أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الفلو - الصراع على النهج والمرجعية، وانحياز الوسيط















المزيد.....

الصراع على النهج والمرجعية، وانحياز الوسيط


احمد الفلو

الحوار المتمدن-العدد: 2838 - 2009 / 11 / 23 - 18:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من أهم سمات الديموقراطية الغربية هي استخدامها لمعايير خاصة متناسبة مع مصالح دول الغرب أولاً ومنسجمة مع السياسات الصهيونية ثانياً، واعتبار هذين المعيارين شرطين لازمين لدخول النادي الديمقراطي الدولي، ولعل نصف القرن الفائت سجل العديد من التجارب التي تؤكد صحة ذلك الادعاء الآنف الذكركان أبرزها فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية في أول انتخابات بلدية وتشريعية حرة عرفتها الجزائر حتى يومنا هذا في كانون الأول 1991 وفازت فيها فوزاً ساحقاً، ثم أُلغيت نتائج تلك الانتخابات بعد الانقلاب العسكري الذي صادر خيار الشعب في 11كانون الثاني 1992، وكان الإنقلاب بقيادة الجنرال خالد نزار الضابط السابق في الجيش الفرنسي بإيعازمن الاستخبارات الأمريكية والفرنسية وضد الخيار الشعبي، وقد تسبب ذلك الانقلاب البشع على الشرعية بحرب دموية لم يختفِ شبحها حتى الآن و أدّت إلى مقتل حوالي 200 ألف جزائري.

إن ما دعانا لذكر هذه المقدمة هو حالة التشابه الشديد بين الحالة الانتخابية الجزائرية والحالة الانتخابية الفلسطينية من حيث دور أولئك المُرتَهَنين الذين يقومون بمهمة كلاب حراسة لمصالح العدو أمثال دحلان والطيراوي والرجوب, وكذلك من حيث كراهية هؤلاء وأسيادهم سواء الغربيين منهم أو الإسرائيليين ورفضهم لتحكيم الشريعة الإسلامية إضافة إلى أن جنرالات الجزائر وأبوات فتح تجمعهم صفة اللصوصية وعقلية الاستزلام واحتكار السلطة والمناصب وعدم الاكتراث بالدم الفلسطيني، فمنذ أن فازت حركة حماس في الانتخابات التشريعية 2006 قام عباس وعصاباته وبدعم من الولايات المتحدة وإسرائيل بعدة محاولات انقلابية على الشرعية الفلسطينية أدت إلى مقتل المئات ولولا الحسم العسكري المجيد الذي قامت به الشرعية الفلسطينية لأدّت تلك المحاولات إلى حرب دموية، فالعدو يستخدم عصابة عباس من أجل تصفية المقاومة الفلسطينية، وهذا ما يؤكد أن حقيقة الصراع بين سلطة أوسلو وبين المقاومة هو صراع بين نهج التفريط والاستسلام المدعوم من الديموقراطيات الغربية المزيفة من جهة وبين نهج المقاومة والصمود المرتكز على الدعم الشعبي من جهة أخرى.

لم تصل القضية الفلسطينية إلى هذا الوضع المزري من التراجع إلاّ بسبب كثرة الاجتهادات والمواقف المرتجلة وغير المدروسة التي تعالج إدارة سلطة عباس من خلالها المسائل الوطنية الأساسية خاصةً مع انعدام المرجعية الوطنية السليمة واستخدام مرجعيات أنشأتها القوى العظمى على أنقاض حقوق الشعب الفلسطيني، وحيث يعشش الصلف والعنجهية في رؤوس هؤلاء الذين يحتكرون التحدث باسم الشعب الفلسطيني التفاوض دون أن يفوضهم أحد بتلك المهمة، وتتوزع اهتمامات المفاوض الفلسطيني ما بين الانشغال بمصالحه المالية أو النفعية الشخصية وما بين ابتداع الوسائل المؤدية لاستمراره في منصبه الوجاهي حيث يقوم أعضاء عصابة أوسلو بترشيح كل منهم الآخر لهذا المنصب أو ذاك في منظمة التحرير المنتهية الصلاحية أو الهيئات واللجان والمجالس والاتحادات ثم يقوم محمود عباس بالتوقيع على مراسم التعيينات والأعطيات كما كان يفعل ملوك الطوائف في الأندلس.

