ناصر اسماعيل جربوع
الحوار المتمدن-العدد: 2822 - 2009 / 11 / 7 - 10:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ندرك كمحللين أن السيد الرئيس محمود عباس تحمل مالا تستطع الجبال تحمله ، تحمل أمانة الحفاظ على الثوابت الفلسطينية ، ورغم العواصف والنائبات التي حاولت أن تعصف به إلا انه بقى ثابتا راسخا كرسوخ جبال فلسطين الشمالية ، محمود عباس رجل واقعي يكره المديح ولا ببحث عمن يصفق له إن كان على خطأ ، ويكره التدليس ، هكذا عرفناه من خلال إدارته لشئون منظمة التحرير ، وهكذا يصفه كل من عاشره إبان سنين الثورة في المنفى ، ويؤكد ذلك كل من تعاطى معه سياسيا زمن رئاسته للوزراء ، وانتخابه رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ، سيدي الرئيس أبو مازن لم نعتد عبادة الأصنام كغيرنا ولا نؤله أحدا ، ولا نتمنطق بنظرية الحكم الإلهي المقدس التي تعطيك تفويضا إلهياً بحكم الأرض المقدسة ، ولن نقول عنك الخليفة السادس ، ليس لأنك لا تستحق ذلك ولكن لأنك تكره التعامل مع الأمور بنظرة (طوباوية يتوفيه) خالصة ، لأننا ندرك منذ نضجت أصابعنا وشرعت بالعمل الكتابي انك رجل صاحب مشروع وطني خالص منحوت من حجارة جبال القدس والخليل وصفد ، تعرف متى وكيف ولماذا تقول نعم أن كانت (نعم ) تصب في المصلحة الفلسطينية الخالصة ، وتقول (لا) إن كانت تتصادم وتتعارض مع الذات الفلسطينية 0
سيدي الرئيس لن نخرج كمثقفين في شوارع فلسطين ونعلى صوتنا الرفض لقرار تنحيك الطوعي عن ترشيح نفسك للانتخابات الفلسطينية ، لأننا نرفض أن نكون مقلدين ، وقرارك هذا لم يأتي بعد هزيمة ، بل جاء بعد انتصارك على الضغوط الدولية، وقرارك الراسخ الذي راهن عليه البعض - قرار التمسك بالثوابت الوطنية -قرار حكيم - زين بلاءات فلسطينية مقدسة ، خطط بعده دهاقنة الصهاينة والامبريالية أن يحطوا حدا لحياتك ، وحصارك ، وجعل مصيرك مثل مصير أخيك الراحل أبو عمار ، وشقيقك الزعيم صدام حسين ، فكانت خطوتك الذكية التي لخبطت أوراقهم السياسية لتثبت لهم انك الأذكى ، ندرك بالطبع ما ترنو إليه من أهداف فان كانت مناورة سياسية كعادتك ودهائك السياسي ، فنحن معك قلبًا وقالبًا ، ولكن إذا كان هذا القرار يعنى خلودك للراحة والبعد عن الساحة السياسية ، فعذرا أخى الرئيس هذا ليس من حقك ، لان الشعب الفلسطيني الذي انتخبك في أحلك الظروف هو الذي يقرر ذلك ،، لأنه هو من أعطاك الثقة ، وحملك أمانته ، فالمشروع الوطني الفلسطيني لم يكتمل بعد ، ورؤيتك الوطنية الراسخة لم تتحقق بعد ، أنت فارس هذه المرحلة من تاريخنا المعاصر، ولا تزال الأقلام الشريفة الناصعة البيضاء بانتظار أن تؤرخ صفحات مشرقة لأمثالك ، ممن يسعون إلى نيل الكرامة لشعوبهم ، فمشوارنا معك سيبدى الرئيس لم يعد طويلاً ، لا تجعل الصهاينة يهنئون والمستوطنون يرقصون ويتغنون طربا بغيابك عن الساحة ، ندعوك أن تكمل المشوار وبعد ذلك إليك القرار ، ولتجعل الساحة الديمقراطية هي المنتصرة ،وليكن خيار الشعب الواعي هو الحكم –د.ناصر إسماعيل جربوع (اليافاوي) كاتب باحث فلسطينى غزة- البريج
#ناصر_اسماعيل_جربوع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