أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - الطاهر باكري - حرف -تيفيناغ- وجذوره التاريخية














المزيد.....

حرف -تيفيناغ- وجذوره التاريخية


الطاهر باكري

الحوار المتمدن-العدد: 2912 - 2010 / 2 / 9 - 02:40
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


"تيفيناغ" هي مجموعة من الرسوم ابتكرها الأمازيغ القدماء للتعبير والتواصل، ضمنوها مجموعة من الصوائت والصوامت لإعطاء اللفظ السليم للكلمة، وبذلك فهي تعكس وبكيفية تواطئية دقيقة جل الأصوات الأمازيغية. وتؤكد مجموعة من الدراسات والأبحاث اللسانية والأركيولوجية والتاريخية أن اللغة الأمازيغية من أقدم اللغات التي عرفها التاريخ، حيث تؤكد العلامات الطوبونيمية أنها ذات تاريخ بعيد وطويل ومغرق في القدم يفوق 50 قرنا.
يعتبر الباحثون في مجال تطوير الكتابة أن بروز ظاهرة الرسوم والنقوش سواء على الصخور، أو على المواد الأخرى كالفخار والعاج والعظام والمعادن إرهاصات لظهور الكتابة لدى الشعوب السابقة في هذا المجال. وقياسا على ذلك نجد الأمازيغ القدماء نحتوا ورسموا نقوشا ورسوما صخرية، كوسيلة للتعبير عن أفكارهم وكأدوات يقصدون بها تقديم نوع من أنواع الكتابة يتعاملون بها، ولما كانت الكتابة عند أي شعب من الشعوب عبارة عن مادة منطوقة باللسان مسموعة بالأذن، فمن الطبيعي أن الأمازيغ القدماء كانت لهم نفس الغاية من وراء بعض الرسوم والنقوش الصخرية التي سجلوا فيها أفكارهم واعتبروها ضربا من ضروب الكتابة رغم ما فيها من تعقيد، حيث يعزى هذا التعقيد إلى مراحل تطور الأبجديات، حيث تعرف الكتابة في بداية ظهورها بالكتابة التصويرية التي تتطور إلى الكتابة الرمزية، ثم إلى الكتابة المقطعية، وبعد ذلك إلى الكتابة الصوتية، وأخيرا إلى الكتابة الأبجدية
يساير انتشار الكتابة الأمازيغية التوزيع الجغرافي لمواقع النقوش الصخرية في بلاد الأمازيغ، ففي المغرب تتوزع انطلاقا من "فكيك" "شرقا" إلى "أوسرد" بالصحراء المغربية جنوبا مرورا بمواقع الأطلس الكبير ومنطقة درعة والأطلس الصغير ومنطقة الساقية الحمراء ووادي الذهب، وأكبر تجمع لهذه الكتابات الأمازيغية يوجد بموقع تيزولين وفم الشنا بمنطقة "درعة". ويرى الباحثون أن أقدم الكتابات بالمغرب هي كتاب "غريب ن ئيكيس" التي تعود إلى القرن السابع قبل الميلاد على أقل تقدير.
وقد تمكنت الباحثة والأركيولوجية الجزائرية "مليكة حشيد" من العثور على لوحات كتب عليها بالتيفيناغ ومن بينها لوحة حاملة لحروف تيفيناغ مرافقة لعربات حصان، وهذا النوع من العربات ظهر في العصر ما بين ألف سنة قبل الميلاد أو خمسمائة سنة قبل الميلاد، وهو ما جعل البعض يرجح أن تكون تيفيناغ هي أقدم الكتابات الصوتية التي عرفها الإنسان.
هناك من يسمي الحروف الأمازيغية أي "تيفيناغ" "بالتيفيناق" حيث كان يعتقد إلى وقت قريب أنها كتابة فينيقية ظهرت في القرن الثاني قبل الميلاد بفضل "ماسينيسا" ولكن مصطلح "تيفيناغ" يعني بالأمازيغية "اختراعنا" أو "ابتكارنا".
وقد بذل العديد من الباحثين والمؤرخين والأركيولوجيين وعلماء اللسانيات جهودا عديدة في محاولة فهم وكشف أسرار هذه الكتابة التي ظهرت على شكل صوامت معدودة، ومن الأرجح أن استعمالها كان يقتصر في بداية الأمر على الكهنة ورجال الدين، فتطورت عبر العصور حتى وصلتنا في صيغتها الحالية الحديثة، وهذا النمط من الكتابة لم يعرف نظام الحركات التي هي عبارة عن حروف تقوم مقام الحركات كالفتح والضم والكسر إلا بعد مرور زمن طويل على اكتشافها.
وعموما فإذا كان "حرف تيفيناغ" قليل الاستعمال بسبب تقادم العهد به وتهميش الحضارات المتعاقبة له، علاوة على إبادة الغزاة الأجانب (الرومان والبيزانطيين) لمعظم آثاره، فإنه استطاع بفعل تشبث أصحابه الشرعيين به كرمز هوياتي أن يقاوم من أجل البقاء، وخصوصا عند أمازيغ الطوارق والجزائر والمغرب.



المراجع:
-"الأمازيغية والسياسية اللغوية والثقافية بالمغرب"، أحمد بوكوس، نشر مركز طارق بن زياد، ط 1 نونبر 2003.
-"أهمية البحث في الثقافة الأمازيغية"، مقال بجريدة تاويزا، رشيد نجيب سيفاو، عدد 49.
-"من أجل ترسيم أبجدية تيفيناغ لتدريس الأمازيغية"، منشورات الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي سنة 2002 م. - المجلة المغربية للكتاب –مقدمات-، إشراف: أحمد بوكوس، عدد 27/28 صيف / خريف 2003.
(الطاهر باكري، باحث في الثقافة الأمازيغية)



#الطاهر_باكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فصل المقال في مابين -ءايور الأمازيغي- و- أيور العرب- من انفص ...
- ضد الإنتهازية دفاعا عن الأمازيغية
- البوليزاريوا والإستيلاب الفكري للشباب
- مخيمات صحراوية أم معتقلات جزائرية؟
- النكتة السياسية بالمغرب
- صراعات الفصائل الطلابية المغربية، تعكس أن لكل أزمة سياسية صد ...
- الصورة الثقافية و الدعوة التسامحية، مدخل لدراسة الإرهاب


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - الطاهر باكري - حرف -تيفيناغ- وجذوره التاريخية