أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبوشريفة - القدس والاستيطان .. ضم معلن وسيادة بالقوة















المزيد.....

القدس والاستيطان .. ضم معلن وسيادة بالقوة


محمد أبوشريفة

الحوار المتمدن-العدد: 2870 - 2009 / 12 / 27 - 12:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أُخضعت القدس في أعقاب عدوان 1967 للقانون الإسرائيلي وأُعلن ضمها لإسرائيل بموجب ما عُرف باسم «قانون القدس الموحدة عاصمة إسرائيل الأبدية» الذي أصدرته حكومة مناحيم بيغن وأقرته الكنيست في 30 تموز (يوليو) 1980. ومنذ ذلك الوقت تشدد إسرائيل السيطرة على القدس وفقا لمنهج عنصري متطرف يقوم على أساس التقسيم القسري والخلاص من التجمعات الفلسطينية العربية. لذلك تنفذ الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة برامج تهويدية لفصل القدس عن بقية الضفة الفلسطينية من خلال تغيير مكانتها القانونية، وتمييز وضع سكانها عن باقي سكان الضفة وتطويقها بحزام استيطاني وخنقها بواسطة جدار الفصل العنصري.
وشرعت إسرائيل منذ ما قبل عدوانها الأخير على قطاع غزة في استكمال مخطط التهويد للمدينة فقامت بمصادرة المزيد من الأراضي والتوسع في بناء المستوطنات وتهجير الفلسطينيين وإحلال المستوطنين مكانهم وطمس المعالم التاريخية العربية فيها. وقد دلت جولة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت آنذاك على مواقع إنشاء جدار الفصل العنصري في منطقة القدس على هذه التوجيهات حيث صرح بضرورة استكمال البناء بحلول العام 2009 زاعما أن الإجراء ضروري لأمن إسرائيل.
ويذكر أنه من أصل شبكة أسوار وحواجز تمتد بطول 790 كيلو مترا تبنيها إسرائيل في المنطقة وحولها، فإن خمسها يمر حول القدس وخلالها بهدف تقليص أعداد المواطنين الفلسطينيين داخل القدس إلى نسبة 40% فقط مقابل 60% للمستوطنين اليهود، لأن الأرقام تشير حسب المعطيات الإسرائيلية إلى تدني نسبة اليهود في العام 2020 إلى 60% بينما اليوم يتواجد في القدس 67% من المستوطنين و 33% من الفلسطينيين، ووفق المخطط الجديد لبلدية الاحتلال في القدس فإنه منذ العام 1967 وحتى العام 2000 زاد عدد السكان بمقدار 12 ألف نسمة سنويا منهم 63% في الوسط اليهودي لكنها انخفضت في السنتين الأخيرتين إلى 43%.
وتكشفت نوايا الاحتلال العدوانية العنصرية مؤخرا من خلال حرمان 4577 مواطنا مقدسيا من بطاقة الإقامة في مدينتهم، وكذلك تسليم نحو 200 عائلة إخطارات بهدم منازلهم في القدس مطلع العام الجاري حيث شملت 27 عائلة في حي الشيخ جراح و88 في حي البستان و55 في رأس خميس، و36 في حي العباسية.
وأكملت إسرائيل عزل القدس بشكل نهائي عن محيطها الجغرافي والديموغرافي الفلسطيني بإغلاقها البوابة المؤدية إلى بلدة الرام الواقعة إلى شمال مدينة القدس، وأزالت حاجز بيت حنينا العسكري بعد استكمال عمليات بناء جدار الفصل العنصري في تلك المنطقة مما يعني إخراج مالا يقل عن 80 ألف فلسطيني من حملة بطاقة الهوية «المقدسية» خارج ما يسمى بحدود بلدية القدس تمهيدا لسحب كل الحقوق والامتيازات الممنوحة لهم، على أن يجري سحب هوياتهم الإسرائيلية لاحقا، وإذا ربطنا ذلك بما يرد ويتوفر من معلومات عن إقامة أنفاق تحت البلدة القديمة موصلة إلى حائط البراق، فإننا سنعي حجم الهجمة وشراستها بحق المدينة أرضا وبشرا وشجرا، فقد قامت إسرائيل بمصادرة 3500 دونم في المنطقة المسماة E1 القريبة من مستوطنة «معاليا أدوميم» كبرى المستوطنات الإسرائيلية في القدس، وذلك من أجل إقامة منشآت استيطانية عليها وبما يضمن التواصل الجغرافي بين المستوطنات المحيطة بالقدس، وبما يعزل مدينة القدس بشكل كلي ويفصل شمال الضفة الفلسطينية عن جنوبها.
