أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ناصر موزان - منظمة انصار الحزب الشيوعي العراقي الباسلة / الأخيرة ‏















المزيد.....

منظمة انصار الحزب الشيوعي العراقي الباسلة / الأخيرة ‏


ناصر موزان

الحوار المتمدن-العدد: 895 - 2004 / 7 / 15 - 06:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لقد كان القصف الشديد على منطقة نوزنك شبه مركزا على مواقع الحزب رغم ‏حداثة وجوده النسبي آنذاك وعدم اكتمال تسلحه، وعلى مواقع اوك التي تصدّت ‏وكما مرّ، وقد ادّت شدة القصف الى انسحاب القوى الصغيرة الى داخل ايران فيما ‏حافظت القوى الرئيسية على بقاء مواقعها هناك، وكانت اوك والشيوعي وحسك، ‏رغم انسحاب عدد من البيشمركة من الساحة وذهابهم الى اقاربهم في ايران او ‏اعطيت لهم اجازات لأغراض الراحة واعادة المواصلة (1) ، الأمر الذي كانت منظمة ‏الأنصار محرومة منه لمواقف الدول المحيطة من الأحزاب الشيوعية من جهة، ومن ‏جهة اخرى فان توفّر ذلك للبعض فان المنظمة لم تتبع ذلك الأسلوب بعد ان تربى ‏كادرها منذ السابق على اساس المواصلة الدائمة واي انقطاع كان يعني انقطاع ‏نضالي يترك اثراً سلبيا في سيرة المناضل من جهة، ومن جهة اخرى كان سببه ‏عدم خلق تفريق بين الأنصار (2) الذي قد ينشأ بين من لدية امكانية ما ويريد ‏الأستفادة منها وبين من ليس لديه تلك الأمكانية، وهي قضية لم تناسب تلك ‏الظروف الشاقة ولاظروف منظمة الأنصار، بدليل ان المنظمة اضطرت الى قبولها ‏بعدئذ اثر المشاق الهائلة اللاحقة بعد ان خسرت عدداً من الأنصار كان يمكنها ‏الأحتفاظ بهم، وهو دليل آخر يضاف الى الفروق بين عمل الحزب وعمل الأنصار ‏الذي احتاج الى منظمة حزبية خاصة له تفهمه وتسعى الى ارشاده نحو تحقيق ‏النجاحات العسكرية في تلك الظروف.‏
لقد تسبب قصف الطائرات في 2 آب 1980 في فشل مفهوم ان المواقع كانت ‏حصينة وبعيدة عن متناول قوات الدكتاتورية، وتسبب بهزّة بين انصار قاعدة نوزنك ‏وعموم البيشمركة هناك كما تم ذكره. وفي الوقت الذي جاء القصف دفعة ايجابية ‏لأراء الأنصار الذين كانوا يريدون النزول بالمفارز الجوالة وتقوية الصلات مع اهالي ‏القرى والقيام بما يمكن القيام به من اعمال عسكرية مهما كانت صغيرة وكونها ‏كانت تشكّل عملية انتشار ايضاً، افضل من الجلوس في المقرات كالعجائز كما ‏عبّروا ، وان المقرات لاداعي لها ويسهل استهدافها والتسبب بخسائر كبيرة ‏لاداعي لها.‏
جاء القصف ليزيد من احباط من كان يرى ان لاطائل من الصراع مع السلطة، دون ‏تقديم بديل ملموس. وزاد في دفع ذلك البعض الى الألحاح على الخروج من ‏العراق بأي ثمن، وزاد ايضاً من طروحاته بان قيادة الحزب كانت غير جادة في ‏الكفاح المسلّح والاّ لوفّرت كل ما تستطيع عليه وبظهرها الأتحاد السوفيتي ‏العظيم وامكاناته الجبارة ؟ (حسب تصورات تربى عليها عديد من الأنصار والحزبيين ‏آنذاك وفق ما كانت توحي به لغة اعلام الحزب وصحافته وحتى الضربة) لقد كان ‏قصف آب لذلك العام ولتلك الظروف محطة لفرز وحل امور كثيرة في قاعدة نوزنك ‏للأنصار ذات الأكثر من 500 خمسمائة نصير ونصيرة الذين التحقوا بها بغالبيتهم ‏الساحقة من الداخل محمّلين بهموم جحيم الداخل وتصورات لم تكن كلّها واقعية ‏حول امكانات الحزب، ودون اية محطة للأستراحة وجرّ النفس من ثقل كابوس ‏الدكتاتورية. ‏
