أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - النظام العالمي الراهن و المهام الثورية















المزيد.....



النظام العالمي الراهن و المهام الثورية


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 2777 - 2009 / 9 / 22 - 21:08
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


كان الهدف من المقالات حول "المنظور الإشتراكي للنظام العالمي الحالي" ، التي لم تكتمل لكونها لم تتضمن القراءة في تجربة ستالين سياسيا و اقتصاديا و تم إرجاؤها إلى فرصة قادمة ، أولا الوقوف عند خلاصات النظرية الماركسية اللينينية حول الإمبريالية و المواقف الثورية التي اتخذها لينين لمواجهة نشأتها في حينها ، ثانيا محاولة بناء تصور واضح حول الأوضاع الراهنة لدى القراء الأعزاء و خاصة منهم الماركسيين اللينينيين ، ثالثا إثارة انتباه الغافلين عن هذه الخلاصات من المثقفين و السياسيين الماركسيين و البورجوازيين و الإنتهازيين التحريفيين ، رابعا رد الإعتبار للحركة العمالية الثورية التي تعرف في الفترة الراهنة انتعاشا ملحوظا نظريا و سياسيا و نضاليا من أجل بعث الحركة الماركسية اللينينية لمواجهة الرأسمالية الإمبريالية ، ذلك هو الهدف قبل أية قراءة للأوضاع السياسية و الإقتصادية التي نعيشها اليوم وليس كما جاء في أقوال بعض المعلقين على تلك المقالات و التي لا تحتاج إلى رد يذكر، لكون هذه المرحلة هي مرحلة الفصل بين الأزمة الفكرية للبورجوازية الصغرى المثقفة و النضال الثوري البروليتاريا ، و ككل مرحلة ما بعد أزمة ثورة معينة تعيش الفكر الذي انبتقت منه هذه الثورة انحطاطا خاصة إذا كانت في حجم الثورة الإشتراكية ، و نحن نعيش أكبر أزمة لأكبر ثورة عالمية يصدق عليها ما قاله لينين عن أزمة ثورة 1905 :"الإنحطاط ، فساد المعنويات ، الإنشقاقات ، التشتت ، الإرتداد ، العهر عوضا عن السياسة ، إشتداد الميل إلى الفلسفة المثالية ، الصوفية كرداء للأمزجة المعادية للثورة ".
و الحركة الماركسية اللينينية تستعيد انتعاشها نظريا و سياسيا و نضاليا بعد تفاقم تناقضات الرأسمالية الإمبريالية في ظل الأزمة المالية التي تعيشها اليوم ، و الماركسيون اللينينيون متفقون على أن ما نعيشه اليوم ما هو إلا نتيجة تفاقم هذه التناقضات في ظل نفي تناقضها الأساسي بعد سقوط المنتظم الإشتراكي ، و لا جدال في أن لينين وضع أسس هذه التناقضات في نظريته حول الرأسمالية الحديثة التي عرفت تحولا خطيرا بعد أزمة 1900 و وضع أسس مواجهتا مع نهاية الحرب الأهلية بروسيا و اكتمال أسس الثورة الإشتراكية و الشروع في البناء الإشتراكي ، ذلك البناء الذي لم يكتمل نتيجة سقوط التجربة الإشتراكية بالإتحاد السوفييتي و شرق أوربا الذي حذر لينين من وقوعه في جل كتاباته حول الإنتهازية التي أكد على أن مواجهتها أثناء الثورة و خلال البناء الإشتراكي أساسية في الصراع ضد الإمبريالية ، و كان لمواقف قيادات الأممية الثانية الإنتهازية دور هام في بلورة مفهوم الصراع ضد الإنتهازية في النظرية الماركسية اللينينية في اتجاه بناء النضال الثوري ضد الإمبريالية ، و لم تتحقق الثورة الإشتراكية بالإتحاد السوفييتي إلا بفعل احتداد الصراع ضد الكاوتسكية و المنشفية حول الثورة الإشتراكية و الحرب الإمبريالية الأولى و الحرب الأهلية ، و قراءة النظام العالمي الراهن يتطلب الوقوف عند تناقضاته الأساسية سياسيا و اقتصاديا و ثقافيا لمواجهتها للدفع بالتناقض الأساسي الإيجابي إلى الأمام في اتجاه تحقيق الثورة الإشتراكية عالميا.
أولا سياسيا : لقد أصبحت الحرب أحد الأسس السياسية للرأسمالية الحديثة و رفضتها البلشيفية إلا أن الإنتهازية بتحالف مع الإمبريالية أرغمت البلاشفة على دخولها مرتين ، في الحرب الأهلية من أجل الدفاع عن الوطن الإشتراكي بقيادة لينين و الحرب الإمبريالية الثانية ضد النازية و الفاشية من أجل الدفاع عن الثورة الإشتراكية العالمية بقيادة ستالين ، و يعتبر الإنتصار في هاتين الحربين الأساس السياسي لصحة النظرية الثورية اللينينية حول الثورة الإشتراكية و أهميتها في مواجهة الإمبريالية حيث لا يمكن مواجهتها بالشعارات "السلمية" الإستسلامية التي تنشرها الإنتهازية في صفوف الحركة العمالية ، و يعتبر انتصار الثورة الصينية على الإنتهازية و الإمبريالية الدعامة الأساسية للطرح الثوري للماركسية اللينينية و تجارب الشعوب غنية عن التعريف في هذا المجال في كوريا و الفيتنام و كوبا و غيرها من الحركات خلال مرحلة حركة التحرر الوطنية العالمية.
