أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - في السياسة .. أرباب متفرقون خيرٌ من رب واحد قهار!؟















المزيد.....

في السياسة .. أرباب متفرقون خيرٌ من رب واحد قهار!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 2978 - 2010 / 4 / 17 - 23:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأحادية أم التعددية؟
عندما نشرت مقالتي (المحاصصة الطائفية والقبلية أفضل من الشموليه) [1] شعرت من خلال بعض التعليقات التي أبداها بعض القراء أن بعضهم إعتقد أن مقالتي دعوة لبناء النظم السياسية على أساس المحاصصة الطائفية والقبيلية كما في لبنان والعراق مثلا !.. بينما كان أساس مقالتي تلك هو ما يشبه الملاحظة الموضوعية الإستنباطية التي نتجت عن تأمل وتدقيق ومقارنة بين نموذجين من الحكم القائم في الواقع العربي! .. الأول نظام ديموقراطي نسبيا ً قائم على التوافق الطائفي وتقسيم المناصب الرئيسية في الدولة على أساس طائفي .. ونظام آخر شمولي فردي إستحواذي أحادي ديكتاتوري قائم على أساس الحكم الفردي والعائلي وسيطرة القطب الوحيد في مجال الفكر السياسي ومجال الحكم الفعلي! .. إذ أن المجتمع المحلي الذي يحكمه قطب واحد كالمجتمع الدولي الذي يسيطر عليه قطب واحد حيث تكون نتيجة هذه الأحادية المطلقة دائما ً إنحسار هامش الحريات داخل هذا المجتمع ويضيق نطاق خيارات الناس بسبب سيادة الأحادية وإنعدام التعددية!.. والسؤال الذي طرحناه هناك هو لو أننا إتفقنا جدلا ً على أن كلا ً من النظام الشمولي والنظام الديموقراطي القائم على التوافق الطائفي هو نظام سيئ فأيهما أفضل أو أقل سوءا ً وأرحم وأكرم للناس ولو على أساس فقه الموزانات وقاعدة أهون الشرين وأخف الضررين!؟ .. المجتمع المتعدد الأقطاب والأرباب والأحزاب السياسية أم مجتمع شمولي أحادي يحكمه قطب واحد وحزب واحد ورب بشري واحد مسيطر وجبار تمجده الناس ليل نهار!؟.. فعند التأمل وجدنا أن الحريات الإنسانية والسياسية في النموذج اللبناني متعدد الأقطاب مثلا ً أو العراقي الحالي أكبر من الحريات في نموذج نظام أحادي القطب يحكمه رب واحد مطلق وجبار كنظام القذافي أو نظام صدام المنهار!.. وقد ذكرت في مقالتي تلك بأنني وإن كنت من حيث العقيدة الدينية أؤمن بالتوحيد في الربوبية الإلهية وأن عبادة رب واحد معبود خير من عبادة آلهة متعددة تتقاسم قلب الإنسان إلا إنني من حيث العقيدة السياسية أؤمن بضرورة تعدد أرباب وأسياد السياسة في المجتمع الواحد بحيث تتعدد الأقطاب والأحزاب السياسية (مراكز القوى) ولا تتركز القوة السياسية في يد رب وقطب بشري واحد مطلق وجبار فقد أثبتت التجارب البشرية أن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة وأن تركيز القوة السياسية في شخص واحد مقدس ومتبوع يؤدي إلى إستبداد خطير وفساد كبير في المجتمع البشري .. فإن كان خضوع المجتمع لرب وإله واحد يعبده ويقصده بالدعاء ويفرده بالعباده هو أفضل من الناحية الدينية إلا أنه من الناحية السياسية والوطنية من الأفضل للناس تعدد أقطاب السياسة وأرباب القوة السياسية (القادة السياسيين الشعبيين) مع ضرورة وجود نظام سياسي يحكم ويضبط حركة التنافس والتدافع بين هؤلاء (الأقطاب/الأرباب/ القيادات/الأحزاب) بشكل حضاري وسلمي وعادل وفق إختيار جمهور الأمه .. ومع ذلك فحتى التعددية الدينية مكفولة في الإسلام ! .. فليس من هدف الإسلام إلغاء وإقصاء الأديان الأخرى بالقوة والسنان مع أنه يحاول ذلك من خلال سلاح الدعوة والبيان ثم يقول للناس بعد التأكد من أنهم يملكون حرية الإختيار (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) .. فقد عاش عبدة الصليب والمسيح والسيدة العذراء في ظل حماية شريعة التوحيد وظلت صلبانهم تعيش في ظل أمان وحماية سلطان "الهلال" لقرون عديدة ولم يكن من أهداف الإسلام إلغاء التعددية الدينية ولا الطائفية بين البشر!.

