أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحمّار - لوحات من الفكر الديني المُجَدَّد: فهمُ الإسلام














المزيد.....

لوحات من الفكر الديني المُجَدَّد: فهمُ الإسلام


محمد الحمّار

الحوار المتمدن-العدد: 2946 - 2010 / 3 / 16 - 14:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(1) تعلّمُ الإسلامِ دون إسلام

منذ انتشار الفضائيات الدينية يتعرّض شبابنا لقصف بالوابل تلو الوابل من كلام الدعاية الدينية عبر أبواق لا تسكت إذن فهي لا تعطي فرصة للفهم، ما لا يدعو مجالا للشك أنّ محتوى "الدعوة" لا قيمة تربوية له، ناهيك أنّ الباثّ يتوجّه بهذا الخطاب إلى متلقّ مسلم مثله سوف لن يكون وقع كلامه عليه سوى نمط غريب من التضخّم: التضخّم العقائدي. كأنّي بالدّاعية يتوجّه إلى الشباب قائلا:"انظروا يا أطفال. أنتم لستم مسلمين. أنتم لا تعرفون شيئا عن الإسلام. اسمعوا وعوا. هذا هو الإسلام الصحيح. لا تنقطعوا عن استماعنا وإلاّ ستزدادون جهلا بدينكم. ابقَوا معنا."

هذا عيب والله. بودّي أن أعرف إن كان بالإمكان منع هذا التضخّم من التحوّل، في حال بلوغه الذروة لا قدّر الله، إلى الانفجار في النفس تلو الانفجار. لهذا، وعملا بمبدأ الإسلام الخالد "وَ لَوْلاَ دَفعُ الله ِالناسَ بَعضَهُمْ بِبَعضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ" (القرآن الكريم- البقرة 251) نميل إلى الرجاء أن يكون "الدفع" الذي يقدّره الله لنا من أجل مقاومة هذا النوع الخطير من التلوّث هو أن نسمع الشباب الراغب في إبداع أشكالٍ من المُساءلة تريحه من التلقين، وهو يقول:

" يا من لكم إزاءنا سلطة الولادة أو سطوة العلم أو الغلبة في علوم الدين، لا تعلّمونا الإسلام قبل أن تطهّروا عقولنا وأذهاننا من سطو إيديولوجيا الدين. ساعدونا على إزاحة الغبار عن أعيننا لكي تستوي لنا الرؤية بأنفسنا؛ لكي نكسب مهارات تؤهلنا لاستخدام ما بحوزتنا من معرفة بالإسلام بشكل جيّد. دعُونا نتعلّم الإسلام من دون إسلام الكتب. والبقية ستأتي؛ سنستنجدُ بكم حين تكون لنا حاجة بكم. ارحمونا يرحمكم الله."

(2) لا يوجد مسلم معصوم

يشرب المسلم الخمر ويزنى ويسرق ويأكل مال اليتيم ومال المستضعفين في الأرض ويتعامل بالربا وهلمّ جرّا. وهذا مسلم رديء. ولكن المسلم أيضا من يمتنع عن تناول المسكرات ومن هو عفيف ومستقيم ولا يأكل إلاّ المال الحلال. وهذا مسلم جيّد. فليست المشكلة هنا.

إنّ ما يحزّ في القلب هو ما يصدر، من جهة، عن مسلم النوع "الرديء" لمّا يرفض تحقيق هويّته على أنّه كذلك و،من الجهة الأخرى، عن مسلم النوع "السليم" لمّا ينزوي في ملاذين اثنين: إمّا أنّه يبذل ما في وسعه ليكون أفضل من المسلم المثالي، وكأنّي به يلتزم بتعويض ما فشل الآخر في تحقيقه بخصوص تطبيق الوصايا الإسلامية، ما يجعل المسلم المطبّق يلجأ إلى ترسانة من "الدروع" بدءا بالذّقن والحجاب (والآن البرقع)، مرورا بنفاق لا يضاهيه نفاق ووصولا إلى الأصولية. وإمّا أنّه ينكر على نفسه صفة المسلم، وذلك من قبيل التضامن مع "البذرة الرديئة". وحينئذ يتمّ تضامنه مع المسلم الآخر بارتداء ملصقة العلمانية، وهي التي تتحوّل إلى عقيدة لا تقلّ ضراوة عن عقيدة الأصولية.