و النضال ضد الحرب من طرف الماركسيين اللينينيين لا ينفي الدخول في الحرب ضد الحروب المضادة للثورات الإشتراكية ذلك ما علمتنا إياه الأحداث التاريخية و تجارب الشعوب عبر العالم ، فهل انتهت الحرب اليوم ؟ الجواب طبعا يكون بالنفي من طرف الجميع و حتى الإنتهازيين ، و لكن نظرتنا إليها ليست انطلاقا من تصورات البورجوازيين و معهم الإنتهازيين الذين يعتبرون أن الحرب من طبيعة البشر و أن قابل و هابل تحاربا معا و قتل أحدهما الآخر كما جاء في الأساطير القديمة ، و حرب البسوس و طروادة و غيرها من الحروب الإغريقية و الرومانية و الأوربية و الأمريكية كما أطلعنا التاريخ من طبيعة البشر ، لكن معنى الحرب في عصر الإمبريالية ليس كمعناها في العهود القديمة كما يقول لينين ، إن الرأسمالية الإمبريالية تعيش على أنقاض الحرب و ستعيش عليها و على الدوام ما دامت قائمة إذ تشكل الحرب في نظر الإمبرياليين الطريق السهلة للخلاص من أزمات الرأسمال المال المزمنة اقتصاديا لترويج الأسلحة و ذر الأرباح على خزائن الإحتكاريين الماليين الإمبرياليين ، و سياسيا من أجل بسط سيطرتهم على الشعوب بتصدير الرأسمال المالي و فرض الإستعمار على الدول التابعة لها سياسيا و اقتصاديا و ثقافيا.
و لا بد لنا من مواجهة الحرب الإمبريالية الثالثة التي نعيشها اليوم أطوارها بتحديد مواقفنا منها و المواقف الثورية طبعا ، ليس بالشعارات "السلمية" الإستسلامية التي طالما شاهدناها في الحرب على العراق و فلسطين ولبنان و غيرها هذه الشعارات التي لم تستطع الصمود و تم تجاوزها في المهد لكونها لا تخرج عن النطاق البورجوازي و الإنتهازي ، و اليوم مازالت الحرب قائمة في عدة مناطق من العالم و ستستمر ما دامت الرأسمالية الإمبريالية مسيطرة على العالم ، و لن تزول إلا في ظل النظام الإشتراكي الذي وضع لينين أسسه النظرية و العملية في ظل مواجهة الإمبريالية و معها الإنتهازية ، و قد أكدت الماركسية اللينينية ذلك سواء في معاهدات السلام التي عقدتها مع الإمبرياليين أو في الدخول في الحرب و الإنتصار فيها على الإمبريالية و نشر السلام في العالم.
و لا غرابة أن تبدأ الحرب الإمبريالية الثالثة انطلاقا من العراق التي لعب فيها النظام البعثي الدكتاتوري دورا هاما في الحرب ضد النظام الإيراني الظلامي خدمة للإمبريالية التي انتهت أطوارها الأولى ، لتدخل الحرب في العراق مرحلة جديدة في عشية إعلان سقوط المنتظم الإشتراكي بعد استنفاذ الدكتاتوريات القديمة مهامها ضد الشيوعيين خلال الحرب الباردة و كان صدام أبرز هؤلاء الدكتاتوريين ، ليتم فتح الباب أمام الدكتاتوريين الوديعين الطيعين و هم كثر في الأنظمة الرجعية بالدول التابعة للرأسمالية الإمبريالية من أجل قمع شعوب هذه الدول و إحياء مرحلة الإنقلابات العسكرية و الحروب الأهلية من منطلقات إثنية و دينية ، و لا غرابة أن تكون أفغانستان البؤرة الثانية بعد العراق لكونها النقطة التي أفاضت كأس دماء هزيمة الإنتهازية الروسية أمام الإمبريالية و انسحاب جيوشها مطأطئة الرأس أمام أعين العالم أجمع ، و هكذا تناسلت الحروب في كوسوفو و لبنان و فلسطين و السودان و الصومال و الكونكو و غيرها موازاة مع إشعال الحرب الباردة ضد الدول التي تسعى إلى امتلاك الطاقة النووية ، في ظل الإستعمار الجديد الذي يهدف إلى الحفاظ على السيطرة على منابع الطاقة و خاصة البترول و موارد الخامات و ضمان سيطرة الرأسمال المالي على السوق التجارية العالمية.
