أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالعزيز محمد واحد - المعدان















المزيد.....

المعدان


عبدالعزيز محمد واحد

الحوار المتمدن-العدد: 2900 - 2010 / 1 / 27 - 08:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلمة يستخف به الاغلبية الغير العارفة بالتاريخ العراقي والتاريخ القديم فلو سالنا من اغلبية الناس من هم اعرق عشائر العراق سوف يكون الاجابة مقصورة على العشائر المعروفة لدينا من كتب التاريخ والسيرة كالخالدي او العبيدي او الشمري او الجبوري والى غيرها من القبائل المنتشرة من مدينة الموصل الى مدينة البصرة جنوبا وكذا شرقا الى الغرب من ارض العراق التي اعرق القوميات والشعوب فيها قد كست عليها طبقة من التراب او الوحل وهم يسكنون في وسط بين تلك العشائر وبين ملتقى النهرين وما حولهما وهم متمسكون بكل عراقتهم ان الاهمال الذي اصابهم لا لشيء بل لانهم اسلموا واصبحوا من يناصرون الحسين ولقد اختاروا الطريق السليم من المد الفكري الممتد من الجزيرة ولكن بعضهم بقوا على ديانتهم القديمة وهو الصابئة ويقال لما مراحد الخلفاء عليهم فسالهم عن دباناتهم وكان عليهم ان يقرروا في عوده على اي دين ينتمون فكان الرد جاهزا وهو الصابئة لانها مذكور في القران لا يمكن ان يباح قتلهم وبذا نجو من السيف العربي انذاك ولايمكن الشخص العادي ان يفرق بين الصابئي وسكان الاهوار من الملبس والعقال وطريقة الكلام لانهم من اصل واحد والاتلاف فقط في الانتماء الديني واسمائهم اقرب الى الاسماء الاسلامية ولذا هم يفرقون انفسهم من سكنة الهوار برموز متداولة بينهم ( كنت في احد المناسبات الدينية بينهم وكان على الابن الشاب ان يستقبل القادمون من مراب السيارات القادمة من العمارة . ولما سال الشاب كيف اعرفهم وكان الرد من كبير العائلة يجب ان تفرق المعمداني من الشكل ولم ينطق الشاب وراح يستقبل القادمون على الفاتحة ) ومن اسمائهم خضير وخالد ومشتاق وان هذه الاسماء هي الاسماء الدنيوية بينما عند وفاة الشخص يعلن عن اسمه بين الملل ولربما هذا التصرف خشية من مضايقات الاسلام فيما مضى من الدهر ولا يخفى كانوا يعانون من بعض المضايقات التي كانوا يمارسون طقوسهم الدينية على ضفاف النهر .. ان اهالي الاهوار والصابئة اشبه حياتهم بحياة الاسماك لايبتعدون عن المياه ان كانت سارية للصابئة وان كانت مستقرة مثل الاهوار لاغلب المعدان وهم يقضون اغلب ايامهم في الاهوار يقتاتون من تلك المياه رزقهم اليومي من الاسماك وقصب البردي ليس هناك الاشجار ليصنع منه الاثاث الا ما ندر ان جلب تلك الاثاث يتعذر على الابلام الصغيرة و و الاغلبية متشيعون ان الاهمال التي رافتهم طوال عشرة قرون ونيف لم يغير من طبيعتهم الخلاقة شيئا ما . وان اصالتهم باقية الى يومنا هذا و كثيرا ما يستعمل كلمة (المعيدي ) للاشارة الى اقوام لا يفقهون او متخلفون وهو بالعكس فقط تخلفهم نتيجة المعتقدات التي هم عليها ولكن ان القاوانين العشائرية الموجودة بينهم لايحتاج الى قوانيين الدولة لان كل القضايا تحل في ديوان رئيس العشيرة المصنوع من البردي ولجلساتهم الاصول غالبا لانفهمهما الا اذا ما عاشرناهم طويلا ولا باس بتلك القوانيين كاطار لحماية الفرد في المجتمع . ان تسميته المعيدي على لسان اهل المدينة لايحمل فحواه اذا ما تعمقنا في تلك الطبيعة الجميلة للمعدان وغالبا ما يستعمل الكلمة اهل المدن تجاه اهل الاهوار من دون ان يعرفوا ان المعدان هم فعلا من الشعوب التي يستحق ان يقف الباحث عن تاريخ الغير المدون للعراق طويلا عليهم ليفهم ما كنت العراق من اقوام قبل الهجرة وقبل المد الاسلامي من الجزيرة
