أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود الزهيري - الأجهزة الأمنية , والغرائز السياسية














المزيد.....

الأجهزة الأمنية , والغرائز السياسية


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 2893 - 2010 / 1 / 19 - 18:09
المحور: المجتمع المدني
    


من جديد ستكلل مجهودات الأجهزة الأمنية بكافة أنواعها في شد إنتباه الشارع المصري , بل وبعض من الشارع العربي , في صرف الأنظار , وتغييب العقول , عن القضايا المصيرية المتعلقة بالإنسان المصري , المفقور والمريض , والبائس في عجزه عن تصاريف شئون حياته المعيشية , وهذا النجاح هذه المرة سيصرف الأنظار عن مجزرة نجع حمادي , والمجازر الأخري التي ترتكب بدون سكاكين أو مطاوي قرن غزال , أو سنج , أو أسلحة نارية . وهكذا سيتم لفت الأنظار عن الجدار الفولاذي بين النظام المصري , وبين المجتمع المصري بمطالبه الإجتماعية / الإقتصادية المتعلقة بمصيره وحرياته , وكذا العازل بين النظام المصري , وبين غزة المعزولة عن فلسطينيتها , وبين المجتمع المصري , بل وسيتم صرف الأنظار عن مبادرة الدكتور محمد مصطفي البرادعي الراغب في ترشيح نفسه لوظيفة رئيس جمهورية , وذلك بمطالبه بتعديل المادة 76 , 77 , 88 من الدستور المصري تلك المواد العازلة بين إرادة المجتمع المصري في إختيار من يمثله في وظيفة رئيس الجمهورية في المادة 77 , والتي تحول بين رحيل النظام الحاكم في المادة 77 , والتي تبيح التزوير والبلطجة والإرهاب في المادة 88 .

سيأتي الدور الباهر للإخوان المسلمين , في الشارع , وفي مجلس الشعب , ومعهم الجماعات الدينية في مصر , ويشاركهم في ذلك المؤسسة الدينية الرسمية ممثلة في الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء ومجمع الشئون الإسلامية , ومعهم خطباء الجمعة , ليعلنوا الرفض الجامح , ويحرزوا إنتصارات مبهرة , سيكون المجال متاحاً لكل عاقل , ولكل مجنون , وكذلك لكل زاعق وناهق ..

إنه طعم لذيذ سيلوكه المغفلون بلاقصد , والمأمورون سيمضغوه بهوادة وقصد , واصحاب اللحي والجلاليب وزجاجة العطر والمسواك ,سيبلعوه بلعاً , حيث لاعقل .

إنه الطعم الموضوع بسنارة الأجهزة الأمنية التي رامت أن ينشغل المجتمع المصري عن همومه وقضاياه , إلي الإنشغال بقضية زواج مثلي بين إثنين من الفنانين المصرين , وهنا في البداية نقول قبل أن يقولها آخرين : أستغفر الله العظيم ..

وموضوع هذه الجريمة النكراء , والمصيبة الشنعاء , ترجع إلي ماصرح به وائل الإبراشي رئيس تحرير صحيفة صوت الأمة , حيث أكد الابراشي أن قضية الفنانين الثلاثة نور الشريف وحمدي الوزير وخالد ابوالنجا حسمها القضاء وصدرت أحكام بالحبس على الصحفيين وغرامات مالية وقد تصدر أحكام "خراب بيوت" ضد عبده مغربي رئيس تحرير جريدة البلاغ الجديد والمحرر ايهاب العجمي بسبب دعاوى التعويض المقامة من الفنانين والفندق ..

والكلام مازال للإبراشي : هذا عن الصحفيين لكن كان الأحرى بالفنانين أن يعلموا بأن حياتهم الخاصة ليست ملكا لهم وأنها جزء من حياتهم التي يعرفها الجمهور وعندما يعلن فنان زفافه على صديقه في حفل شذوذ علني فالأمر يتطلب وقفة وحساب .

وكان هذا الكلام الصادر من وائل الإبراشي مرجعه إلي ماتم علمه به من أن أحد الفنانين الثلاثة , من أنه أقام حفل زواج علي صديقه بشاطئ العجمي بالأسكندرية .
والغريب في الأمر أن يقال أن : بعض الحاضرين لحفل زواج هذا الفنان بزميله , اثار إشمئزاز الحاضرين من المدعوين , اثناء حفلة الزفاف هذه , والمتوجب أن يكون لديهم علم بهذه الإحتفالية الخاصة بالزواج المثلي بين فنان وزميله , حيث أنهم مدعوون مسبقاً !!