ثانيا إقتصاديا : يتميز النظام العالمي الراهن اقتصاديا بسيطرة الرأسمال المالي عبر الإحتكارات الكبرى للإحتكاريين الماليين الإمبرياليين المسيطرين على خيرات الشعوب ، و قد وضع لينين أسس الرأسمالية الإحتكارية نظريا و مواجهتها عمليا باعتبار الإمبريالية عصر سيطرة الرأسمال المالي ، هذا البعد الجديد في الرأسمالية الحديثة الذي يميز الإقتصاد العالمي اليوم و الذي اتخذ أشكالا رهيبة في العقدين الأخيرين بعد سقوط التجربة الإشتراكية النقيض الأساس للإمبريالية ، من خلال تفاقم سيطرة الطغمة المالية على العالم بما في ذلك السيطرة على شعوب الدول الإمبريالية نفسها باعتبار هذه الدول أصلا أدوات طبقية لحماية مصالح الإحتكاريين الماليين الإمبرياليين ، و لا غرابة في ذلك إذ تشكل أجهزتها العسكرية و البوليسية السرية و العلنية الضمانة الأساسية لسيطرة الإمبريالية على شعوبها بشتى أساليب القمع و الضغط و الإغراء و الإستيلاب خوفا من نهضتها ضد الإحتكارية المالية الإمبريالية ، خاصة خلال مرحلة الحرب الباردة حتى أن هذه الشعوب لم تعد تقو حتى على المقاومة بالأساليب البورجوازية و الإنتهازية بعد القضاء على الحركة العمالية الثورية بهذه الدول ، و يشاع بين البورجوازيين و الإنتهازيين أن الدول الإمبريالية تعيش أزمات مثلها مثل الدول التابعة لها و على رأسها بريطانيا و أمريكا و ذلك يتجلى في إدعاءاتهم :
ـ إعتماد الدول الإمبريالية و على رأسها أمريكا في اقتصاداتها على القروض و الديون من المؤسسات المالية الإمبريالية العالمية و هي مدينة كباقي الدول ، و هذا الأمر يحمل نصف الحقيقة و ليس الحقيقة كاملة إذ ليست الدول الإمبريالية التي تتحكم فيها الطغمة المالية الإمبريالية هي التي تؤدي هذه الديون و إنما شعوبها المستضعفة هي التي تؤديها على شكل جزية على المجتمع ككل كما قال لينين ، و الدليل القاطع على ذلك هو الأزمة المالية الحالية التي انطلقت من العقار باعتباره مجالا حيويا لاحتكارات الرأسمال المالي حيث توفير شروط المضاربات المالية و الريع و قد تحدث لينين على ذلك في نقده للإمبريالية ، و لم يرحم الإحتكاريون الماليون المدينين لهم بأمريكا بعد طردهم من المنازل التي امتلكوها بالديون لعدم قدرتهم على أداء ما عليهم من دين و أصبحت حياة سكان الدول الإمبريالية مقيدة بالديون حتى الموت ، و هذا ليس إلا قيدا من بين القيود الإقتصادية التي حولت هذه الشعوب إلى شعوب استهلاكية بفعل السياسة التبعية التي نهجتها الإمبريالية بنشر سياسة القروض الإستعمارية عبر العالم دون استثناء ، و استطاعت الإمبريالية تحويل هذه الشعوب إلى أناس طيعين لسياساتها الإستعمارية و المدافعين عنها ضد مصالح باقي شعوب العالم رغم بعض الإستثناءات في مجال ما يسمى ب"حركة المجتمع المدني" البورجوازية و الإنتهازية ، و لا غرابة أن تتنامى جميع أشكال العنصرية الإتنية و الدينية و العرقية و تتفاقم في أوساطها الإتجاهات النازية و الفاشية التي تكن العداء للشعوب الفقير رغم بروز بعض الحركات الديمقراطية ضد الإمبريالية و هي ضعيفة بحكم توجهاتها البورجوازية و الإنتهازية.
ـ إستيراد الدول الإمبريالية و على رأسها أمريكا للمواد الإستهلاكية و هذا الزعم كذلك نصف صحيح لأنهم ينسون أن الدول الإمبريالية حولت شعوبها إلى شعوب استهلاكية و أن الرأسمال المالي غايته المثلى هي المضاربات و الربع أينما تواجدت و لا يستثني و لم يستثن أبدا أي شعب من الإستغلال ، و الطغة المالية هي التي تستورد المواد الإستهلاكية الأقل نفقة لتبيعها بأحسن الأثمان حيث الأسعار مرتفعة بهذه الدولة و نفقات إنتاجها مرتفعة و تحدث لينين عن ذلك في نقده للإمبريالية ، و لكن هؤلاء الذين يدعون هذه الإدعاءات نصف الصحيحة لم يقولوا لنا ماذا تصدر هذه الدول الإمبريالية و هل سبق لها يوما أن استوردت الطاقة النووية أو الأسلحة البالستية أو الطائرات أو السفن أو حتى السيارات و الحافلات من الدول الفقيرة التي أفقرتها ، إن الدول الإمبريالية دول صناعية بفضل تطور الكارتيلات و التروستات و السنديكات التي يتحكم فيها الإحتكاريون الماليون الإمبرياليون ، الذين طروا مفعولها في ما يسمى بالشركات متعددة الجنسيات التي لا تعترف بالحدود الجغرافية من أجل بسط السيطرة الإستعمارية الجديدة على العالم ، و أصبحت بذلك قادرة على الإنتاج الصناعي في أي دولة في العالم شريطة أن تكون