أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - دياري صالح مجيد - الغزل التركي الايراني المتواصل هل يرقى الى تزاوج المصالح ؟














المزيد.....

الغزل التركي الايراني المتواصل هل يرقى الى تزاوج المصالح ؟


دياري صالح مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 2959 - 2010 / 3 / 29 - 19:45
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لم تفرز من قبل قمة من القمم التي عقدتها ما يعرف بجامعة الدول العربية مؤشرات ذات علاقة بالمنطقة بشكل عام , مثلما افرزته القمة الاخيرة التي دعا فيها صراحة السيد عمر موسى الى تحقيق نوع من التضامن وفتح ابواب الحوار مع اهم دول الجوار الجغرافي العربي المؤثرة في صلب تفاعلات الاحداث التي تشهدها المنطقة ككل , وهي كل من ايران وتركيا التي اصبحت اليوم من اهم الاصدقاء بعد ان اعتاد الخطاب السياسي العربي على وصف ايران خاصة بانها المهدد الحقيقي للامن القومي العربي والى كونها في نظر البعض بانها اكثر تهديداً لهذا الامن من اسرائيل ذاتها التي ينظر لها البعض بشكل او باخر على انها المصدر الذي لابد وان تتم الاستعانة به للوقوف بوجه التوجهات الايرانية في المنطقة , ولعل هذا هو السر الكامن في توجهات بعض الدول العربية من اسرائيل التي تنقدها في العلن وتقيم الولائم مع قادتها في السر على شرف الدم العربي المستباح دوماً وابداً في ظل هذه القمم الصورية , التي يبدوا انها اليوم تريد الابتعاد عن هذه الصورية بالتقرب اكثر من هاتين الدولتين وربما بضوء اخضر امريكي .

لم تنقطع خلال مجمل الاشهر الماضية الزيارات الرسمية المتبادلة بين المسؤولين الايرانين والاتراك , اذ اتسمت بتواصلها المستمر سواء بصورة مباشرة عبر لقاء قيادات متقدمة من كلا البلدين في مناسبات متعددة , او بصورة غير مباشرة عبر لقاءات جانبية بينهما اما على هامش مؤتمر او ندوة او غيرها من المناسبات ذات البعد الدبلوماسي وربما ذات الصبغة الاكاديمية , المهم ان هنالك دائما طائراً يحلق في سماء البلدين يعبر عن تواجد المصالح المشتركة لهما ليس في الجو الشرق اوسطي فحسب وانما يتعدى ذلك الحدود الجغرافية الضيقة لهذه المنطقة نحو دول اسيا الوسطى والقوقاز ذات المكانة الجيوبولتيكية المتميزة في السياسة الايرانية و التركية على السواء , فاذا ماكان للاتراك والايرانيين ارث تاريخي ومصالح ستراتيجية في المنطقة العربية بشكل خاص , تضرب جذورها في فترات تاريخية بعيدة وتقوم على مجموعة مهمة من مقومات التواصل الجغرافي والسياسي مع دول هذه المنطقة , فان ذات المعادلة تجد لها صورة مشابهة تصل الى حد التطابق في كثير من الاحيان مع ما جرى ويجري بين هذين البلدين في المنطقة الاخرى وهي اسيا الوسطى والقوقاز , لذلك نجد اليوم ان المبعوث التركي الخاص الى طهران والذي اجتمع مؤخراً مع الرئيس الايراني احمدي نجاد يوم الخميس الماضي , قدم الى نجاد رسالة رسمية من القيادة التركية تدعوه فيها الى حضور المؤتمر الدولي الذي سُيعقد في استنبطول حول الامن والتعاون في اسيا الوسطى , وهي دعوة مهمة تحمل في طياتها اكثر من رسالة شفاهية خاصة في ظل رمزية الحدث الذي سيضم اهم الاطراف الفاعلة في رسم خارطة الاحداث السياسية في ذلك الجزء المهم من العالم والذي عادة ما يُغيب عن الاضواء ولا تُركز عليه الرؤى التي بعد يبدو انها لم تدرك حجم التفاعل الذي بدء يلف الاحداث ما بين هاذين الاقيليمين الذين يعدان من اهم الاقاليم الاستراتيجية في عالم اليوم ويشكلان في ذات الوقت مصدراً من مصادر الارق للعديد من القوى الدولية المؤثرة في العالم ومنها بالتاكيد الولايات المتحدة وروسيا وكذلك الصين , هذا اضافة الى الادوار المؤثرة لقوى الجوار الجغرافي الممثلة بكل من تركيا وايران التي سمحت لها اقدار الجغرافية والتاريخ في لعب اهم دور في هذه الاجزاء مجتمعة حتى بدا ان كثير من تعقيدات المشهد السياسي او تطوراته الايجابية فيهما قد جاء بفعل التفاهمات او التعارض في وجهات النظر والعقيدة الاستراتيجية التي وسمت بها مصالح هاتين الدولتين وعبر فترات زمنية مختلفة .

