جدوى ، فالعشائر من ناحية لاتدفعها للحكومة من تلقاء انفسها ، والحكومة تحاول ان تستحصلها ، فان شعرت بعدم قدرتها ، تركتها تتراكم الى ان تحصل لها القدرة الكافية على استحصالها وحينذاك تكون هذه المبالغ كبيرة ، فاذا ماطولبت العشيرة بدفع مابذمتها من سنين متراكمة استنكرت هذه المطالبة وقالت : (هذا خياس عتيك ) ولاموجب لدفعه .
والخياس العتيك مازال الشعب العراقي يدفعه للاسف حتى في تجاربه التي يعتبرها البعض متحضرة ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ، الانتخابات والديمقراطية ، فالعراقي مازال يعيش لحظات التمرد على الدولة كمؤسسة وحتى الان لم يفرق بين الحكومة والدولة لعدائه القديم للحكومات السابقة ولما رأى منها من حيف وجبروت ، حيث ثبت في عقله اللاواعي حقيقة من خسارات متكررة وامتهان وحرمان ومصادرة للحرية والشخصية والحقوق ، فهو يستحضر همومه القديمة بلاشعور منه ، وتشعب هذا السلوك لديه الى عدوانية ، والمراقب للحظات وايام مابعد سقوط النظام في 9 نيسان يشاهد ان اغلبية الشعب هرع الى اقتناء السلاح ليستمتع في اطلاقة الفضاء التي لاتغني عن جوع فقط يريد ان يقول انا موجود ، وحتى سلوك الجريمة غير المنظمة التي اعقبت سقوط النظام هي مصادرة للثورة الداخلية التي يمتلكها العراقي بحيث توجهت باتجاه آخر نحو الجريمة والعبثية ، ثم تطور وتطور هذا الشعور ليصل الى القتل والذبح وتفجير العبوات طبعا تشجعه في هذا وتمد له يد العون كعوامل مساعدة مهمة الاجندات الخارجية والفوضى السياسية التي عاشها الشعب ، والذي لم يستطع ان يفعل هذا وذاك استغل وظيفته وبدأت مرحلة جديدة هي مرحلة الفساد المالي ، ومصادرة الارصفة وبفرح غامر وكانه تمرد على صدام ، لانه لم يفتأ فيما مضى ان يقوم بسحق الدار التي تعتدي على سنتمتر واحد من املاك الدولة وخصوصا الفقراء الذين لا احد لهم ، اعتقد ان افعال الكثيرين غير مسؤولة وهي ( خياس عتيك ) .
كان بجانبي يشرب قنينة البيبسي ونحن في ذات السيارة افرغها ورمى بها الى الشارع ، كان انيقا ينم مظهره انه موظف ، استجمعت قواي وعاتبته ، قلت له : لماذا ترميها في قارعة الطريق وانت رجل تبدو نظيفا ، فرد علي بسخرية واضحة : (رجعنا الزمن صدام ) ، صمت واخرجت كتابي وانشغلت بالقراءة خوفا من تطور الحديث وبالتالي اجتث من (الكيه ) بتهمة دفاعي عن نظافة الطريق ، تأكدت ان هذا الشخص لديه ثأر عتيق مع الحكومة آنذاك لانها لم تكن تنفصل عن الدولة ، لكن في التجارب الديمقراطية على الشعب ان يفصل بين الاثنين ، فالحكومة ذاهبة والدولة باقية بمؤسساتها ، وهذا ايضا لم يستطع الشعب العراقي تفسيره بعد سقوط النظام السابق حين هرع البعض لسرقة ممتلكات الدولة .
هذه الاشكالية تحتاج الى وقت كبير للتخلص من حبائلها كي يعود الانسان حرا ، والسيطرة ، والعبودية لم تكن سجون وقيود فقط وانما هو شعور يتركز داخل النفس الانسانية ويسيطر عليها ، وهذا القيد الحديدي لايستطيع الانسان التخلص منه الاعلى مراحل ، ومنها السيطرة على الشعور وامتلاك حرية التفكير الحقيقي ، بلا تأثيرات ربما تكون عقائدية او حزبية او قومية .
على هذا الاساس بات تشكيل الحكومة اصعب مراحل الديمقراطية في العراق لانها اختصرت جميع مراحل النقاهة التي كان يجب ان يمر بها الشعب الى مرحلة واحدة وواجهته بشعارات ركزت على آلام الامس فجعلت منه اسيرا لحالتين لاثالث لهما الثأر ومناغاة الحرمان القديم ، ماجعل قوى الامس التي وقفت بوجه الدكتاتورية تتلاحم وتنأى ببرامجها السياسية عن الاخرين ، نحن نقدر هذه الحالة لكن يبقى المهم في الامر الاتكون التحالفات مرضية وتجري مجرى استحضار مآسي الامس والعيش بها وجعلها مثابة للقفز على الزمن في سبيل احياء التغيير . وعساها الاتكون (خياس عتيك ) .
عبد الله السكوتي



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المبلل مايخاف من المطر
- المجرشة
- (كول ماعنده ذيل )


المزيد.....




- تورطت بعدة حوادث مرورية ودهس قدم عامل.. شاهد مصير سائقة رفضت ...
- مؤثرة لياقة بدنية في دبي تكشف كيف يبدو يوم في حياتها
- مصر.. اكتشاف أطلال استراحة ملكية محصّنة تعود لعهد الملك تحتم ...
- شي جين بينغ يصل إلى صربيا في زيارة دولة تزامنا مع ذكرى قصف ا ...
- مقاتلة سوفيتية -خشبية- من زمن الحرب الوطنية العظمى تحلق في ع ...
- سلالة -كوفيد- جديدة -يصعب إيقافها- تثير المخاوف
- الناخبون في مقدونيا الشمالية يصوتون في الانتخابات البرلمانية ...
- قوات مشتركة في الفلبين تغرق سفينة خلال تدريبات عسكرية في بحر ...
- مسؤول: واشنطن تعلق إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل بسبب رفح
- وسائل إعلام: الاتحاد الأوروبي قد يفرض عقوبات على ممثل أمريكي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - هذا خياس عتيك