والغريب في الأمر كذلك ماصرح به وائل الإبراشي لصحيفة البشاير من أن :
عدد كبير من الذين حضروا زفاف هذا الفنان "رفض ذكر اسمه" انزعجوا جدا من الوضع الذي وجدوا نفسهم به ليلة العرس وقرروا الظهور معه في برنامجه"الحقيقة" على شاشة دريم 2 ليكشفوا كل التفاصيل التي عاشوها لحظة بلحظة لكنه لأسباب كثيرة أبسطها عدم الخوض في الحياة الخاصة رفض كشف الأمر!!

وهذه أضحوكة , أو أعجوبة , أن لايتم ذكر هذه الواقعة وذكر أسماء من فيها , وتحرير محضر بذلك , ويتم تحريك القضية , علي أساس أنه يوجد زملاء في مهنة الصحافة لوائل الإبراشي , وقد صدرت ضدهما أحكام بالحبس , والغرامة , والتعويضات المالية التي علي حد قول وائل الإبراشي ( خراب بيوت )

أليس كان من الأحري بوائل الإبراشي بصفته الصحافية والإعلامية كما قال هو عن نفسه , أن يتم تحرير محضر بالواقعة والكشف عن أسماء الفنانين المتهمين , أو غيرهم , وسماع شهود الواقعة هذه , بإعتبار أن هذا المحضر بمثابة طريق لفتح باب التحقيق من جديد لظهور أدلة جديدة تبرأ ساحة عبده مغربي , وإيهاب العجمي , من السجن والغرامات والتعويض , بدلاً من أن يقول وائل الإبراشي : بأن عبده مغربي راح ضحية تهوره وتسرعه لكن "الثوب الابيض" للفنانين ليس كله بريئا !!!!

وإذا كان الأمر كذلك , فلماذا الإعلان عن هذه الجريمة الحقيقية أو المزعومة , وفي هذا التوقيت بالذات , خاصة وأن عبده مغربي , وإيهاب العجمي قد صدرت ضدهم أحكام بالحبس والغرامة والتعويضات المالية في الإنتظار؟!
أعتقد أن الأجهزة الأمنية لها غرض , من ورائه مرض , هو تهييج الغرائز السياسية , وتصريفها في الإتجاه الذي تريده , إبقاءاً منها علي الوضع المأساوي للمجتمع المصري , والجرائم التي طالت وجه النظام الحاكم , حيث إنعدم الحياء من الوجوه !!

وفي النهاية من لديه غرائز سياسية , فليوظفها في السر , أفضل من توظيفها في العلن , حيث مازال حلم التغيير , والديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان , ودولة المواطنة , والدولة المدنية بعيدة المنال , بسبب أصحاب الغرائز السياسية , والنزوات الدينية !!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر ليست عزبة , وحركة كفاية كذلك !!
- مجزرة نجع حمادي : يد من التي قتلت العيد ؟!!
- غزة .. في ذكري الصمت
- أسر الأفكار
- يا أيها الإنسان العربي !!
- يابلادي
- الجبهة المصرية ضد التوريث : من يعمل لصالح من ؟!!
- إضراب قبطي لماذا؟!
- قانون لدور العبادة : قانون لعمارة الآخرة
- توظيف الإستبداد للفاشية الدينية : دراسة
- ثنائيةالإرهاب والإستبداد
- عن عقلي المحتجز : رد عقلي
- النذير والبشير : أزمة الشرعية بين الوطني والدولي
- شيخ الأزهر وشيمون بيريز : أصداء المصافحة مازالت مستمرة .
- تسفيه واذدراء الأديان : من المستفيد ؟!
- الكنيسة المصرية وزيارة أيمن نور: هل تكيل بمكيالين ؟
- زغلول النجار وصمويل العشاي : الإنتصار للمقدس علي حساب الإنسا ...
- عذراً يا إنسان !!
- أوباما : هل يعتنق الإسلام ويتحدث العربية ؟!!
- إبراهيم أبو العيش : جنة سيكم المصرية


المزيد.....




- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود الزهيري - الأجهزة الأمنية , والغرائز السياسية