وتكشفت مؤخرا حقيقة المشروع الصهيوني «القدس أولا» والذي أعده مهندس البلدية يورام زاموتس في شباط (فبراير) من العام الماضي. ويتضمن 15 مشروعا رئيسيا لتهويد المدينة، تسعة منها تستهدف المسجد الأقصى وثلاثة تخص حائط البراق وهي إعادة تأهيل ساحة البراق وبناء كنيس (نور أورشاليم) مكان المدرسة «التنكزية» الملاصق للحائط الغربي للمسجد الأقصى شمال باب المغاربة، وإغلاق باب المغاربة نهائيا وفتح باب أسفل حائط البراق يوصل إلى مصلى البراق الموجود في الأعلى وتحويل المصلى إلى كنيس.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أيار (مايو) الماضي على النية الإسرائيلية لتهويد الحائط الغربي للمسجد الأقصى قائلا: «سيبقى العلم الإسرائيلي مرفوعا فوق الحائط الغربي، وجبل الهيكل والأماكن المقدسة ستبقى جميعا تحت السيادة الإسرائيلية للأبد». وقد أعلنت جمعية «أمناء الهيكل» في صيف هذا العام عن البدء ببناء مذبح (الهيكل) في الجهة الغربية من المسجد وذلك من حجارة البحر الميت كما جاء في الرواية التوراتية.
وبالإضافة إلى ذلك تم تشجيع جماعات متطرفة على تصعيد دعواتها لمؤيديها وعموم المجتمع الإسرائيلي المتطرف لاقتحام الأقصى بشكل جماعي وإقامة طقوس تلمودية داخل المسجد، ونشر آلاف الجنود الإسرائيليين لحمايتهم وحرمان المصلين من الصلاة في المسجد في أوقات دخول هؤلاء المستوطنين للحرم القدسي.
ويبدو أن حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة نجحت في نقل الإشكال مع الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي من الخلاف على المستوطنات إلى خلاف أعمق حول مستقبل ومصير القدس، وبالمقابل فإن نتنياهو يجد معارضة إسرائيلية داخلية من أحزاب اليمين الديني المتطرف في مسألة المستوطنات في الضفة، أما فيما يخص القدس فإن نتنياهو يلقى تأييدا وإجماعا من كافة الأحزاب الصهيونية، إضافة إلى اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة ومعظم أعضاء الكونغرس الأميركي.
وبهذا يكون قد حول معركته مع المجتمع الدولي عن موضوع المستوطنات إلى إجماع صهيوني حول مصير القدس، معتبر أنها العاصمة الأبدية الموحدة لإسرائيل، وممارسات اليمين المتطرف الحاكم تؤشر إلى أن القدس تتعرض للمزيد من الإجراءات الاستيطانية الشرسة وممارسة قمعية وإذلالية لتدمير النسيج المجتمعي المقدسي، وهدم المنازل وفرض ضرائب بأشكال ومسميات مختلفة.
وكان بنيامين نتنياهو منذ ما قبل توليه منصب رئاسة الحكومة يؤكد على أن القدس ستبقى عاصمة موحدة لإسرائيل ويستعرض ما قامت به حكومته (1996 ـ 1999) بشأن تهويد القدس وتفاخر بأنه واجه ضغوطات كبيرة عند إقامة التجمع الاستيطاني اليهودي «هارحوماه» في جبل أبو غنيم قبل عشر سنوات وأنه نجح أيضا في تكثيف البناء في مستوطنة «معاليد أدوحيم» بهدف دعم التواصل الجغرافي بين المستوطنة ومدينة القدس، ويأسف لأن هذا التواصل قد تراجع في السنوات الأخيرة، وتفاخر كذلك بأنه دعم إقامة تجمع استيطاني في جبل الزيتون في القدس رغم كل الضغوط على حد تعبيره، وشدد في تصريحاته المتوالية بأن حكومته دأبت على منع الفلسطينيين من إقامة كل ما من شأنه أن يشكل رمزا لسيادة فلسطينية في القدس لذلك عندما وعد نتنياهو عبر خطابه الذي ألقاه في جامعة «بار إيلان» بدولة فلسطينية مستقلة مجردة من السلاح لم يشر إلى عاصمة هذه الدولة.
ويعتقد بعض الإسرائيليين أن تطبيق المشاريع الصهيونية في القدس من تهويد وأسرلة تمهيدا لانفصالها عن باقي الجغرافية الفلسطينية سيحكم على القدس بمصير مشابه لـ «سديروت» والمستوطنات التي كانت محيطة بغزة، وسيكون بمثابة التهويد الأمني والديموغرافي والأشد خطر على «العاصمة» منذ «توحيد» شطريها في العام 1967. وبالرغم من ذلك فإن المشاريع الاستيطانية في القدس تجري حسب مخططات احتلالية ستجعل من مدينة القدس «عاصمة» لإسرائيل بشكل نهائي مع حلول العام 2020، ولأجل ذلك يعملون على أن تكون القدس في هذا التاريخ خالية من سكانها الأصليين، وهذا يعني أن السنوات القادمة ستشهد قمعا واضطهادا وتطرفا وعنصرية واستفزازا صهيونيا بحق الفلسطينيين في القدس.





#محمد_أبوشريفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتنياهو .. سياسة الهروب من استحقاقت التسوية
- وثيقة القارة العجوز .. ملهاة جديدة
- التمرد في الجيش الاسرائيلي .. تناغم بين السياسة والدين
- مقاضاة مجرمي الحرب الإسرائيليين... فرصة دولية ثمينة
- فلسطينييوال48 في تقرير غولدستون
- تحولات «العمل» ومفارقات المعادلة


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبوشريفة - القدس والاستيطان .. ضم معلن وسيادة بالقوة