في ظرف حمل اضافة الى الأفلات من ظلم الدكتاتورية، كل التناقضات صعوبة من ‏تحوّل من حياة مدينة الى حياة ومصير في اعماق الريف، وتناقض ابناء المدينة ‏‏(المسقفي سَوْري)(3) مع ابناء الريف البعيد واعماقه من الريف الكردستاني ‏‏(الفلاحي المتخلف)(4) الذي شكّل ابناؤه في البداية العناصر التي لايمكن الاّ ‏الأعتماد عليها في الأنطلاق بحركة مسلحة من ذلك الريف لأنهم ان لم يكونوا من ‏ابنائه مباشرة فانهم كانوا على تماس به اضافة الى معرفتهم بشؤون المنطقة ‏واخيراً لأنهم كردستانيون لغة وعادات ومنطق.‏
اضافة الى النتائج السياسية والمعنوية ومدى الموقف من القيادة الحزبية لضربة ‏قدرها عارفون بانها كانت اقسى من ضربة 8 شباط 1963 وسط تعليقات الوسط ‏المتذمر الذي ساقته ظروفه وتصوراته التي لم تكن تخلو من بعض الرومانسية ‏ايضا الى نوزنك. اضافة الى ان انسجام الريفيين و ابناء المدينة يحتاج وقتاً اطول ‏ومعايشة لتكوين الشعور بانهم رفاق درب واحد ويواجهون مصيراً واحداً ، ان كانوا ‏مصممين على مواجهة الدكتاتورية فعلاً.‏
جمع الرفيق ابوجوزيف القائد العسكري لمنظمة الأنصار (5) آنذاك ـ والذي كان ‏يحظى بحب واحترام الغالبية الساحقة من انصار القاعدة ـ جمع المسؤولين ‏العسكريين والسياسيين لكل الفصائل التي كانت منتشرة المواقع في المنطقة ‏وقال : ( لاتنسوا اننا جميعاً هربنا من الأرهاب من معركة غير متكافئة، لأعداد ‏انفسنا لمواجهته بالسلاح والسعي لأسقاطه، لقد قررنا المجئ الى هنا في ‏اقصى الوطن ولم يجبرنا على ذلك احد، الاّ الظلم الفاشي. ان وجودنا وصمودنا ‏هنا هو البداية لمواصلة النضال والدفاع عن حق شعبنا في الحياة والحرية التي ‏يريد البعث الفاشي تدميرها بالكامل)، ورشق الكادرين اللذين كانا يشيعان بين ‏الأنصار ان الحزب ( غير جاد بالكفاح المسلح لأسقاط الدكتاتورية) بنظرة جادة، ‏عنت انه كان يقصدهما وكانا ينظران الى الأرض واضاف (ان اتفاقنا وتكاتفنا ‏وصمودنا هو الذي يحقق النجاح مهما كان صغيراً في البداية الاّ انه سيعني بداية ‏تغير المعادلة نحو مواجهة الدكتاتورية وليس الهروب منها، وهو الذي يحقق ‏الأمكانات لأننا اصحاب الحق. هذه هي امكاناتنا الآن وهي في ازدياد كما ارى من ‏مجئ المتطوعين من الخارج ومجئ الأذاعة، ومن لايستطيع البقاء يمكنه الذهاب ‏وتدبير اموره على مسؤوليته وسنعمل على مساعدته على قدر مانستطيع وانتم ‏ترون امكاناتنا) .‏
لم يأت كلام ابوجوزيف عبثا وهو الذي كان احد المتشددين في السماح لمن كان ‏يريد الخروج نحو ايران وخاصة من لم يكن لديه احد او من سيبحث عن امكانية ‏للبقاء وقد يعود ان فشل في ذلك، لأسباب متعددة اوضحها لنا واولها شعوره ‏بالمسؤوليه ازاء حياة وارواح من كان يريد الخروج وكان للمنظمة الشحيحة السلاح ‏امكانية محدودة جداً (وكانت لاتريد زيادتها حذراً من الأنكشاف امام اشكال متنوعة ‏من المجاميع المسلحة المعادية للشيوعيين في كردستان العراق وايران)، كانت ‏تستخدمها لأغراض نقل