ان المتمعن في فلكلورهم وطباع اغانيهم الحزينة والتي غالبا ما تكون عبارة التاوه والنواح وان طابع الحزن في تراثهم الغنائي ليس الا عن ماساتهم وما عانوه من الظلم وان الشيء الذي يجمع بين فلكلور التركمان وفلكلور سكان الاهوار هو الجناس الذي موجود في خورايتنا وهو بالكامل موجود في اشعارهم التي تدار بينهم في مباريات شعرية متمسكين بكلمة لها اكثر من معنى وينهون الشعر بكلمة يجب ان يبدا الشاعر الثاني من نهاية الكلمة ويوجد الجناس عليه وهذا النوع من الشعر مختص به اهل الجنوب من العرب ان جمعتهم مع العرب ولكن لايمكن ان يشبه اليوم شعر البادية والتي يشعرها البدو الرحل او القاطنين في الواحات ان الشعر العربي الجاهلي ايضا من نوع لايمكن ان يعود الى شعب جهلاء كانت هذه رسالة طه حسين حيث اتهم بالزندقة والالحاد كي لا اخرج من الموضوع اليوم الشعر السعودي او الاماراتي ليس الا وصفا للصقر ويه القوم بها والتغزل بالجمال بينما الشعر الجاهلي نفحة من كان يستعمل العربية في الجزيرة وهم النصارى واليهود حيث الكل يعلم ان امرؤ القيس كان مسيحيا وان مقايسة اشعار الجنوب بالشعر العرب لهو في مفترق طريقين يختلف كل منها عن الاخر لاختلاف الشعور والمشاعر ان مشاعر المواطن الذي يعيش في الاهوار مع الطيور المهاجرة بينما مشاعر العربي في الجزيرة مع السيف والترحال والصحراء والفروسية لكن الاهوار منها خرج الانسان واليه يعود وهو ما يتكرر امام سكانهم فان طباع العاطفة والحنية وممارسة الشعرالذي يغلب عليه طابع لايمكن ان يتذوقه الا من عاش بينهم وتعرف على طباعهم و في القومية الكردية الحيران طابع خاص من الاداء واللحن ولا شك ان للاثوريين نوع خاص من الاداء والغناء ولكني لست مطلعا عليه بينما الكلدان فلكلورهم منقسمة بين العرب والتركمان ولا يخفى ان بعض اغاني التركمان القديمة من فلكلور الكلدان ويفرحون بسماعها من افواهمطربينا التركمان والغناء الريفي والتركماني يغلب عليه الجورجينا والبدايات الموسيقية متشابهة بين كل الفئات التي ذكرتها وهم يتقاسمون الحضارة والارث الاجتماعي وان كنا بعيدين عن الغناء اليفي فاني احتفظ بشيء من اغاني خضيري عزيز او داخل حسن ناصرحكيم ان كنت ترغب في التذوقبتلك الاغاني ما عليك الا ان تقيم هناك فعندما تتعود على المشاهدة للطبيعة هناك وسماع تلك الكلمات مع النسيم المار بين قصب البردي لن تفارق تلك البيئة وتشتاق دوما الى اصالتها الاصالة في الغناء الريفي اتي من الكلام واللغة المستعملة المسمى بالجلفي ان سكان الاهوار يستعملون اللغة الجلفية ولو تسالنا عن تلك اللغة وعن وجود الجيم التي بثلاث نقاط هو دليل قاطع على تواصل العرقي بين الشمال العراقي وبين جنوبه اكثر من التواصل بين سكان الاهوار وعرب الجزيرة ومن المصادفات انهم فيما بينهم يسمون العشائر الاخرى التي لا تمت صلة بهم (بالعرب )
لعل كلمة المعيدي يعرفه الدارسون ولكن للتذكير فقط نقول ان كلمة المعيدي اتى من عادوا الانكليز في دخولهم الى العراق وسموا بالمعدان فقط لتوالف لفظي ولحني .