بنفقات أقل عبر استغلال البروليتاريا و تستثمر الرأسمال المالي في جميع مجالات التصنيع ، من الصناعات الثقيلة إلى الصناعات الخفيفة الإستهلاكية في كل مكان من بقاع العالم و في ظروف أقسى تعيشها البروليتاريا العالمية لم تعرفها من قبل ، ظروف أشبه بالعبودية الإقطاعية و أكثر من ذلك في ظل ضعف الحركة العمالية العالمية و التراجع عن المكتسبات التاريخية للبروليتاريا التي عاشتها خلال مرحلة التجربة الإشتراكية ، و لا غرابة أن نرى اليوم العاملات و العمال الوافدين من دول شرق أوربا يتم استغلالهم بالمعامل و المزارع الأوربية بأبخس الأثمان من أجل امتصاص غضب الحركة العمالية بعد سقوط التجربة الإشتراكية ، و لا غرابة أن تنتشر السوق السوداء في سوق الشغل الأوربية باستغلال جحافل العاملات و العمال بدون حقوق و الوافدين إلى أوربا عن طريق الهجرة السرية و استغلال العاطلين عن العمل من الأوربيين بتعويضات البطالة كل ستة أشهر و بنفس الأجر ، و لا غرابة أن نجد المشاريع الصناعية الملوثة للبيئة تنتشر بدول شرق أوربا و أفريقيا و آسيا و أمريكا اللاتينية و هي في ملكية الإحتكاريين الماليين الإمبرياليين الذين يستغلون قوة عمل الطبقة العاملة بأجور بخسة ، و من مراكز الشركات متعددة الجنسيات بالدول الإمبريالية يتم التخطيط لإنتاج بضائع إستهلاكية رخيصة تباع في أسواقها بأسعار عالية من أجل الربح الوفير.
ـ أعداد الطبقة العاملة في تقلص متزايد خاصة في بريطانيا و هذه الملاحظة كذلك نصف حقيقية في أعرق الدول الإمبريالية التي قال عنها إنجلس في أعز سيطرتها في دراسة له للطبقات و عن البروليتاريا التي تبرجزت " أمر منطقي من أمة تستثمر العالم كله " ، نعم هذا الإدعاء نصف صحيح بأن أعداد البروليتاريا في تناقص شديد في الدول الإمبريالية التي تسيطر على العالم بتصدير الرأسمال المالي على شكل قروض للدول العالمثالثية لدعم سياساتها التبعية التي تهدف إلى جعلها دولا "استهلاكية" و مجالا حيويا لاستغلال الطبقة العاملة الرخيصة و الخامات و المنتوجات الفلاحية ، و أتحدى هؤلاء الذين يدعون هذه الإدعاءات إذا كانوا يملكون إحصائيات دقيقة للطبقة العاملة في الدول التابعة للرأسمالية الإمبريالية ، و هؤلاء سيواجهونني بقولهم أنه ليست هناك بروليتاريا بالمفهوم الماركسي بهذه الدول و أعرف جيدا أن العاملات و العمال بهذه الدول ليست لها حقوق تضمن العمل القار و الرسمي ، الذي تم ضربه بعد انهيار المنتظم الإشتراكي و سن قوانين رجعية تشرعن استعباد الطبقة العاملة التي تعيش عدم الإستقرار في الشغل ، مما جعلها تتغرض للإستغلال المركب و لا تدخل ضمن الإحصائيات الرسمية و بذلك تفقد صفتها البروليتارية كما هو الشأن في سوق الشغل السوداء في أوربا ، هذا الإدعاء الذي يتم الترويج له في صفوف الحركة العمالية العالمية من طرف البورجوازية و الإنتهازية لضرب أسس النضال العمالي المكافح .
و هم يدعون أن أعداد البروليتاريين في انحدار متزايد في الدول الإمبرسيالية و لا وجود لهم أصلا في الدول العالمثالثية هذا ما تروجه البورحوازية و معها الإنتهازية ، و هم في ادعاءاتهم يريدون الوصول إلى أن دور البروليتاري التاريخي الذي أكد عليه لينين في أسس الثورة الإشتراكية قد تم تجاوزه و لا محل له في التاريخ اليوم ، وهم ينسون أن العصر الذي نعيشه هو عصر الإحتكارات الكبرى نقيض المزاحمة الحرة مما حول الدول الإمبريالية بعد تطور الرأسمالية الحديثة إلى مركز الإحتكارية الماليو التي تعتمد على سيطرة الرأسمال المالي عبر المضاربات و الريع و تقلص بها دور المزاحمة الحرة في التي تعتمد على الإنتاج البضاعي ، و مع ذلك لم يقولوا لنا كم عدد البروليتاريين ببريطانيا و كم عدد الأرستوقراطية البروليتارية و حتى البروليتارية البورجوازية كما قال إنجلس ردا على كاوتسكي الذي أراد الإطمئنان على الحركة العمالية بإنجلترا ، و لم يقولوا لنا كم هو العدد الذي تحتاجه الثورة الإشتراكية من أجل أن تنتصر على الإمبريالية اليوم ، و هل قال لينين يوما يجب أن ننتظر حتى يصبح الشعب كله بروليتاريا حتى ننجز الثورة الإشتراكية ؟ وهم لم يستطيعوا تجاوز تحليل ظواهر الإمبريالية و تناقضاتها الثانوية و هذا ينم على ضعف النظرية التي ينطلقون منها و التي لا تستطيع الغوص في التناقضات الأساسية للإمبريالية و على رأسها التناقض بين الإحتكارية المالية و المزاحمة الحرة.
