أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - التعليم والمواطنة(2-3)















المزيد.....

التعليم والمواطنة(2-3)


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2972 - 2010 / 4 / 11 - 23:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مازلنا نستعرض كتاب "التعليم والمواطنة" الصادر فى يناير 2010 عن أوراق وابحاث المؤتمر الثانى لمناهضة التمييز الدينى.فى المقال الأول أستعرضنا أختراق الإسلام السياسى للعملية التعليمية على كافة مستوياتها من خلال بحث الدكتور عصام صيام، وفى هذه المقالة نسنعرض التردى الفظيع فى المناهج التعليمية ذاتها من خلال عدة اوراق ، وفى المقال القادم سوف نتناول المناخ المحيط بالعملية التعليمية برمتها، وبهذا نكون قد غطينا بشكل متوال العامل البشرى ثم المنهج الدراسى ثم المناخ التعليمى.
نبدأ بالبحث المقدم من الأستاذ طلعت رضوان وهو عن التعليم الأزهرى،ولعله يكون رسالة لشيخ الأزهر الجديد للفت نظره لما يدرس فى المدارس الأزهرية من أمور لا يصدقها عقل، ففى كتاب " تقريب فتح القريب" المقرر على الصف الثالث الأعدادى الأزهرى جاء فيه ،" الاستبراء هو انتظار العبدة مدة بسبب حدوث البلل فيها،اى بعد ممارسة سيدها للجنس معها،أو زواله عنها تعبدا أو براءة من الحمل!!". وفى كتاب "الإقناع فى حل ألفاظ أبى شجاع" الجزء الأول المقرر على الصف الأول الثانوى يشير الكتاب إلى تحديد مواقيت الصلاة " إما بالخروج لرؤية الفجر أو سماع صوت ديك مجرب"(ص 188).وفى نفس الكتاب يتكلم عن أفتراضات عبثية فيقول "لو خلق للمرأة فرجان فيكون الخارج من كل منهما حيضا"(ص145)، أو الغاز جنسية غير مفهومة مثل " من أولج أحد ذكريه أجنب إن كان يبول به وحده"، و"وإذا أولج الخنثى فى الرجل المولج فإن كلا منهما يجنب" (ص91).
فى كتاب "الإقناع فى حل ألفاظ أبى شجاع" الجزء الثانى المقرر على الصف الثانى الثانوى من التعليم الأزهرى تقرأ هذا العبث " من الأشياء التى يصح رهنها ولا يصح بيعها المرأة العبدة التى لها ولد غير مميز" (ص 153). ومن نفس الكتاب فصل بعنوان ( حكم استعمال أوانى الكفار وأشباههم) يقول "أنه يجوز استعمال أوانى الكفار إن كانوا لا يتعبدون باستعمال النجاسة كأهل الكتاب"(ص 172). وفى فصل ( مبطلات الصلاة ) يقول المؤلف " تكره الصلاة فى الأسواق وفى الحمام وفى المزبلة وفى الكنيسة وهى معبد النصارى ، وفى معبد اليهود ونحوهما من أماكن الكفر... ويختم المؤلف بحديث يقول : لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"(ص232). وفى دواعى الحجر على الاشخاص "يجوز الحجر على الصبى والمجنون والسفيه والمبذر والعبد الذى لم يؤذن له بالتجارة وعن المرتد عن دين المسلمين"(ص162). وفى موضع آخر من الكتاب يقول المؤلف " أن المحظور هو أى شئ محرم مثل عمارة الكنائس ونحوها من متعبدات الكفار،أو كتب التواراة أو الإنجيل أو السلاح لقطاع الطرق لأنه إعانة على معصية" (ص309). ويشرح المؤلف للتلميذ أنواع القتل فيقول " يمكن انقسام القتل إلى الأحكام الخمسة: واجب وحرام ومكروه ومندوب ومباح،فالأول