أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ابراهيم خليل العلاف - ولثورة 1920 الكبرى في العراق صحافتها !!















المزيد.....

ولثورة 1920 الكبرى في العراق صحافتها !!


ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 2919 - 2010 / 2 / 16 - 20:24
المحور: الصحافة والاعلام
    


كانت ثورة 1920 الكبرى في العراق ضد الاستعمار البريطاني ثورة وطنية قومية شاملة، شارك فيها العراقيون جميعا، وقد تطورت وتشعبت لتشمل العراق من شماله إلى جنوبه . وكان لهذه الثورة التي استهدفت تحرير العراق من السيطرة البريطانية، وإقامة الدولة الحديثة، وتحقيق الوحدة العربية، صحافة خاصة بها. ومع أن بعض الكتاب، ومنهم الأستاذ الدكتور نديم عيسى خلف الجابري في كتابه( الفكر السياسي لثورة العشرين) قال: بان مجلة ( اللسان) لصاحبها احمد عزة الاعظمي والتي صدر عددها الأول ببغداد في 2 تموز 1919، كانت أول جريدة دعت إلى الثورة ونشرت مفاهيمها في الحرية والسيادة والاستقلال، إلا أن حقيقة الأمور هو أن قيادة الثورة وضعت خطة لإصدار سلسلة من الصحف والنشرات أبان وقوع الثورة التي ابتدأت في مطلع حزيران سنة 1920، وتوقفت عملياتها العسكرية في 20 من تشرين الثاني 1920.
ان من ابرز الصحف التي أصدرتها قيادة الثورة (جريدة الفرات)، وقد أريد لها أن تكون لسان الثورة، وهكذا كانت بالفعل كما يشير المرحوم الدكتور عباس ألزيدي في مقالة نشرتها مجلة أفاق عربية ( العدد7 آذار 1979) أن جريدة الفرات كانت تنشر أخبار الحركات العسكرية في جبهات القتال وتكتب المقالات التي تحرص على استمرار الثورة وتدعو إلى توحيد الصفوف وتحث الناس على النهوض والوحدة طلبا للاستقلال.
صدرت الفرات بأربع صفحات من الحجم الصغير، وبرز عددها الأول في أوائل في 1920 وعدها مؤرخو الصحافة. لسان حال الثوار التي تفصح عن أرائهم، وتشرح مبادئ الثورة وأهدافها وغدت مجالا لنشر فتاوى علماء الدين وأرائهم في حث الناس على مقارعة المستعمر الانكليز. يقول روفائيل بطي في كتابه: ( صحافة العراق) أن جريدة الفرات بدت بلهجة صارمة وكتبت بدم القلب لابحبر القلم، وحصرت بحثها في الشؤون السياسية وكتابه المقالات الاستفزازية، وإذاعة الخطب التي كانت تلقى في محافل الثورة.
في عددها الصادر يوم 18 من أيلول سنة 1920 نشرت مقالا بعنوان: ثورة العراق قارنت فيه بين ثورة العراق والثورتين الايرلندية والمصرية، ومما جاء في المقال : أن الثورة العراقية تشبه الثورة الايرلندية والمصرية في الوجوه كلها، فقد فجر بركانها الضغط وأضرم نارها الاستبداد ووسعها القضاء على الحرية والتجاوز على الحقوق، فصّمت الأذهان عن سماع الحق وسدت المحاكم أبوابها وأصبح الحق للقوة ورددت مطالب الأمة. فاشتد الظلم حتى بلغ منتهاه ونفذ صبر الأمة مما تلاقيه كل يوم من جور حكام الاحتلال.
وفي العدد الخامس من الجريدة الذي صدر يوم 25 من أيلول سنة 1920 نشرت مقالا افتتاحها جاء فيه( أن جريدة الفرات تصدر بتوجيه من الهيئة العلمية وزعماء النهضة العربية). والجدير بالذكر أن الهيئة العلمية تأسست في النجف بعد تحريرها يوم 8 تموز 1920، وكان من أعضاء هذه الهيئة الشيخ عبد الكريم الجزائري، والشيخ علي الحلي ،والشيخ جواد ألجواهري، وكانت حسبما يقول الدكتور عبد الله الفياض في كتابه( الثورة العراقية الكبرى) بمثابة ((مجلس استشاري تنفيذي للثورة تعرض عليه القضايا التي تتعلق بسياسة الثورة العامة )).
وفي بغداد صدرت ( جريدة الاستقلال) وجاء في ترويستها أنها جريدة عربية حرة صدر العدد الأول في 28 من أيلول 1920 وكان عبد الغفور ألبدري صاحبها، وهو احد قادة النضال الوطني في العراق استهدفت الجريدة خدمة حركة الثورة والتعبير عن أهدافها في التحرر والاستقلال والوحدة وقد أسهم في تحريرها نخبة من الكتاب أبرزهم الشيخ محمد مهدي البصير وعبد الرحمن البناء ومحمد باقر الحلي وطالب مشتاق وسامي خوندة. وقد أشار يعقوب يوسف كوريا في كتابه (صحافة ثورة العشرين) إلى أن هذه الجريدة أكدت أهمية التكاتف بين أبناء الشعب ،وحذرت من دسائس الأجنبي وأساليبه في بث التفرقة والانقسام. فضلا عن أنها نشرت مفاهيم الثورة، وأوضحت حق الشعب في الاستقلال والسيادة وشنت حملات لاذعة ضد سلطات الاحتلال .أما عبد الرسول حسين وعدنان حسين ،فيشيران في كتابهما الموسوم: (صحافة ثورة العشرين وموقف صحف بغداد من الثورة ) ،الذي نشر سنة 1970 إلى أن جريدة الاستقلال غذت حركت الثورة في العاصمة بغداد والمدن الأخرى وكانت مؤثرة في الأفكار العامة لذلك أسرعت سلطات الانتداب البريطاني إلى اعتقال عدد من محرريها.
كانت الاستقلال( بمثابة منشور وطني حر يخدم أبناء العراق والأمة العربية يدافع عما يدافعون ويطلب مايطلبون ولا يبالي أذا انزعج منه الخائنون .. لاينتسب ألا إلى الوطنية الصادقة ولا يتكلم ألا بما يطابق أقوال الشعب وأفكاره).
وفي النجف صدرت جريدة أخرى تحمل كذلك اسم ( جريدة الاستقلال) وكان صاحبها محمد عبد الحسين المحامي، وبرز عددها الأول في الأول من تشرين الأول سنة 1920. يقول الاستاذ الدكتور نديم عيسى خلف الجابري أن هذه الجريدة قامت بدور بارز في تنمية الروح الثورية لدى الجماهير . وقد اتخذت هذه الجريدة من ( مكتب الدعاية والإخبار ) للثورة مقرا لها ،وكان هذا المكتب الذي أسسته قيادة الثورة يشرف على إصدار المناشير والبرقيات الحربية التي تؤجج المشاعر ضد المستعمرين وتنقل أخبار التحركات العسكرية والمعارك. وقد أنضوي تحت لواء هذا المكتب عدد من المثقفين الشبان أمثال السيد محمد علي كمال الدين ،والسيد محمد عبد الحسين المحامي، والسيد باقر الشبيبي.
أن المتصفح لأعداد هذه الجريدة يجد أنها كانت تهاجم الاستعمار البريطاني وتدعو إلى مواصلة الثورة ضده ويذكر روفائيل بطي أن محرري هذه الجريدة كانوا يكتبون مقالاتهم تحت أزيز القنابل وقد رفعت الجريدة شعار( لاحياة بلا استقلال) وبعد صدور العدد الثامن منها احتجبت في 2 من تشرين الأول سنة 1920.
لم يقف أبناء العراق عند هذا الحد ، بل أنهم أصدروا المناشير والبلاغات واندفع عدد من المثقفين نحو نشر مقالات أضافية عن القضية العراقية في بعض الصحف الأوربية كجريدة ( لومانتية الفرنسية) ويذكر الدكتور عبد الله الفياض أن جمعية العهد العراقي أصدرت في دمشق ( جريدة العقاب ) وكانت تدعو الى الثورة وتوزع أعدادها في جميع أنحاء العراق ،وكان لها تأثير مهم في بث الدعوة الوطنية ،على الرغم من أن سلطات الانتداب البريطاني كانت تمنع دخولها إلى العراق ، لكنها كانت تدخل سرا ويتولى أعضاء الجمعية وأنصارها مهمة توزيعها.
حقا لقد قامت صحافة ثورة العشرين بدورها الفاعل في تعميق الوعي الوطني، وتنمية الشعور بالمقاومة. والتأكيد على حق العراقيين في الحياة الحرة الكريمة فتحية لثورة العشرين وقادتها ولأولئك الجنود المجهولين الذين عملوا في صحافتها وجهاز أعلامها في تلك الظروف والأيام الحالكة .