الديموقراطية والتركيبة الديموغرافية للمجتمع!؟

قد تكون مسألة المحاصصة الطائفية بشكل توافقي أو عن طريق آلية التصويت والأخذ بعين الإعتبار بالحساسيات والتقسيمات الطائفية في لبنان والعراق مثلا ً أمرا ً يُزعج بعض المثقفين والديموقراطيين العرب ويجعل الذين يتطلعون منهم إلى ديموقراطية (ليبرالية علمانية مثالية) كاملة يرفضون هذه الصيغة الطائفية التي تؤثر في تركيبة النظام الديموقراطي اللبناني والعراقي بالكلية ويرفضون الإعتراف بها كديموقراطية أصلا ً! .. ولكن الشئ الذي يجب الإنتباه إليه هنا أن النظام الديموقراطي ولو في ظل مراعاة التقسيمات المناطقية أو الطائفية أو القبلية هو بالنهاية أفضل بكثير وأرحم وأكرم للناس من النظم الديكتاتورية والشمولية الأحادية المغقلة والمستبدة ذات القطب الواحد! .. فهي – أي الديموقراطية القائمة على المحاصصة الطائفية أو القبلية - من خلال هذه التوازنات الطائفية والتعددية السياسية بين الأقطاب المتعددة والمختلفة والمتنافسة تحول دون وقوع المجتمع القومي في قبضة الديكتاتورية الفردية والشمولية الأحادية التي تستأثر بكل شئ وتحتكر كل شئ وتستأسد على المجتمع وتحول أفراده إلى قطيع من العبيد! .. فالتعددية القطبية في المجتمع تمنع وقوع الدولة تحت هيمنة وسيطرة (القطب السياسي الواحد والوحيد!) كما هو الحال في الدول الشموليه وبالتالي تتيح هذه التنافسية المتعددة الأقطاب والأرباب والأحزاب مساحات كبيرة من حرية التعبير السياسي والإعلامي والفكري في البلد للصغار ولسائر الأفراد وهذا بلا شك متوفر في لبنان والعراق اليوم أكثر منه في أي بلد عربي آخر!.

