أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سما حسن - ماذا فعلتِ بابني يا حماس؟(من يوميات امرأة محاصرة في غزة)














المزيد.....

ماذا فعلتِ بابني يا حماس؟(من يوميات امرأة محاصرة في غزة)


سما حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2882 - 2010 / 1 / 8 - 08:45
المحور: القضية الفلسطينية
    


ماذا فعلتِ بابني يا حماس؟(من يوميات امرأة محاصرة في غزة)

كتبتها سما حسن ، في 8 كانون الثاني 2010 الساعة: 04:04 ص

الأمس كان يوما يضاف إلى باقي الأيام التعيسة التي نعيشها في غزة، لا يختلف عن أي يوم آخر، كنت أعرف مسبقا ان التيار الكهربي سوف ينقطع في ساعات الفجر وسيظل غائبا حتى المساء ، ورغم أن اليوم سيكون اجازة مدرسية، وأنابحاجة لبعض النوم والراحة خاصة بعد ليلة حافلة بالآهات من آثار المغص الكلوي الذي يلازمني، إلا أنني استيقظت في ا الرابعة فجرا، كي اقوم بتسخين الماء مستخدمة ابريق الكهرباء، ووضعته في طنجرة كبيرة فوق الغاز، ثم سخنت كمية أخرى،اضقتها للأولى ،والسبب في ذلك أنني اريد ان أوفر بعض الغاز الذي بدأنا نعاني من شحه ثانية، وعلي ان اقوم بسلق أوراق الكرنب(الملفوف) وهكذا وقفت في ساعات الفجر في المطبخ، أصلي تارة وأسلق الكرنب تارة، وانجز بعض الأعمال تارة ثالثة، ثم قررت أن أدير الغسالة أيضا، لأنني اكتشفت ان خزانة ابني الكبير قد فرغت من الملابس، وهو الذي يهوى الاستحمام يوميا بعكس الصغير الذي لا يستحم إلا في المناسبات والأعياد.

حين استيقظت ابنتي الكبرى لصلاة الفجر، استغرب منظري اللاهث هنا وهناك،ولكنها هزت رأسها: (ياحبيبتي يا ماما بتتسابقي مع الكهربا……..)

عادت للنوم واقتربت الساعة من السادسة صباحا حين كنت قد انجزت كل الاعمال، ووضعت الكرنب المسلوق على رفّ المطبخ وقررت ان أخلد للنوم، واذا بالكهرباء تنقطع، وتظلم شقتي الصغيرة.

فجأة صاحت صغيرتي من فراشها: ماما اناخايقة من العتمة……

ركضت لها والظلام يعمّ، ففي الليالي الشتوية تتأخر الشمس عن البزوغ ، واخذتها في حضني... وقررت أن أنام في سريرهاالصغير….
حين استيقظت كان ابني الصغير مستيقظا، وكان يـتأفف كالعادة:( مش حرام عليهم يوم الاجازة كمان مافي كهربا….)

معنى أن لاكهرباء في يوم الاجازة أن كوارث كثيرة ستحل بي، بدأت بان يضرب شقيقته الصغيرة، وبدأت الصغيرة تبكي، وكل ذلك بلا سبب، ضرب ابني بقبضته شاشةالتلفاز الرابض كجثة وهو الذي اعتاد ان يفتحه بمجرد ان يستيقظ من نومه في ايام الجمعة، وانا بذلك أتقي شر المشاحنات بينه وبين الصغيرة، ولكن لا تلفاز الآن، كما انه لن يستطيع ان يلعب على الحاسوب كمااعتاد ايضا….

صرخ في وجهي: شوبدي اعمل هللا؟؟

لم أرد وأشرت لمائدة الافطار ليتناول افطاره، ولكنه تلفت يمينا ويسارا حوله، وتخيلته مجنونا...فتح باب الشقة المؤدي للدرج ، وسمعته يفتح باب البيت ويخرج……

ناديته ولم يرد، وطمأنتني ابنتي انه سيعود ، ولكنني كنت قلقة، وبدأت أشغل نفسي بحشي الكرنب،الجو كان باردا والمغص الكلوي ينخر في خاصرتي، ولايوجد وسيلة للتدفئة والكهرباء مقطوعة، وابني الصغير لم يعد ، وقد انهيت المحشي بسرعة، ووقفت انظر من الشرفة، ولكن لا أثر للصغير…….

