أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ايليا ارومي كوكو - اين تذهب عائدات البترول السوداني ... ؟















المزيد.....

اين تذهب عائدات البترول السوداني ... ؟


ايليا ارومي كوكو

الحوار المتمدن-العدد: 2691 - 2009 / 6 / 28 - 10:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل نحو عامين كتبت المقال ادناه بعنوان

( النخبة و الصفوة السودانية تحتفل بالذكري الثامنة لتصدير النفط السوداني )

وعامين مرت علي الاحتفال لكن و في قرأتي للمشهد السوداني الاقتصادي الاجتماعي اجده في ذات حاله .. سيقول البعض ما الذي تريده ان يحدث للاقتصاد السوداني في ظل الانهيار الاقتصادي العالمي .. او ماذا تنتظر من عائدات البترول التي تراجعت اسعاره عالمياً الي ما دون الاربعين دولار للبرميل الواحد .. فأقول في وقت من الاوقات قبيل الانهيار المالي العالمي قفزت اسعار البترول الي اسعار قيلت بأنها قياسية او أرقام فلكية غير مشهودة .. و العجب هو ان المواطن السوداني العادي لم يحس لا ذاق طعم هذه الزيادات .. و الأونة الاخيرة سمعنا بأن السودان قد ثأثر كثيراً بأنخفاض سعر البترول في الاسواق العالمية .. و لان الذاكرة السودانية ضعيفة فقد سمعنا في بدء الازمة المالية العالمية .. سمعنا من غير مسئول سوداني يقول بأن الاقتصاد السوداني في مأمن لانه اقتصاد يقوم علي النظام الاسلامي الشرعي بينما الاقتصاد الغربي يقوم علي النظام التقليدي الربوي .. مع العالم بأن سعر البترول السوداني المرصود في ميزانية الدولة قبيل ارتفاع الاسعار كان أقل من ثلاثين دولار للبرميل .. فقز السعر فقزة واحدة الي خمسة اضعاف .. و هبط هبوطاً متوالياً الي اربعين دولار دون ان يمس شعرة من السعر المرصود له اصلاً في الميزانية وقتذاك .. و ها هو بترول السرور بصعد بمتوالية حسابية تسر المضاربين و تفتح شهيتهم .. اما الشعب الشعب السوداني فسيظل دائماً يردد ( أين تذهب اموال البترول .. ؟ و بالطبع لن ينتظر المواطن أي أجابة من أي جهة ما ..

لآ بأس سادتي من متابعة ما حدث قبل عامين تحت العنوان ادناه عسانا ان نجد أجابة للسؤال الذي لا يزال يأرق معظمنا .. !

النخبة و الصفوة السودانية تحتفل

بالذكري الثامنة لتصدير النفط السوداني

الصدفة وحدها هي التي قادتني بالامس الي فتح القناة السودانية في الفترة المسائية ... و قد جذب انتباهي تلك العروض الراقصة التي قدمتها أحدي الفرق الشعبية السودانية و ها هي ذاكرتي الضعيفة تخونني علي حفظ اسم الفرقة و لكنها هي الفرقة التي انشق مؤسسها استيفن عن فرقة كواتو الشهيرة و رئيسها ديرك الفرد .. و قد اعجبني الطريقة المختلفة التي ابتدعها استيفن في العرض و الظهور و استعراضه الغنائي الراقص بوجه مغاير حتي لا تتكرر كواتو .. لست هنا بصدد الكتابة عن الفرقة الراقصة او الفرق الاخري الي شاركت في تلك الاحتفالات الختامية بمرور ثمانية اعوام علي تصدير النفط السوداني... فقد امتعونا بعروضهم التي ابهرت النخبة فاستبانت الابسامات و الضحكات علي الوجوه المنعمة و المترفة بعائدات البترول السوداني ....

كان اليوم هو اليوم المخصص للبرنامج الختامي لاحتفاالات السودان بالاعوام الثمانية من عمر تصديره للنفط . و قد خيل لي بأن القائمين علي هذه الاحتفالات باستخراج و تصدير البترول السوداني كانوا علي عجالة و تسرع للاحتفال بتصدير البترول السوداني ... فلو كنت في موقعهم لفضلت تأجيل هذه الاحتفلات البذخية عامين علي أقل تقدير لاسميه احتفالات السودان بمرور عشرة اعوام او عقد من الزمان لانتاج و تصدير البترول السوداني ... و مبرري في ذلك ليس فقط حتي تنقضي عشره اعوام من تاريخ تصدير النفط السوداني ، كأن المسألة مترتبطة بالسنين و التورايخ فقط . و لكن لا قنع الشعب السوداني بأن بلده و دولته تصدر البترول و ذلك من خلال تنمية تنتظم كل البلاد و حياة معيشية يشبع فيه كل السودانين من رغيف الخبز المملح جيداً .. ان يتم الاحتفال و كل السودان ينعم بالسلام و الامن والاستقرار و التنمية المتوازنة تنتظم كل اجاء الوطن..

