أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آريين آمد - نظرة موضوعية لخطاب اوباما في جامعة القاهرة يوم 4 يونيو 2009















المزيد.....


نظرة موضوعية لخطاب اوباما في جامعة القاهرة يوم 4 يونيو 2009


آريين آمد

الحوار المتمدن-العدد: 2856 - 2009 / 12 / 12 - 22:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقاربة من نوع جديد
ما يميز الرئيس الامريكي الحالي باراك اوباما عن سابقه جورج دبيليو بوش هو العمق الثقافي الذي يجعله مختلفا عنه في كل شيء فهو رجل واسع الاطلاع طليق اللسان مما يؤهله ليصبح خطيبا بارعا يسحر مستمعيه بعكس سابقه الذي كان يعتمد بصورة كبيرة على نصائح ديك جيني بناءا على توصية خاصة من والده له لدى اول ازمة صادفها اثناء حكمه كرئيس للولايات المتحدة ، اليوم يمكن لنا ان نشبه اوباما كمنقذ للولايات المتحدة في وقت طوقتها الازمات من الداخل والخارج في نهاية حكم بوش الابن، ولان الازمة كبيرة فهذا يتطلب المعالجة الشاملة لتشمل تغيير جميع السياسات التي اوصلت امريكا في عهد بوش لتكون الدولة المكروهة رقم واحد في العالم الاسلامي ولانه يدرك هذا جيدا ويدرك اهمية تحسين صورة امريكا هذه باشر لتبني خطوات عملية فكانت البداية هذا الخطاب ´ جئت للبحث عن بداية جديدة بين الولايات المتحدة والمسلمين حول العالم، استنادا إلى المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل، وهي بداية مبنية على أساس حقيقة أن أمريكا والإسلام لا يعارضان بعضهما البعض ولا داعي أبدا للتنافس فيما بينهما، بل ولهما قواسم ومبادئ مشتركة يلتقيان عبرها، ألا وهي مبادئ العدالة والتقدم والتسامح وكرامة كل إنسان".

جاء خطابه في القاهرة وكان اكثر مما كان متوقعا لدى الكثيرين.
ومن اول كلمة له في خطابه يظهر اوباما اختلافه عن الاخرين ( من ربعه ) في فهمه لنا بصورة اخرى فكل الاخرين في الغرب يراهنون على التقدم والحداثة في مقاربتهم لنا الا اوباما فانه يراهن على التقاليد والتقدم فينا، فنحن امة عريقة لنا تاريخ عميق " إنه لمن دواعي شرفي أن أزور مدينة القاهرة الأزلية حيث تستضيفني فيها مؤسستان مرموقتان للغاية، أحدهما الأزهر الذي بقي لأكثر من ألف سنة منارة العلوم الإسلامية، بينما كانت جامعة القاهرة على مدى أكثر من قرن بمثابة منهل من مناهل التقدم في مصر. ومعا تمثلان حسن الاتساق والانسجام ما بين التقاليد والتقدم".
وبوضوح شديد وصف وحدد اسباب التوتر بين الولايات المتحدة والمسلمين حول العالم بما يلي"
1. ان جذور التوتر تمتد إلى قوى تاريخية تتجاوز أي نقاش سياسي راهن.
2. ساهم الاستعمار خلال العصر الحديث في تغذية التوتر بسبب حرمان العديد من المسلمين من الحقوق والفرص.
3. ساهم في ذلك ايضا الحرب الباردة التي عوملت فيها كثير من البلدان ذات الأغلبية المسلمة بلا حق كأنها مجرد دول وكيلة لا يجب مراعاة تطلعاتها الخاصة.
4. علاوة على ذلك حدا التغيير الكاسح الذي رافقته الحداثة والعولمة بالعديد من المسلمين إلى اعتبار الغرب معاديا لتقاليد الإسلام.
5. استغل المتطرفون الذين يمارسون العنف هذه التوترات عند أقلية صغيرة من المسلمين بشكل فعال.
6. المتطرفين الاسلامين في اعمالهم التي استهدفت المدنين على غرار احداث 11 سبتمبر 2001 خلفوا شعورا لدى البعض في امريكا والدول الغربية الى اعتبار الاسلام معاديا لحقوق الانسان الامر الذي احدث مزيدا من الخوف وعدم الثقة.