قتل المرتد إذا لم يتب، والحربى إذا لم يسلم أو يعطى الجزية" (ص171). وفى حالة السرقة يتعلم التلميذ فى حد السرقة " أن حد السرقة (قطع اليد) لا يطبق فى حالة سرقة مزمار وصنم وصليب وطنبور،لأن التوصل إلى إزالة المعصية مندوب إليه فصار شبهة كإراقة الخمر"(ص240). وفى فصل آخر عن شروط وجوب القصاص يشجع المسلم على قتل غير المسلمين بقوله "لا قصاص بين عبد مسلم وحر ذمى،لأن المسلم لا يقتل بالذمى والحر لا يقتل بالعبد"(ص 176). ويتعلم التلميذ كذلك بأن المسيحيين ليس لهم حق فى موارد بلدهم بقوله "يمنع الذمى من أخذ المعدن والركاز(الموارد الطبيعية) بدار الإسلام. كما يمنع من الإحياء بها،لأن الدار للمسلمين وهو دخيل عليها" (ص355). وفى موضع آخر من الكتاب يقول المؤلف " لا يصح بيع كتب الكفر والتنجيم والشعوذة والفلسفة" (ص 108)،أما الوصية فيشترط فيها " أن لا تكون فى معصية مثل كتابة التواراة والأنجيل وقراءتها وكتابة كتب الفلسفة وسائر العلوم المحرمة" (ص 390). أما عن الخرافة فحدث ولا حرج مثل "لو ارتضع صغيران من شاة لم يثبت بينهما أخوة فتحل مناكحتها وكذلك الجنية إن تصور إرضاعها بناء على عدم صحة مناكحتهم وهو الراجح"(ص 140)، ومثل " من أتى بهيمة فاقتلوه واقتلوها معه"(ص 219)، ومثل" أم الجنين اليهودى أو النصرانى بالتبع لأبويه تجب غرة فيه ثلث غرة مسلم كما فى ديته وهى بعير وثلثا بعير وفى الجنين المجوسى ثلث خمس غرة مسلم كما فى ديته وهى ثلث بعير،أما الجنين الحربى المرتد تبعا لأبويهما فمهدران"(ص 202). وفى موضع أخر يسأل التلميذ " عرف الاستبراء. وفرق بين المسببة والمشتراة، ولو وطئ أمة شريكان فى حيض أو طهر ثم باعاها أو أرادا تزويجها، فم الحكم؟" (ص 139)،ويواصل المؤلف " يغسل الميت وترا ويكون فى غسله سدر أو خطمى،ومعنى السدر: شجر النبق. والخطمى: نبات يغسل به"(ص317)... هل فهمت شئ من هذا؟ ولا أنا أيضا؟.
هذه عينات مما يدرسه طالب الأزهر فى مصر كما أوردها الأستاذ طلعت رضوان فى بحثه فهل بعد ذلك يتسائل البعض ما هى أسباب التطرف وإنغلاق العقل وإستحلال أموال وارواح الأقباط فى مصر؟.
وإذا تركنا هذا البحث إلى ورقة قيمة أخرى بعنوان " بنية التمييز الدينى فى مناهج التاريخ" كتبها الدكتور شريف يونس يبدأ المؤلف ورقته بعبارة تلخص بحثه كله " توحى قراءة مناهج التاريخ بأن واضعيها ممتلئين اقتناعا برسالة مقدسة فحواها تديين وأسلمة التعليم عموما، بحيث يمكن القول بأن أسلمة المناهج مجرد أحد مظاهر جهود الأسلمة المستمرة فى كل جوانب التعليم وفى غير التعليم". وينطلق المؤلف من تعريفه للتاريخ بأنه المختص أكثر من غيره ببناء هوية مشتركة معينة لمواطنى الدولة، وبالتالى فأن دراسة التاريخ فى مصر تكشف عن التمييز لا كمجرد خطأ أو مشكلة ملتصقة تعسفا بالمنهج وإنما كعنصر فى تصور عام للتربية الوطنية التى يعتبر التاريخ حجر الزاوية فيها،لأنه بطريقة غير مباشرة يضع الفرد داخل انتماء معين. ويصل المؤلف من خلال بحثه الطويل إلى أن اقحام الأسلمة فى مناهج التاريخ ليس فقط الغرض منه بناء هوية إسلامية بديلا عن الهوية الوطنية