أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشاد الشيباني - المقاومة العميلة















المزيد.....

المقاومة العميلة


رشاد الشيباني

الحوار المتمدن-العدد: 2910 - 2010 / 2 / 7 - 08:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




منذ اليوم الأول لإنشاء هيئة علماء المسلمين و أنا مرتاب من هذه الجهة التي تعمل تحت ظل الاحتلال الأمريكي دون إغلاق لها و قتل لأمينها , حيث أنهم يؤيدون المقاومة صراحة و يفضحون ممارسات الاحتلال , و مع ذلك فالمحتل يقوم ببعض المضايقات البسيطة , بالإضافة إلى تصفية بعض أعضائها الذين يشكلون خطراً فعلياً على الاحتلال , بينما نجد أن حارث الضاري يسرح و يمرح دون أن يقول له الأمريكان شيئاً , بل كان يخرج من العراق لعمل اللقاءت الصحفية مع الجزيرة و غيرها ثم يعود إليها دون أن يحصل شيء من قبل المحتلين له !

و من العجيب أن يكون طرده من العراق على أيدي بني جلدته من حكومة المنطقة الخضراء و لم يكن من قبل الاحتلال الأمريكي الذي كان هو الأولى بطرده بل قتله و سجنه , و هذا ما لم يحدث !

و هذا لسبب بسيط .. و هو أن العدو يدرك تماماً من هو عدوه الحقيقي الذي يجب أن يقضي عليه في أقرب فرصة , و من هو بخلاف ذلك , كأن يكون عميلاً خالصاً أو دابة يركبها العدو لتحقيق أغراضه ثم يتخلص منها بعد الوصول , أو جعله خطة احتياطية يمكن اللجوء إليها باعتباره أفضل السيء بالنسبة للعدو المحتل .
و بالطبع فإن حارث الضاري ليس عميلاً , و إنما هو بين الأمرين الأخيرين و هذا سبب ترك العدو المحتل له يفعل ما يشاء حتى في أشد الأوقات التي مرت على المحتل

و من يستنكر هذا الكلام عليه أن يتذكر معركة الفلوجة التي كانت هيئة علماء المسلمين سبباً في إعطاء الأمريكان فرصة الهدنة بمعونة إخوانهم في الحزب الإسلامي ليعيدوا ترتيب صفوفهم.
لذلك لا يمكنك أن تثق كثيراً بمن يعمل تحت ظل العدو , لأنه لا بد أن يداهن و يتنازل حتى لا يغضب عليه العدو و يمنعه من كل ما يفعله .. و لذلك كانت الهيئة بزعامة حارث الضاري تتهم المجاهدين بقتل العراقيين و بإشعال فتيل الفتنة الطائفية - و هذا قبل أن ينقلب الأمر و تصبح الفتنة الطائفية هي المشروع الأهم في العراق تحت عنوان صد المشروع الصفوي !!
إن العدو المحتل عندما يواجه جهاداً إسلامياً ذي عقيدة صافية , لا يمكن أن يتعرض للوطنيين الذي يعزفون على هذا الوتر كأمثال حارث الضاري , لأنهم سيكونون البديل المناسب عن الإرهابيين المتطرفين .
و لذلك نرى أن تصريحات حارث تتناقض عن المجاهدين فمرة هم من يقتل العراقيين - في تصريح مشهور له - و مرة يدافع عنهم و يتهم غيرهم ..
ثم يتحدث و كأنه مطلع على أمور الجهاد و المقاومة ليعطي النسب المئوية الدقيقة عن عدد المهاجرين أو ما يسميهم بالأجانب , ثم تناقصهم بين فترة و أخرى , ليكون بذلك أمام الناس هو المرجعية للناس في أمور الجهاد و غيرها , و لم يكن هذا ليحدث لولا إعطاء المحتلين الفرصة له ليفعل ما يريد أو على الأقل إغضاء الطرف عنه !
و لا عجب بعد هذا أن تعلم أن حارث الضاري يعتبر أمير المجرمين أبي مصعب الزرقاوي مجرد خيال و وهم , حيث يقول في لقاءه مع قناة الجزيرة :
أحمد منصور [مقاطعاً]: وماذا عن أبي مصعب الزرقاوي؟
حارث الضاري: أنا أعتقد أن أبا مصعب الزبيري..
أحمد منصور [مقاطعاً]: الزرقاوي
حارث الضاري: شخصية خيالية تماماً مثل ابن لادن في كذا، لكن ابن لادن موجود حقيقي، أما مسعد الزبيري أيضاً يذكر في العراق ولم يره أحد ولم يعرف هويته أحد.

و كأن ما يحدث في العراق هو تحت سمع و بصر و علم هذا الوطني المخلص , باعتباره المرجعية لأهل السنة .

إن قصة حارث الضاري شبيهة بقصص غيره ممن استخدمهم المحتل لأغراضه الخاصة , و ما اكتمال الحلقة الأخيرة من القصة بنفيه من العراق و مطالبته للمحاكمة هناك إلا الجزء الأخير من هذه القصة لذلك الوطني البطل المخلص , الذي يلاحقه الطائفيون من أمثال نوري المالكي و أشباهه الذين لا يحرصون على وحدة العراق و اجتماع أطيافه ..
ثم يعود من المنفى للعراق بعد انتهاء الحكومة الطائفية ليسدل الستار على الجزء الختامي من القصة لتنتج لنا البطل الجديد ( ياسر عرفات ) المخلص المنقذ لوحدة الشعب العراقي و صموده و مقاومته !