نحن هنا امام معضلة تتطلب حلا واوباما نجح في التشخيص وليس امامه الا تقديم الحلول العملية من اجل ازالة الخوف وترسيخ الثقة بين امريكا والمسلمين في العالم اجمعه. " وما لم نتوقف عن تحديد مفهوم علاقاتنا المشتركة من خلال أوجه الاختلاف فيما بيننا، فإننا سنساهم في تمكين أولئك الذين يزرعون الكراهية ويرجحونها على السلام ويروجون للصراعات ويرجحونها على التعاون الذي من شأنه أن يساعد شعوبنا على تحقيق العدالة والازدهار. ويجب أن تتوقف هذه الدائرة من الارتياب والشقاق".
أنني على يقين من أنه يجب علينا من أجل المضي قدما أن نعبر لبعضنا البعض بصراحة عما هو في قلوبنا وعما هو لا يُقال في كثير الأحيان إلا من وراء الأبواب المغلقة.
ثم يتحول هذا الرئيس الواعض لاستخدام الايات القرانية وتوظيفها احسن توظيف من رئيس امريكي مسيحي من اصول اسلامية ليقول " (اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا). وهذا ما سوف أحاول بما في وسعي أن أفعله اليوم وأن أقول الحقيقة بكل تواضع أمام المهمة التي نحن بصددها، اعتقادا مني كل الاعتقاد أن المصالح المشتركة بيننا كبشر هي أقوى بكثير من القوى الفاصلة بيننا.
يثني الرئيس الامريكي على الاسلام ودوره في الحضارة الانسانية وقيمه فيقول " حصلنا بفضل الثقافة الإسلامية على أروقة عظيمة وقمم مستدقة عالية الارتفاع وكذلك على أشعار وموسيقى خالدة الذكر وفن الخط الراقي وأماكن التأمل السلمي. وأظهر الإسلام على مدى التاريخ قلبا وقالبا الفرص الكامنة في التسامح الديني والمساواة ما بين الأعراق".
وكما ذكرت منذ البداية فان تاثيرات الثقافة العالية بدت واضحة في مفردات الخطاب واظهرت اوباما كنصير للمسلمين من خلال تعهده بالعمل على تحسين صورة الاسلام في الغرب واينما كان هناك تشويه للاسلام حيث يقول " من منطلق تجربتي الشخصية استمد اعتقادي بأن الشراكة بين أمريكا والإسلام يجب أن تستند إلى حقيقة الإسلام وليس إلى ما هو غير إسلامي، وأرى في ذلك جزءا من مسؤوليتي كرئيس للولايات المتحدة حتى أتصدى للصور النمطية السلبية عن الإسلام أينما ظهرت".
ولا يكتفي اوباما بالثناء على الاسلام ودوره فهو كامريكي ورئيس للولايات المتحدة ولاجل ان ان يكون التوازن في الخطاب موجودا وحقيقيا يثبت للتاريخ وامام المسلمين في جامعة القاهرة ان اعترافه بدور الاسلام لا يلغي اعترافا مقابلا بامريكا من قبل المسلمين باعتبارها دولة بنيت على اساس احترام حقوق الانسان فيقول " لكن نفس المبدأ يجب أن ينطبق على صورة أمريكا لدى المسلمين، ومثلما لا تنطبق على المسلمين الصورة النمطية البدائية، فإن الصورة النمطية البدائية للإمبراطورية التي لا تهتم إلا بمصالح نفسها لا تنطبق على أمريكا. وكانت الولايات المتحدة أحد أكبر المناهل للتقدم عبر تاريخ العالم. وقمنا من ثورة ضد إحدى الإمبراطوريات، وأسست دولتنا على أساس مثال مفاده أن جميع البشر قد خُلقوا سواسية، كما سالت دماؤنا في الصراعات عبر القرون لإضفاء المعنى على هذه الكلمات، بداخل حدودنا وفي مختلف أرجاء العالم".
