أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد نصره - الكتابة عن الحب والأشباح














المزيد.....

الكتابة عن الحب والأشباح


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 858 - 2004 / 6 / 8 - 07:03
المحور: الادب والفن
    


بالرغم من أنَّ الكتابة عن الحب بدأت منذ أن كانت الحياة وتراكمت حتى بلغت كماً هائلاً إلى درجة لم تعد ذاكرة الإنسان قادرة على الإحاطة به، فإن الكتابة عن الحب ستستمر بكلِّ صنوفها وأشكالها..ذلك لأنَّ هذا السرّ الصغير الذي اسمه الحب، سيستمر بجماله، وضرورته، وتنوعه، بقدر تنوع البشر وأساليب تفكيرهم وحياتهم.. تماماً كاختلاف البصمة من يدٍ إلى أخرى.. إضافةً إلى ارتباطه بسرِّ الوجود ذاته فهو حاجة موضوعية لا غنى للإنسان عنها..وبما أنَّ الكتابة عملية استكشافية، وتوغلية في النفس البشرية، ومحاولة مستمرة لاختراق أسرار الحياة.. وبما أنَّ الكتابة –المبدعة – محاولة لتكثيف الكون، وضغط الحياة لوضعها تحت مجهر مكبِّر كي يتمكن القارئ من التعرف أكثر فأكثر على كلِّ تفصيلاتها، وتشعباتها، وتناقضاتها ، فإنه سيظلًّ مشدوداً إلى هذه الكتابات كما هو مشدود إلى الحياة ذاتها.
والحقيقة أنَّ الكاتب بسعة مخيلته، وحدسه، وفهمه، وحلمه يستطيع أن يعطي انطباعاً إيجابيا للقارئ.. وأن يشحنه بالأمل على أساس أنه ليس سلعةً أو كائناً مجرداً وإنما هو كل شيء في هذه الحياة فيزيد بذلك من تمسكه بها والذود عنها والعمل والنضال لكي تكون أفضل فأفضل..!
هل تتذكرون – غر يغور ساما- البطل الذي حوَّله كافكا إلى حشرة..؟ لقد كُتبت عن هذه الشخصية وحدها مئات الدراسات والمقالات بهدف التعرف على هذا الرمز الصغير وما يحمله من دلالات فكيف بالقضايا الإنسانية الكبرى كالحياة، والحب، و صناعة المستقبل على نحو أفضل وهي قضايا لا يمكن فصلها عن بعضها بالتأكيد وفي الوقت نفسه لا يستطيع الإنسان أن يتقبل نتاجاً إبداعيا لا تشكِّل هذه القضايا أرضيته، ومنطلقه، ومبتغاه..! و بعد ما تقدم ألا يمكن القول: من غير الحب لم نكن لنجد ذاك التعاطف الخلاق مع كلِّ إنسان يجري اعتقاله، أو يحرم من حقوقه، أو يقع عليه تعسف من أيِّ نوعٍ كان..ولولا الحب لما كان هناك شيء اسمه وطن يصل الإنسان في حبه له، وتعلقه به، إلى درجة أن يفتديه بحياته..! وما على الأيديولوجيين الخشب إلا التفكير مجدداً بهذا السر الجميل إذ لا يكون الإنسان مقنعاً، ولا مقبولاً، ولا مهضوما، وهو ينصرف بكليته إلى حقل الشوك هذا الحقل الذي تمرغ بين أشواكه كل المناضلين من أجل حياة أفضل فلا يمكن أن يكون مفهوماً أن يعمل الإنسان من أجل الآخرين قبل أن يحبهم أولاً ولا يمكن أن يحبهم قبل أن يكون عاشقاً للحياة بكلِّ تفاصيلها..!
2- الشبح
يد خفية تدفعك نحو الحائط فجأةً فتضع يدك فوق جبهتك المصدومة ثمَّ تقول في نفسك كما تعلمت في الصغر: أعوذ بالله..ما الذي يجري من حولي..؟
حين هرولت ابنتي تحمل خبر نجاحها بتفوق، أسرعت إلى المرآة الصغيرة كي أتأكد من سلامة جبهتي لكن سرعان ما سمعت قهقهة الشبح ذات الوقع الخاص وكأنه يقول لي: إذا لم تقتنع أجرك من يدك ثانيةً وأدفعك إلى الحائط الذي سبق وأن ضربت رأسك به مراراً فترى أنني لا أمزح معك.. وهكذا حين ينجح ابنك تشعر أن هناك من بدأ ينجز ما كنت تحلم به ولم تفلح فإذا ما كنت من المؤهلين لتحقيق الكثير لو أتيحت لك الفرص، وتوفرت الظروف، فإن الشبح سيأتيك لا محالة ليدفعك نحو الحائط فتستيقظ من سباتك وتحاول طرد اليأس المتغلغل في خلاياك قائلاً لنفسك: هاهم أبنائي يحققون ما كنت أرغب به فما الفرق..؟ ويعترضك الشبح ساخراً: بل هناك فرق.. صحيح أنَّ ابنك امتداد لك في الزمن القادم لكن أنت أيضاً امتداد لمن أنجبك وإذا ما أحجمت عن محاسبة نفسك فإنَّ هناك من يود محاسبتك وأنا سأدفعك نحو الحائط كالعادة.
أعوذ بالله .. أيُّ شبحٍ هذا الذي يأتي ليسلب المسّرة من القلب لحظة يود أن يخفق فرحاً وابتهاجاً، وأن يقفز من الصدر ليعبر شارع اليأس إلى رصيف الأحبة الذين لم تتحقق أحلامهم فشاء الزمن أن لا تنكسر حيث يرونها مجسَّدةً في فلذات أكبادهم..!في الصباح الباكر كمنت خلف الباب الخشبي المهترىء وما هي إلا لحظات حتى شعرت بخلخلة الهواء .. وقلت في نفسي: لقد دقَّت ساعة العمل وبلمح البصر أطبقت على عنق الشبح بيدي المرتجفتين ولم أكترث لصرخات استغاثته حين قذفت به من شرفة البيت الذي ما زلت أحلم في تشييده..!
7/6/2004



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول التسلط وظواهره
- الحق على الشياطين
- صاحب الحزب وتبليط البحر
- كفى زعبرة
- التلميذ اللبناني النجيب
- حول الكتابة وتجارها
- بيان صادر عن حزب الكلكة القرمطي
- الله والفوج الرابع
- يا حسرتاه..!
- الليلة الأخيرة
- إصبع بوذا بين الشيوعية والليبرالية
- حول العضوية في حزب القرامطة
- الفقهاء كوزراء اعلام
- أيام الورع السورية
- العودة إلى الأصل
- زغرودة للقمة الناجحة
- حزب الكلكة يعلن الخلافة
- وكيف ينظر المسلم إلى المرأة
- هل بقي ضرورة للأمم المتحدة
- خارج النص المقدس


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد نصره - الكتابة عن الحب والأشباح