أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - *عبدالوهاب النعيمي - الموصل..رحلة عبور الى الحاضر و الماضي















المزيد.....

الموصل..رحلة عبور الى الحاضر و الماضي


*عبدالوهاب النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2883 - 2010 / 1 / 9 - 16:47
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


انها المدينة الموسوعية، هذا اقل ما يمكن ان توصف به مدينة الموصل، هذه الزهرة التي تحتل مساحة تليق بامجادها على سارية العراق، ماضيه وحاضره، اذ تعد واحدة من مدن قلائل في العالم، على اتساع خارطته وترامي اطرافه، اجتمع لها شيء من كل شيء، ولاغرابة في ذلك، لأنها ابنة التاريخ قبل ولادة التاريخ، ولولا خشية الرجم بالمبالغة لقلنا، انها اسهمت في انجاب التاريخ.
هي حضور في الحاضر والقديم والتراث والارث، والماضي والعصور على امتداد العصور، مدينة الجبال والتلال والانهار والوديان والزرع والضرع والقمح والسنابل.
ام الربيعين والخضرة والعيون والينابيع، وملتقى السياح، مدفن الانبياء والاولياء والصالحين والعلماء والادباء، وسماء المآذن والحدباء، مصنع الحياكة ومنشأ " الموسلين " والحرير، وسيدة الطرز المعمارية وحجر الحلان والمرمر، ونكهة البيوت التراثية ووريثة علوم التجارة وفنون الحلوى وعلوم الاسواق في البيع والشراء، وحاضنة اهل الفكر والشعر والادب.. ومدينة المجالس والكتب.

