أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هويدا طه - استجابة الفضائيات للهوس الديني بين الواحد القهار وأبينا الذي في السموات















المزيد.....

استجابة الفضائيات للهوس الديني بين الواحد القهار وأبينا الذي في السموات


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 863 - 2004 / 6 / 13 - 08:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أمر محمود أن تتزايد القنوات الفضائية العربية يوما بعد يوم، حتى لو كانت تنشأ قناة جديدة صباح كل يوم، وحتى لو كانت من باب(العدد في اللمون)! فنحن بحاجة إلى المزيد من القنوات المرئية والمسموعة والمقروءة للتعبير عن المكتوم في الصدور، ومقابل هذا العدد من القنوات الفضائية التي أصبح نصف شاشاتها يكاد يختفي- لأسباب تجارية- وراء الرسائل الإلكترونية بين(الحبّيبة)من الشبان والشابات العرب! توجد أيضا محطات جادة على درجة أو أخرى من القدرات البرامجية التنويرية، لكن المثير للتأمل حقا هو تلك القنوات ذات الطابع الديني الخالص، والتي تتبنى كلها خطابا دينيا واحدا يحقر الحياة الدنيا ويعلى من شأن ثقافة الموت، ويركز على المحرمات وسبل العقاب دنيا وآخره! حتى تكاد تشعر أن كل خطواتك وأفعالك في البيت والشارع والعمل وحتى طريقة النوم ودخول الحمام هي كلها في(باب الممنوع شرعا!)، ولا تكاد تهرب من إحدى هذه القنوات إلى إحداها حتى ترى وتسمع عن مصيرك المخيف في القبر، والثعبان الأقرع الذي ينتظرك هناك كما يقول مشايخ وأئمة المساجد الشعبية في أحيائنا الفقيرة(لا أعرف إن كان هناك ثعبان بشعر!)، أو طرق تعذيبك في حفر جهنم العميقة بلا قرار، وكأن الله سبحانه الذي خلقنا وترك لنا الكون لاستكشافه لم يعد له من هدف- جل شأنه- (في رأيهم وتفسيرهم)سوى الانتقام من عباده بشتى وسائل التعذيب والحرق والجلد والكي وقطع الأطراف ونحر الرؤوس، ولا تهرب من إحدى هذه القنوات إلى إحداها إلا وتجد رجالا يرتدون العمائم البيضاء والسوداء العالية والمنخفضة المزركشة والملونة يرفعون أيديهم في وجهك محذرين من أن تسول لك نفسك أن تعيش.. أن تبدع.. أن تنتج.. أن تستمتع بالحياة(فكل بدعة ضلال وكل ضلال في النار).. وعبثا تحاول أن تجد من بينهم من يخرج عليك بحديث عن مقاومة الظلم أو الترغيب بعلوم الدنيا التي تفيد حياة الإنسان(الدنيا)، كالكيمياء والطبيعة والرياضيات والحاسبات وغيرها مما أتاح لغيرنا الانفراد بالقوة والتطور، وجعلهم ينظرون باحتقار واستخفاف إلى أمثالنا من أصحاب الاكتفاء بعلم الحديث(وفقه المراحيض ووسائل قطع الأيادي في شريعة الوادي!)وإذا أراد هؤلاء التجديد فبعضهم يخلع فقط العمامة ويرتدي ربطة عنق بينما يستمر في الحديث(بتلذذ عجيب)عن وسائل العقاب في الدنيا والآخرة! وبعضهم يتحدث باعتزاز عن أربعة عشر قرنا من حروب نشر الدعوة، لكن أحدا منهم- ربما لأنهم لا يعرفون أو يعرفون ويتجاهلون- أن جزءً من التاريخ الإسلامي كان يزخر بمبدعين ومجددين في مختلف العلوم(وليس فقط في فقه استخدام النساء لمتعة الرجال في المساء!)وبفضل مثل هؤلاء نشأ ما يعرف تاريخيا باسم(الحضارة الإسلامية)وليس بفضل من ضيقوا الدين حتى صار وثيقة محرمات وعقوبات، بل هناك فترة قصيرة في ذلك التاريخ كانت مزدهرة في إطلاق الإبداع حتى أن أبا بكر الرازي كتب كتابا بعنوان(نظرية إنكار النبوة)ورد عليه آخر بكتاب مضاد بعنوان(نظرية إنكار النظرية القائلة بإنكار النبوة)، حدث ذلك في جو ٍ من قبول الرأي والرأي الآخر نحلم اليوم- عبثا- ولو بقشرة منه، لم يزبد عليه أحد أو يرغي ولم يذبح الرجل ولم تقطع أطرافه ولم يصادر كتابه، حتى جاء زمن أغبر على المسلمين اختطف فيه فقهاء العمائم والجلاليب واللحى الدين الإسلامي وسجلوه باسمهم وحدهم دون سائر المسلمين وسخروا فيه الفضاء(الذي طوعه الكفار لإرسال موجات التليفزيون عليه)فحملوا تلك الموجات بالوعيد والتهديد، إلى حد أن أحدهم قال على شاشة إحدى الفضائيات العربية:" الإسلام شجرة لا تروى إلا بالدم"! وهو أبو حمزة المصري الذي ضاقت بريطانيا به ذرعا وتحاول الآن شحنه إلى جوانتانامو!
لكن الأمر لم يقتصر على رجال الدين المسلمين الذين أصبحوا سيوفا مسلطة على رقاب المفكرين والمبدعين والمجددين، فها هي قناة عربية جديدة تنطق بلسان ديني مسيحي- ورغم حق المسيحيين العرب في مثل هكذا قناة طالما يوجد من نظيرها الإسلامي عشرات القنوات- فإن نفس الهوس الديني المخيم على العالم العربي منذ أكثر من عقدين، والذي يحط من قدر الحياة والتقدم والتطور والتجديد يهيمن على خطابها هي الأخرى، وما أن تتابعها يوما بعد يوم حتى ترى أحدهم يمسك بميكروفون واقفا على منصة أمام جمع ٍ من(الغلابة)ينصتون في وجل لنفس الخطاب المهدد الرهيب، ماذا جرى لنا حتى نستجيب لمثل هؤلاء الناس الذين يثرون ويشتهرون من توزيع أشرطة الكاسيت التي تخيف عامة الناس من مصير مجهول ينتظرهم فيه ثعبان أقرع وملاك قاس يتلهف على سقوطه بين يديه في القبر، هل هذا الهوس الديني- إسلاميا ومسيحيا- هو الوجه الآخر لمعاناة الناس من فئة أخرى ركزت السلطة والثروة والنفوذ في يدها، ومستعدة لقتل الآلاف من البشر للحيلولة دون نزعها من أيديها؟ هل نستجير بالرمضاء من النار؟ ألا توجد.. منطقة وسطى بين الجنة والنار؟!