من هنا تكتسب معرفة المشتركات بين المسلمين وامريكا اهمية عظيمة لمواجهة التحديات والتهديدات القائمة " يمثل إدراك أوجه الإنسانية المشتركة فيما بيننا بطبيعة الحال مجرد البداية لمهمتنا. إن الكلمات لوحدها لا تستطيع سد احتياجات شعوبنا، ولن نسد هذه الاحتياجات إلا إذا عملنا بشجاعة على مدى السنين القادمة، وإذا أدركنا حقيقة أن التحديات التي نواجهها هي تحديات مشتركة، وإذا أخفقنا في التصدي لها، سوف يلحق ذلك الأذى بنا جميعا.
فالمسؤولية مشتركة في مواجهة تهديدات اليوم لذلك يكتسب التشارك معنى كبيرا في القرن الحادي والعشرين لاسباب يحددها بكل وضوح كما يلي:
1. ضعف النظام المالي في بلد واحد قد الحق اضرارا كبيرا في كل مكان تقريبا من العالم.
2. اصابة شخص واحد بانفلونزا قد يعرض الجميع الى الخطر.
3. سعي بلد واحد لامتلاك السلاح النووي يعرض الجميع لخطر الهجوم النووي.
4. ممارسة المتطرفون لاعمال العنف في مناطق جبلية يعرض الناس من وراء البحار للخطر.
5. عندما يذبح الابرياء في البوسنة ودارفور فان ذلك يسبب وصمة عار في ضميرنا المشترك.
ان الفهم المعمق لطبيعة النظام الدولي وحجم تناقضاته وشكل التحديات الحالية يفرض نمطا جديدا من التفكير فالكل مطالبين بالتغير والتفكير في اهمية التشارك كاستراتيجية جديدة لمواجهة ازمات اليوم وتهديدات الغد. " إنها مسؤولية تصعب مباشرتها، فقد كان تاريخ البشرية في كثير من الأحيان بمثابة سجل من الشعوب والقبائل، وحتى من الأديان، التي قمعت بعضها البعض سعيا وراء تحقيق مصلحتها الخاصة. ولكن في عصرنا الحديث تؤدي مثل هذه التوجهات إلى إلحاق الهزيمة بالنفس، ونظرا إلى الاعتماد الدولي المتبادل فأي نظام عالمي يعلي شعبا أو مجموعة من البشر فوق غيرهم سوف يبوء بالفشل لا محالة. وبغض النظر عن أفكارنا حول أحداث الماضي فلا يجب أن نصبح أبدا سجناء لأحداث قد مضت. إنما يجب معالجة مشاكلنا بواسطة الشراكة، كما يجب أن نحقق التقدم بصفة مشتركة".
ويحق لنا الان ان نعرف من اوباما اهم تلك التوترات التي تتطلب المواجهة المشتركة :
1. التطرف
أمريكا ليست ولن تكون أبدا في حالة حرب مع الإسلام. وعلى أية حال لن نتوانى في التصدي لمتطرفي العنف الذين يشكلون تهديدا جسيما لأمننا.
ولانه حريص على تحقيق التوازن بين مهمته في ازالة الالتباس في الفهم بين امريكا والمسلمين نراه يؤكد " أننا نرفض ما يرفضه أهل كافة المعتقدات: قتل الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال. كما أنه واجبي الأول كرئيس أن أتولى حماية الشعب الأمريكي".
في افغانستان لم نذهب إلى هناك باختيارنا وإنما بسبب الضرورة. وارجو ان ينتبه القارئ الكريم الى ان اوباما اعلن في الخطاب ذاته ذهابنا الى العراق كان اختيارا.
اختارت القاعدة بلا ضمير قتل الأبرياء وتباهت بالهجوم وأكدت إلى الآن عزمها على ارتكاب القتل مجددا وبأعداد ضخمة. إن هناك للقاعدة من ينتسبون لها في عدة بلدان وممن يسعون إلى توسعة نطاق أنشطتهم. وما أقوله ليس بآراء قابلة للنقاش وإنما هي حقائق يجب معالجتها. ولا بد أن تكونوا على علم بأننا لا نريد من جيشنا أن يبقى في أفغانستان، ولا نرى أو بالأحرى لا نسعى لإقامة قواعد عسكرية هناك. خسائرنا بين الشباب والشابات هناك تسبب لأمريكا بالغ الأذى. كما يسبب استمرار هذا النزاع تكاليف باهظة ومصاعب سياسية جمة. ونريد بكل سرور أن نرحب بكافة جنودنا وهم عائدون إلى الوطن، إذا استطعنا أن نكون واثقين من عدم وجود متطرفي العنف في أفغانستان والآن في باكستان والذين يحرصون على قتل أكبر عدد ممكن من الأمريكيين.