مدينة الموصل، ما تزال هي المدينة التي بين خاصتين، الاولى تتمثل في ثقلها التاريخي، أي انها ليست مجرد مدينة تذكر على هامش الاحداث، وانما كانت واحدة من مراكز اتخاذ القرار السياسي، وقلعة عسكرية دفاعية للآشوريين، وعاصمة لاكثر من دولة عراقية، الى جانب ما تمتعت به من المواقف الباسلة.
اما الخاصية الثانية، فأنها تكمن في ذلك التواصل مع الحياة من دون انقطاع منذ ولادة المدينة قبل الآف السنين، وحتى يومنا هذا، من غير ان تهجر او تركن جانباً او يخبو نشاطها الثقافي او التجاري او الحضاري، على الرغم مما تعرضت له من متاعب وضغوط وحروب وهجمات وغزوات في هذه الحقبة او تلك، وهذا مايميزها عالمياً على عشرات المدن التاريخية المثيلة التي انطفأ ضوء الحياة فيها، ففضلت الانكماش ورفعت الراية البيضاء.
الموصل.. هي الابنة الشرعية للعصور الحجرية القديمة، هذا مانطقت به احجارها في حضرة الآثاريين والمنقبين، وهذه العصور تعد في لغة المؤرخين سابقة للعصور التاريخية، ذلك لان مصطلح (ماقبل التاريخ) يراد به زمن اختراع الكتابة وعمليات التدوين، وعليه، فأن السيرة الذاتية للمدينة تبدأ من تلك الحقبة مروراً باول اهتداء عراقي للزراعة في حدود الالف التاسع قبل الميلاد.
ما ان تطورت الادوات الحجرية ووسائل العمل من الحجارة الى المعدن، وحل عصر استعمال المعدن الى جانب الحجارة، حتى استأثرت الموصل بمزيد من الاهتمام، فعموم اراضيها السهلية الخصبة اغرت عشاق الكهوف وسكنة الجبال وصيادي الحيوانات، فتوجهوا الى المدينة ليطوروا اساليب الزراعة فيها ويدجنوا الحيوانات ويبتنوا بيوتاً لهم كانت في الاساس لما نسميه اليوم بالبيت الشرقي، وقد استتبع هذا السكن والاستقرار بالضرورة عمل تنظيمي حدد علاقة افراد الاسرة الواحدة، ثم علاقة الاسر المتجاورة ببعضها، وهكذا ولدت النواة الحقيقية للمجتمعات القديمة.
حافظت الموصل على حضورها المؤثر في حضارة (دوري حلف والعبيد) لتحقق بعد ذلك اهم انجازاتها على عهد (العصور الاشورية) ومراحل الصراع مع القوى الاجنبية فيما بعد، حتى اطلالة الرسالة الاسلامية حيث تم تحرير المدينة صلحاً في زمن الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب(رض) وبُني فيها مسجد ودار للامارة، لتصبح الموصل احدى اهم المدن العربية الاسلامية، وتصبح منطقة جذب للقبائل مثل طي والازد والخزرج وكندة وعبد قيس وغيرها، ولم يفتر هذا الدور في زمن الامويين والعباسيين والحمدانيين والعقليين والاتابكة، اسهمت في كل معارك الشرف التي خاضها العراق ضد اعداء الوطن وصمدت امام الغزو الفارسي الذي قاده نادر شاه عام 1743 وانتصرت على قواته المحاصرة.
هذه المدينة العريقة، قدر لها ان تمتلك زمام الاقتصاد لمراحل طويلة من تاريخها، وتمسي سوقاً كبيرة للنسيج والحياكة والصباغة وطباعة النقوش، وحركة تجارية واسعة اذ يردها من المناطق الشمالية سنوياً اكثر من الفي قنطار من البندق واللوز والجوز، لاستهلاك بعضه وتصدير الفائض منه الى حلب.
يصف "ايفز " الذي زارها سنة 1758 حياكة الموسلين بأنه قماش متين جداً وناعم الملمس، تنتج منه الموصل كثيراً وتصدره الى البلدان الاوربية، ويقول الفرنسي "اولييفيه " الذي زارها سنة 1794 ان معامل الاقمشة والموسلين منتشرة في هذا البلد، وهذه المنسوجات لها قيمتها الكبيرة وهي تباع الى التجار الفرنسيين في حلب فيشحنونها الى مرسيليا.
وعرفت المدينة كذلك نسج الاقمشة الحريرية المطرزة بخيوط الذهب والفضة، وكانت (القطيفة) الموصلية وسجادها واسلحتها وسروجها شهرة واسعة، كما تعاملت الموصل مع دبغ الجلود وانتاج البارود وصناعة النحاس والقصدير والمعادن الاخرى، الى جانب شهرتها الواسعة بصناعة الذهب(صياغته) والتفنن بانتاج المصوغات التي تعد من النفائس والتحف.
تصاعد نشاطها التجاري، واتسعت عمليات التبادل حتى وصلت الى الصين شرقاً وموانئ اوربا وساحل البحر المتوسط غرباً.