ان الباحث الحقيقي لا يتاثر بمردفات الحاضر بل ان جغرافية المكان ونمط العيش والتراث الغنائي والعادات القبلية المطتورة قياسا الى المجتمعات العربية ياخذ اهتمام اي باحث حينما يدقق في امة عريقة لا يشبهها اية امة لها انظمتها الاجتماعية الخاصة بها و لو سعينا ان نعرف تاريخ الاهوار نجد ان تاريخه ملاصق لتاريخ المعدان او سكان العراق الاصليون الجنوبيون هم من بنوا حضارة اور نعم ان تلك الامة العريقة تاريخها مع تاريخ نمو اول قصب او بردي هناك ان من تلك البردي كانت السفينة الاولى التي ابحرت ان قوم الاهوار الذين طغت عليهم الاهمال من كافة النواحي حقبا كبيرا من الزمن ولكنهم ظلو متمسكين باصالتهم من دون ان يفقدوها لقد احتفضو بتراثهم وامثالهم الشعبية من دون ان يختلطو بالاقوام الاخرين حيث ان الملابس التي يرتدونها وخاصة النساء هي نفس نمط ملابس وادي الرافدين قبل الاف السنين لان تلك البيئة يفرض على الانسان تلك النمط من الملابس من لف الارجل احتراسا من ان تجرح في تلك البيئة الصعبة الى شدة الراس وخاصة لدى الاناث احتراسا من الشمس المحرقة في زياتي لتلك الاهوار بعد السقوط ترك اثرا بالغا في نفسي عن الابادة التي قام بها صدام لتلك الفئة من الشعب العريق المتواجد في العراق والتي لم يصاحبه اي تغير منذ الوف السنين ولكن صدام قد فعل شيئا لايمكن ان يسامح به وهو قلع جذور تلك الامة من تلك الجغرافية لسنيين مما سبب كارثة بيئية وانسانية لايمكن اصلاحها ابدا لان قسما من هؤلاء قد تطبعوا بطابع المدينة ولم يحاولوا العودة للاهوار كما هو الحال في القومية التركمانية حيث حاربه صدام لعلمه بعراقة تلك الشعوب في العراق اسوة بالشعب الاشوري الكلداني وكان صدام ايضا يحاول المس بالقوميتين الاخيرتين ولكن كانت هناك دوما انذارا من الفاتيكان بعدم التجاوز على الخطوط الحمراء حيث كانت اليات صدام ينوي بهدم( قرمز كلسة ) اي الكنيسة الحمراء التي عمرها في كركوك اقدم من عمر العرب في العراق اوقفت العمل وحول الطريق ليلتف عليه من دون ان يزال وهو ارث لا للكلدان فقط بل لكل اهالي كركوك ان صدام كان عدو الاصالة والعراقة في العراق وكان يرمي الى انشاء حضارة جديدة ينطوي على الشوفينية العربية و ان ما حملته الموجات العربية الى ارض الرافدين منذ الف ونيف عام على بقايا الشعب العراقي الاصيل من كل اقوامه ولكن كان سيف الزمن اكثر حدة منه فقطع عنقه قبل ان يزيل الشعوب العريقة من ارض الرافدين مهد الحضارات الانسانية وفعلا بسقوط صدام سوف يبدا عصرا جديدا في العراق وهو انكماش المد الفكري من الجزيرة ونمو الطابع الفكري الطبيعي لشعب الاهوار وبقية الشعوب العراقية المختلفة
اليست العراق هو بوابة العالم الفكري و ان الوضع الحالي لايساعد على دخول الباحثين العالميين والا سوف يكون العراق منهلا كبيرا للباحثين بعد اسستاب الامن لان قاموس المعرفة التي نمت وبرزت من خلال الابحاث العالمية في شتى ارجاء المعمورة خلال خمسون السنة المنصرمة كانت ساحة العراق بعيدا عن اجراء بعض المسوحات الجيوغرافية والمعرفية ولكن كانت الفكرة لدى الباحثين الغرب ان الحضارة التي انبثقت من جنوب وشمال العراق لايمكن التجاهل عنه في بناء لبنة المعرفة الانسانية وان الجاموس الذي لايمكن ان يعيش الا في المياه لم ياتي اعتباطا اسمه في ملحمة كل كاميش التي اصبحت كلكامش حيث ان وادي الرافدين من اسمه معلوم وادي بين رافدين من المياه الحلوة لان لايمكن الجاموس ان يعيش في المياه المالحة ان الجاموس والثور هما رمز العراق والى الابد



#عبدالعزيز_محمد_واحد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية الكمالية الطريق الامثل لتركمان العراق


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالعزيز محمد واحد - المعدان