ولاهمية ما يقوله اوباما هنا افضل ان انقل حرفيا ما يقول " لا ينبغي على أحد منا أن يتسامح مع أولئك المتطرفين. لقد مارسوا القتل في كثير من البلدان. لقد قتلوا أبناء مختلف العقائد، ولكن معظم ضحاياهم من المسلمين. إن أعمالهم غير متطابقة على الإطلاق مع كل من حقوق البشر وتقدم الأمم والإسلام. وينص القرآن الكريم على أن مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ ]أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ[ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا. كما ياتي في القرآن الكريم أن مَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا. ولا شك أن العقيدة الثابتة التي يتمتع بها أكثر من مليار شخص تفوق عظمتها بشكل كبير الكراهية الضيقة الكامنة في صدور البعض. إن الإسلام ليس جزءا من المشكلة المتلخصة في مكافحة التطرف العنيف، وإنما يلعب الإسلام دورا هاما في دعم السلام.
2. العراق
وقع القرار بحرب العراق بصفة اختيارية مما أثار خلافات شديدة سواء في بلدي أو في الخارج. هنا يبرز الدقة في تحديد الخلاف بين الحالتين ( افغانستان والعراق ) ففي حالة افغانستان كانت نوعا من الضرورة لكنها في حالة العراق نوعا من الاختيار. لكنه يدرك بان الرابح الوحيد لهذه الحرب كان الشعب العراقي. ويدرك بان الدروس المستخلصة من تلك الحرب ترجح اهمية استخدام الدبلوماسية بدلا من القوة العسكرية ويستشهد بقول جيفرسون " إنني أتمنى أن تنمو حكمتنا بقدرما تنمو قوتنا وأن تعلمنا هذه الحكمة درسا مفاده أن القوة ستزداد عظمة كلما قل استخدامها."
وبالوضوح نفسه يعلن اوباما تصميمه على الخروج المشرف من العراق وبان امريكا لا تطمع بثروات العراق فالعراق للعراقيين ويؤكد اننا سنقدم الدعم للعراق الآمن والموحد بصفتنا شريكا له وليس بصفة الراعي.
اننا هنا امام بروز استراتيجية جديدة للتعامل مع المتطرفين تتمثل بحق الدفاع عن النفس من خلال احترام سيادة الدول وحكم القانون. وان النجاح يتطلب عزل المتطرفين وعدم التسامح معهم داخل المجتمعات الاسلامية.
3. اسرائيل
تنطلق رؤية اوباما لمشكلة الشرق الاوسط من اعلان حقيقة متانة اواصر الصداقة بين اسرائيل وامريكا. ويحدد بكل وضوح بانه لا يمكن قطع هذه الاواصر ابدا لانها تستند الى علاقات ثقافية وتاريخية وكذلك الاعتراف بأن رغبة اليهود في وجود وطن خاص لهم هي رغبة متأصلة في تاريخ مأساوي لا يمكن لأحد نفيه.
ولانه متوازن في الطرح يحدد منذ البداية اعترافه بتعرض الفلسطينين مسلمين ومسيحيين الى معاناة كبيرة في سعيهم الى اقامة وطن خاص بهم. ويذكر بكل انصاف تحمل الفسطينيون الاهانات اليومية صغيرها وكبيرها والناتجة عن الاحتلال. وبان وضع الفسلطينين لا يطاق ويثبت بان امريكا لن تدير ظهرها عن التطلعات المشروعة للفلسطينيين والمتمثلة بالكرامة ووجود الفرص لدولة خاصة بهم.
تنطلق رؤية اوبوما لحل الصراع من اداركه بمعاناة كلا الشعبين ، "إذ يشير الفلسطينيون إلى تأسيس دولة إسرائيل وما أدت إليه من تشريد للفلسطينيين، ويشير الإسرائيليون إلى العداء المستمر والاعتداءات التي يتعرضون لها داخل حدود إسرائيل وخارج هذه الحدود على مدى التاريخ".
فالسبيل الوحيد للتوصل إلى تحقيق طموحات الطرفين يكون من خلال دولتين يستطيع فيهما الإسرائيليون والفلسطينيون أن يعيشوا في سلام وأمن.
