ايليا ارومي كوكو
الحوار المتمدن-العدد: 2821 - 2009 / 11 / 6 - 21:54
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
في ظل مقاطعة نواب الحركة الشعبية و بقية الاحزاب الجنوبية لجلسات البرلمان السوداني منذ نحو اسبوعين او اكثر ظل السيد / احمد ابراهيم الطاهر يردد التهديد و الوعيد بأيقاف حوافز و استحقاقات النواب .. ظللت كغيري متابعاً لاسطوانة السيد ابراهيم الطاهر بدهشة و عجب و استهجان ..
فدعونا معاً نتابع خلاصة تصريحات الرجل و هو رئيس البرلمان السودني كله و ليس لهذا ربط بأنتمائة للمؤتمر الوطني بالضرورة .. فتهديدات رئيس البرلمان تعكس مدي اختزال للآمور و القضايا الوطنية المصيرة بصورة تخل و تشوه مجمل القضايا وتغير اتجاهات الاهداف العليا في بلادنا ..
مولانا أحمد ابراهيم الطاهر ، رئيس المجلس الوطني ، هدّد بايقاف مخصصات نواب الحركة الشعبية والأحزاب الجنوبية اليوم حال عدم الحضور لمتابعة عملهم بالمجلس . وأكد الطاهر – خلال الجلسة المخصصة لخطاب الموازنة أمس – انه استند على المادة (27) من لائحة غياب الأعضاء التي تنص على أنه في حال غياب العضو عن المجلس لـ(12) جلسة دون إذن مسبق يحق للرئيس إيقاف مخصصاته . وأشار الي انهم تغيبوا عن (11) جلسة . موضحً إيقاف الاعتذارات للغياب بسبب التسجيل للانتخابات ، منوهاً الي ان الأسبقية لعمل المجلس ، داعيا النواب للالتزام بالحضور لمتابعة أعمالهم . وأكد الطاهر أنه سيكون حاسماً في تطبيق اللائحة . وأشار الي تطبيقها على كل الأحزاب دون مراعاة للاعتبار السياسي ،وبحسب صحيفة آخر لحظة مطالبا
البرلمان السوداني الحالي هو برلمان الفترة الانتقالية في السودان .. و هو برلمان منوط به العمل المشترك بين نواب المؤتمر الوطني و نواب الحركة الشعبية لتحرير السودان في الدرجة الاولي تنفيذ بنود اتفاقية نيفاشا للسلام الشامل و بالضرورة معهم بقية الاحزاب السودانية .. العمل المشتركة في اعداد القوانين و التشريعات و المساهمة معاً في مناقاشاتها و من الاتفاق علي اجازتها .. و سيما تلك المرتبطة بالقضايا المصيرة للسودان في مرحلة الانتقالية هذه .. قضايا و ملفات كبيرة مثل الامن الانتخابات و الاستفتاء عن تقرير المصير لشعب جنوب السودان .. هذا بجانب ً فك لغز المشورة العشعبية و ما أدراك بالمشورة الشعبية لشعوب اقاليم جبال النوبة و النيل الازرق .. و كذا الاعداد لنقل السلطة في السودان عبر صناديق الانتخابات و الاقتراع المفترض اجرءه في ابريل 2010م المقبل .. و بالاحري هو برلمان الشراكة بين المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية لتحرير السودان بنسبة 52% للوطني و 28% للشعبية و 30% لبقية طيف الاحزاب السودانية الاخري .. و غض النظر عن نسب التمثيل في البرلمان السوداني اعلاه .. البديهي في حالة القضايا المصيرية الشائكة في السودان هو ان تتم التعامل فيها بروح التوافق و التراضي الوطني قبل التصويت ..
