أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ابراهيم خليل العلاف - الدكتور يوسف حبي وإسهاماته في خدمة الفكر والتراث العراقيين















المزيد.....

الدكتور يوسف حبي وإسهاماته في خدمة الفكر والتراث العراقيين


ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 2937 - 2010 / 3 / 7 - 00:50
المحور: سيرة ذاتية
    


منذ أوائل السبعينات من القرن الماضي، تعرفت على الأستاذ الدكتور يوسف حبي رحمه الله في كنيسة الكلدان في محلة المياسة ،والتي كانت تسمى كذلك ب (البطركخانه)وهي مقر المطرانية في الموصل، وله في هذه الكنيسة غرفة أنيقة تزينها مكتبة كبيرة تضم الكثير من الكتب والمصادر، وقد وجدته إنسانا فاضلا، ومثقفا واعيا مدركا لكل مايحيط به ..له آراء متفردة في الكون ،والإنسان، والمجتمع، والحياة، ومما يفرح انه كان يعبر عن تلك الآراء بكل وضوح وصراحة وذلك من خلال حواراته مع الآخرين، أو من خلال وسائل النشر المتاحة وفي مقدمتها( مجلة بين النهرين) التي كان يرأس تحريرها ويكتب مقالاتها الافتتاحية ،ويرعاها رعاية خاصة وكان من دلائل هذه الرعاية أمران: أولهما أنها كانت منفتحة على كل التيارات الفكرية. وثانيهما أنها كانت منتظمة في الصدور وهذا ما نفتقده اليوم فيها .
كان له فضل علي ، وذلك من خلال مساعدته لي في ترجمة النصوص الفرنسية التي كنت احتاجها في دراستي للماجستير، وكنت أزوره في مقره، وفي بيته ..وتوثقت علاقتنا، عندما انتدب للتدريس في أواسط السبعينات وأوائل الثمانينات من القرن الماضي ولمدة 5 سنوات(1975-1981 ) لتدريس اللغة الفرنسية في قسم اللغة الانكليزية بكلية الآداب –جامعة الموصل ،فكنا نلتقي يوميا في (كافيتيريا) الكلية مع بعض الإخوة من الأساتذة،كما دعاني إلى المشاركة في تحرير مجلة بين النهرين.. وقد أسهمت للمدة من 1973 وحتى 2002 بكتابة قرابة 15 بحثا ودراسة في اختصاصي التاريخ الحديث نشرت كلها .وقد استطاع استقطاب عدد كبير من الباحثين وأساتذة الجامعات العراقية للكتابة في المجلة ويرجع السبب في نجاحه في هذا الاتجاه إلى اخلاقه وطيبته وثقافته العالية واريحيته الكبيرة ، وابتسامته الودودة .
وللأسف ضعفت لقاءاتنا ،عندما نقل إلى بغداد سنة 1990 لتسلم عمادة كلية بابل للفلسفة واللاهوت فيها ..وأتذكر أننا التقينا اللقاء الأخير بعد انتهاء مؤتمر عقد في الكلية المذكورة بين 3و7 مايس-مايو سنة 2000 بعنوان :" وجه الله "أسهم فيه نخبة من علماء الدين المسلمين، ورجال الدين المسيحيين.
لم أكن اعرف بان اسمه الحقيقي فاروق بن داؤود يوسف حبي ، واسمه الكنسي يوسف حبي إلا بعد أن ترشح في انتخابات المجلس الوطني في الثمانينات من القرن الماضي . وقد صعقت عندما سمعت بما تعرض إليه من حادث سير على طريق بغداد -_عمان أودى بحياته يوم 15 تشرين الاول -اكتوبر سنة 2000 .
ولد في الموصل في 23 كانون الأول –ديسمبر سنة 1938، من عائلة مسيحية موصلية عريقة ،وانتمى بعد إنهائه الدراسة الابتدائية في مدرسة كنيسة مار يوسف بمحلة القلعة ثم في مدرسة الطاهرة في شارع النبي جرجيس ،ثم دخل إلى المعهد الكهنوتي البطرياركي في الموصل (شمعون الصفا ) ،وأكمل دراسته الدينية فيه، وسافر إلى روما سنة 1954 وحصل على الدبلوم في الإعلام من جامعة بروديو سنة 1962 والدبلوم في العلوم الاجتماعية من معهد جيسك سنة 1966 والليسانس في الفلسفة من الكلية الاوربانية المعروفة ب "بروبغندا " والماجستير في الفلسفة ثم الدكتوراه في القانون الكنسي من جامعة اللاتران سنة 1966 .
كان الأب الأستاذ الدكتور يوسف حبي ، أحد مؤسسي مجلة بين النهرين ورئيس تحريرها منذ صدورها سنة 1973، وقد اختير لسمعته العلمية عضوا في المجمع العلمي العراقي، وكان من الخمسة المؤسسين لمجمع اللغة السريانية في الثاني من تشرين الأول –أكتوبر سنة 1972 ، ولنشاطه واهتماماته بالتاريخ العراقي القديم ، منحه اتحاد المؤرخين العرب عضويته .هذا فضلا عن انه كان عضوا في المعهد الشرقي في روما ،وعضو شرف في مجامع عربية وعالمية وهو أحد ثمانية منظمين للمؤتمرات الدولية للدراسات العربية والسريانية.كما انه عضو في اتحاد الأدباء والكتاب في العراق، وعضو نقابة الصحفيين، وعضو الجمعية الفلسفية العراقية، وعضو الجمعية الدولية لتاريخ الطب في باريس منذ عام 1982 .
له مئات المقالات والدراسات والبحوث المنشورة في مجلات موصلية وعراقية وعربية وعالمية وبالغات العربية والسريانية والفرنسية والانكليزية والايطالية .وله كتب منشورة ومخطوطة وقد رصدت الكثير من تلك المقالات والدراسات التي لايتسع المجال لعرضها وكان ينشر في مجلات عديدة منها مجلة بين النهرين، ومجلة آفاق عربية، ومجلة المورد، ومجلة نجم المشرق، ومجلة المجمع العلمي، ومجلة الفكر المسيحي . من كتبه المنشورة:
1.حنين بن اسحق1974
2.طريق الفرح (مترجم ) 1970
3.علوم البابليين (مترجم ) 1980
4.الإنسان في أدب وادي الرافدين 1980
5.كنيسة المشرق 1989الجزء الأول وقد أنجز الجزء الثاني قبيل رحيله .
6.تواريخ سريانية(تحقيق )1983
7.تاريخ ايليا برشينابا
8.الدلائل لحسن بهلول (تحقيق )
10.فهرس المؤلفين لعبد يشوع الصوباوي (تحقيق ) 1986
11.قطوف من مهرجان حنين
12.رحلة اوليفييه الى العراق 1984
13.ملحمة الثمانين (شعر )
14.نيران الشعر
15.خلجات خواطر
16.نشوة القمم (خواطر )1996
17.دراسات إنجيلية
18.جوامع حنين بن اسحق في الآثار العلوية
19.كنائس الموصل 1980
20.كتاب المولودين لحنين بن اسحق (تحقيق)1980
وله كراريس تعريفية بدير الربان هرمزد ،وكنيسة الطاهرة ،ودير ماركوركيس ،ودير مار ميخائيل .
ليس من السهولة حصر مقالات ودراسات الأب الدكتور حبي لكن لابأس من أن نورد عناوين عدد منها وخاصة في مجلة بين النهرين منها على سبيل المثال مقالاته الموسومة :العمل والعمران في أدب وادي الرافدين، وملامح ثقافية خليجية حتى القرن السابع الميلادي، والنشر العربي المسيحي في العراق 1856-1980 ،والتاريخ حق والحق أسمى ،وأقدم كنائس العراق، وأبرشية نوهدرا ،ومصادر القانون في كنيسة المشرق، والتراث والإنسان، والرها مدينة افرام ومدرسته، ووزراء وكتاب مسيحيون في القرنين السابع والثامن الميلاديين، والمفهوم الأبوي للرئاسة في كنيسة المشرق، وإسهام السريانية في الحضارتين العربية والعالمية، والتاريخ أعظم مدرسة، والتراث عمل مشترك، ولا حياة بدون تاريخ، ومار بهنام بين القصة والحدث، والتاريخ والمعتقد، وأصول التاريخ ومصادره ،وحوار الثقافات، والسلطة خدمة، ومن نحن؟ ، وتاريخنا وتراثنا، ومطبعة الآباء الدومنيكان واكليل الورود، ومسيرة العرب الأوائل في ميدان النحو ،وكنيسة مسكنتا في الموصل، وإنسان كلكامش ،والتراث ركيزة البناء والتقدم، والبطريرك يوسف اودو ،وخصوصية فكرنا القديم :نظرة انسانية متزنة، والمرأة في الشرائع العراقية القديمة،ومخطوطات تلكيف، والتراث العلمي العربي، وأصالة تراثنا ،والطباعة العربية في ايطاليا من القرن 16 حتى القرن 19 ،والعراق يصد هجمات الفرس في القرن الثامن عشر، وكنيسة المشرق بين الأصالة والتشتت، والفكر ينقصنا أم ماذا ؟ والسلحفاة والارنب في عصرنا، وتكريت ومدرستها في القرنين السادس والثاني عشر الميلاديين، وفي ذكرى ابن العبري 1286-1986 ،ولقاء الفكر والقلب والحياة .
كان الأب الدكتور يوسف حبي، إنسانا متحررا من القيود الكنسية الصارمة، وقد وجدته مهتما بالقران الكريم ويقتني معظم تفاسيره ،ويحاول باستمرار من خلال أحاديثه وكتاباته أن يستشهد بآياته، ويجري مقارنة مع ما وجده في الكتاب المقدس.. وكان يحب العراق ،ويتمتع بحس وطني عال جدا..وكان يدعو باستمرار إلى البناء، ومقاومة الهدم ويقول: " لأتهدم بل ابن دوما ". كما كان يؤكد في كل أعماله وكتاباته على أن الإنسان الحق هو من يدرك أصوله وخصائصه وهدفه وبقدر ما تكون الأصول عميقة، والخصائص متنوعة، والأهداف بعيدة بقدر ذلك يتطلب الأمر فكرا وطاقة وهمة وكان يتساءل وهل أغنى من التراث واهم من تاريخ الإنسان وأعمق من أصول حضارة العراق بلد مابين النهرين واشد تنوعا وأسمى تطلعا ؟ وقال جوابا على تساؤله أن العالم يهتم بتاريخه، وتراثه، وحضارات الأمم لذلك لابد لنا كعرب وكمشرقيين أن نعمل من اجل اعتماد أسس واضحة وثابتة ،وهذه الأسس هي وحدة تراثنا وتاريخنا وجماعية العمل والهدف في نهاية الأمر الكشف عن تراثنا وحضارتنا وبلدنا العراق ولابد من أن يكون العمل من اجل خير الإنسانية وتقدمها .
ارتبط الدكتور حبي، بصلات واسعة مع مجايليه من الباحثين والمؤرخين والكتاب والشعراء ،وكان مهتما بالفكر وبالثقافة البناءة، وذلك لان الثقافة بنظره سلطة معرفية وقوة عظمى .
لقد خدم الأب الدكتور يوسف حبي الفكر والتراث والثقافة العراقية والعربية بكل جد وإخلاص ،ولم يكتف بالتركيز على الإضافات النوعية لحضارة مابين النهرين إلى الحضارة الإنسانية وإنما ركز على القيم الايجابية في تراثنا وتاريخنا وحضارتنا ولاسيما قيم الخير والتسامح والسلام والمحبة .والعمل والإخلاص والحكمة والتواضع والإيثار والاحترام .
*الرجاء زيارة مدونة الدكتور إبراهيم العلاف ورابطها التالي : http://wwwallafblogspotcom.blogspot.com/2010/02/1908-1995.html