الوقت مرّ علي ثقيلا، هو بلا معطف، بلا قفازات، بلا جوارب،وبلا طعام ولا حتى مال…..

اين ذهب الصغير؟؟

اصبح الوقت عصرا ولم يعد ولم يعد التيار الكهربي بعد؟ اعتصرني ألم الكلى، عدت للسرير واخفيت خبر اختفاء الصغير عن والده الغائب الحاضر، لم أطلب منه المساعدة في البحث عنه، وتركت المهمة لابني الأكبر الذي جاب كل الأماكن التي يتوقع أن يجدها فيه بلا فائدة…..

مع ساعات المغرب عادت الكهرباء ودبت الحياة في البيت، أدرناالتلفاز،وشغلت الكمبيوتر، وكذلك السخان الكهربي، لأننا بحاجة للماء الساخن على الأقل للوضوء في الجو البارد، وأدرت ا لمدفأة الصغيرة ...جلست أمامها ارتجف، وبدأت قطرات من الدمع تتساقط من عيني، الصغير لم يعد وانا لا أحتمل اي احتمال ان يصاب بشيء، تخيلته مصابا فزاد بكائي،ولكن طمأنت نفسي بأن الله لن يحرمني من صغاري الذين وهبت حياتي لهم، فكرت أن اعد له(كيكة) التي يحبها، ولكن تذكرت أن انبوبة الغاز ستنفذ وانا أستخدمها للضرورة،ولو استخدمت ا لفرن الكهربائي فسوف تنقطع الكهرباء كالعادة بمعدل ربع ساعة كل ربع ساعة(هههههه) وسوف تفسد الكيكة بذلك، ولكن خواطري توقفت حين دلف الصغير من باب البيت…..

وجدني على السرير ، صحت به في لهفة وجزع : وين كنت؟

كان اصفر الوجه، ازرق الشفتين، اشعث الشعر، يرتجف بردا وجوعا كورقة خريف……

قال لي: رحت ع الحدود مع اسرائيل مشي ع رجلي

مع صحابي

شفت الموقع اللي بيتدربوا فيه(تبعون حماس).

هم كانوا بيتدربوا

انا ضليت ارجم عليهم……. حجارة

ماذا فعلتِ بابني ياحماس؟ انا لست ضدك ولا معك... ولا مع أي احد، ولكن اجيبيني يا حماس

ماذا فعلتِ بابني؟؟






#سما_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب في زمن الايدز(من يوميات امرأة محاصرة في غزة)
- أحلامه مؤجلة”يوميات امرأة مهزومة”
- يا ابن عمي”يوميات امرأة مهزومة”
- حبيبي من يكون” من خواطر امرأة مهزومة”
- لماذا لا تثورون على حماس؟”من يوميات امرأة محاصرة”
- لا تجادلني ” خاطرة لامرأة مهزومة”
- في بيتي ديك” من يوميات امرأة محاصرة في غزة”
- في بيتي ديك” من يوميات امرأة محاصرة في غزة”
- معك(من خواطر امرأة مهزومة)
- يقولون ولكن ماذا تقول أنت؟
- يوم الجمعة-من يوميات امرأة محاصرة-
- في حياتي....-من يوميات امرأة محاصرة
- ولع
- -الحبّ الأول- أجمل كذبة
- يا سيد اللحظات
- كتاب الأحلام
- أعرف
- بلهاء
- المحطة - قصة قصيرة
- مشروع لم يكتمل-قصة قصيرة


المزيد.....




- من أثينا إلى بيروت.. عمال خرجوا في مسيرات في عيدهم فصدحت حنا ...
- بيربوك: توسيع الاتحاد الأوروبي قبل 20 عاما جلب فوائد مهمة لل ...
- نتنياهو: سندخل رفح إن تمسكت حماس بمطلبها
- القاهرة وباريس تدعوان إلى التوصل لاتفاق
- -حاقد ومعاد للسامية-.. رئيس الوزراء الإسرائيلي يهاجم الرئيس ...
- بالفيديو.. رصد وتدمير منظومتين من صواريخ -هيمارس- الأمريكية ...
- مسيرة حاشدة بلندن في يوم العمال
- محكمة العدل الدولية ترد دعوى نيكاراغوا
- خردة الناتو تعرض في حديقة النصر بموسكو
- رحيل الناشر والمترجم السعودي يوسف الصمعان


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سما حسن - ماذا فعلتِ بابني يا حماس؟(من يوميات امرأة محاصرة في غزة)