اما ان يتعامل السيد رئيس البرلمان مع موقف مقاطعة كتلة الحركة الشعبية و الاحزاب الجنوبية بمنطق العصا و الجزرة ففي هذه تجني كبير لكل الوطن .. ان يتعامل رئيس البرلمان مع النواب كما الالفة في الصفوف الدراسية الاولية في قديم الزمان لهو امر مشين جداً .. فاللوائح محترمة و مصانة يتوجب علي جميع النواب تطبيق بنوده الالتزام به نصاً و حرفاً لا جدال في هذا .. اما في حالة مقاطعة كتلة الحركة الشعبية لتحرير السودان و جميع الاحزاب الجنوبية فالحلة هنا و الظرف مختلفين ، فهذ ليست حالات غياب عادي يتعامل معه رئيس البرلمان كما لو كانت حالات غياب فردية .. مقطاعة الحركة الشعبية و الاحزاب الجنوبية هي مقاطعة سياسية بالدرجة الاولي .. هذه المقاطعة تهدد وجود و استمرار كل البرلمان السوداني .. و كما شبه البعض استمرار البرلمان في المداولة في غياب كتلة الشعبية بانه برلمان الانقاذ .. فبغياب الشريك الاولي في الممارسة البرلمانية الحالية يضع مجمل اتفاقية السلام السوداني في محك .. فنواب الحركة الشعبية هنا في البرلمان السوداني هم حجر زاوية لا يمكن الاستهانة بة او تجاهلة بأي حال من الاحوال .. و في حالة التجاهل فأنت هنا في قبة البرلمان السودان كمن يسير بكل قضايا في الوطن .. فأن لم يتم التعامل مهم من قبل رئيسهم بهذا المنظور والفهم فعلي السودان السلام ..
اما ان يختصر رئيس البرلمان غياب كتلة النواب المقاطعين بالمخصصات .. ان يربط الرئيس مقاطعة كل نواب الحركة بالمخصصات ،فهو بذلك يعتبر تمومة جرتكة كما تم وصف اخرين في وقت من الاوقات بهذا الوصف .. ان يكون قلب النائب و شغلة الشاغلهو تسجيل الحضور و التمام فقط حتي يقبض راتبة عند نهاية كل شهر و يحظي بمخصصاته برضي الرئيس و يضمن صرف وقود عربته في نهاية كل اسبوع .. ان يكون كل هم النائب مختزل في جيبه بحسب منطق رئيس البرلمان فيه تجني و ظلم كبير لكل الشعب السوداني .. ان يتم التعامل مع التعامل مع النواب البرلمان السوداني بسياسة جوع كلبك يتبعك فما بالك بمصير السواد الاعظم من الشعب السوداني ..
القادة السودانيين مطالبين اولاً برفع درجات احترام و توقير بعضهم .. هم مطالبين بالسمو بمجمل قضايا الوطن المصيرية بعيداً عن النظرة الحزبية الضيقة في هذه المرحلة الحرجة ، فالسودان ينزلق بسرعة نحو غياهب المستقبل المجهول المظلم ..و علي قادة السودان ان يتعلموا من الايام بعض من الدروس و العبر في حل قضايا الوطن بأنفسهم .. عليهم تغيير ما بأنفسهم و الارتقاء و الارتفاع درجات فوق سلم العجز والقصور السوداني في تحقيق الحل السوداني السودني و التوصل الي الحلول السودانية السودانية لكافة قضايا السودان العالقة ..
فالي متي سيظل السودان رهينة و مأسور مكسور الجناح يركن دائماً و يستكين الي الحلول الخارجية المستوردة المشروطة .. الي متي سيظل السودانين مشلولي الارادة في حل خلافاتهم الداخلية بدون الي عصا او جزره .. المشهد السوداني في الاربعة اعوام من عمر الشراكة بين الوطني و العشبية يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن السودانين لا يحترمون بعضهم ابداً .. فالكل يتخندق في مواقفه المتصلبة بلا حراكة او تنزال للاخر حتي يأتيهم الوسيط مرة بالعصا و اخري بالجزرة و من ثم يتفقون و يتراضون لكن الي حين ..
فلا غرابة اذاً في يرفع رئيس البرلمان السوداني العصا في وجة الحركة الشعبية ..
و لا عجب في شي اذاً عندما يلوح بسحب الجزرة من الحركة الشعبية ....... !!
#ايليا_ارومي_كوكو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