#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموصل في عيون الشعراء
- أنور عبد العزيز ..القاص المبدع، والكاتب الكبير يقيم كتاب تار ...
- صادق البصام ..سيرة شخصية وطنية عراقية
- الدكتور سالم احمد محل الجبوري مؤرخا
- تاريخ إنشاء المتحف الحضاري في الموصل
- ثورة 14 تموز 1958 :آراء وتفسيرات
- فخري جميل الفخري1908 1995 واسهاماته في بناء الدولة العراقية ...
- ثورة 1920 الكبرى في العراق .. الثورة الرائدة
- ولثورة 1920 الكبرى في العراق صحافتها !!
- عبد العزيز سليمان نوار وتاريخ العراق الحديث
- حسين علي النوح وترصين الركائز السليمة للحركة الرياضية في الع ...
- كشف الستار عن مختصر المنار للشيخ احمد أفندي الديوه جي :كتاب ...
- الدكتور داؤود الجلبي 1879-1960 طبيبا ومؤرخا وسياسيا
- نادي الموصل الرياضي
- الأستاذ عز الدين المختار مربيا وإداريا وإنسانا
- سيار الجميل وموقعه في حركة الكتابة التاريخية العربية المعاصر ...
- صنع القرار السياسي في العراق ودول الجوار في كتاب جديد لمركز ...
- صبحي عبد الحميد 1924-2010 والتوجه الناصري في العراق
- الدكتور علاء جاسم محمد الحربي وتاريخ العراق المعاصر
- الدكتور خير الدين شريف العمري والمزاوجة بين الطب والشرع


المزيد.....




- جامع الشيخ زايد الكبير.. أبرز الحقائق عنه
- بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي عليها.. خريطة توضح المنطقة الحدود ...
- مراسم تنصيب بوتين رئيسا لروسيا لولاية جديدة (مباشر)
- ما هي الأسلحة النووية التكتيكية التي تريد روسيا إجراء تدريبا ...
- مصادر مصرية تكشف لـRT حقيقة إغلاق معبر رفح بالكتل الخرسانية ...
- الصين تنجح بإطلاق صاروخ فضائي جديد صديق للبيئة
- -يديعوت أحرونوت-: مصر قد تقلص العلاقات الدبلوماسية مع إسرائي ...
- ريابكوف يفسر سبب دعوة الدول غير الصديقة لحضور مراسم تنصيب بو ...
- نجل زوجة قائد الجيش الأوكراني يقود مسيرة النصر السوفيتي في أ ...
- تحرير ما لا يقل عن 107 مهاجرين من الأسر جنوب شرقي ليبيا


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ابراهيم خليل العلاف - الدكتور يوسف حبي وإسهاماته في خدمة الفكر والتراث العراقيين