ـ خلاصتهم إننهارت الرأسمالية مع انهيار الإشتراكية هذا هو الإستنتاج النهائي كما أراد لينين ذلك في أحلامه الموهومة و " كفى الله المؤمنين شر القتال" ، هذا استنتاج تبسيطي لقراءة النظام العالمي الراهن المليء بالتناقضات الصارخة و التي لا يمكن الوقوف عليها إلا بفهم الأساس الإقتصادي للنظام الرأسمالي الإمبريالي ككل و تحليله بدقة متناهية و لا يمكن القيام بذلك و لو أتيتم ب70 فيلسوفا كما قال لينين ، و استنتاجهم عبارة عن جرة قلم و هو لا يمت بصلة بالدياليكتيك الماركسي و لا ينم على عمق التحليل للتناقضات الأساسية في النظام الرأسمالي الإمبريالي الذي وضع لينين أسسه النظرية و العملية ، إن الرأسمالية الحديثة لا مجال فيها للمزاحمة الحرة التي تعتبر الحضن الذي أنتج الإمبريالية و المشاريع الصغرى للمزاحمة الحرة ما هي إلا مصاص أمان أزمات الإحتكارية المالية التي تنتعش بالتعايش مع المزاحمة الحرة ، حيث لم يتم القضاء على المزاحمة الحرة نهائيا لكون وجودها ضروري في تنمية الرأسمال المالي المسيطر على الإقتصاد و السياسة عالميا من طرف الإحتكاريين الماليين الإمبرياليين ، كما هو الشأن بالنسبة للإقطاع الذي لم يتم القضاء عليه بعد الثورات البورجوازية و هو مازال يتعايش مع الكومبرادور الذي يسيطر على الدول التابعة للرأسمالية الإمبريالية التي يسود فيها الإنتاج الفلاحي الذي يسيطر على اقتصادات هذه الدول كما أرادت لها الإمبريالية ، و التي تعتمد عليها الإحتكارية المالية اليوم في بسط سيطرتها على الدولة التابعة للرأسمالية الإمبريالية التي جعلتها مجالا للإستثمارات الإحتكارية في المجال الفلاحي حيث التمركز لا يقتصر على الصناعة كما تعدي الإنتهازية بل تتجاوزها إلى الفلاحة كما قال لينين ، و التناقض بين الإحتكارية و المزاحمة في ظل الوحدة كما هو الشأن في قوانين الحركة بصفة عامة أمر ضروري في استمرار الإمبريالية في التطور و الحياة بسيطرة الرأسمال المالي على الإنتاج البضاعي ، و هذا هو عمق التناقض الأساسي للرأسمالية الإمبريالية و الذي يعطيها النفس الطويل في مواجهة أزماتها المالية التي تشكل فيها الأزمة التي نعيشها اليوم محطة من محطاتها التي تلازمها على طول تطورها إلى حين تحقيق الثورة الإشتراكية العالمية.
ـ القول بأن الماركسية التي نحن في حاجة إليها هي ماركسية ماركس و ليست ماركسية لينين المتجاوزة مفضلين الرجوع إلى الخلف إلى القرن 19 و هم يلومون الماركسيين اللينينيين الذين يتشبثون بخلاصات لينين الثورية في القرن 20 ، مستشهدين في ذلك بأن الرأسمالية هي الإنتاج البضاعي بما في ذلك قوة عمل العامل باعتبارها بضاعة يشكل فج لا يحمل أدنى جديد على المستوى الماركسي ، و أن العالم اليوم تسود فيه سيطرة الخدمات و العمل الفردي و ليس الإنتاج البضاعي و لهذا وجب الرجوع إلى ماركس لتحليل النظام العالمي الراهن و ليس إلى خلاصات لينين المتجاوزة حول الإمبريالية ، يا له من استنتاج ماركسي سديد ! الرجوع إلى نظرية عصر المزاحمة الحرة التي يشكل فيها الإنتاج البضاعي مركز الإقتصاد لتحليل مرحلة الإمبريالية التي يشكل فيها الرأسمال المالي مركز السيطرة الإقتصادية لمعرفة لماذا يتناقص عدد البروليتاريين في الدول الإمبريالية و تسيطرة "البورجوازية الوضعية" على السلطة في عصر الإمبريالية و لماذا تقترض هذه الدول و تستورد المواد الإستهلاكية ؟ هذا غريب بالفعل أن يصدر ممن يسمون أنفسهم ماركسيين و هم يتجاهلون خلاصات لينين حول التروستات البنكية التي تسيطر على الرأسمال المالي باعتباره العصب الأساسي في الإقتصاد في عصر الرأسمالية الإمبريالية ، و لينين قد درس الإمبريالية و أبرز طفيلية و تعفن الرأسمالية الحديثة و توقع تطورها و طغيان الإحتكاريين الماليين الإمبرياليين و لذلك ألح على إنجاز الثورة الإشتراكية لإنقاد الإنسانية من هول الكارثة التي تنتظرها ، و هو في نظر هؤلاء تم تجاوزه و هو لم يعرف و لم يفهم الماركسية و لا فهم علاقة الإنتاج البضاعي بتطور البرلوليتاريا ، إن كل المنطلقات النظرية و العملية التي تسعى إلى تجاوز خلاصات الماركسية اللينينية لا يمكن لها إلا أن تقع في مستنقع الإنتهازية التي تعصف بأصحابها في اتجاه صفوف البورجوازية و معادات البروليتاريا ، و هذا ليس بالحكم التيسيطي للتناقض الصارخ بين منطلقات هؤلاء و استنتاجاتهم البورجوازية و لكن من منطلق الدياليكتيك الماركسي الذي لا يقبل التناقض بين النظرية و التطبيق .