في الواقع الحياتي اسماء واسماء انجبتها المدينة، ابن جني، السري الرفاء، ابو تمام، ابو زكريا الازدي، ابن حوقل، ولها قبل ذلك وبعده بصمات متميزة في كل حقل، فهي سيدة الاعمال الفخارية والزجاجية واعمال النقش على الخشب والمرمر والذهب والفضة والنحاس، وهي صاحبة الشهرة التي لاتدانيها شهرة في مجال الهندسة المعمارية وطرز البناء المعماري، يشهد لها في ذلك ماتبقى من بيوت تراثية تشكل وحدها ظاهرة هندسية ومعمارية وفنية تستحق اكثر من وقفة. وتشهد لها القلاع والحصون وعمائر الحدباء وجامع النبي يونس وتلك الكنائس والاديرة المتميزة بأبداع معمارها.
في عام 1869 تأسست فيها اول بلدية، وفي عام 1921 استحدثت الموصل بادارة ملكية لتكون قضاءاً، ثم لواءً يضم عشرات الاقضية في الاتجاهات الاربعة. تبلغ مساحة مركز المدينة حسب التخطيط القديم 208 كم ويقطن المدينة والمدن التابعة لها اكثر من ثلاثةمليون ونصف المليون، وربما كان نهر دجلة من ابرز معالم الموصل الجغرافية والجمالية معاً، فهو يشطر المدينة الى شطرين، الايمن منهما، وهو الاقدم ويحتوي او يضم المدينة القديمة واحياءها وابوابها مثل باب الطوب، وباب لكش وباب الجديد، ويتألف هذا الشطر من قرابة تسعين محلة وحياً وسكنياً، اما الساحل الايسر فهو الاحدث والاكبر ويطلق عليه اسم نينوى ويضم قرابة المائة والعشرين حياً سكنياً فيما تشير الاحصاءات السكانية الى ان مجموع المحلات والاحياء السكنية لم تكن لترقى لآكثر من ستين حياً ومحلة في احصاء 1957 ليبلغ اليوم اكثر من مائتي وعشرين حياً او محلة في احصاء 1977، أي انه تضاعف لاكثر.
تتميز مدينة الموصل بأنها جمعت بين صفتين اولاهما ذلك النشاط المتدفق معبراً عنه بالآف الدكاكين والاسواق والمحال التجارية والمطاعم والمقاهي ودور العرض السينمي والفنادق والمكتبات وزحام المركبات وحركة الناس والبيع والشراء، وثانيهما واجهة التحضر والحداثة التي يمكن قراءة ملامحها في أي مرفق من مرافق شوارع معبدة تربط منافذ ومداخل المدن، وتلك الابهة الواضحة في طرز بنائها المعماري سواء في البيوتات الموصلية القديمة ام في عشرات الاحياء الجديدة التي تبارت فيها الاذواق ومبتكرات التصميم الهندسي وحجر الحلان والمرمر والاعمدة، والتي حرص المعمار من خلالهما على ان يكون وريث حضارته، وهو يزين طرقات المدينة وساحاتها بالنصب والتماثيل.
والمدينة في طور المنافسة مع العاصمة بغداد من خلال قنوات العطاء المعرفي من صحافة وتلفاز واذاعة ومعارض تشكيلية واماس فكرية وثقافية وملتقيات ادبية وشعرية، وندوات ومؤتمرات وبحوث، والموصلي يبذخ حد الترف على تقديم بضاعته وعرضها بأفضل ماتكون عليه وسائل الاعلام الحديثة، من واجهات زجاجية ورخامية ونقوش واضاءة وديكورات مبتكرة، ولايختلف في هذا الاهتمام بائع الحلوى والسجق عن بائع الجرزات، ولاصاحب المكتب عن صاحب المطعم، كما وقفت المدينة في تقديم صورتها المشرقة عبر متاحفها المتعددة ومؤسساتها الجامعية متمثلة بجامعة الموصل التي تضم اثنتي وعشرين كلية وسبع مراكز علمية، ومؤسسة التعليم التقني التي تضم الكلية التقنية ومعهدي نينوى والموصل التقنيين الى جانب كلية الحدباء الجامعة التي تضم مجموعة كليات باختصاصات علمية متعددة، وتلك الرقعة المنتشرة من المعاهد الاخرى مثل معهدي الفنون الجميلة الصباحي والمسائي للبنين، ومعهد الفنون الجميلة للبنات، ومعهدي اعداد المعلمين والمعلمات وذلك العدد الكبير من المدارس المهنية والاعدادية والمتوسطة والابتدائية.
ترتفع الموصل عن سطح البحر بحدود 300-400 متر وهي ذات تربة خصبة وهواء عذب نقي، ويوصف مناخها بالاعتدال، وتعشب ارضها في فصلي الربيع والخريف، ومن هنا جاءت تسميتها بأم الربيعين وهي حالة نادرة من حالات الطبيعة، ومثلما اطلق عليها ام الربيعين فقد سميت كذلك بالحدباء لوقوعها على نشز من الارض واعوجاج نهر دجلة عند مروره بها، ولاعلاقة لهذا المسمى الجغرافي في (الحدباء) المنارة. ومن المفيد ان نذكر بأن منارة الحدباء تعد من اشهر معالم الموصل الدينية والاثرية وتعرف بمنارة الجامع النوري الكبير شيدت مابين 566-568 هـ ويبلغ ارتفاعها 54 متراً مشيدة من الاجر والجص بشكل اسطواني يتألف من سبع حلقات، اخذت كل حلقة في بدنها نقشاً خاصاً بها يختلف عما في الحلقات الاخريات، وهذه المنارة التي مضى على بنائها قرابة 850 سنة رفعت في الاعوام الاخيرة يديها مستغيثة بعد ان بدأت الشروخ تهددها بالسقوط وتنذر بوداع المدينة التي عاشرتها طوال ثمانية قرون ونصف قرن.