المرضى والجرحى والبريد وتوفير الأرزاق آنذاك في ظرف ‏كان اقتتال الأخوة مستعراً فيه وممتداً داخل ريف كردستان ايران وعدد من مدنها ‏الهامة حيث كانت تقع اهم محطات الطريق، اضافة الى تكاليف السفر الباهضة ‏بالنسبة للمنظمة التي كانت تعيش على الخبز والشاي والعدس، اضافة الى ان ‏فسح المجال لخروج من اراد من العابرين (كائنا من كان)كان سيحول القاعدة الى ‏محطة سكن وتقديم الطعام الشحيح اصلاً لعديد من العابرين ان صح التعبير على ‏انواعهم ومجهوليات حقيقة غالبيتهم الأخيرة وماهية من اوصلهم من المهربين، ‏اي كانت ستعبر من خلالها (المقرات) موجه من الموجات البشرية الهادرة ‏للعراقيين نحو الهروب من الدكتاتورية الدموية لاأكثر (وليس تأسيس منظمة ‏مسلحة)لكونه مضمونا الأمر الذي كانت تتجنبه كل قوى منظمات البيشمركة في ‏نوزنك آنذاك، في الوقت الذي قامت كلها وللأمانة بمساعدة من هرب بشرط ان ‏يمر بعيداً عن مقرات البيشمركة (الأنصار) حفاظاً على اسرارها وعلى سرية ‏شخصيات الموجودين فيها من البيشمركة(الأنصار)، بعد تزايد اعمال التخريب ‏كماسبقت الأشارة اليه، ووفق تجارب من عمل في أنصار كردستان سابقاً ومن ‏عرف اين كان مقتل البؤرة الثورية في الهور اواخر الستينات واستشهاد الأبطال ‏خالد احمد زكي وسامر ورفاقهما البواسل مع اختلاف الظروف(بعيداً عن الأدعاءات ‏الجوفاء بالمعرفة لدى بعض المدعين).‏
وهكذا قرر مكتب القوة بذل جهد استثنائي لمساعدة من اراد الخروج الى اقارب ‏في ايران على مسؤوليته وتحمّل الجزء الأكبر من نفقات السفر وهيأ لهم ثلاثة ‏مفارز مع عدد من المسلحين لحمايتهم الى طريق السيارات. بعد ان كان رأيه ‏ابقاء المتذمرين وغير الراغبين حفاظاً على حياتهم من جهة ومحاولة اقناعهم اثناء ‏زجهم التدريجي باعمال غير قتالية لسد حاجة المقرات ـ التي كانوا يعيشون هم ‏ذاتهم فيها ـ من حراسة وتقطيع اخشاب و طبخ والقيام بامسيات ثقافية عامة.‏
وكان من سوء الصدف او لأسباب أخرى تعود لهم ان الذين بقوا لعدم وجود اقارب ‏او احد لديهم في ايران شكلوا ثلاثة ارباع المتذمرين، كانوا في اغلبهم كسالى ‏حتى في خدمة انفسهم هم ، لاطاقة لهم ـ او هكذا بدا ـ على جمع حطب ‏لغسل اجسامهم كما يفعل الجميع دوريا، وكانوا ممن برعوا في النقاشات ‏و(الجمل الثورية) الطنانة و(المنطق) والتحذلق والأشعار عن (المحارب) التي ‏لاتكفي لوحدها، وشكّلوا عبأ حقيقيا عكسته رسائل واحاديث المقاتلين الذين ‏طالبوا باتخاذ اجراءات رادعة بحقهم. ‏
وفي الوقت الذي ارادوا محاسبة القيادة ومعاقبتها على اخطائها، لم يعرفوا كيف ‏كان يمكن تحقيق ذلك، ونسوا ان هناك اصول تنظيمية وافقوا عليها عند انتمائهم ‏للحزب ؟ لم يفهم احد كيف يمكن اتمام ذلك دون العمل على خلق جسم ‏تنظيمي. كانوا يتصوّرون انهم كانوا الوحيدين الذين بحثوا (بذكاء) اخطاء القيادة ‏آنذاك ووحدهم من اراد التغيير نحو الأحسن، وغيرهم كانوا (اغبياء وحيوانات عمل) ‏وفق تعابيرهم (الثورية) . في الوقت الذي سعى كلّ الجادين ورغم آلامهم من ‏الأوضاع التي تتحمل جزءاً كبيراً منها القيادة، الى تكوين حد ادنى من التنظيم ‏حول اعضاء القيادة الذين تولوا تلك الوجهة وجهة الكفاح المسلّح بعد ان لم يترك ‏البعث مجالاً آخر غيره للنضال وبعد ان تمكنوا مع عدد من الحزبيين من اقامة ‏قاعدة لديها شئ من السلاح وتدبّر امر ارزاقها، اعترفت بها القوى المسلحة هناك ‏وقدمت لها المساعدة في تلك الظروف الصعبة، التي ردّت منظمة الأنصار بدورها ‏ذلك المعروف اليها بعد ان وقفت على رجليها . ‏