و هؤلاء لا يعلمون أن الرأسمالية الإمبريالية خططت لجعل الدول التابعة لها مجالا للمزاحمة الحرة و المزاحمة الحرة فقط دون غيرها حتى تبقى موردا للخامات و المنتوجات الفلاحية الرخيصة و صناعة المواد الإستهلاكية الرخيصة في أقصى الحالات ، و أن الدول الإمبريالية سائرة في اتجاه نفي المزاحمة الحرة ببلدانها و هي تقيد الدول التابعة لها بالقروض و تهددها بالإستعمار و الحروب الأهلية الإتنبة و الدينية و العرقية حتى تبقى مصاص أمان أزمات الإحتكارية المالية الإمبريالية ، و الأزمة المالية الحالية ما هي إلا أزمة الرأسمال المالي المسيطر على الإقتصاد و السياسة عالميا و ليس أزمة الإنتاج البضاعي الذي كان سيد المزاحمة الحرة في عهد ماركس و التي كانت أزمة 1900 آخر أزماتها قبل الرأسمالية الحديثة ، و الأزمة المالية الحالية ضربت الدول الإمبريالية و لكن هذا لا يعني أن الإحتكارية المالية الإمبريالية قد انتهت و سقطت و انهارت بانهيار الرأسمال المالي الذي تسعى الإمبريالية لإنقاده من الهلاك كما تنشره الإنتهازية ذلك في صفوف الحركة العمالية العالمية ، بل هذا يعني أنها فعلا أزمة الرأسمالية الحديثة كباقي الأزمات العابرة و سيشفى الرأسمال المالي من أزمته هذه بمزيد من استغلال الدول التابعة للرأسمالية الإمبريالية لامتصاص تناقضات الإحتكارية المالية و المزاحمة الحرة ، و بالتالي استغلال البروليتاريا العالمية و خاصة بالدول التابعة التي تؤدي دائما فاتورات أزمات الرأسمالية على طول تاريخ تطورها و التي نعيش اليوم أعلى مراحلها في عصر الإمبريالية ، و ينتظرها بالفعل مزيد من أزمات و أزمات ما دامت على قيد الحياة و التي ستتجاوزها و تتطور في ظل فقدان الطبقة العاملة لدولة دكتاتورية البروليتاريا التي تشكل التناقض الأساسي للرأسمالية الإمبريالية.
ـ منذ 1975 تحولت الرأسمالية إلى شيء آخر إلى نظام غير رأسمالي تحكمه "البورجوازية الوضعية" المتسمة بالإنتاج الفردي و التي سيطرت على الحكم في الدول الإمبريالية ، و نهجت سياسة القروض الممنوحة للدول التابعة لها بهدف جعلها دولا استهلاكية و هذه هي الكارثة التي ضربت العالم ، هذا كلام تبسيطي للنظام العالمي الراهن و هو كلام خارج التاريخ لا يمت بالماركسية بصلة و الوقائع التاريخية تثبت خطأ هذا الطرح ، و قد سبق أن تحدث لينين عن مكانة تصدير الرأسمال المالي و القروض في الإستعمار بشكل مستفيض في أطروحته حول الإمبريالية و هذه هي الميزة الأساسية للرأسمال المالي المسيطر سياسيا و اقتصاديا على العالم ، أما تناول الظواهر الناتجة عن التناقض الأساسي بين الإمبريالية و المستعمرات القديمة فما هو إلا تحليل للتناقضات الثانوية للإمبريالية و العديدة و التي تشكل هامش التناقض الأساسي بين الإحتكارية المالية و المزاحمة الحرة ، و نسأل هؤلاء متى كانت هذه الدول التي يتحدثون عنها صناعية حتى تصبح اليوم دولا استهلاكية ؟ و حتى استهلاكية لم تستطع أن تصبرها بفعل تدني القوة الشرائية للأغلبية الساحقة من سكانها الفقراء ، ألم تكن هذه الدول شبه إقطاعية و بقيت كذلك إلى اليوم ؟ ألم يتم استعمار جلها بعد إغراقها بالديون ؟ و إلا فمن أين أتى لينين بهذا الطرح ؟
لقد أكد لينين على أن استعمار الشعوب العالمثالثية يتم بسيطرة الرأسمال المالي عبر القروض التي تمنحها الإحتكارية المالية للدول العالمثالثية من أجل استيراد الأسلحة و المواد الإستهلاكية و هي المدخل الأساسي للإستعمار ، لهذا أكد على الضرورة التاريخية للثورة الإشتراكية لإتقاد العالم من ويلات الرأسمالية الإمبريالية و ألح على قيام الإشتراكية في بلد واحد و كانت الثورة الإشتراكية التي قادها أروع و البناء الإشتراكي الذي قاده رفيقه ستالين أروع ، مما أحدث في العالم التوازن التاريخي بين التناقض الأساسي بين البروليتاريا و البورجوازية إلا أن الإنتهازية التي حذر منها لينين تسللت إلى الحكم و سيطرت على دولة دكتاتورية البروليتاريا التي بناها العمال و الفلاحون بدمهم أثناء الحرب الأهلية و الحرب الإمبريالية