أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ساطع هاشم - تقوى الله سوقٌ لاتبورُ














المزيد.....

تقوى الله سوقٌ لاتبورُ


ساطع هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 2896 - 2010 / 1 / 22 - 13:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



على مدى اربعين سنة فقط , اي جيل واحد فقط تحول رجال الدين العراقيون من فئة اجتماعية مسالمة في المجتمع وظيفتها الوضوء والغرغرة وغسل الموتى واقامة الصلوات وتزويج العرسان ... الى طبقة اجتماعية فتاكة قائمة بذاتها لها كتبتها (منظريها) , موظفيها , حرسها و..و..وتنطبق عليها كل مواصفات الطبقة كما ترد في القواميس السياسية والاقتصادية , وهي تستغل وتضطهد كل طبقات وفئات المجتمع العراقي الاخرى وتسخرهم لخدمتها وتنكر حقوقهم .
طبقة رجال الدين هذه , طبقة طفيلية غير منتجة وجودها بالمجتمعات الحديثة غريب وبقائها اغرب تعتاش على نهب ثروات الامة وجهود الطبقات المنتجة كالعمال والفلاحين واصحاب المهن والصنائع واصحاب المهن عالية التأهيل كالاطباء والمهندسين والفنين والمثقفين من الفنانين والمبدعين وغيرهم من ابناء الطبقات المنتجة وتقف حجر عثرة وعقبة نكداء امام طريق تطورهم وازدهارهم .
طبقة رجال الدين الفتاكة هذه تقلد وتحاكي في كل سلوكها السياسي والقمعي واساليب دعايتها , اساليب وطرق ووسائل الطغاة البعثيون والطغاة الايرانيون ولايوجد لها اي مثل اعلى اخر تقتدي به خارج هذين المثالين .
طبقة رجال الدين منذ ان سلمهم بول بريمر السلطة زوروا الانتخابات واختلقوا نظام المحاصصة الطائفية (رغم الجهود التي بذلتها الامم المتحدة بقيادة الاخضر الابراهيمي بالعدول عن هذا النظام غير العادل وتشكيل حكومة وحدة وطنية الاانهم اصروا عليه) وفرقوا بين العراقيين على اساس الطائفة واشعلوا حرب الطوائف ونشروا الكراهية والاحقاد بينها وأحيوا كل ماكان ينبغي ان يبقى ميتا, وزادوا البلاء على البلاء في كل مفاصل الدولة والمجتمع .
كل الطبقات الاجتماعية العراقية المنتجة والتي تحررت من سطوة البعثيين وبطشهم وارادت بناء عراق متمدن يضمن للجميع حرية العمل واستثمار الطاقات قد اصبحت الان تحت سطوة رجال الدين الطفيلين هؤلاء الذين حولوهم الى عبيد من جديد وينصبون لهم الكمائن والمعوقات والاضطهاد حتى يمنعوا عليهم بناء عراق متمدن ومتحضر....
سيطر رجال الدين هؤلاء على كل مفاصل الدولة ومواردها ووظائفها , وزادوا عدد الوعاظ وخطباء الجوامع والدعاة بسرعة تزيد على سرعة زيادة المزروعات فصارت- تقوى الله -هي المهنة/ البضاعة الوحيدة التي تدر الربح وتضمن العيش لليوم التالي فازدهر سوقها بالرياء والنفاق والدجل , وفي ظل البطالة وندرة العمل وتوقف التنمية والتعمير واستفحال الفساد والغياب الكامل لاجهزة الدولة الخدمية كالضمان الاجتماعي والصحي وصندوق العاطلين عن العمل وغيرها من اشكال الضمان الانساني تلجأ الطبقات الضعيفة بالمجتمع كالفقراء والاميين والمساكين والارامل واليتامى والمعوقين وغيرهم وهم بالملايين الى من يملك المال والسطوة طلبا للرجاء والرحمة فتتوزعهم احزاب وميليشيا المؤمنين المتقين في كل ساكن ويشكلون منهم القوة الضرورية لحماية منظماتهم وشيوخهم وسادتهم ومن يفتي لهم ويصبح هؤلاء الملايين من الفقراء المعدمين اسرى هذه الاحزاب والميليشيات والمؤمنين باكاذيبهم ودجلهم ويعيشون تحت رحمتهم ويُستعملون عند الحاجة في تأدية الطقوس الدينية والدعائية او التمردات المسلحة او الاغتيالات وغير ذلك وليس لهؤلاء الفقراء اية حقوق لامساكن لا مدارس لاتعليم لاضمان صحي ,عليهم واجبات فقط كالمشاركة بالمسيرات المليونية وتطبير الرؤوس وجلد الذات بالسياط والاستماع الى خطب الجمعات الطنانة وما شئت من بدع وهم وقود الحرب الاهلية الدائمة بالعراق وضحاياها واكثر الخاسرين في نظام حكم اللصوص المؤمنين المتدينين هذا .
وفي ساحات الوغى المشتعلة هذه التي يؤججها ويديرها ويقودها رجال الدين اصبح الاصرار على التخلف موقف وطني , وتحولت الثورة والانتفاضة والاحتجاج من اعمال ومواقف سامية للجنس البشري للدفاع عن العدالة والحرية ونيلها الى غرائز تدمير وتخريب وضيعة ...التدمير والتخريب لذاته لااكثر ولا اقل...وفي اثناء هذه العملية لاتموت اجساد البشر وحدها انما من يبقى منهم حيا سيقتلهم الحزن والكابة وشتى انواع الامراض النفسية والجسدية و ستموت عند اخرين الروح والضمير والشعور الانساني وهذين الاخيرين هو بالضبط مافقده رجال الدين وعموم المؤمنين المتقين العراقيين الى ابد الابدين وتحولوا من الحمل الوديع الى الوحش والضبع المخيف .
اصولٌ قد بنين على فساد وتقوى الله سوقٌ لا تبورُ



#ساطع_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يتشبه الطاغي بطاغ مثلهُ
- انهم ذئاب فلا تكونوا خراف


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ساطع هاشم - تقوى الله سوقٌ لاتبورُ