** بأفلام قناة mbc2 :
الشباب العربي أمام الثقافة الأمريكية بجناحيها.. العنف والحرية
أقر أنني منذ أكثر من عام تقريبا كتبت في هذه الزاوية عن أفلام قناة(إم بي سي)الثانية، المتخصصة في عرض الأفلام الأجنبية(وغالبيتها الساحقة أفلام أمريكية)، احتججت على عدم حماس القناة لعرض أفلام أنتجها آخرون من خارج منظومة الثقافة الأمريكية، وهو ما يحرم المشاهد العربي من التعرف على ثقافات الآخرين(غير الأمريكيين)، بل أخافني انبهار أبنائي المراهقين بالأفلام الأمريكية، التي رأيت فيها عنفا وتفننا- يصل إلى حد الإبداع- في إظهار وسائل القتل الفردي والجماعي والدموي بل والتلذذ بكل جديد في فن القتل، وعدم التجريم الأخلاقي للص الذي نجح في فعلته ومر دون إثبات بينما يقبض فقط على اللص الفاشل! إلى آخر هذا الجانب المفزع في الثقافة الأمريكية، لكن مع توالي الأشهر وسقوط أبنائي وأصدقائهم سقوطا تاما في غرام السينما الأمريكية، رحت أتابع معهم تلك الأفلام بحثا عن جانب آخر فيها غير(الدم والقتل واللصوصية الشاطرة التي تسمى عندهم تخفيا باسم- اغتنام الفرص).. نعم هناك جانب آخر يشد انتباه الشباب العربي.. هنالك ذلك الشيء المحرم علينا في ثقافتنا العربية القمعية.. هناك الحرية.. هناك تلك الأفلام التي تتناول الحرية الشخصية.. حرية في كل المجالات.. العمل والدراسة والدين والحب والجنس والاستقلال عن قمع الأسرة والدولة وقبول التعايش مع كل ما نسميه آخر، هناك الإنسان الفرد.. الذي يمكنه أن يفعل ما يشاء طالما لا يتعدى سيادة القانون، دون أن يعاقبه المجتمع أو تعاقبه الأسرة، هذا الشغف الذي يبديه الشباب العربي بذلك الجانب في(الحلم الأمريكي)يدفعه أحيانا إلى التمرد الكامل على ثقافة عربية ما زالت تطل برأسها من الزمن البائد، تستعبد الإنسان الفرد في منظومة متهالكة من قيم القهر والقمع والاستبداد والنفاق، بدء ً بالأب والأم وأفراد الأسرة الأقوى وانتهاء بالحكومات المستبدة بل والقوى الكبرى! ومن بينهما ممن يمسك بخناق الشباب فيخاف من الحرية ويتمناها في الوقت نفسه، الشباب العربي المسكين أمام هذا الإبهار في الأفلام الأمريكية يعيش ازدواجية مخيفة، بين الحلم(بهذا الشيء)وعواقب محاولة نيله، فلا يجد تعويضا عن حرمانه من الحرية في مجتمع القهر- إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا في أمر من حرموهم- إلا.... الاكتفاء بالفرجة عليها !

** شخصية فضائية
## عمرو موسى قبل القمة العربية في تصريح لقناة العربية: هناك أخبار غير سارة لأعداء العرب في القمة القادمة!
## عمرو موسى أثناء القمة العربية يرجو الرؤساء والملوك العرب: أرجوكم لا تقتلوا الجامعة العربية.. ادفعوا اللي عليكم الأول!
## عمرو موسى بعد انتهاء القمة العربية: اختفى !



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر التائهة بين مبادرة أمريكية للهيمنة ومبادرة مباركية لمزيد ...
- مصر قوة هائلة كامنة فأين توارت؟ المقاومة العراقية هدية للشعب ...
- سوق الفتاوي وفتاوي السوق في دولة الأزهر!
- الحساسية تجاه مناقشة قضايانا دليل علي افلاس سياسي
- هل يفلح مشروع مستقبلي منفرد لدولة عربية بمعزل عن المحيط الجغ ...
- امريكا تهدد دول العالم بالعقوبات اذا لم تفتح اسواقها لها بين ...
- حول موقع مصر في المشروع الاميركي لدمقرطة العرب: المسألة القب ...
- المثقف المصري وأوان المواجهة الشاملة مع العائلة الحاكمة في م ...


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هويدا طه - استجابة الفضائيات للهوس الديني بين الواحد القهار وأبينا الذي في السموات