لان التشارك في المهام والمسؤوليات جوهر خطاب اوباما نراه يدعو الى التخلي عن العنف لان طريق العنف مسدود ويستشهد بامثلة حية تضمنت نضال السود في امريكا و شعوب كثيرة تشمل شعب جنوب أفريقيا وجنوب آسيا وأوروبا الشرقية وأندونيسيا. ” وأن إطلاق الصواريخ على الأطفال الإسرائيليين في مضاجعهم أو تفجير حافلة على متنها سيدات مسنات لا يعبر عن الشجاعة أو عن القوة، ولا يمكن اكتساب سلطة التأثير المعنوي عن طريق تنفيذ مثل هذه الأعمال، إذ يؤدي هذا الأسلوب إلى التنازل عن هذه السلطة".
لابد من بعض الخطوات العملية لتحريك عملية السلام على الفلسطينيين تركيز اهتمامهم على الأشياء التي يستطيعون إنجازها، ويجب على السلطة الفلسطينية تنمية قدرتها على ممارسة الحكم من خلال مؤسسات تقدم خدمات للشعب وتلبي احتياجاته، ويتعين على تنظيم حماس أن يضع حداً للعنف وأن يعترف بالاتفاقات السابقة وأن يعترف بحق إسرائيل في البقاء حتى يؤدي دوره في تلبية طموحات الفلسطينيين وتوحيد الشعب الفلسطيني.
وفي نفس السياق وفي تحديده للمهام المطلوبة يقول اوباما ” يجب على الإسرائيليين الإقرار بأن حق فلسطين في البقاء هو حق لا يمكن إنكاره، مثلما لا يمكن إنكار حق إسرائيل في البقاء. إن الولايات المتحدة لا تقبل مشروعية استمرار المستوطنات الإسرائيلية. إن عمليات البناء هذه تنتهك الاتفاقات السابقة وتقوض من الجهود المبذولة لتحقيق السلام. لقد آن الأوان لكي تتوقف هذه المستوطنات".
كما يجب على إسرائيل أن تفي بما التزمت به بشأن تأمين تمكين الفلسطينيين من أن يعيشوا ويعملوا ويطوروا مجتمعهم. إن الأزمة الإنسانية المستمرة في غزة والتي تصيب الأسر الفلسطينية بالهلاك لا توفر الأمن لإسرائيل، كما أن استمرار انعدام الفرص في الضفة الغربية لا يوفر لإسرائيل الأمن. إن التقدم في الحياة اليومية التي يعيشها الشعب الفلسطيني يجب أن يكون جزءاً هاماً من الطريق المؤدي للسلام، ويجب على إسرائيل أن تتخذ خطوات ملموسة لتحقيق مثل هذا التقدم.
اثنى الرئيس الامريكي على المبادرة العربية للسلام واعتبرها بداية هامة ولكن المسؤولية لا تنتهي بمجرد اطلاق المبادرة بل يجب الكف على استخدام النزاع بين العرب واسرائيل لالهاء الشعوب العربية عن مشاكلها الاخرى.
ينبغي القيام بالعمل على اساس الحقيقة التي يدركها الجميع " إننا لا نستطيع أن نفرض السلام، ويدرك كثيرون من المسلمين في قرارة أنفسهم أن إسرائيل لن تختفي، وبالمثل، يدرك الكثيرون من الإسرائيليين أن دولة فلسطينية أمر ضروري".
4. الاسلحة النووية
الرئيس الجديد ياتي بقلب مفتوح ويد مفتوحة للتعامل مع ايران مدركا عمق الازمة بين البلدين " إذ لعبت الولايات المتحدة في إبان فترة الحرب الباردة دورا في الإطاحة بالحكومة الإيرانية المنتخبة بأسلوب ديمقراطي، ولعبت إيران منذ قيام الثورة الإسلامية دوراً في أعمال اختطاف الرهائن وأعمال العنف ضد القوات والمدنيين الأمريكيين".
ولان امريكا هي الدولة القائدة للنظام العلمي فانها تعرف حدود مسؤولياتها بخصوص البرنامج النووي الايراني " أن الأمر الواضح لجميع المعنيين بموضوع الأسلحة النووية هو أننا قد وصلنا إلى نقطة تتطلب الحسم، وهي ببساطة لا ترتبط بمصالح أمريكا، ولكنها ترتبط بمنع سباق للتسلح النووي قد يدفع بالمنطقة إلى طريق محفوف بالمخاطر".
