أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نزار أحمد - لماذا لايحق لنا معرفة مصادر تمويل الاحزاب السياسية العراقية














المزيد.....

لماذا لايحق لنا معرفة مصادر تمويل الاحزاب السياسية العراقية


نزار أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2781 - 2009 / 9 / 26 - 01:51
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


في جميع دول العالم التي تبنت الديمقراطية الصادقة, هناك قانون ينظم عمل الاحزاب السياسية وبما يضمن استقلاليتها الكاملة عن أي نفوذ خارجي ويوفر فرص تنافس متساوية ومتكافئة ما بين جميع الاحزاب العاملة, ومن أهم مكونات هذا القانون هو تنظيم وتحديد مصادر وآلية التمويل المالي لاحتياجات الاحزاب, فنجد مواد قانونية نافذة تحرم التمويل الخارجي سواء كان مصدره حكومي او خاص, وتمنع تحويل اموال الدولة الرسمية لحسابات الاحزاب السياسية وتخضع حسابات وصرفيات الاحزاب السياسية الى الرقابة والتدقيق, كذلك فأن هذه القوانين تعتبر مصادر التمويل هذه وطريقة صرفها معلومات عامة وتوجب على الاحزاب كشفها للرأي العام حتى يطلع عليها الناخب ويستخدمها كوسيلة لتحديد ميول وسياسة هذه الاحزاب.

أما في العراق فالامر يختلف كليا, فعند صياغة الدستور تم تجاهل قانون الاحزاب كليا مما أدى الى عدم شرعية جميع الانتخابات البرلمانية التي تمت لحد هذه اللحظة, فعدم وجود قانون ينظم مصادر تمويل الاحزاب, يعطي فائدة اضافية للاحزاب التي تبيع ضمائرها لدول الجوار, بينما الاحزاب الوطنية التي ترفض الاموال الخارجية لاتستطيع توفير ابسط متطلبات المنافسة الانتخابية كوسائل الاعلام والدعاية الانتخابية او حتى التواجد الفعال على مسرح السياسة العام, وسؤالنا هنا ما هو مصادر تمويل الاحزاب الرئيسية في العراق كالدعوة والمجلس والتيار الصدري واخوان المسلمين والوفاق والتوافق والاصلاح وغيرها؟, فلو نظرنا الى صرفيات هذه الاحزاب والمتمثلة في صيانة وادامة مراكز ومقرات هذه الاحزاب المنتشرة في جميع مدن وقرى العراق, او احتياجات وسائل اعلامها كالصحف والقنوات التلفزيونية, او المبالغ التي تصرفها على الدعاية الانتخابية, او تمويل مليشيات هذه الاحزاب او دفع رواتب موظفيها وتشبيع افواه المطبلين لها, لوجدناها تصل الى عشرات الملايين من الدولارات الخضرة اللون. فهل يعقل أن ينشق شخص كابراهيم الجعفري عن حزبه ويؤسس مباشرة حزب جديد يصبح له قناة تلفزة وجريدة رسمية ومكاتب ومقرات حزبية منتشرة ليس فقط في جميع عموم العراق ولكن نجدها حتى في المدن الاوربية والامريكية التي تقطنها جالية عراقية.

فلو كانت الاحزاب السياسية نزيهة في تأمين مصادر تمويلها, لماذا اذن ترفض هذه الاحزاب تشريع قانون الاحزاب, ثم كيف تكون مصادر التمويل هذه نزيهة وقانونية إذا كان عامة الشعب لايجد لقمة يأكلها او ماءاً صالحاً يشربه, فحسب العرف الديمقراطي فأن طريقة التمويل الشرعية تكمن في تبرعات المواطنين واصحاب الشركات, ولا اعتقد بأن الشعب العراقي مؤمن بمبادئ وايدلوجيات ومنهاج هذه الاحزاب حتى يغرقها بالهدايا والمنح التي تمكنها من تسديد فاتورات صرفياتها الباذخة, فالواقع عكس ذلك تماماً, فنجد الاحزاب هي التي تصرف الاموال الطائلة في محاولاتها لشراء شعبية لها لم تستطع تصرفات وسلوك وسياسات هذه الاحزاب من تحقيقها على ارض الواقع, وبناءا عليه فأن صرفيات الاحزاب الكبيرة على الاغلب تكون مصادرها كالتالي:

1: عن طريق الدعم الاجنبي كدول الخليج وايران وسوريا وامريكا, وهذا الدعم لم يأتي حبا بسواد عيون هذه الاحزاب ولكن ثمنه تمزيق العراق واخضاعه للسياسات التي تمليها المصلحة الستراتيجية لهذه الدول.

2: عن طريق اختلاس اموال الدولة, وعلى الاغلب عن طريق عقود التموين التجارية ومشاريع البناء والتعمير, فمشاريع كل وزارة تورد الى مقاولين وتجار مقربين للحزب الذي وهبت عملية المحاصصة ملكية الوزارة له, وعلى الاغلب تكون هذه العقود مبالغ في تكلفتها الحقيقية, فالقسم الاكبر من قيمة العقد ينتهي في مصارف هذه الاحزاب.

3: عن طريق اموال الشرع الديني كالخمس والصدقات والزكاة والهدايا, التي مفترض ان تصرف على الفقراء والايتام.

فهل حقا نملك ديمقراطية تضع الشخص المناسب في المكان المناسب وحسب ما تمليه مصلحة الشعب واحتياجاته, أم لدينا ديمقراطية مصطنعة تديرها دولارات الدول الخارجية وعمليات اختلاس ونهب اموال الدولة واموال الفقراء والايتام, فالبرلمان والحكومة التي أوصلتها هذه الاموال الغير شرعية لمقاليد السلطة, لا تعتبر حكومة او برلمان شرعي, فاصوات الناخبين تشترى ولا تكتسب. فعندما يكون لنا قانون ينظم ويحدد مصادر تمويل الاحزاب وبما يضمن نزاهتها وشرعيتها واستقلالها عن النفوذ الخارجي والديني, في وقتها سوف أؤمن بشرعية الانتخابات وقد امنح صوتي لأحد الاحزاب الكبيرة ولن اضيعه بمنحه لحزب لا أمل له حتى في الفوز بمقعد برلماني واحد, ليس لأنه لايملك تاريخ ومبادئ وقيم ومنهج عمل ثابت, ولكن لأنه حزب نظيف لم يتعود على السرقة والغش والخداع والعمالة الاجنبية. وقد لا اضظر للتصويت لغيره لأن عندما تكون عملية التنافس متكافئة ونظيفة, فأن فرص هذا الحزب في الظفر بنسبة برلمانية تضاهي مثيلات احزاب الدعوة والمجلس.

د. نزار أحمد
مشغان, دولة الشيطان
[email protected]








#نزار_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الديمقراطية المسروقة في فوضى العملية السياسية في العراق


المزيد.....




- ترتيب الدول الأقوى في مضمار استغلال الطاقة الشمسية
- -ثعابين الثلج-.. مصورة توثق هذه الظاهرة الغريبة من نوعها في ...
- جلد وسجن 8 سنوات.. إيران تحكم على مخرج مشهور وفقا لمحاميه
- السويد: إسرائيل محط تركيز في نصف نهائي -يوروفيجن- وسط احتجاج ...
- تركيا تدرس زيادة أسعار الطاقة -للأسر ذات الدخل المرتفع-
- إسرائيل تعتبر تهديد بايدن بوقف تزويدها بأسلحة -مخيبا للآمال- ...
- مصدر أمني ??لبناني: أربعة قتلى لـ-حزب الله- في الغارة الإسرا ...
- أردوغان يوجه رسالة إلى أوروبا في عيدها
- بوتين: الغرب يحلم بإضعافنا والنصر في أوكرانيا شرط أساسي لتحق ...
- كيف يؤثر انخفاض فيتامين D على الحمل؟


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نزار أحمد - لماذا لايحق لنا معرفة مصادر تمويل الاحزاب السياسية العراقية