إذا كان هنالك مغزى من السلوك النزاعي للمسلم المعاصر مثلما رأيناه أنفا فسيكون كالآتي: لكي يستعيد يقظته، كلّ امرأ في حوزته ولو قيد أنملة من الثقافة العربية الإسلامية مطالب بالتطبيق. والذي نقصده ليس تطبيق الإسلام (فهذا الأمر صار غاية لن تتحقّق إلاّ بتحقيق ما نحن بصدد شرحه). كما أنّ الأمر لا يتعلّق بعدم تطبيق الإسلام. بل الذي نؤكّد على لزومه هو تطبيق قاعدة من ذهب تتعلّق بالحياة من باب أولى وأحرى : لا يمكنك الحكم على قيمة إلاّ بعد أن تدركها ثمّ تتعامل معها من خلال القيمة المضادة لها.

بهذا الشكل، لن تكون مؤمنا ومُمارسا سعيدا إلاّ لمّا تحقّق ملامسة الكفر والإلحاد واللاّأدرية. إذ لا معنى للإيمان إلاّ لمّا يقاس مقارنة بالكفر. ولا معنى للزّهد و للعفة أو للنزاهة (وكافة التعاليم والقيم) إلاّ لمّا يتوفّر الإسراف والزنى أو اللؤم تباعا.بل قل أليس النّبوغ يقع على مشارف الجنون كما هو معروف؟


(3) وسائل وقائية من بعض الأفهام المَرَضية

* العلاج الواقي من الفهم الإصولي:
- " وَقُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلىَ شَاكِلَتِه ِفَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً." (القرآن الكريم 17- الإسراء84).
- " بَل ْالإِنْسانُ عَلَى نَفْسِه ِبَصِيرَةٌ." (القرآن الكريم- القيامة 14).

* العلاج الواقي من الفهم التقليدي:
- "تِلكَ أُمّةٌ قدْ خَلَتْ لَهَا ما كَسَبَت ولَكُمْ مَا كَسَبْتُم ْولاَ تُسْئلُونَ عَمّا كَانُوا يَعْمَلُونَ."( القرآن – البقرة 134).

* العلاج الواقي من الفهم الليبرالي "المركنتيلي" و"الكمبرادوري":
- " وَكانَ الإنسانُ عَجُولاً" ( القرآن الكريم- الإسراء 11)
- "كَلاّ بَلْ لا تُكْرِمُونَ اليَتِيمَ وَ لا َتَحَضُّوا عَلَى طَعَامِ المِسْكِينِ وتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَمًّا وتُحِبُّونَ المَالَ حُبّا جَمّا." ( القرآن- الفجر17و 18و19 و 20).

* العلاج الواقي من الفهم الاحتجاجي والانفعالي :
- "كل الناس قلقون بخصوص تعطيل الإرهاب. ها هو مسلك سهل حقّا : التوقّف عن المشاركة فيه." (نعوم تشمسكي).
- " إمّا أنك تكرّر نفس النظريات التي يقولها كل واحد، وإلاّ فإنك تقول أمرا حقيقيّا فسوف يسمع على أنّه آت من (كوكب) نبتون."( نعوم تشمسكي).
- "التقليد حرام في كلّ الشرائع." ( ابن حزم الأندلسي).
- "الإسلام هو الدين الوحيد الذي ليس فيه تقليد." (محمد الطالبي في "ليطمئن قلبي").

محمد الحمّار

باعث "الاجتهاد الثالث" و"مشروع اللغة والإسلام"، تونس



#محمد_الحمّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في تجديد الفكر الديني
- مقاومة التخلّف اللغوي بوّابة لانفتاح الحداثة على الإسلام
- الأُسُس النظرية للفهم المَيداني للإسلام*
- هل انقرض العرب ثقافيا من أجل أن يولدوا من جديد؟!
- المسلم المعاصر منارة علم ووَرَع وليس كوما من الإسمنت والهَلع
- أخي الإنسان العربي المسلم، تمهّل! الطريق من هنا...


المزيد.....




- رابط نتائج مسابقة شيخ الأزهر بالرقم القومي azhar.eg والجوائز ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف منشآت عسكرية إسرائيلية بال ...
- فتوى جديدة حول أخذ بصمة الميت لفتح هاتفه
- -بوليتيكو-: منظمات وشخصيات يهودية نافذة تدعم الاحتجاجات المؤ ...
- الأردن.. فتوى جديدة حول أخذ بصمة الميت لفتح هاتفه
- الاحتفال بشم النسيم 2024 وما حكم الاحتفال به دار الإفتاء توض ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل جمعا من مسؤولي شؤون الحج
- فتوى في الأردن بإعادة صيام يوم الخميس لأن الأذان رفع قبل 4 د ...
- “أغاني البيبي المفضلة للأطفال” ثبتها الآن تردد قناة طيور الج ...
- القمة الإسلامية بغامبيا تختتم أعمالها بـ-إعلان بانجول- وبيان ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحمّار - لوحات من الفكر الديني المُجَدَّد: فهمُ الإسلام