ثم لابد من الإعتراف بأنه ليس للديموقراطية نموذجٌ "واحد وحيد وفريد وصلب وجامد" بل هي نظام مرن يقوم على مجموعة من القيم والمفاهيم والغايات وكذلك على باقة من الآليات والوسائل والأدوات والإجراءات العملية التي من خلالها يمكن تطبيق الديموقراطية وتحقيق الإرادة الشعبية والعدالة السياسية (النسبية) بين الفرقاء السياسيين فهي تتسم بشئ من المرونة التي تراعي ظروف المكان ومكونات المجتمع الذي ستعمل فيه .. وقد يستغرب البعض هنا إذا علم أن أول ديموقراطية قامت في العالم – أي ديموقراطية أثينا – إنما قامت على أساس ٍ من المحاصصة التوافقية القبليه والتداول القبلي السلمي على السلطة! .. حيث كان الحاكمون في ذلك النظام الديموقراطي الشعبي المباشر هم "القواد العشرة" الذين يعنون بشئون الحرب وشئون السياسة ثم ضابطو المدينة "العشرة" الذين يحفظون النظام في المدينة.. وضابطو السوق "العشرة" الذين كانوا يراقبون الأوزان .. ثم يأتي بعدهم مجلس الشيوخ وكان يتكون من "عشر" مجموعات كل مجموعة منها تتكون من خمسين شيخا ً فيما عرف بمجلس الخمسمائة.... ولم يكن العدد "عشرة" ضرورة فنية للحكم بل كان تقسيما ً "للمناصب" السيادية في الدولة على أساس المحاصصة القبلية أي على أساس التوافق القائم بين القبائل "العشر" التي كانت تملك أثينا فعلا ً! [2].
و كان مفهوم الشعب في أثينا ومفهوم المواطنين لا يشمل النساء والعبيد والأجانب مهما طال مقامهم في المدينه (السكان غير الأصليين) فهو مفهوم يقوم على العرق والقبيله و الوراثه والذكوره والحريه !!؟؟.. ولذلك فإن الديموقراطية حين يراد تطبيقها في أي مجتمع يمكنها أن تكون مرنة وتستوعب الحقائق الإجتماعية والظروف الواقعية في هذا المجتمع مع أن قيام الديموقراطية على أساس التعددية السياسية الحزبية – أحزاب تقوم على فكرة أو برنامج تنمية وإصلاح - أفضل بكثير من قيامها على أساس التعددية الطائفية أو القبلية ولكن في حركة الديموقراطية نحو التطور بإتجاه الأفضل والإرتقاء نحو (المثال) ونحو الإتصاف بالرشاد السياسي والعدالة السياسية يمكن مراعاة (الظروف الإجتماعية) و(الحقائق الواقعية) للبيئة التي ستعمل فيها ….. أما الذين يريدونها ديموقراطية ليبرالية علمانية مثالية وكاملة مرة واحدة أو لا ديموقراطيه ! .. ممن يطلبون منا تأجيل الديموقراطية حتى تتلاشى التركيبة الطائفية والقبلية لمجتمعاتنا (المتخلفة) بالكامل!! .. فهم بلا شك من الطوباويين و المتنطعيين الذين ينظرون للأمور بصورة طوباوية حدية مطلقة! …. فليست الديموقراطية وصفة سحرية وليست حلولا ً نهائية وجذرية بل هي وصفة عقلانية حضارية عملية راشدة ومرنة يمكنها أن تستوعب خلال مرحلة تطبيقها وتطورها الظروف الواقعية للبيئة الإجتماعية وتنطلق من هذا الواقع بكل سلبياته وإيجابياته نحو المثال الديموقراطي بلا إفراط ولا غلو ولا تفريط ! .. لذلك وجدنا مفهوم (الديموقراطية التوافقية) كما هو الحال في لبنان ودول أخرى .. وهي – وإن كانت لا تمثل الصورة المثلى للديموقراطية الكاملة التي نتطلع إليها - إلا أنها بالتأكيد أكرم وأفضل ألف ألف مره من النظم الشمولية الواحدية المستبدة المطبقة في منطقتنا العربية ومنها – بالطبع – النظام الحالي المطبق في بلادنا الغالية ليبيا أي نظام العقيد معمر القذافي .. هذا النظام الذي يتسربل برداء وشعار الديموقراطية الشعبية المباشرة وحكم الجماهير (!!؟؟؟) بينما في حقيقته التي يعلمها كل عقلاء وزعماء العالم ومعظم الليبيين هو نظام فردي شمولي بوليسي عشائري عائلي لا يختلف وضع قائده في حقيقة الأمر عن وضع أي ملك أو رئيس مطلق الصلاحيات في أية دولة شمولية غير ديموقراطية !.
سليم نصر الرقعي
[1] إطلع هنا على مقالتي المذكورة أعلاه : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=207896
[2] مصدر معلوماتي عن تجربة أثينا الديموقراطية الشعبية كتابان : الأول كتاب "مبادئ علم السياسه" تأليف د. نظام بركات .. والثاني "الإستبداد الديموقراطي" تأليف د. عصمت سيف الدولة.



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهو سر تضارب الأنباء حول صحة المقرحي!؟
- أكشن!..القذافي والسيناريو القادم لثاني مره!؟
- لمه وليست قمه !!؟؟
- ماهي مفاجآت القذافي في قمة سرت!؟
- العقيد .. وقمة الفشل العربي الأكيد !؟
- المقرحي .. هل هو مريض بالسرطان بالفعل!؟
- المحاصصة الطائفية والقبلية أفضل من الشموليه!؟
- أمريكا تعتذر للناقة الليبية الحلوب !؟
- لو مات -مبارك- غدا ً فجأة ً ماذا سيحصل!؟
- ليبيا هي الدولة الديموقراطية الوحيدة في العالم !!؟
- الفكر وأثره في السلوك الديكتاتوري !؟
- الفقر عيب وألف ألف عيب !!؟
- التوريث الجاري مطلب إمريكي وقد يتم بمباركة الإسلاميين!؟
- هل يمكن تصور ديموقراطية في مجتمع قبلي أو طائفي !؟
- مصادرة رواية -الزعيم يحلق شعره- قمع وغباء!؟
- هل الديموقراطية ليبرالية وعلمانية بالضرورة !؟
- خواطر وأسئلة عن التجربة الصينية !؟
- هل الحريات في ظل الإحتلال أفضل منها في ظل الإستقلال !؟
- إصلاح أحوال النخبه أولا ً !؟
- الطبقية أمر طبيعي وحتمي !؟


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - في السياسة .. أرباب متفرقون خيرٌ من رب واحد قهار!؟