ملامح عامة
اسوار اشورية، تسير بمحاذاة شارع معبد عريض، حتى اذا استدارت الاسوار لتكمل محيطها او شكلها الهندسي غضب الشارع واحدث شرخاً في الحجارة ليواصل عبوره موفراً للموصل تخطيطها العمراني الجديد وحركة انسيابها المروري وربط محلاتها ومداخلها ومخارجها بشبكة واسعة من الطرق على حساب الدولة الاشورية وارثها المبثوث في كل مكان وكأنه نكهة الارض التي لاتغادر قلب المدينة.
بوابات وقلاع وصخور ومرتفعات من كل عصر، وآثار من كل عهد، ومابين مرأى الحجارة ومرماها يرتفع معلم ديني اسلامي مرة، ومسيحي مرة اخرى، ويزداد اتساع المدى لمدينة تنمو بناسها وبنائها وعمرانها لتضم في جنباتها اكثر من 250 بيتاً دينياً في مركزها موزعة مابين الجوامع والمساجد والتكايا والمراقد والمزارات والكنائس والاديرة، بميزة معمارية تجمع بين جذر موغل في القدم وبين فن معماري حديث يعبر عن ذوق المرحلة التاريخية، كما يلاحظ على عدد منها ارتباطه بمسميات الانبياء والاولياء والصالحين ومقاماتهم او مراقدهم، مع حفاظها على صورة بنائها الاصلية بعد كل مامر من قرون، فهناك الجامع الاموي في محلة رأس الكور- الميدان، وهو اول جامع بني في الموصل سنة 16 للهجرة، وهناك الجامع النووي الكبير ومنارته الحدباء والجامع المجاهدي ويسمى كذلك جامع الخضر(4) او الجامع الاحمر الذي يرجع تاريخ بنائه الى 527 هـ، وجامع النبي يونس، والنبي شيت والنبي دانيال والنبي جرجيس، والكثير من الكنائس والاديرة التي كانت على الدوام محط اهتمام ورعاية كبيرتين.
نهر دجلة يخترق المدينة مؤلفاً ضفتين تتنافسان تنافساً مشروعاً على سيادة الجمال، فيما تختزنه كل واحدة منهما من معالم آثارية وحديثة، وترتبط الضفتان بخمسة جسور كبيرة اقدمها جسر نينوى او الجسر القديم الذي شيد عام 1933 ويدعى جسر الملك غازي، مثلما تقوم جسور اخرى صغيرة على نهر الخوصر، وهو من انهار الموصل القديمة يعود حفره الى عهد سنحاريب ايام الدولة الآشورية، وهذا النهر يخترق معظم احياء الساحل الايسر من المدينة، وكما ترتبط الموصل داخلياً بذلك العدد من الجسور، فأنها على الصعيد الخارجي ترتبط بدولتين جارتين عبر طرق معبدة وسريعة، فمن الشمال ترتبط عبر زاخو بتركيا التي تبعد عن مركز الموصل 115 كم، اما من الغرب فترتبط بسوريا عبر ناحية ربيعة التي تبعد عن الموصل بحدود 110 كم في قلب جزيرة البادية الغربية.
الحديث عن معالم المدينة يقودنا الى اسواقها، فالسوق الموصلية ذات جذور عميقة وعريقة اكسبت الموصلي خبرة ومهارة عاليتين، بما يمتاز به من عرض للبضاعة واسلوب للتعامل، الى جانب جمالية الشكل والنظافة والترتيب التي هي سمات لاغنى عنها لاي دكان او مخزن او سوق. والموصل كما هي في عيون سكانها وابنائها، وكذلك في عيون زوارها ومحبيها، هي عبارة عن مجموعة متصلة من الاسواق المتخصصة، كل سوق تحترم تقاليد عملها ومهنتها احتراما واضحاً، فهذا للبزازين، وذاك للعطارين، وثالث للصفارين او النجارين او الخزافين، او الفحامين او السراجين، او القصابين، او الصاغة والقطانين والصوافين وباعة الحبال، هذا غير القيصريات والخانات واسواق الهرج والاربعاء والجمعة والبسطات، ولكن اشهر تلك المنتجعات الاقتصادية التي تزدان بها السوق الموصلية تتمثل في تخصصها النوعي للحلويات والمعجنات والطرشي والجرزات، فمحال الحلوى تعرض انواعاً من البضاعة تكاد تنفرد بها هذه المدينة كتلك المعروفة بحلاوة الخضر، وهي اقرب ماتكون الى ارغفة الخبز وغيرها الكثير.
والموصل تعتمد في اقتصادها على ثلاثة عناصر اساسية، اولها قطاع الخدمات كالحوانيت والمطاعم والنقل والبناء، وثانيها القطاع الصناعي الذي يشمل العديد من الصناعات النسيجية والبلاستيكية والغذائية، وثالثها قطاع الزراعة، ويشمل زراعة محاصيل الحنطة والشعير وبنجر السكر اضافة الى المحاصيل الخضرية والبذور الزيتية والبقوليات.