نعم فقد تمكن قادة الانقاذ من استخراج البترول السوداني و تصديره بفضل ما بذلوه من جهود يحسب لهم في زمن الحصار السياسي و الاقتصادي الذي فرض علي السودان و شعبه من امريكا و الدول الغربية .. فاتجه السودان شرقاً ليستعين بالصين و ماليزيا و الهند و قد استطاعت هذه الدول الاسيوية من جعل حلم السودان باستخراج البترول و تصديره واقعا و حقيقة معاشه ... و ثورة الانقاذ الوطني المحاصر اقتصاديا من كل ناحية و صوب الزمت كل الشعب السوداني بالصبر و ربط الاحزمة علي البطون و اعطائها الفرصة حتي تتمكن من تخطي الصعاب و هدم اسوار و جدر ان الحصار و دك حصونها.. و قد كان الشعب عونا لاهل الانقاذ حتي تمكنوا من الصمود في وجه الحصار و أستخراج البترول و تصديره .. و ها هم اليوم يحتفلون بالعيد الثامن للتصدير ببذخ يحسدهم عليه كل قطاع الشعب السوداني الصابر الذي لا يزال يربط الحزام علي بطنه و لا يدري متي يفك هذا الحزام الذي سيفصله الوسطه الي شطرين او جزئين ليس المهم ان يكونا متساويين..

نعم مرت ثمانية اعوام من تصدير البترول السوداني و لكن المهم هو التغيير الذي احدثه هذا التصدير للبترول في حياة و معيشة الانسان السوداني العادي ... فكاذب من يقول و يدعي بأن عامة الشعب في السوداني قد استفادوا من هذا البترول الذي صدر الي الخارج و بكميات كبيرة جداً لا يزال القائمون عليه يخفون حقيقتها حتي علي شريكهم في الحكومة و السلطة .. فالحركة الشعبية التي صارت شريكة في الحكم بموجب اتفاق نيفاشا لا تزال تتشكي لطوب الارض اخفاء شريكتها في المؤتمر الوطني الارقام الحقيقة لعدد الابار و كميات البترول المنتجة فعلياً و العائد المادي المقبوض نقداً ... فاذا كانت الحركة الشعبية الشريكة في حكومة الوحدة الوطنية تشتكي من الظلم الذي لا يزال يمارس عليها من أهل الانقاذ بشأن العائدات الحقيقة للبترول المصدر .. فما بالك بالسودا الاعظم من الشعب السوداني المغلوب علي امره .. او ما بالك بالغبش الذين يعيشون في الاطراف البعيدة من الذين لم يسمعوا قط بأن البترول السوداني قد استخرخ و صدر قبل ثامنية اعوام ...

ثمانية اعوام مضت علي تصدير البترول السوداني و الحال ياهو نفس الحال كما كان قبل العام 1998 العام الاول لتصدير البترول السوداني .. كل الاطراف السودانية لا تزال تشتكي من الظلم و من عدم المساواة و من التهميش و الاهمال و في كل يوم يبرز الي السطح حركة جديد شعارها رفع الظلم و هي تنادي بطلب العدل و المساواة ... و التنمية التي يقولون عنها لا تزال غائبة و بعيدة المنال .. يتحدثون عن سد مروي و لا غبار في هذا الانجاز طالما سيوفر الهكرباء للسودان كله و يصدر الفائض منه .. و نأمل ان لا يذهب عائداته الي حيث ذهبت عائدات البترول السوداني ... صدر البترول السوداني قبل ثمانية اعوام و طريق الانقاذ الذي يربط غرب السودان بوسطه لا يزال محلك سر ... اما عن الطريق الدائر الذي يربط ولاية جنوب كردفان فالارقام ستظل ترد في ميزانيات التنمية كل عام الي ما شاء الله ... ثمانية اعوم من التصدير للنفط السوداني و مجانية التعليم و العلاج شعارات تبث في الاجهزة الاعلامية و لا تجد طريقها الي أرض الواقع .. فالواقع السوداني اليومي لا يزال واقعاً مزرياً جداً من ناحية الحياة المعيشية اليومية لعامة الشعب في بلد المليون ميل مربع الذي يعيش في الفقر المدقع و احياناً كثيرة تصل الي ما دون حد الكفاف ...

ثمانية اعوام مرت منذ من تصدير البترول السوداني و غالبية الشعب السوداني لا يزال يردد ذات السؤال الذي قيل ان السيد مبارك الفاضل طرحه ذات مرة عندما كان في الحكومة لزميله السيد وزير الطاقة و التعدين الدكتور عوض الجاز قائلاً ( انتو قروش البترول دي قاعدين تودوها و ين ) .. و لسنا بجاجة الي رد السيد وزير الطاقة و التعدين للسيد مبارك الفاضل الذي يقبع هذه الايام خلف القطبان المظلمة بتهمة المحاوله او المؤامرة التخريبية الاخيرة ....... نسال الله السلامة و العافية للسيد الفاضل .. ان الشعب السوداني يريد اشباع فضوله فقط بمعرفة أين تذهب عائدات البترول السوداني الذي صدر قبل ثمانية اعوام ....

