أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شمعى أسعد - عزيزى الإرهابى . . أفتقدك














المزيد.....

عزيزى الإرهابى . . أفتقدك


شمعى أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 2885 - 2010 / 1 / 11 - 08:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الآن أدركت كم أن إرهاب التسعينيات من القرن العشرين كان إرهاباً نظيفاً، وأعتبره ـ رغم كونى قبطياً ـ من أفضل نماذج الإرهاب التى نعانى وسنظل نعانى منها كثيراً فى مصر، وقد أمارس بعض الجنون وأطالب بعودته مرة أخرى بدلاً من الإرهاب المتوفر والمتاح حالياً، فإذا لم يكن من الإرهاب بد فقد يكون من حقى أن أريده إرهاباً واضحاً معلناً عن نفسه، وأن يكون الإرهابى هو ذلك الإرهابى الواضح والمتسق جداً مع نفسه، الذى يقول لك بوضوح أنه إرهابى، أريد ذلك الإرهابى الذى تستطيع أن تواجهه أو تتحاشاه، تصطدم معه أو تهرب منه، أما ما يحدث الآن من إرهاب للأقباط على يد إرهابى مستتر تظهره التحقيقات كمعتوه أو مسجل خطر فهذا ما لا أرضاه ولا أحبه، كما أستنكر بشدة أن يتخلى الإرهابى عن شكله التقليدى النموذجى الذى كنا نراه به فى فترة التسعينيات، متمثلاً فى جلباب ابيض قصير ولحية ورشاش فى يده، كم أفتقد هذا الإرهابى الرائع، فالتعامل مع عدو واضح أفضل بكثير من أن تجد نفسك تواجه إرهابياً مختلفاً فى كل مرة، وللأسف لن تعرف مسبقاً أنه هو الإرهابى القادم، فهو الآن يأخذ صورة الرجل العادى الذى قد يكون أى أحد تراه، فقد يكون جارك وأنت لا تعلم، أو قد يكون هو ذلك الرجل الجالس بجوارك فى القطار، أو البقال الذى تتعامل معه ولا تعلم نيته، قد يكون ذلك الشخص الذى تراه هنا وهناك، وهذا هو أسوأ ما فى الأمر، فلم يعد متاحاً لك أن تدرك أنه قادم فتتجنبه، الوضوح يريح الجميع وأنا أعشق الوضوح حتى فى مثل هذه الأمور، لذلك أطلب العودة للإرهاب المتخصص الذى يمارسه الإرهابى المتخصص لا الرجل العادى، فالإرهابى المتخصص كان واضحاً وتعرف أسبابه أما الآن فنحن نسال لماذا يقتلوننا، الإرهابى المتخصص تعرف مكانه وشكله أما الآن فلا نعرف من أين وممن ستأتى الضربة القادمة، الإرهابى المتخصص كان محدود الأثر لأنه محدود المكان أما الآن فالأمور من سىء لأسوأ والضربات عشوائية وأكثر انتشاراً ويصعب تحديد وجهتها القادمة، الإرهابى المتخصص كان يعادى الدولة والأقباط معاً، فكنا نضمن تدخل الدولة إن لم يكن لصالح الأقباط فعلى الأقل لصالحها هى نفسها، أما الآن فهو إرهاب يخص الأقباط وحدهم وعليهم وحدهم مواجهته
لماذا يكرهوننا؟ ساظل أسأل ولا جواب، لماذا يقتلوننا؟ ويمضى الأمر بلا عقاب، لماذا أعانى ـ فى وطنى ـ هذا التخوف وهذا التوجس وهذا الإغتراب؟ كم أحسدك عزيزى المسلم لأنك لا تشعر مثلما أشعر من قلق وإحباط، كم أحسدك لأنك آمن فى مسجدك ولا تخشى منى أن أعكر صفو مزاجك يوم عيدك، فلن يدخل أحد المختلين عقلياً خلفك ليطعنك وأنت تصلى، ولن تخرج بعد صلاة العيد لتجدنى أمامك برشاشات تحصد المصلين بدلاً من تهنئتهم بعيدهم، أما عنى فلا أعرف لماذا أخشى جارى وأتوجس خيفة من أناس لا أعرفهم ولا يعرفوننى؟ لماذا أشعر أن القادم أسوأ وغداً أكثر رعباً؟ أملك ألف سؤال وألف "لماذا" تتنطط كالقرود فى ذهنى، عزيزى الإرهابى القديم . . أفتقدك


شمعى أسعد
8 يناير 2010


http://kasakiswarak.blogspot.com/2010/01/blog-post.html




#شمعى_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب البسوس بين مصر والجزائر
- أن تكون جمال عبد الرحيم


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شمعى أسعد - عزيزى الإرهابى . . أفتقدك