لقد تصوّر البعض انه هو البديل عن القيادة آنذاك، في الوقت الذي كان غير معروف ‏حتى بين رفاق مدينته ذاته ممن كان موجوداً هناك، وغير معروف بالقدرة ‏والأمكانية، فكيف يحوز ثقة وموافقة الآخرين، بالأدعاء والجمل الطنانة؟ في الوقت ‏الذي تجمّعت الغالبية في نوزنك حول مكتب القوة رغم النواقص لأن اعضائه كانوا ‏مناضلين معروفين حتى بين القوى المحيطة عرفتهم ساحات النضال سواءاً في ‏السجون او في الأضرابات والمظاهرات او حياة البيشمركة الأنصار في السنين ‏السابقة وغيرها من المواقف المصيرية والصعبة.‏
وقد اعتمد مكتب القوة اسلوب الموسعات لأقرار الوجهة في القضايا الكبيرة ‏السياسية والعسكرية والتحقيقية والأمنية شارك فيها كل الأعضاء المتقدمون ‏ونشطاء التهيؤ للكفاح المسلح بل حتى القلة الضئيلة من المتذمرين ممن ‏اهلتهم صفاتهم التنظيمية السابقة على الحضور .‏
لم يطرح المتذمرون بديل لوجهة الكفاح المسلح سوى (ان الحزب غير جاد بالعمل ‏المسلح) وعندما يكون الحزب جاداً يتغير طرحهم الى أنه (لايبالي بارواح الرفاق) ‏وهم جالسون في المقرات ويحتفظون بكل حقوق المقاتل بدون واجبات العمل ‏العسكري الفعلي!! الذي ان اشترك فيه احدهم لم يكن يسبب سوى المشاكل ‏لتعيده المفرزة او لتعود المفرزة كلها وهي مليئة بالشتائم على تلك الأوضاع التي ‏تحرص فيها القيادة على وجود اولئك الثرثارين في تلك المفارز المعرضة للفناء في ‏كل وقت، الى ان امتنعت المفارز عن اخذ اي منهم آنذاك، الأمر الذي قد كان ما ‏ابتغوه ذاتهم ؟!‏
واثر ذلك القصف اصدرت السلطة عفواً (عن المتمردين) الذي كان في العادة ‏الهدف الأساس لكل ضربة قاسية. لم يقف مكتب القوة ومسؤوله العسكري ‏ابوجوزيف ضد من اراد التسليم على اساس ( ان من اراد التسليم يصعب ‏الأحتفاظ به بعدئذ وقد يستسلم في ظروف اكثر حراجة ان منع) مع بذل الجهد ‏بتوضيح مخاطر التسليم لسلطة البعث التي قد لن تتركه يعيش بسلام وفق كل ‏التجارب السابقة معها. ‏
سلّم نصير واحد وكان كهلاً عربي القومية. كان يصيح باعلى صوته وقد ملأت ‏الدموع عينيه : ( رفاق لن اترك فكري وطريقي الذي اخترته معكم !! ان طريقكم ‏طريق المجد والشرف ولكن امامي مسؤولية اربع بنات وامهم ولم اعد اتحمل ان ‏يكونن وحيدات امام اولئك الكلاب بلامعين. انهم يلاحقونهن بسببي كما عرفت ‏من رسالتهن الأخيرة ! رفاق لست خائن ولن اخونكم !! طريقكم طريق المجد ‏والشرف !!) ووقف بصمت من كان حاضراً وهو يرى النصير الكهل الذي استلم ‏المخبز وعمل بصمت ولم تفارقه البسمه، الذي كان يستيقظ في هزيع الليل ‏الأخير وقبل الفجر لشجر التنور والخبز لأكثر من 600 فرد بحساب الأنصار والضيوف ‏من المفارز الطارئة لحمل مريض او جريح او حمل البريد . . ولأعداد الحطب طيلة ‏النهار، وكان يساعده نصيران دوريان فقط من الفصائل المنتشرة لأنشغال افراد ‏الفصائل بمختلف الواجبات (مطروحاً منه عدد المتذمرين)، وجرت الأستفادة من ‏فرصة العفو لذهاب عدد من كبار السن من القومية الكردية الى قراهم للقيام ‏بنشاطات اخرى سرية، بعد ان استفادوا من قراباتهم مع عدد من الفرسان ‏لترتيب تلك العودة بهدوء .‏