و لا يمكن ان نقول بأن كل الشعب السوداني محروم من ثروة البترول لان هناك من ظهرت عليهم مظاهر تلك النعمة حيث تغير سلوك البعض اقتصادياً و اجتماعياً لدرجة استيراد الخدم و الشغالين من الهند و الفلبين و بغلاديش و باقي الدول الاسيوية الفقيرة .. كما ان البعض ايضاً يسرفون في تطاول البنيان و العمارة و يتسابقون في جلب التصاميم من مليزيا و دول الخليج بينما بيوت السود الاعظم من الشعب السوداني تنهار عليهم و تدفنهم احياء .. بيوت الطين والزبالة تبيد أسر بكاملها في طرفة عين تمسح اسمائها من سجلات الاحياء ...كما ان الذين تأثرت منازلهم بسبب الفيضانات السيول و الامطار الغزيرة هذا العام يمنون انفسهم بخيمة او مشمع ليس اكثر و يعز عليهم الحصول عليها ...

أين تذهب عائدات البترول السوداني و بعض الفئات العاملة في الدولة السودانية لا تتلقي رواتبها لآشهر تصل احيانا السته شهور او يزيد ... أعرف احدي الشركات التي صفت عمالها و سرحتهم بعد سنين خدمة امتدت الي ما يزيد عن العشرين عاماً لتعطيهم ما يساوي سته الف جنيه سوداني بدون معاش او تأمين .... فيا تري ماذا ستساوي هذه السته الف جنيه سوداني لارباب اسر صاروا عطاله عن العمل فجأة بدون مكافأه مجزيه و بدون معاش تعينهم في مقبل ايامهم و حياتهم التعيسة ... و اعرف ايضاً بعض سعداء الحظ في بلادي ممن اختيروا ولاة او وزراء لمده عام او عامين او أقل .. و لكن عندما استغنت الحكومة السودانية اكرمتهم بملايين الجنيهات لم يحلموا بها من قبل و ساوت لهم معاشات لا يحتاجونها نسبة للثراء الذي حالفهم بعد ليالي القدر التي نصبتهم ولاة و وزراء علي الشعب الغلبان ....

أن الصفوة و النخبة في الخرطوم تحتفل بالعام الثامن لتصدير البترول السوداني بينما الشباب في المناطق المنتجة للبترول يجندون انفسهم لتمرد جديد لانهم لا يجدون فرصة عمل في تلك الحقول المنتجة و المصدرة للبترول ...

ان غول الغلاء يبتلع كل قرش يتحصل عليه الكادحون في السوداني بدون تسديد حقيقي لاحتياجاتهم اليومية الضرورية من مأكل و مشرب و ملبس و سكن و تعليم ... و قد عجبت جداً عندما قرأت دعوة الاستاذ حمدي التي يدعو فيها الي اعادة النظر في اسعار الاسمنت في السودان لان اسعاره مقارنة بالاسعار العالمية تصل الي اربعة اضعاف ... كأن السيد حمدي قد عادت اليه ذاكرته فجأة ، مما جعلته يراجع الفرق الشاسع في الاسعار العالمية للسلع المستوردة و المنتجة محلياً بقيمتها الشرائية في السودان ... و للذكري فان السيد حمدي هو عراب الاقتصاد السوداني في عهد الانقاد و هو من اطلق غول الاسعار باسم التحرير الاقتصادي . ان بمقدور السيد حمدي عمل ما هو اكثر ايجابية تصحيحاً للاخطاء التي صاحبت التحرير الاقتصادي ... فنظرية التحرير الاقتصادي هذا هي نظريته او بالاحري هي من بنات افكاره و بأمكانه مراجعة أثارها السالبة التي خنقت حياة الشعب السوداني اقتصادياً و اجتماعياً ... فقد حدث جراء سياسة هذا التحرير الاقتصادي شرخاً كبيراً في حياة الشعب السوداني اقتصادياً و اجتماعياً ... فمن الناحية الاقتصادية انقسم الشعب الي قسمين فئة غنية مترفة جداً و اخري فقيرة بائسة جداً .. و قد أثر هذا الفارق الاقتصادي اجتماعياً .. اما الاثأر الاجتماعية فلا مجال لها في هذه العجالة ... و كل ما نأملة ان تتسع ذاكرة السيد حمدي و رفقائه من الصفوة و النخبة السودانية و ان تتفتح قرائحهم بمعالجات لاخطائهم الفادحة التي ارتكبوها في حق الشعب السوداني اقتصادياً و اجتماعياً ... و قد يجيبون بذلك علي السؤال الملح الذي يطرحه الشعب كل يوم ( أين تذهب عائدات البترول السوداني ) .......




#ايليا_ارومي_كوكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين تذهب عائدات البترول السوداني ... ؟
- في يوم الام


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ايليا ارومي كوكو - اين تذهب عائدات البترول السوداني ... ؟