أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سالم النجار - قصص اجداد سالم النجار .....الجزء الثاني














المزيد.....

قصص اجداد سالم النجار .....الجزء الثاني


سالم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 2869 - 2009 / 12 / 26 - 11:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في الجزء الاول الذي ارسله كاتبنا المبدع محمد الحلو انتهى بسؤال جدي إذا كان يرغب بصديق ام صديقة , واليوم أكمل معكم احداث الجزء الثاني

أشاح جدي نظره عن مدير المركز ووضع عينيه في الأرض وقال: طوال حياتي السابقة لم اهتم بالجنس الأخر ولم اشعر بالميل نحوه, ولكن بعد التحول اشعر بحاجة قوية إليه ولا اعرف ما هو السبب؟!!. قال مدير المركز: لماذا الخجل!! أنا اعلم احتياجاتك وهذه غريزة طبيعية, إليك ماذا سنفعل إذا وافقت, إن عملية التطور ما زالت في بدايتها وبحاجة إلى وقت طويل... لذلك سنجري عملية أخرى تسمى الاستنساخ .. جدي مقاطعاً: وما هي عملية الاستنساخ هذه؟ مدير المركز: لقد سبق وأجرينا هكذا عمليات على الحيوانات ونجحت نجاحاً باهراً والآن سنقوم بتجربتها عليك ... جدي محتجاً: ألا تكفي التجارب التي أجريتها علي والآن تجربة أخرى جديدة!!!. ابتسم مدير المركز وقال: ثق بي تماماً هذه التجربة لان تؤثر عليك, فقط نريد منك خلية جذعيه وسنقوم بتغيير بعض الجينات لنحولها إلى أنثى ,هي عمليه سريعة ولا تحتاج لوقت طويل وغير مؤلمه... قال جدي أهي اقل إيلاما من عملية الختان ابتسم مدير المركز وقال: أعدك لن تشعر بأية الآم. وافق جدي على أجراء هذه التجربة بعد أن اقتنع بعدم وجود بديل في الوقت الحالي, ثم ابتسم وسأل مدير المركز: لقد ميزتني بالختان فبماذا ستميزها ؟!!!
في غرفة العمليات بدا مدير المركز منشغلاً بإضافات خصائص جينية جديدة إلى الخلية الجذعية وشطب جينات أخرى وسط نظرات الإعجاب والدهشة من المساعدين وطلبة الطب اللذين كانوا يتابعون تفاصيل العملية بكل اهتمام من خلال شاشات عملاقة وضعت على حائط غرفة العمليات لغايات تعليمية بحته, كون العملية دقيقة وأجريت تحت مجهر ذو مواصفات وقدرة تكبير عالية. أما في غرفة الإنعاش فقد استفاق جدي من التخدير وكله شغف لمعرفة نتائج العملية, طمئنت رئيسة القسم جدي وطلبت منه بالتريث قليلاَ فما زال العمل جاري ويحتاج إلى وقت. بدت علامات التوتر والقلق على جدي وحاول النهوض من سريره لكنه لم يستطع بسبب تأثير التخدير عليه. ووسط محاولاته للنهوض وقلقه دخل عليه مدير المركز يحمل علبة زجاج صغيرة مستديرة الشكل ورفيعة قائلاَ: البشرى....البشرى لقد نجحت التجربة, صرخ جدي من الفرح ونهض من سريره وهو يصفق ويرقص وحضن مدير المركز وهو يقول: أنت رائع....رائع...هل تسمح لي أن أرها ,قال مدير المركز طبعا...طبعاً ها هي, فمد إليه علبة الزجاج وقال: إليك بها, نظر جدي إلى العلبة وكأنه أصيب بخيبة أمل: ما هي...ها هي , هل تهزئ بي هل هذه العلبة صديقتي, ابتسم مدير المركز وقال : هي داخل العلبة وما زالت صغيره سنضعها في الحاضنة لفترة ثم ستصبح بشراً كاملاً , ألا تثق بي , قال جدي: بلا ولكني اعتقدت أن الأمر سيكون سريعاً.
مرت الأيام والسنون على جدي ثقيلة فكل يوم يذهب إلى الحاضنة ويجلس في الساعات يراقب عمليات انقسام الخلية ونموها. في بداية الأمر كان جدي متشككا بجدية مدير المركز ولكن مع مرور الأيام بدأ يقتنع رويداً... رويداً وما أن ظهرت ملامح القادم الجديد حتى تلاشت شكوكه وحل الأمل مكان اليأس, وبدأ يهيئ نفسه ويعدها لاستقبالها, أهم شي فكرفيه هو توفير الحليب فخصص لها بقره حلوب بعد أن تأكد خلوها من جنون البقر وقام بتنظيفها وتعقيمها, وأخاط لها من شجر التوت حافظات أطفال ومن ورق التين حاك لها الملابس وجهز جميع مطاعيم الأطفال تحسباً للأمراض المعدية, وصنع لها سواكاً من أجود شجر الأراك كما احضر مجموعة العاب باربي, أما بالنسبة للصابون والشامبو فقد ابلغه مدير المركز أنها غير متوفرة بعد وبإمكانه استخدام تراب الباحة الخارجية للمركز فهو منظف ومعقم جيداً، ملأ جدي خمس قارورات من التراب للاغتسال وأضاف إليها الماء لتكون جاهزة عند الطلب. صنع كل هذا بفرح وطيب خاطر, لكن لقلة الخبرة لدى جدي لم يعي أن الأطفال الرضع بحاجه إلى رضَاعة لتناول الحليب ولعدم توفرها في ذلك الزمان كان جدي يحمل القادمة الجديدة بين ذراعيه خمسة مرات يومياً ويضعها تحت البقرةً لتناول الوجبات في مواعيدها,. لم يشعر جدي يوماَ بالملل أو الكلل ورفض إحضار مربية بناءاً على اقتراح قدمه مدير المركز, وأصر على متابعة شؤونها وتلبية احتياجاتها بنفسه, كان جدي شديد الحرص على القادمة الجديدة التي أطلق عليها فيما بعد اسم "ديمو" يسهر الليل يغني لها كي تنام رغم بشاعة صوته وجهله في السلم الموسيقي كانت غالباً ما تعطي النتيجة المرجوة فتنام ديمو ويطفئ السراج ويخرج من الغرفة على رؤوس أصابعه. أثار حنق وغبرة مدير المركز ما آلت إليه الأمور, فقد أصبح جدي منشغلاً عنه بديمو فقد عذره حين كانت طفلة صغيرة فاليوم ها هي شابة يافعة قادرة على تدبر أمورها وحدها, فإذا التقى معه كان يعاتبه على تغير أحواله وعدم سؤاله وينصحه بالابتعاد عن دمو وعدم إعطاءها هذا الاهتمام الزائد فما هي إلا قطعة صغيرة جداً منه ويستطيع أن يصنع مثلها مئة, جدي بدوره يرفض كل تلك العروض ويقول: لست بحاجة لمئة ديمو أنا فقط أريدها هي فيرد عليه مدير المركز: ولكنها السبب انشغالك وابتعادك عني، قال جدي: إذا كان ما فعلته لي بدافع المحبة فدعني افعل ما أحب.






#سالم_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سالم النجار - قصص اجداد سالم النجار .....الجزء الثاني