أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كفاح محمود كريم - بين الرئيس ودولة الرئيس؟














المزيد.....

بين الرئيس ودولة الرئيس؟


كفاح محمود كريم

الحوار المتمدن-العدد: 2801 - 2009 / 10 / 16 - 17:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يتعود العراقيون إجمالا على استخدام مصطلحات التفخيم والتعظيم على الطريقة التركية أو الإيرانية في مخاطبة الما فوق واختصروها بمصطلح عسكري معروف في التداول وهو ( سيدي ) وربما على العهد الملكي سادت مفردات البيك والباشا المستوردة من فلكلور الدولة العثمانية.

وفي كل ذلك كانت هناك ثقافة تصاحب الكثير من العاملين في إدارة البلاد وعلى مختلف المستويات مستمدة من ارث غائر في التاريخ يتكثف دوما في ثقافة وسلوك وتعاطي الحكام من الملوك والرؤساء في مجمل منطقتنا وبالذات بلادنا.

ولم يعد خافيا على الجميع إن الرئيس الأسبق صدام حسين ليس وحده من يستحق أن يحاكم ويعاقب على ما اقترفه بحق الشعب والوطن تحت مختلف التسميات والشعارات، وربما لا أكون متطرفا إذا ما قلت إن ( سيادته ) قد يكون أفضل من كثير من أقرانه أو من ما هم أقل درجة من وظيفته السابقة والذين أنتجهم أو سهل إنتاجهم عبر العقود الأربعة الماضية في إدارة الدولة العراقية.

وهذا لا يعني إن النموذج أعلاه قد تم إنتاجه وتصنيعه خلال هذه العقود الأربعة، بل يمتد في جذوره إلى قرون عديدة من العقلية والثقافة المغلقة والسلوك الأحادي المكثف بشخص واحد أو عدة أشخاص والذي تسبب في ما آلت إليه مجتمعاتنا حتى هذا اليوم، فلم يك البعثيون وغيرهم ممن أتيحت لهم فرصة الانقلاب والتفرد في الحكم والسلطة أصحاب هذه المدرسة في العنف والإرهاب وإلغاء الآخرين، بل هم نتاج منظومة فكرية وتربوية متراكمة عبر مئات السنين، ربما كانوا مبدعين في ترجمة تلك الأفكار والأهواء إلى الحد الذي لم ينافسهم أحد فيما مضى من الأيام.

أقول قولي هذا (!) وأنا أراقب نماذج أخرى يفترض أن تكون بديلة لذلك الذي ننزف دما لأجله حتى هذه الأيام، فمنذ سنوات تحقق ما كنا نصبو إليه عبر مئات السنين ( بصرف النظر عن آلية التغيير ومشروعيته ) وكان يفترض أن تكون النماذج البديلة ( في الحد الأدنى ) متناقضة تماما في ما كنا نعاني منه من استئثار للسلطة وتشبث بالمناصب سواء رضي الناس أم لم يرضوه، وتسخير امتيازات السلطة وأبوابها من أجل ذلك الكرسي وصلاحياته وسحره الأخاذ.

كنا نتوقع جميعا ( ربما حتى ضحايا السقوط ) أن يكون البديل مغايرٌ تماما لما كان أيام ( القائد الضرورة ) و ( الحزب القائد ) وتنتهي والى الأبد مصطلحات ( البيعة ) و ( أنريدك يا صدام أنريدك ) وتسيير عشرات الآلاف من ( الجماهير المناضلة ) في مظاهرات التأييد من البصرة حتى الموصل ( لتأييد القائد ) واستنكار من لا يريد القائد.

كنا نتوقع جميعا أن ( نخلص ) من القنوات الإعلامية الحكومية التي تمجد الحكومة وتوهم ( الشعب المناضل ) بعظمة القائد ومنجزاته، وأن يتم حل دائرة العشائر في ديوان الرئاسة ووضع حد لشيوخ تلك العشائر من تدخلاتهم في ما لا يعنيهم من أمور السياسة والإدارة إسوة بحل وزارة الإعلام والدفاع والأوقاف!؟

إذن هي ليست مشكلة ( الرئيس صدام حسين ) بشخصه وحتى بنظامه، بل هي مشكلة سلوك تربوي وأخلاقي وممارسات فعلية لا تتفق مع ( معسول الكلام ) وشعارات الاستهلاك العاطفي والغريزي للجماهير المناضلة بقدر ما هي تعبير عن الأحادية والنرجسية والدكتاتورية وعقلية المؤامرة والاعتقاد بأن كل مخاليق الله إنما خلقت لخدمة الرئيس وأهدافه المقدسة سواء كان هذا الرئيس رئيسا للوزراء أو الجمهورية أو شيخا لعشيرة أو مديرا عاما أو رئيسا لجوقة من الطبالين والحمالين؟.

حقيقة؛ كانت التوقعات كبيرة بكبر أوجاعنا وعمقها ولكن ما حدث وما ( أخشى أن يحدث ) كان صغيراً لا يتلاءم مع الزلزال الذي وقع في نيسان 2003 وما تبعه من هزات طائفية وعرقية وتدمير شبه تام للبلاد على أيدي الاحتلال سواء كان أمريكيا أو محليا أو إقليميا أو إرهابيا؟.

ربما لم نصب بالإحباط لحد الآن، والخشية في تراكم ( الأخطاء ) وتقزيمها بما لا يتناسب وحجمها مبدئيا، ففي ذلك مؤشر خطير قد يهدد بالعودة إلى الوراء وإضاعة فرصة تاريخية لبقاء كيان كان ذات يوم يسمى العراق سواء بالمذكر ( جمهورية العراق ) أم بالمؤنث ( الجمهورية العراقية )؟.



#كفاح_محمود_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( الإعلام وحل النزاعات )
- الإعلام بين حرية التعبير والعدائية
- المصالحة أم المعالجة؟
- ( المرأة والزواج والحرية )
- الطفيليات السياسية
- من دولة العصابة الى عصابات الدولة
- دولة العصابة ( العراق بين 1963-2003م )
- ( الموصل والطغمة العنصرية )
- (الانتخابات الكوردستانية وآفاق المستقبل)
- ( ونجحنا يا كوردستان )
- ( دستور كوردستان )
- كوردستان والخيار الديمقراطي
- الانتهازية والعوق الاجتماعي
- انتخابات كوردستان
- مركزة الدولة والغاء التوافق؟
- ( لكي لا تتوالى المخازي!؟ )
- في كوردستان تتعانق الاعراق والاديان
- كوردستان جنائن البلدان
- المحكمة الدولية والأنظمة الشمولية
- التأثيرات السلوكية للأعلام الشمولي


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كفاح محمود كريم - بين الرئيس ودولة الرئيس؟