المصرية وأنما أيضا إذلال الأقليات والكيد بهم لدرجة إنه فى نهاية الوريقات القلائل المقررين عن الحقبة القبطية يأتى السؤال المستفز:أكتب عشرة أسطر إلى الرسام الدنماركى الذى أساء إلى رسول الله!!!. ويلخص الدكتور شريف يونس القصة كلها فى مصطلح جميل هو " الذمية الحضارية"، فما يحدث فى مناهج التاريخ المصرى هو ذمية حضارية مع سبق الأصرار والترصد وهو جزء من مشروع أكبر غرضه إذلال الأقباط فى كل مناحى الحياة.
وفى بحث آخر لمجدى خليل عن السمات الرئيسية لمقررات اللغة العربية والتربية الدينية يخلص إلى "فى النهاية لا تشعر انك أمام تعليم حر يقوى مناعة الإنسان الفكرية والإنسانية وإنما امام غسيل مخ دينى إجبارى، تعليم إستعلائى سلبى دفاعى عن الذات الدينية،تعليم منغلق متعصب عنصرى فى بعض اجزاءه،يعادى العقل والعلم ويروج للخرافات والشعوذه والهلوسة وعالم الميتافيزيقا،تعليم عدوانى جامد يرفض التطوير ويدعو للقيم المطلقة، ويحقر من المنتج العقلى ومن انجازات البشر الحقيقية وينسبها للإسلام، يعادى ثقافة الحياة ، ويناصب الذات والعالم غير المسلم العداء، تعليم يمثل سوط لجلد قيم الحياة المعاصرة... تعليم يخلق فى النهاية شخصيات مصابة بإنفصام فى الشخصية".
هذا جزء بسيط جدا مما تزخر به المناهج التعليمية فى مصر، والضلع الثالث فى هذا التخريب لعقول ومستقبل مصر وهو المناخ العام الذى يحيط بالعملية التعليمية نتناوله فى المقال القادم.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزهر بين شيخين
- أمن الخليج....مسئولية من؟
- وضع الأقباط تحت حكم مبارك
- تظل إشكالية المجتمعات الإسلامية قائمة
- العلمانية والديموقراطية فى فكر مراد وهبة
- التعليم والمواطنة
- نسيم مجلى
- عشر خصائص للعنف ضد الأقباط
- حقوق الإنسان فى العالم العربى
- مؤتمر كوبنهاجن ...وهندسة المناخ
- البرادعى يعرى النظام المصرى
- تأثير الأقباط على الحضارة
- من الشائعات إلى الإدعاءات
- نضال حسن وجنته المزعومة
- الفارس النبيل محمد السيد سعيد
- المشاحنات المذهبية بين المسيحيين فى مصر
- الحكومة المصرية والتجسس على يهود المغرب
- الاخوان المسلمون وتدمير العمل السياسى والنقابى
- فاروق حسنى واليونسكو
- من هو الطائفى ومن هو الوطنى؟


المزيد.....




- تسببت بوميض ساطع.. كاميرا ترصد تحليق سيارة جوًا بعد فقدان ال ...
- الساحة الحمراء تشهد استعراضا لفرقة من العسكريين المنخرطين في ...
- اتهامات حقوقية لـ -الدعم السريع- السودانية بارتكاب -إبادة- م ...
- ترامب ينشر فيديو يسخر فيه من بايدن
- على غرار ديدان العلق.. تطوير طريقة لأخذ عينات الدم دون ألم ا ...
- بوتين: لن نسمح بوقوع صدام عالمي رغم سياسات النخب الغربية
- حزب الله يهاجم 12 موقعا إسرائيليا وتل أبيب تهدده بـ-صيف ساخن ...
- مخصصة لغوث أهالي غزة.. سفينة تركية قطرية تنطلق من مرسين إلى ...
- نزوح عائلات من حي الزيتون بعد توغل بري إسرائيلي
- مفاوضات غزة.. سيناريوهات الحرب بعد موافقة حماس ورفض إسرائيل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - التعليم والمواطنة(2-3)