أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمود حمد - إنطفاء الشاعر علي جليل الوردي في غربة الوطن!














المزيد.....

إنطفاء الشاعر علي جليل الوردي في غربة الوطن!


محمود حمد

الحوار المتمدن-العدد: 2816 - 2009 / 10 / 31 - 00:15
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


إنطفاء الشاعر علي جليل الوردي في غربة الوطن
محمود حمد
بصمت الزهاد..
رحل صباح اليوم في بغداد الشاعر العراقي..
ورجل السلام..
والوطني الديمقراطي..
والمثقف الناقد..
والاداري الرائد.. علي جليل الوردي
تاركا خلفه إرثا شعريا وطنيا لم يهادن المحتلين والطغاة..وتراثا سياسيا ديمقراطيا امتد لاكثر من ستة عقود ..وموقفا جسورا في مواجهة الحكام المستبدين..واعتزازا بحرفيته ..وزهدا عن الرزايا..وثقافة للسلم ..
في أول لقاء لي معه في حزيران عام 1979 حدثني عن بواكير حركة السلم في العراق في مطلع خمسينات القرن الماضي ولقاءاته مع المرحوم عزيز شريف والسيدة ثمينة عادل لتأسيس أولى حلقات حركة السلم في العراق..
تصفحت نضيد الكتب الممتد عند سريره الحديدي ..شغفتني المخطوطات الجلدية ونسخ من ديوانه ( طلائع الفجر ـ الذي رسم غلافه الفنان الراحل خالد الجادر وخط عنوانه الراحل هاشم محمد البغدادي) الديوان الذي قمعته السلطة ..والى جانبه مخطوطة ديوانه الثاني ( الذي احتفظت بصورة لبعض قصائده الوجدانية )..وعلى طاولة خشبية منجمة اعداد من مجلة المجلة المصرية التي نشرت قصائده الوطنية المعارضة عام 1937 ..سألته ممازحاً:
ماذا كان رد السلطات على قصائدك المعادية للاحتلال والمحرضة للثورة عليهم؟
اجاب بابتسامته المداعبة:
كم يوم توقيف ..وفصل من الوظيفة..وبس!
في علبة جلدية حائلة اللون ..عرض لي حمامة طليقة من الذهب ..قال:
هذه نموذج صِغتُها بيدي في يوم السلم العالمي عام 1957 ووزعت سراَ بين دعاة وعشاق السلم..وإحتفضت بهذه لابنتي سميرة!
كان داعية جسورا للسلم العادل ..لكنه عاش بمرارة في زمن مشعلي الحروب ومدمني سفك الدماء..
وتتالت لقاءاتنا..التي اغنتني عن قراءة احداث مدونة بقلم كتابها..لان محدثي كان موضوعيا في نقله وشجاعا في نقده وتقدميا في تحليله ..
تعرفت من خلاله على تاريخ الحركة الديمقراطية في العراق ودور رواد التيار الديمقراطي في نشر ثقافة ـ الديمقراطية الوطنية ـ التي هو أحد رموزها ..ونحن أحوج مانكون اليها في هذا الزمن الملتبس..حيث تُقايض اليوم في أسواق المتحاصصين ( قشور الديمقراطية اللقيطة المهربة في احشاء الدبابات المحتلة) بالدكتاتورية الشمولية الدموية!
كان عاملا ًزاهداً..ومُنتجا مبدعاً..مترفعا عن دنايا السلطة رغم تميزه الاداري المالي ونزاهته التي أوقعته في انياب محكمة الثورة عام 1968 لانه رفض تغيير تقرير عن الفساد المالي لدائرة السياحة التي كان يرأسها برزان آنذاك..
يقول في احدى قصائده:
من شقائي قد بعت مكتبتي وبهذا فقدت مملكتي
لأغذي بالروح مسغبتي أفهذي حياة ذي همم
عاملٍ طاهرٍ من الدَرن!؟
يرحل عنا اليوم شاعر الاضرابات والتظاهرات والاعتصامات.. تاركا وطنه مدمى وشعبه نازفا ..
الوطن الذي كرس حياته من أجل إستقلاله الناجز وشعبه الذي لم يبخل بسني عمره وعقله ورمق عيشه من أجل سعادته..
رحل زاهداً كما عاش..
بعيداً عن رياح الفساد الاداري والمالي التي تعصف بالوطن..
رحل ثابت الموقف الوطني ..لم تهز قامته أعاصير الاحتلال ..ولا مفخخات القتلة المتجولين!




#محمود_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا..ل - مندوبي أمراء الطوائف -..نعم..ل - نواب الشعب -!!!؟؟؟
- إنحلال - دولة أمراء الطوائف - ..وعسر نشوء - دولة المواطنة - ...
- مشاريع الحركات والاحزاب -الطائفية-..نقيض-دولة الوطن والمواطن ...
- اسئلة ( تنموية ) الى رئاسة مجلس النواب ووسائل الاعلام
- عاجل..سقوط طائرة زعماء العراق في حادث مفجع!؟
- القائمة المفتوحة والنوايا المغلقة!؟
- الصحافة لاتكذب ..فلا توئدوها!؟
- مالذي قدمه برلمان - اللُّحى البَلْقاء-* والنساء -المقموعات-! ...
- التفجيرات الاخيرة..إنذارٌ أم نذيرٌ!؟
- الدستور العراقي..بنود ( مُقدسةٌ ) وأُخرى ( مُفَطَسَةٌ )!؟
- خطورة - صفقات الأمراء - و - تبصيم الفقراء - على مصير العراق! ...
- طَهروا مُدُنَكُم من رِجس المُحتلين!؟
- لاتُغمِضوا عقولكم..إنه الوطن..والمتضررون من الإنسحاب كثيرون! ...
- الانسحاب من الشوارع ..والتوغل في كهوف المطامع!
- الاستثمار ب -المكناسة - خير من الاستثمار ب -بعض الساسة-!!؟
- تلبية الاحتياجات لا العوات من يعيد الكفاآت يارعاة المؤتمرات! ...
- من يزرع التطرف في العقول .. يحصد الارهاب في الشوارع!؟
- تطهير الدولة من البَوْ و الحَرباء ..صراط الفوز يا - سيد نوري ...
- تبرأ الامريكان من البوشية..فهل سيتبرأ العراقيون من الحوشية!؟
- عودة المُغتربين وإغتراب العائدين!؟


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمود حمد - إنطفاء الشاعر علي جليل الوردي في غربة الوطن!