أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جنبلاط الغرابي - الاخلاق ونظرية الرقيب الغيبي















المزيد.....

الاخلاق ونظرية الرقيب الغيبي


جنبلاط الغرابي

الحوار المتمدن-العدد: 2810 - 2009 / 10 / 25 - 12:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يتسم مفهوم الاخلاق بمشروعية سيكلوجية تهدف الى الهيمنة على النزعات المنحرفة والشذوذ اللا انساني من خلال فرض ادلجة ذاتية تُسير الانسان نحو خلق كمالاته ووضعه في بوتقة الاتجاه السليم.وبطبيعة تحصيل هذا التوجه تكون النتيجة ايجابية لصالح المجتمع,وتعم الافراد دون استثناء.حيث ان القانون الوضعي المتمثل بالمحاسبة والتأنيب لا يفي بمهمة تقليص السلبيات الاجتماعية او كبحها,ولا يمكنه ان يحقق السلام العام,كون الفرد الشاذ يستطيع ان يتملص من هذه الامور من خلال عدم وقوعه تحت هذه السلطة او يكون اجتنابه للاخطاء متعلقاً بمدى فعالية القانون وقدرته على فرض قوته من ناحية التطبيق وكبر المساحة.لذا نلاحظ بعض المجتمعات التي ما ان تفقد السلطة القانونية يتحول واقعها الى غاب وتعم الفوضى في جميع جوانبها.والسبب في ذلك هو ان هذه الاخيرة تعودت على الرقيب الحسي المتمثل بالقانون ولم تتصف برؤيتها للرقيب الذاتي المتمثل بالاخلاق.ومن هنا جاءت الحاجة الملحة الى تطبيق القانون الاخلاقي كدافع تحمله النفس للحد من وقوع الانحراف وتجاوز التيارات الفكرية الشاذة.


النظريات الاخلاقية

ذهب بعض الفلاسفة امثال جان بول سارتر وانجلز من ان المشروعية الاخلاقية جهة يغلب عليها الطابع النسبي,والالتزام بها يعتبر امراً مخالفاً لمتطلبات الواقع,فالمنظومة الاجتماعية الاخلاقية في دول جنوب اميريكا تختلف عما عليه الاخلاق داخل المجتمع الاوربي,ومن هنا لا تكمن اية ضرورة في بناء النفس الاخلاقي.اما عمانؤيل كانت فقد قدم مفهوماً نبيلاً في هذا الجانب,حيث يرى ان الاخلاق صفة تكوينها يوجب العمل بها دون تفضل,وهذا ما يطلق عليه بمفهوم الواجب,فأن عمل الخير عند كانت واجب على النفس وليس تفضلاً منها,وعلى الانسان ان يتسم بهذه الصفة كموضوع ذاتي يرافق النفس اينما حلت,وكما ان ادارة المنزل والتربية واجبة على الابوين,فأن العمل الاخلاقي واجب على كل انسان,لذا يرى كانت ان التفاخر بالعمل الاخلاقي ليس من الاخلاق.وقد لاقت هذه النظرية استخفافاً من جانب الاطراف العلمانية,حيث اتهم البعض هذه النظرية بأنها مثالية النزعة وتمثل الاتجاه الديني المسيحي في بعض جوانبه,ويرى اخرون استحالة تطبيق هذا المشروع النفسي لعدم اتفاقه مع الواقع الموضوعي,ما دامت النسبية تحيط بهذا الجانب.ولرفض الاخلاق بعداً سياسياً يرتبط بالتوجه الليبرالي والعلماني بالاضافة الى الفلسفة الالحادية,حيث ان المفهوم الاخلاقي يقف بوجه كثير من النظريات الفلسفية الخاطئة كالمذهب التجريبي والحسي بالاضافة الى الوجودي.يقول جان بول سارتر في كتابه الوجودية ص60,بعدما استشاره شاباً فيما ان يذهب للمعركة من اجل الانتقام او يبقى مع امه الارملة الوحيدة,فكان جوابه,انت حر فأختر بنفسك ان اية نظرية اخلاقية شاملة لا تستطيع ان تهديك,ان الحياة ليس فيها علائم وبشائر تنير السبيل.-ان هذا الكلام الذي يطرحه سارتر يصور مدى التنافي العلمي بين نظريته الوجودية والمفهوم الاخلاقي,فتجريد الحياة من هذا المحتوى ليس الا دعماً لشريعة الغاب,الا انه لم يجد سبيلاً ثانياً للاخذ به كبديل عن هذا الاتجاه,ولو اعتقد سارتر بالمفاهيم الاخلاقية,ولو بنسبة معينة,لانهارت نظريته الوجودية برمتها,كونها تنطلق من الجانب الاحادي للانسان ولا تؤمن بالمبدأ التعميمي الشامل.لذا كتب يقول كتاب الوجودية صفحة 89.الوجودية ليست الا جهداً لاعتماد الالحاد مبدأ ننطلق منه لنخلص الى جميع النتائج الممكنة.-ان تعارض الاتجاه الفلسفي مع الاخلاق يجسد الدعوى التي اطلقتها الاتجاهات المادية في فهم الحياة بطبيعة مخالفة للسياق المعتبر.وفي الواقع ان هناك خلافاً اعمق من الذي اوردناه وهو تنافي الدين مع المتجه الفلسفي المطروح.فقد حاول البعض دحض المسألة الدينية لدرجة وقوعه في المبالغة من خلال انكار الاخلاق,وهذا التصور مبني على اسس خاطئة وهي تفهم الاخلاق من المنظور الديني وليس الانساني,فأن اقتران الدين مع الاخلاق لا يعني فقدانها للحس الانساني وارتباطها بالمفاهيم الكنائسية ودور الرهبان,بل ان العقل البشري يملك القابلية الكاملة في تهذيب النفس وتقبيح الضرر واختيار الاصوب,فهناك الكثير من القبائل المتخلفة التي تجهل الفكر السماوي والارضي ولكن افرادها يعاهدون انفسهم على ان لا يقترفوا ذنباً تجاه الاخرين,ونرى بعضهم يتخوف من ان يطأ برجله اثر شخصاً يكن له الاحترام والتبجيل.ومن هنا لا نرى اية تبعات يمكن ان تتحملها المفاهيم الاخلاقية جراء الصراع السياسي بين الفكر والكنيسة.يقول نتشه في كتابه فلسفة الاخلاق ص 184 -لقد فهمت اخلاق الشفقة السائدة التي استولت حتى على الفلاسفة وجعلتهم مرضى. ويقول ايضا,الشفقة خطيئة يجب تجنبها.ويكمن الخطر الاعظم في الشفقة-.قد يكون هذا الكلام خير تحصيل على فهم الخلاف السياسي بين المشروعية الدينية وفلسفة هذا الاخير,وانكار الشفقة التي تمثل الرحمة الانسانية ما هو الا افرازات الفكر العدائي المتحصل بين هذه الجهات,ومن هنا لا يمكن لنا ان نعمل بهذه النظريات كونها غير مبنية على اساس علمي صلب,لذا نصنفها على انها متجه فلسفي اعلن المعارضة والرفض لاسباب سياسية ...