وهكذا بعد أن كانت مرجعية الالتزام بميثاق المنظمة في أعلى السُلَِم نراه بفضل الإبداع الفتحاوي قد هبط بطموحات الشعب الفلسطيني بفعل كلمة سحرية "كادوك" أطلقها المفرِّط الأكبر وسط تصفيق حاد من أعضاء المجلس الوطني الذين عينهم الختيار نفسه كي يصفقوا لتكتيكاته الذكية، وهي لفظة فرنسية ( Caduc ) تعني شيئاً تخطاه الزمن، و لنا أن نتصور تلك المهزلة أن يقوم شخص ومعه مجموعة من المنافقين المنتفعين بإلغاء حق الشعب الفلسطيني في ثلاثة أرباع فلسطين من أجل أن يقيم كياناً هزيلاً لنفسه ولقطعان المتفرغين الفتحاويين معه بتوقيع اتفاقيات أوسلو، أما الأكثر هزلاً وغرابة هو أن نجعل من هذا المفرِّط رمزاً وطنياً وبطلاً شهيداً كبيراً بحجة أنه لم يتنازل عن الحقوق الوطنية, بدلاً من تجريمه ومحاكمته وكأن ثلاثة أرباع فلسطين ليس تنازلاً.

ثم يرثه قتلته من بعده ليكملوا مسيرة مسخ وتقزيم المرجعية الوطنية ويستمر التفاوض مع العدو على أساس مرجعية اتقاقيات أوسلو، وأضاعوا سبعة عشر عاماً من عمر القضية الفلسطينية في مفاوضات عبثية فارغة تم خلالها شرعنة وتمرير مئات المستوطنات (المُغتَصَبات) وكان الإنجاز الوحيد لهذه المفاوضات هو تلميع صورة العدو عبر القبلات والابتسامات والعناق لقادة العدو في ظل القتل والتشريد والاستيطان، ليطل عباس وجوقته على الملأ بعدها وبكل بساطة ليعلنوا أنه لا جدوى من عملية التفاوض مع العدو، وكأن قضية فلسطين مختبر للتجارب يمارسون فيه محاولات النبوغ والألمعية التي تتمتمع بها عقولهم الفذّة في فنون التفاوض العقيم مع العدو التاريخي للأمة العربية، وقد تم تغيير المرجعية الفلسطينية خلال التفاوض وأصبحت ((اللجنة الرباعية)) وقراراتها المعادية دوماً لشعبنا، وما لبثوا أن زادوا قرد المرجعية مسخاً لتصبح مرجعيتهم ((مكتب الجنرال دايتون)) الذي أشار عليهم أخيراً بالظهور في حالة استشراف ووطنية مزيفة بالإعلان عن عدم ترشيح كبيرهم عباس والامتناع عن التفاوض في محاولة لاسترجاع ماء الوجه الذي فقدوه، فمن أين تستعاد الكرامة لمن استمرأ الخنوع والذل؟.
الثوابت في تفكير هؤلاء هي فقط عدائهم المطلق للإسلام والقضاء على المقاومة الإسلامية الفلسطينية والبقاء في مناصبهم التي تتيح لهم استغلال القضية الفلسطينية لمصالحهم النفعية الخاصة، وهذا ما بدا للجميع خلال ما يسمى بالمصالحة الوطنية (ذلك المصطلح التافه), فنقضوا اتفاق مكة المكرمة وعادوا للاحتيال على اتفاق صنعاء إلى أن وجدوا ضالتهم في الوسيط المصري المنحاز مسبقاً لهم، والذي يتحالف معهم لتشديد الحصار الظالم على شعبنا على أساس يتم فيه صياغة أوراق مصالحة بين السلطة والنظام المصري على انفراد ثم إشهار تلك الورقة في وجه المقاومة دون مناقشة واعتبارها جاهزة للتوقيع بهدف إظهار المقاومة الإسلامية على أنها ضد الوحدة الوطنية وبطريقة مخابراتية فيها تحقير واستصغار لقضيتنا وشعبنا (يللا يا جدع وقَّع بقا) وكأننا في مقهى شعبي وليس في حوار متحضر، ليفرض علينا مدير مخابرات سيرته تطفح بالتعاون الأمني مع العدو التوقيع على ورقة تمت صياغتها في الغرف المظلمة.
إن الصراع على الساحة الفلسطينية لا يمكن حلّه إلاّ بزوال تلك الطغمة المتسلطة على الشعب الفلسطيني القابعة في رام الله، ولا يمكن بحال الجمع والتصالح بين بندقية المقاومة ضد العدو وبين بندقية الجنرال دايتون التي تحمي العدو.



#احمد_الفلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقة الزواج الكاثوليكي بين فتح و اليسار الفلسطيني
- اليسار الفلسطيني المحتار بين المقاومة والدولار


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الفلو - الصراع على النهج والمرجعية، وانحياز الوسيط