يلاحظ هنا الاصرار الامريكي والوضوح بخصوص منطقة خالية من الاسلحة النووية المطلب الهام لجميع شعوب المنطقة فيعلن اوباما ” إنني مدرك أن البعض يعترض على حيازة بعض الدول لأسلحة لا توجد مثلها لدى دول أخرى، ولا ينبغي على أية دولة أن تختار الدول التي تملك أسلحة نووية، وهذا هو سبب قيامي بالتأكيد مجددا وبشدة على التزام أمريكا بالسعي من أجل عدم امتلاك أي من الدول للأسلحة النووية".
وبنفس القدر من الوضوح يعترف اوباما بحق ايران مثلها مثل اي دولة اخرى في العالم بالوصول الى الطاقة النووية السلمية اذا امتثلت لمسؤولياتها بموجب معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية.
5. الديمقراطية
عندما تتحدث الحقائق يصبح التفاهم بين البشر بسيطا للغاية فقد اكد اوباما " لا يمكن لأية دولة، ولا ينبغي على أية دولة، أن تفرض نظاما للحكم على أية دولة أخرى". هذه الحقيقة تصلح ان تكون منهاج عمل وبالتاكيد ستعزز من الثقة عكس ما كان يتم طرحه من مشاريع كانت عصية على الفهم مثل مشروع الشرق الاوسط الكبير. التي رافقها احداث كبيرة تمثلت بغزو العراق . ان هذا لا يقلل من التزام اوباما بقيم اصبحت اليوم عالمية لانسانيتها في جوهرها ولكونها تمثل تطلعات الشعوب في امتلاك حكومات تمثلهم تمتاز بالشفافية وتبتعد عن النهب المنظم لثرواتهم فيقول " ومع ذلك يلازمني اعتقاد راسخ أن جميع البشر يتطلعون لامتلاك قدرة التعبير عن أفكارهم وآرائهم في أسلوب الحكم المتبع في بلدهم، ويتطلعون للشعور بالثقة في حكم القانون وفي الالتزام بالعدالة والمساواة في تطبيقه، ويتطلعون كذلك لشفافية الحكومة وامتناعها عن نهب أموال الشعب، ويتطلعون لحرية اختيار طريقهم في الحياة. إن هذه الأفكار ليست أفكارا أمريكية فحسب، بل هي حقوق إنسانية، وهي لذلك الحقوق التي سوف ندعمها في كل مكان".
ولانه يدرك من يخاطب انه جمهور المسلمين المشككين بالديمقراطية ومصائبها ولان الديمقراطية كانت تتلكأ وعصية في التطبيق لدى المجتمعات الاسلامية لذلك توسع في شرح جوانب مهمة منها من اجل الوضوح ووضع النقاط على الحروف " إن قمع الأفكار لا ينجح أبداً في القضاء عليها. إن أمريكا تحترم حق جميع من يرفعون أصواتهم حول العالم للتعبير عن آرائهم بأسلوب سلمي يراعي القانون، حتى لو كانت آرائهم مخالفة لآرائنا، وسوف نرحب بجميع الحكومات السلمية المنتخبة، شرط أن تحترم جميع أفراد الشعب في ممارستها للحكم. هذه النقطة الأخيرة لها أهميتها لأن البعض لا ينادون بالديمقراطية إلا عندما يكونون خارج مراكز السلطة، ولا يرحمون الغير في ممارساتهم القمعية لحقوق الآخرين عند وصولهم إلى السلطة. إن الحكومة التي تتكون من أفراد الشعب وتدار بواسطة الشعب هي المعيار الوحيد لجميع من يتطلع لشغل مراكز السلطة، وذلك بغض النظر عن المكان الذي تتولى فيه مثل هذه الحكومة ممارسة مهامها: إذ يجب على الحكام أن يمارسوا سلطاتهم من خلال التوافق في الرأي وليس عن طريق الإكراه، ويجب على الحكام أن يحترموا حقوق الأقليات وأن يشاركوا بروح من التسامح والتراضي، ويجب عليهم أن يعطوا مصالح الشعب والأشغال المشروعة للعملية السياسية الأولوية على مصالح الحزب الذي ينتمون إليه. إن الانتخابات التي تتم دون هذه العناصر لا تؤدي إلى ديمقراطية حقيقية.