وسط تلك الأوضاع في نوزنك، كان تجمع انصار ومفارز منطقة السليمانية واجزاء ‏من كركوك يتركز اكثر فاكثر في (هيرتا)، وقد نظّمت القاعدة طرق ارزاقها هناك ‏اضافة الى تامين طرقها الى ايران ومن هناك للخارج وبالعكس (في الوقت الذي ‏بقيت نوزنك مقراً للمكتب العسكري). وبذلك ذهب ونقل انشط انصار منطقة ‏سليمانية من نوزنك الى قاعدة هيرتا والى مقر الفوج 11 في بيتوش والى مفارز ‏منطقة السليمانية وكرميان العائدة لها، وبالمقابل نقل الملتحقون وذوي المشاكل ‏من مقرات السليمانية الى نوزنك باعتبارها مقر المكتب العسكري لحسم ‏مشاكلهم، الأمر الذي اضاف مشاكل اضافية جديدة هناك . ‏
وكانت اعداد الملتحقين المتحمسين من الخارج بازدياد وامتلأت محطة عبور ‏‏(كوستي)، ووصلت الأنباء الأولى عن فتح قاعدة جديدة في جبل حصاروست ‏سميت بـ (مقر سرية روستي) حيث استطاع الأنصار الأستفادة من بناية ‏المدرسة المهدمة في قرية روستي المهجّرة وبنوا فيها عدد من القاعات الكافية ‏للفصيلين الأولين اللذين شكلا سرية روستي التي ابتدأت بارسال مفارز ‏الأستطلاع للقيام باعمال عسكرية في منطقة بالك كان ابرز مسؤوليها ونشطائها ‏في ذلك الوقت (قبل التحاق آمرها الشهير الشهيد خضر كاكيل/رواندوز) الشهداء ‏ابوداود/كربلاء، ابوسحر/ديوانية ، ملاعثمان/عينكاوة، ابوميلاد/بغداد/مدينة الثورة، ‏اضافة الى الكوادر والأنصار مام خضر روسي/اربيل، ابوراستي/ اربيل، ‏ابوآذار/بغداد،ابو حازم/بغداد، ابوالوليد/بغداد، ابوبافل/ناصرية، ابوقحطان/بصرة ‏‏(ومعذرة لمن لم اذكرهم بسبب آفة النسيان) في الوقت الذي بدأت الطائرات ‏السمتية بقصفها المتتالي على المقر الجديد بشكل شبه يومي. ‏
وقد نزلت من نوزنك مفارز جديدة نحو (خانقاه ـ ورتي/هندرين) حيث اقامت محطة ‏‏(لتكون مقر الفوج الخامس/اربيل لاحقاً) وحيث التقت بمفارز الأنصار القادمين من ‏الخارج عبر طريق (بهدنان ـ كوستي ـ روستي ـ ورتي > دون المرور بنوزنك <) ‏الذي تأمن بجهود احد وجوه الأنصار البارزة الملازم خضر والشهيد خضرحسين/ ‏رواندوز ، وكانا قد قدما على رأس مفرزة كبيرة شقّت طريقها بصعوبات كبيرة، ‏حملت ولأول مرة عدداً غير قليل من قطع السلاح والعتاد الذي استقبل باهازيج ‏وفرح كبير ، وجاء دليلاً على ان القيادة في الخارج كانت تؤيد نضالهم ومعهم، ‏وليس كما كان يشيّع البعض ويستهزؤن بما يجري، في ظروف عدم وصول ادبيات ‏ومطبوعات تحمل آخر الأنباء. ‏