الرقيب الغيبي


ارى ان الاخلاق قاعدة حصينة دورها حماية المجتمعات من الانهيار والتصحر الفكري و الثقافي,كونها تمثل الركيزة الصلبة التي تقف عليها ادارة المجتمع في جميع مجالاته,ولا يمكن لهذا الاخير ان يتزود بالفكر التقدمي دون مراعاة التشريعات الاخلاقية,سواء كانت سماوية ام ارضية,لذا نذهب الى ان التقدم الاجتماعي من الناحية الاخلاقية يضمن المسيرة الناجحة نحو الوصول الى مواجهة متطلبات الواقع.فأن المجتمع بطبيعته متعرض للتغيير من خلال طرق عدة,اشدها وطأة,الارتكاس والانتكاس,والاخلاق تمثل الذخيرة الذهنية لمعالجة هذه القضايا الطارئة,وفيما لو انعدمت الاخلاق فلا يمكن لاي مجتمع ان يعالج اية اخطار,وقد لاحظنا في زمن النظام السابق,وبعد ازاحته,الدور الايجابي الذي لعبته المفاهيم الاخلاقية من جهة,والدور السلبي الذي تمادى في طغيانه بسبب انعدامها من جهة اخرى.وهذا تحصيل للفقر الثقاقي الذي عزز الجانب السلبي,ولو تمكن المفهوم الاخلاقي من ان يكتسح الذهن الاجتماعي لما رأينا المظاهر والاعراض الشاذة التي مازالت تشكل الفجوة الاجتماعية الخطرة.ومن هنا يبرز هذا المقام الذي يتصف بالتشديد على مشروعية الرقيب الغيبي المتمثل بمخافة الله عز وجل,حيث ان تناول الجهة الاخلاقية كمشروع بناء للذات لا يحمل الاداة الكافية للقضاء على الدوافع الشاذة,ويتوجب العمل بالضمير الغيبي الذي ينبع من خشية الجزاء الرباني للعمل السيئ,لانه يمثل الادارة الفكرية التي ترافق الانسان وتجنبه الوقوع في الازمات,ويتلخص هذا الاخير من خلال كلمتين افعل ولا تفعل,بمعنى النهي والارشاد.وهذه المنظومة الالهية تجسد ارقى اداة لتحصيل القيم الانسانية كونها حيادية المنهج,وتنطلق من مبادى سامية,ومعرفة اولية متكاملة خاضعة لسلطة الخالق,لا سلطة الانسان,ومن خلال هذه الاطروحة نكون قد رفعنا الشبهة الفلسفية المتعلقة بالنسبية,وفي ذات الوقت تخلصنا من الشوائب الوضعية التي تحول دون الوصول الى الثبوتية في الاخلاق...









#جنبلاط_الغرابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسة في ظواهر المجتمع العراقي
- (عقيدة الثالوث)
- الاديان والطوطمية -نحو معرفة جديدة
- أوهام علي الوردي-2-
- أوهام علي الوردي
- الأسس العلمية في دراسة المجتمع العراقي
- مبحث حول الازدواجية الشخصية
- ثقافتنا!


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جنبلاط الغرابي - الاخلاق ونظرية الرقيب الغيبي