6. الحرية الدينية.
ليس غريبا ان يختار اوباما من الاسلام روح التسامح ويركز عليها في تناوله للحريات الدينية داعيا الى العمل على اصلاح خطوط الانفصال في اوساط المسلمين خاصة بين الشيعة والسنة والذي ادى الى عنف ماساوي لاسيما في العراق. هذا الكلام نسمعه في وقت تشتد فيه التركيز على الخطر الشيعي القادم من ايران. ان المروجين لنظريات التمييز الطائفي إنما يبغون ايقاع التمزق بين المسلمين في العالم . لكن ان يتصدى اوباما لاصلاح ذلك فبالتاكيد ستسجل نقطة كبيرة لصالحه.
7. حقوق المرأة
تنطلق نظرة اوباما في تناوله لقضية حقوق المرأة من مسألة غاية في الاهمية وتتمثل بالتعليم فهو يعتقد أن المرأة التي تُحرم من التعليم تُحرم كذلك من المساواة. وإن البلدان التي تحصل فيها المرأة على تعليم جيد هي غالبا بلدان تتمتع بقدر أكبر من الرفاهية، وهذا ليس من باب الصدفة.
الواقعية والانصاف وربما استطيع ان اقول الوجدان يبرز واضحا في موقف اوباما من المرأة حيث يقول " أنا لا أعتقد أن على المرأة أن تسلك ذات الطريق الذي يختاره الرجل لكي تحقق المساواة معه، كما أحترم كل إمرأة تختار ممارسة دورا تقليديا في حياتها، ولكن هذا الخيار ينبغي أن يكون للمرأة نفسها. ولذلك سوف تعمل الولايات المتحدة مع أي بلد غالبية سكانه من المسلمين من خلال شراكة لدعم توسيع برامج محو الأمية للفتيات ومساعدتهن على السعي في سبيل العمل عن طريق توفير التمويل الأصغر الذي يساعد الناس على تحقيق أحلامهم".
8. التنمية الاقتصادية وتنمية الفرص
ان اول ما بدأ به اوباما حديثه في هذا الجانب هو مشاركتنا قلقنا من العولمة وتيارها الجارف وتناقضاتها الكبيرة فها هي شبكة الانترنيت وقنوات التلفزيون ورغم قدراتها العالية في نقل المعلومات وتسهيل حركتها نراها تجلب لنا مشاهد جنسية فظة وصورا من العنف اللاعقلاني الى داخل بيوتنا، وها هي حركة السلع بين البلدان في ظل اقتصاد السوق والعولمة تحدث اختلالا وتغيرات كبيرة في وضعنا الاقتصادي المحلي وهنا فقط يعلن اوباما صراحة مشاركته لنا خوفنا من ان تؤدي الحادثة الى فقدان السيطرة على خياراتنا الاقتصادية وسياساتنا، والأهم من ذلك، على هوياتنا، وهي الأشياء التي نعتز بها في مجتمعاتنا وفي أسرنا وفي تقاليدنا وفي عقيدتنا.


9. الخاتمة
انتهى خطاب اوباما الموجه خصيصا للمسلمين من جامعة القاهرة في مصر ليترك لنا مجالا واسعا للتحرك الى الامام فلم نجد في لغته اي شيء يدل على الغطرسة الامريكية او الهيمنة ، انه اسس لبداية جديدة لعلاقة امريكا مع العالم الاسلامي لا من منطلق سياسة الاملاءات بل من الشراكة البناءة لبناء غد افضل وعالم اكثر استقرارا وعدلا.
اعتقد الجميع مدعوون قادة ورؤساء دول ورجال دين ومواطنين في المجتمع الاسلامي للاستفادة من الفرصة المتاحة واليد الممدوة لفتح صفحة جديدة في عالم بات سريع التحول.


[email protected]

انتهت



#آريين_آمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلاما ياكردستان العراق والقادمات احلى


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آريين آمد - نظرة موضوعية لخطاب اوباما في جامعة القاهرة يوم 4 يونيو 2009