الثانية ، و ليس "البورجوازية الوضعية" كما يقال هي التي سيطرت على الحكم بدول الإتحاد السوفييتي سايقا و دول شرق أوربا إنما الإنتهازية هي التي فعلت فعلها الإجرامي في البروليتاريا و في العالم أجمع ، أما ما جرى في 1975 فليس بانهيار الرأسمالية بل التأكد من قرب سقوط التجرية الإشتراكية بالإتحاد السوفييتي و شرق أوربا من طرف الإحتكارية المالية الإمبريالية و عدم قدرة الثورة الصينية على تجاوز حدود الثورة البورجوازية ، و بالتالي تم التأكد من نفي التناقض الأساسي بين الأمبريالية و الإشتراكية بانهيار هذه الأخيرة لا محال و شرعت في تنفيذ برنامجها الإستعمارية التي تم التخطيط لها أثناء الإستعمار القديم ، و تنفيذها في الحلقة الضعيفة و هي الدول التابعة لها بتركيز التبعية للإحتكارية المالية الإمبريالية ، و تم الشروع من جديد في إحياء التناقض الأساسي بين الإمبرياليات حول الإستعمار و السيطرة على العالم و توسيع مشاريع الإحتكارات المالية عبر العالم و لا غرابة أن تتحول الصين التي تعتبر من أقدم المستعمرات الإمبريالية إلى مشروع امبريالية حديثة و هي اليوم نراها تغرق أسواقنا بمنتوجاتها الإستهلاكية الرخيصة و تنافس الإمبريالية الأمريكية في مشاريع البترول في أفريقا ، و لم تستطع روسيا بعد التحول إلى مشروع امبريالية رغم سعي الإنتهازية فيها إلى التطلع إلى المستوى الإمبريالي نظرا للقوى المنتجة التي خلفتها التجربة الإشتراكية و التي تعرقل تطور الرأسمالية الحديث بروسيا رغم كونها تقوم بعدة مشاريع احتكارية في الخارج في مجال الطاقة النووية في إيران مثل و بعض صفقات الأسلحة ، و مع إعلان سقوط التجربة الإشتراكية خرجت الإمبريالية الأمريكية إلى العالم لتعلن عن سيطرتها على السوق التجارية العالمية و تهيكل منظمة التجارة العالمية كأداة إلى جانب المنظمات الدولية الإمبريالية كصندوق النقد الدولي و البنك العالمي و استغلال أجهزة الأمم المتحدة في تنفيذ سياساتها الإستعمارية التي تفرضها على باقي الإمبرياليات العالمية ، و هي تهيمن على العالم بدون منازع لكون الإمبرياليات الإوربية تنتظرها مهام احتواء الأوضاع بالنصف الثاني الشرقي لإدماج دول شرق أوربا في سياسات الرأسمالية الإمبريالية بعد سقوط جدار برلين.
ـ ثالثا ثقافيا : يتحدثون عن العالم الجديد ، عالم بدون حدود عبارة عن قرية ، عالم الحداثة و ما بعد الحداثة و الديمقراطية و حقوق الإنسان و غيرها من المفاهيم البورجوازية على لسان الإنتهازية ، لقد قامت الإحتكارية الرأسمالية الإمبريالية بنسر مفاهيمها الإستعمارية و إصدار تقاريرها حول الديمقراطية و حقوق الإنسان لفرض إملاءاتها على الدول التابعة لها ، من أجل تهييئها للمرحلة المقبلة و هي ما تسميه ب"العولمة" التي لا تعترف بالحدود بين الدول و انطلقت وسائل الإنتاج الثقافي الإمبريالية في الإنتشار عبر العالم ، و انتشرت الفضائيات و الأنترنيت و الهواتف النقالة و أجهزة الكومبيوتر و السيارات الفخمة و غيرها التي تم ترويجها بعد التأكد من نهاية الحرب الباردة و سقوط التجربة الإشتراكية ، و أطلقت العنان لأقلام البوجوازيين و الإنتهازيين للحديث عن العالم الجديد الموهوم و هم ناسون أن الإمبريالية دشنت هذا العالم الذي ينتظرونه بتقسيم العمل بين الإمبرياليات ، بدءا بشعوب الإتحاد السوفييتي وشرق أوربا و بوغوزلافبا لإلحاقها إلى المستعمرات القديمة التي قسمتها خلال مرحلة الإستعمار القديم و تركز تقسيمها على قاعدة إشعال الحروب الأهلية ذات الجذور الإتنية و الدينية و العرقية ، باعتبارها تناقضات ثانوية في حاجة إليها لصرف أنظار شعوب العالم عن مجازرها في العراق و فلسطين و لبنان و كوسوفو و أفغانستان و الشيشان و بوروندي و الكونكو و السودان و الصومال و التشاد و غيرها ، في الوقت الذي يتم فيه الترويج لمحاربة الإرهاب و حوار الحضارات و غيرها من الشعارات البورجوازية على لسان الإنتهازية لصرف أنظار الحركة العمالية العالمية عن الصراع الطبقي و الثورة الإشتراكية التي يجب إنجازها.