اليوم يبدوا المشهد السياسي في طريقة تشكل مغايرة عبر تقديم الامريكان للاتراك كنائب عنهم للعب في المنطقة بما يضمن مصالحاً خاصة لهم وبما يتيح للاتراك ذاتهم نوعاً من الحرية في الفعل وربما الحركة السياسية التي تحقق هذه المصالح , في مقابل الدعم الذي تحظى به ايران من قبل روسيا في لعب دور تنوب به عن مصلحة هذه الدولة ذات الثقل المهم في مجمل المنطقة , وربما ياتي ذلك في ظل ادراك امريكي خاص بان الاتراك لهم القدرة على التفاهم مع الايرانين خاصة وان النخبة السياسية في ايران لديها الاستعداد والجاهزية للتعامل مع الاتراك طالما يتحدث الطرفان لغة واحدة يفهمها كلاهما في مجال السياسة .

خلال ذلك اللقاء قال السيد نجاد الى المبعوث التركي (( ان وجود القوات الاجنبية في الاقليم والتدخل من قبل القوى الخارجية تشكل الاسباب الرئيسية للمشاكل في الشرق الاوسط (( والقوقاز )), وبان الامن الاقليمي والتنمية هي القضايا الرئيسية التي يمكن انجازها عبر التعاون ما يبن دول الاقليم ) , بالمقابل رد الضيف التركي في اشارة واضحة الى تاييد وجهة نظر مضيفه الايراني , بان الدول الاقليمية لديها رؤى ومصالح مشتركة وتصر على ان المشاكل الاقليمية يجب ان تُحل بدون تدخل القوى الاجنبية .

يبدو ان كلمات المسؤولين الايرانيين والاتراك ترسم عقيدة ستراتيجية جديدة لطبيعة التوجهات الحاكمة للعلاقات الثنائية بينهما في ظل الادوار المؤثرة التي تلعبها الدولتان معاً في العديد من المناطق خاصة فيما يتعلق بالملفات التي صدعت راس الادارة الامريكية وخلقت نوعاً من الانقسام بينها وبين الحليف الاستراتيجي لها في المنطقة وهي اسرائيل , ناهيك عن علاقة الطرفين بقوى الاسلام السياسي وبالعديد من التيارات المناهضة للامريكان , لذا يمكن للمرء ان يستشف من هذه اللقاءات والخطابات وكذلك رمزية المؤتمرات التي تُعقد ان هنالك نوعاً من الرؤى التي بدات بالفعل تنضج في مطابخ السياسة لكلا البلدين ربما بالاتجاه نحو اعادة ترتيب الاوضاع في المنطقة بطريقة يسودها نوع من الهدوء والحكمة التي عادة ما بدات تتصف بها ادارة اوباما التي تحاول الابتعاد عن صخب السياسة الانفعالية التي مارستها ادارة بوش من قبل .



#دياري_صالح_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضرائب البيئية والتمييز العنصري الجديد بين الشعوب
- فهم الامبريالية الجديدة (( مقابلة مع الجغرافي ديفيد هارفي ))
- الكلمة الافتتاحية في منتدى التجديد الحضري المنعقد في البرازي ...
- انا اشعر بالامان في مدينتي اذاً انا موجود
- هل ستفعلها اسرائيل ؟
- التجارة لعصر ذهبي في العلاقات الايرانية – التركية
- القارة الافريقية والتنافس الايراني – الامريكي
- مُزحة ذات نكهة سياسية خالصة ... هل من يفهم الدرس ؟
- مخاوف ما بعد الانتخابات بدات اليوم ... لكن يبقى الامل قائماً ...
- مخاوف مابعد الانتخابات ستببدها امالنا
- جغرافية الانتخابات في العراق بين الحتمية والامكانية
- كيف يتوجب علينا النظر الى ماكتبه كيسنجر مؤخراً حول العراق ؟
- احدى الروايات الايرانية تجذب اهتمام مترجم امريكي
- الوجه البريء للبرنامج النووي الايراني
- التصعيد الجديد في المنطقة لمصلحة من ؟
- اقتل سلطانا تصبح سلطانا ... اقتل شعبا كالعراق تصبح مجاهدا
- قطع الارزاق ومن ثم الاعناق .....رسالة مفتوحة الى السيد نوري ...
- هل مشكلة الكورد الفيلية في الجنسية؟
- الثقافة في العراق على أعتاب عام جديد
- هواجس الكتابة في الحوار المتمدن


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - دياري صالح مجيد - الغزل التركي الايراني المتواصل هل يرقى الى تزاوج المصالح ؟