و بهذا يستطيع العدو أن يسرق ثمرة الجهاد لصالح قوى يمكن ترويضها و تطويعها حسب الحاجة , لتطويع و ترويض أهل العراق كلهم , و إذا حصل ذلك فإنهم سيتخلصون منهم فوراً و يعطونها لأناس عملاء خالصين .
و هذا حدث كثيراً لمن قرأ تاريخ الاستعمار المعاصر و كيفية قدوم الحكام العرب الخونة الذي انتقاهم العدو بدقة شديدة ليكونوا كما هو الحال عليه .

و لم أكن لأستغرب خروج حارث الضاري بهذه القوة و بهذه التصريحات الخطيرة بعد طول سكوت , إذا علمنا حجم الرمزية التي حققها أمير السفاحين أبي عمر البغدادي باعتباره الواجهة السياسية الحقيقية للمجاهدين , بعد تلك المسرحية الهزيلة التي ساهمت بشكل غير متوقع في هذا !

و خوفاً من هذا .. كان لا بد من حل سريع و جاهز و هو حارث الضاري ليحاول سرقة الواجهة السياسية لصالح المقاومة الوطنية التي لم يلتفت إليها الأمريكان بشكل يرضي هؤلاء المقاومين الوطنيين و يقنع غرورهم !
و لم يكن هناك من باب لولوج تلك الواجهة سوى طريق المفاوضات مع العدو الصليبي التي طالما أنكرها و تبرأ منها حارث الضاري , و لكن الغاية تبرر الوسيلة !

لقد اتضحت المسألة بجلاء و بدون أي حياء .. بمحاولة سرقة الجهاد لصالح مشاريع وطنية مشبوهة تنتج من تحت طاولات المفاوضات مع أمثال الضابط الأمريكي ( لام ) و غيره , و ذلك بإعلان حارث الضاري استعداده مفاوضة الأمريكان , و تفويض بعض المقاومين له بذلك .
مع العلم أن المفوضين يمتلكون مشاريع سياسية حسب زعمهم كجبهة الجهاد و التغيير , و لهم مكتب سياسي يستطيع المفاوضة و فعل جميع هذه الأمور !
لكن لم تكن تلك الخطوة لتحدث لولا سطوع نجم السفيه ابو عمر البغدادي بحيث أصبح بحث مالئ الدنيا و شاغل الناس في العراق و خارجه .
و لم يكن هناك أحد من أولئك المقاومين قادر على يحجب نور الأمير , بعد أن تسربت فضائحهم و تفاوضهم مع الأمريكان و مع الطواغيت العرب !
فهرعوا إلى حارث الضاري في توكيل و تفويض غير مشروط , و هو بحق مغامرة خطيرة , حينما يجعل أولئك المقاومون مشروعهم و أمرهم كله بيد مثل حارث الضاري الذي يدخل و يخرج من العراق بإذن القوات الأمريكية !!
و لكن كما قيل : ليس باليد حيلة , لا سيما و قد ظهر أمرالعفلقية الجدد و أصبح أولئك الذين يرمونها بالوهمية يستحيون اليوم من فعل ذلك , و لا عجب فالناس لا يسمعون إلا لأصحاب الأرجل الثقيلة .

و لن يكون هذا البيان من المقاومين حول تفويض حارث الضاري للتفاوض باسمهم مع الأمريكان إلا الحبل الأخير لمحاولة أن يكسفوا شمس دولة الإسلام , و يعودوا مرة أخرى للواجهة السياسية و سيتنازلون هذه المرة عن أمور كثيرة , بعد أن طال تجاهل المحتلين لهم و عدم الالتفات إليهم , و هذا ما يريدونه تماماً .
بحيث يشعر أولئك المقاومون أن مشاريعهم الوطنية الملبسة بلبوس الإسلام في بعض الاحيان ستكون ورقة خريف مع ريح شديدة في مقابل مشروع المتشددين الإرهابيين و الذي يتمثل في دولة إسلامية متشددة لا تعترف بالشرعية الدولية .. و عند شعورهم بهذا الخطر كما هو الآن , سيتنازلون بشكل أكبر مما كانوا عليه للأمريكان ليعطيهم الصيبيون الواجهة السياسية و التلميع الإعلامي الكبير , مع تكتيم إعلامي أكبر لجهود المجاهدين و خطاباتهم .
و لعل هذا ما يفسر سبب الانفتاح الإعلامي نحو دولة الإسلام في هذه الأيام من قبل بعض القنوات الفضائية , و لكنه سرعان ما نرى انغلاقه التام أمامهم !

حارث الضاري باستعداده للتفاوض مع الأمريكان مع أنه لم يرم رصاصة إليهم , هو إعلان منه استعداده التام لأن يكون الدابة التي يجمع بها الأمريكيون أهل العراق عليه , باعتباره الوطني المخلص المطارد المنفي من الطائفيين !

و لا أتوقع أن يكون هذا التفويض مختصاً بتلك الفصائل فقط , بل سيضاف إليها المزيد من المقاومين لنحر المشروع الإسلامي لصالح المشاريع الوطنية .
الجيش الإسلامي مع مشروعه سيبقى في حيرة , و مع محاولة الإبراز الفاشلة لأبي وائل ليكون الواجهة السياسية الدينية للمقاومين , فإنه على الأرجح سيتنازل لصالح حارث الضاري أو سيحاول على الأقل فرض بعض الشروط على حارث , و بالتالي القضاء على مشروع الدولة الجديدة مع اتفاق جميع المقاومين على رجل واحد , ذو شهرة و قبول بين أهل العراق !



#رشاد_الشيباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قالوا في الامام الحسين (ع)
- ماذا بعد قرارات هيئة التمييز العراقية؟
- انظروا لاصحاب العمائم
- اعترافات ابراهيم الغالبي
- اسرائيل تلوم امريكا
- اللعبة الامريكية الايرانية في العراق


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشاد الشيباني - المقاومة العميلة