رحلة الى الداخل
اذا عبرنا آثار وبقايا مدينة نينوى وتلالها وسورها الممتد الى 12 كم على هيئة مستطيل بابراجه وبواباته، واذا عبرنا قلعة باشطابيا المطلة على دجلة في المدينة القديمة، واذا تركنا كل قديم على قدمه، فأننا امام مدينة ضخمة واسعة مترامية الاطراف، حديثة بكل معاني الحداثة، متكاملة الخدمات بما يناسب حجمها، تقوم على خدمتها ثمانية مستشفيات كبيرة لشتى الاختصاصات تحوي بمجموعها حوالي الفي سرير للمرضى الى جانب 22 مستوصفاً و18 عيادة طبية شعبية، في حين يعبر القطاع الخاص عن نفسه بأكثر من عشر عيادات خيرية واربعة مستشفيات اهلية وعشرات المئات من العيادات الطبية الخاصة والمختبرات والاشعة.
ارقام المؤسسة التربوية لاتقل شأناً عن المؤسسة الصحية فهناك 28 روضة للاطفال وقرابة 2500 مدرسة ابتدائية وبحدود 60 متوسطة ومثلها اعدادية واكثر من 10 اعداديات مهنية ودينية الى جانب المعاهد التقنية والفنية.
اما المؤسسة الثقافية في مدينة الموصل فتعبر عن حضورها الابداعي بشكل لافت للنظر، سواء كان في حجم او نوع مبدعيها، ام في العدد الكبير لمعالم اللغة الثقافية بدءاً بالاذاعة والتلفزيون ومروراً بمكاتب الصحف والوكالات، وانتهاءاً بالاتحادات والنقابات والجمعيات الخاصة بالادباء والكتاب والمؤرخين والفنانين والصحفيين والمصورين والتشكيليين والخطاطين والمعنيين بالشباب والعلوم الاجتماعية. وهذا لايدعونا الى التغافل عن منشآت عديدة ذات صلة بحياة المثقف والثقافة، يقف في المقدمة منها المتحف الحضاري وبقية المتاحف المعنية بحضارة المدينة القديمة والحديثة مثل متاحف التاريخ الطبيعي ومتحف التراث الشعبي والمأثورات الشعبية والفنون التشكيلية وعدد من اضخم المكتبات العامة كالمكتبة العامة المركزية التي يعود تأسيسها الى سنة 1921 ومكتبة المتحف ومكتبة الاوقاف والمكتبة المركزية في جامعة الموصل وبقية المكتبات الفرعية الاخرى في الكليات والتربية ومئات المكتبات الشخصية التي تضم مأثورات مهمة في الثقافة والتاريخ والفكر والفلسفة والآداب والفنون وغيرها.
كما ان الموصل غنية بعيون الماء والعيون المعدنية مثل عين كبريت التي تعد من ابرز الينابيع المعدنية، تحتاج الى رعاية واهتمام لتتحول الى منتجع صحي وسياحي، ولاسيما لما تتمتع به من موقع متميز رائع على ضفة دجلة الغربية. واذا كان الموصلي صاحب خبرة وعناية بالثقافة اهلته ليكون في مواقع متقدمة فأن المرأة الموصلية هي سيدة التدبير الاولى في الحياة الموصلية، وهي فنانة مطبخ من طراز نادر وربة بيت عرفت كيف توازن اشياءها، وان عظمة سر نجاح الرجل الموصلي يكمن في امرأة عظيمة تؤازره وتمد له يد العون، وتوفر له اسباب الراحة والنجاح.

* كاتب وصحفي عراقي راحل



#*عبدالوهاب_النعيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
- شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
- تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
- عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
- محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال ...
- البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو ...
- ملاذ آمن  لقادة حماس
- محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
- تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
- ?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - *عبدالوهاب النعيمي - الموصل..رحلة عبور الى الحاضر و الماضي