#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد العزيز سليمان نوار وتاريخ العراق الحديث
- حسين علي النوح وترصين الركائز السليمة للحركة الرياضية في الع ...
- كشف الستار عن مختصر المنار للشيخ احمد أفندي الديوه جي :كتاب ...
- الدكتور داؤود الجلبي 1879-1960 طبيبا ومؤرخا وسياسيا
- نادي الموصل الرياضي
- الأستاذ عز الدين المختار مربيا وإداريا وإنسانا
- سيار الجميل وموقعه في حركة الكتابة التاريخية العربية المعاصر ...
- صنع القرار السياسي في العراق ودول الجوار في كتاب جديد لمركز ...
- صبحي عبد الحميد 1924-2010 والتوجه الناصري في العراق
- الدكتور علاء جاسم محمد الحربي وتاريخ العراق المعاصر
- الدكتور خير الدين شريف العمري والمزاوجة بين الطب والشرع
- عبد الغني العناز( 1934-2007 )وغرفة تجارة الموصل
- ثورة 14 تموز 1958 في العراق وصراع الاجيال
- فائق السامرائي وجهاده الوطني والقومي
- صديق الياس 1928-2000 ..المربي والانسان
- (تاريخ العراق الثقافي ) :كتاب جديد للاستاذ الدكتور ابراهيم خ ...
- عادل نجم عبو والاثار الاسلامية
- الدكتور عمر الطالب وتجربته في جريدة الحدباء (الموصلية )
- محمد طلعت حرب في الموصل
- مقاهي نجيب محفوظ !!


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ابراهيم خليل العلاف - ولثورة 1920 الكبرى في العراق صحافتها !!