فيما استمرت المفارز الموجودة اصلاً في دشت اربيل ودشت كوي حرير وبتوين ‏جولاتها السياسية وفعالياتها العسكرية الممكنة التي اخذت تتصاعد، خاصة بعد ‏انباء انتشرت في المنطقة عن محاصرة القوات الخاصة لكادر اربيل الشهيد ‏سيدنظيف ومقاومته الباسلة وسط هتافاته بحياة الحزب والموت للدكتاتورية التي ‏جعلت اهل القرية(6) شهوداً ومبشرين لقرى المنطقة على تلك الواقعة البطولية ‏بين عشرات افراد القوات الخاصة مدعمين بانواع الآليات من عدة جهات ونصير ‏واحد مسلح بمسدس استطاع اسقاط عدد من القتلى والجرحى بعد ان رمى ‏الأهالي له كلاشنكوف في محاولة لأنقاذه، ليسقط شهيداً رافعاً معنويات كل ‏مفارز الأنصار وبيشمركة كل القوى الأخرى، فهاجمت مفرزة للأنصار بيت عدد من ‏رؤساء الجحوش المعروفين بعدائهم للبيشمركة في منطقة حرير موقعين بهم ‏عقاب الشعب وقداستشهد في تلك العملية النصير الشجاع بوتان كريم احمد/ ‏كوي(7) وفي هجوم مفاجئ جرئ على مقر للمرتزقة الجحوش استشهد الرفيق ‏سالم آمر الفصيل الأول/اربيل(8) بعد ايقاع خسائر كبيرة بهم . وقد التحق بالمفارز ‏ملتحقون جدد من اهالي اربيل وكوي وقرى الدشت وجرى تسليحهم باسلحة ‏جرى استعارتها من قوى البيشمركة الأخرى (وقد جرت اعادتها اليهم بعد حين).‏
وقد استمرت النشاطات بالتصاعد رغم الصعوبات الكبيرة التي تم عرض بعضها، ‏الى ان اعلنت الدكتاتورية الحرب على الجارة ايران، ليتكون واقع جديد حمل الكثير ‏من التغييرات السياسية والعسكرية والجماهيريةوغيرها مماسيأتي.‏


‏* / انتهت حلقات الجزء الأول وسيليه الجزء الثاني بعد اتمامه واتقدم بالشكر لمن ‏ارسل لي ملاحظاته التي كانت كلها مفيدة.‏


ناصر موزان/‏
العراق
في 14 . 7 . 2004‏


‏(1) وجود اعداد كبيرة من المهاجرين والمهجرين الأكراد لقوى البيشمركة الأخرى ‏التي لايملك الحزب مثلها الاّ بين الفيلية عموما.‏
‏(2) الأمر الذي خرقه اكثر من مسؤول حزبي مع الأسف آنذاك واثار ردود فعل لم ‏تكن لصالح الحزب والأنصار.‏
‏(3) بالكردية بلهجة ابناء الريف الكردستاني، بمعنى (المثقفين الثوريين) .‏
‏(4) النعت المواجه للسابق من عدد من الأنصار المثقفين . الذي لم يكن خطأ ‏ولكنه كان امرا مفروضاً لتكوين منظمة مقاتلة تنطلق من الريف .‏
‏(5) المقصود المرحوم الرفيق توما توماس، وكان يلقب بـ (ابوجميل)، من اهالي ‏القوش ، عضو اللجنة المركزية والمناضل المعروف في نضال البيشمركة (الأنصار) ‏وكان يحضى بتقدير كل قوى البيشمركة المتواجدة هناك.‏
‏(6) قرية (شاخه بيسكه) على ما اتذكر.‏
‏(7) ابن الشخصية السياسية المعروفة كريم أحمد الذي كان آنذاك عضو المكتب ‏السياسي للحزب الشيوعي العراقي.‏
‏ (8) الشهيد سالم ابن او ابن اخ المرحوم ملانفطة الوجه الفلاحي البارز للحزب ‏في سهل اربيل منذ انتفاضة دزئي (انتفاضة سهل اربيل)، وكان الشهيد سالم ‏من ابرز واشجع انصار المفارز الأولى التي تكونت من الخارجين من المدن اثر ‏الضربة الفاشية الى الدشت باسلحتهم الشخصية



#ناصر_موزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدام والعقوبة الأقوى من الموت للسياسيين‏
- منظمة انصار الحزب الشيوعي العراقي الباسلة / 5
- منظمة انصار الحزب الشيوعي العراقي الباسلة‎ ‎‏/‏‎4‎‏
- منظمة انصار الحزب الشيوعي العراقي الباسلة‎ ‎‏/3 ‏
- منظمة انصار الحزب الشيوعي العراقي الباسلة‎ ‎‏/ 2‏
- منظمة انصار الحزب الشيوعي العراقي الباسلة / 1‏


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ناصر موزان - منظمة انصار الحزب الشيوعي العراقي الباسلة / الأخيرة ‏