و هؤلاء لم يعرفوا أو يتجاهلوا أن أمريكا أشعلت الحرب الإمبريالية الثالثة التي تشكل الأساس في السيطرة الإحتكارية المالية لفرض الإستعمار الجديد على جميع شعوب العالم ، و فرضت الحرب الأولى و الثانية على الشعب العراقي باسم الديمقراطية و حقوق الإنسان و محاربة الإرهاب و الأسلحة الكيماوية و اللتان أيدهما البورجوازيون و الإنتهازيون و تناسلت ثقافة الحروب لتشمل جل مناطق العالم ، و برزت ثقافة ما يسمى ب"المجتمع المدني" الذي استغلته الإحتكارية المالية الإمبريالية من أجل الوصول إلى آخر نقطة من بقاع الدول التابعة لها و تناسلت الجمعيات و الأحزاب الإصلاحية و النقابات الرجعية باسم التعددية و الديمقراطية و حقوق الإنسان ، و تعرضت البروليتاريا للإغتيال بعد سقوط تجربة دكتاتوريتها على يد الإنتهازية التحريفية التي خرجت عن ثقافة النضال الثوري و تكبدت هزائم تلو الهزائم اقتصاديا و سياسيا و ثقافيا أمام الإمبريالية ، و تم تشويه مفهوم البروليتاريا و الصراع الطبقي المرتبطان بالثقافة الثورية في مرحلة البناء الإشتراكي بالإتحاد السوفييتي ليتم بعث الثقافة الإنتهازية للأرستوقراطية البروليتارية و البروليتارية البورجوازية بإنجلترا كما قال عنها إنجلس .
و انتشرت الثقافة الإنتهازية في أوساط الحركة العمالية العالمية بفضل تآمر الإنتهازية مع الإحتكاريين الماليين الإمبرياليين ضد البروليتاريا بنشر ثقافة الإستسلام باسم "السلام" و حماية "البورجوازية الوطنية" و "المشاريع الوطنية" و "المقاولة المواطنة" و "النقابة المواطنة"، هذه المفاهيم الملغومة التي تروج لها البورجوازية و الإنتهازية باعتبارها بالفعل الثقافة التي تسود بعد كل هزيمة و خاصة أن هزيمة البروليتاريا بعد سقوط التجربة الإشتراكية ليست بالحدث التاريخي البسيط ، إنما شكلت رجة تاريخية عنيفة زعزعت أركان العالم ككل و فتحت المجال أمام شروط انتشار ثقافة التسلق الطبقي و الإنتهازية ، و ظل الماركسيون اللينينيون يقاومون الإنتهازية و الإمبريالية و برزت اليوم أهمية الثقافة الثورية من أجل بعث الحركة الماركسية اللينينية العالمية ، و لن يتم هذا البعث إلا بتعلم فن التراجع الصحيح و الهجوم الصحيح كما قال لينين عن الحزب البلشفي أثناء الثورة الأولى في 1905 حيث بقي وحيدا في المواجهة ضد القيصرية التي انتصرة على جميع القوى السياسية.

تارودانت في : 22 شتنبر 2009

امال الحسين






#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنظور الإشتراكي للنظام العالمي الحالي ج5
- المنظور الإشتراكي للنظام العالمي الحالي ج4
- المنظور الإشتراكي للنظام العالمي الحالي ج3
- المنظور الإشتراكي للنظام العالمي الحالي ج2
- المنظور الإشتراكي للنظام العالمي الحالي ج1
- الماركسية اللينينية و أسس الثورة الإشتراكية ج 5
- الماركسية اللينينية و أسس الثورة الإشتراكية ج 6
- الماركسية اللينينية و أسس الثورة الإشتراكية ج 4
- الماركسية اللينينية و أسس الثورة الإشتراكية ج 3
- الماركسية اللينينية و أسس الثورة الإشتراكية ج 2
- الماركسية اللينينية و أسس الثورة الإشتراكية ج 1
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 12
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 11
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 8
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 9
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 10
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 7
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 4
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 6
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 5


المزيد.....




- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عملية بمجمع الشفاء الطبي في غزة ...
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى تخليد ...
- النهج الديمقراطي العمالي بوجدة يعبر عن رفضه المطلق للأحكام ا ...


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - النظام العالمي الراهن و المهام الثورية