أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعاد الفضلي - تعقيب على تعليق الدكتور ابراهيم حول مقال نشر تحت عنوان -ما هو منطلق الحفاظ على اللغة















المزيد.....

تعقيب على تعليق الدكتور ابراهيم حول مقال نشر تحت عنوان -ما هو منطلق الحفاظ على اللغة


سعاد الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 2768 - 2009 / 9 / 13 - 22:51
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


نعم كما قلتً أنا اللغة : هي حدى أهم مكونات الهوية لأن اللغة تشكل مركبا جوهرياً في الهوية الفردية والجماعية، وعاملاً يؤدي وظيفة حيويّة في جميع التفاعلات اليومية ، فاللغة مكون معرفي خاص يمتلك آلياتها الفرد وفق نمط من المكونات البيولوجية والسيكيولوجية الخاصة به، وأن الفرد يعد نموذجاً للجماعة ، وهكذا ستكون للغة العربية خصوصياتها التي نتوصل إليها عن طريق الوسائط التي تنمو مع هوية المتكلمين بهذه اللغة .
الدكتور ابراهيم في رده على المقال الذي كتبته تحت عنوان ما هو منطلق الدفاع عن اللغة يقول فيه :"اللغة بطبيعتها ديموقراطية لا نستطيع التحكم فيها دكتاتوريا" وينسى إن مفهوم الديمقراطية و الحداثة والتجديد والتطوير تتعارض مع هيمنة لغة أجنبية على لغة وطنية، لأن جوهر الديمقراطية هو تطبيق القانون، والاحتكام إليه، واحترام الدستور والرجوع إليه والاستناد عليه، فليس من الحداثة ، كما أنه ليس من الديمقراطية حق التجاوز، على اللغة الوطنية أن الديمقراطية لفظ اصطلح على استخدامه منذ عهود قديمة وذلك للتعبير على شكل السلطة التي لا تقتصر على ممارستها طبقة أو فئة معينة بل تتولى كافة أعضاء الجماعة ممارسة السلطة .
وما تنص عليه الديمقراطية الحقيقية إن المهام المطلوبة لها ليست استبدال ( لغة بلغة أخرى ولا ضرر أن يتعلم الفرد ويدرس ويتقن لغات أخرى بما فيها اللغة الإنجليزية سيدة الموقف في عصرنا الحاضر كلغة اضافية ولكن ليست بديلة عن اللغة الأم ،. فاللغة العربية تشهد الآن صراعاً مع اللغات الأجنبية المتعددة فقد أصبحت خليطاً عجيباً من الكلام، في الشارع وفي البيت وفي المدرسة وفي مجال تخصص العربية ، تجدهم يتحدثون بلهجاتهم العامية المحلية المشبعة بالكلمات الغربية والمهجنة، وهذا يؤدي إلى نسخ اللغة والبعد عن الأصل فتتعرض للتقلص التدريجي ، لذلك كله صارت الحاجة تدعونا إلى إيجاد الحلول اللازمة للحفاظ عليها . والحضارة هي التي تفرض الحلول المناسبة لمواصلة الاندماج الحضاري وليس اعاقته ولكن كما يقول الكاتب الأميركي جورج موريسون بأنه«ليس ما هو مذلّ ومحطّ للإنسان قدر تعليم الأطفال لغة أجنبية لتأخذ مكان لغتهم الأم» .
إن الدفاع عن اللغة من منطلق الانفعال العاطفي لن يقدم لها الشيء الكثير، لذا يجب التدقيق العلمي الرصين في كفاءة الحلول المقترحة لنتمكن من بناء برامج فعالة على أسس صحيحة تستند لمقومات مضبوطة لا إلى ميول فردية . فإن أي انسان حين يرفض لغته ويستبدلها بلغة شعب أكثر تقدماً وحضارة بنظره، فهو يقرّ بأنه ليس بالمستوى المطلوب حضاريا ، ويرى أن حضارته ليست بمستوى الحضارات العالمية والتي يجب عليه أن يساهم في رفعتها ودفع عجلة التقدم فيها كي تنطلق في ركب الحضارات وتساهم في رقي الفرد العربي , لان الإنسان مهما بلغ من الرقي والتقدم حتى ولو تنكر لذاته التي انحدر منها يبقى في نظر الآخرين غريبا عنهم شخصيتنا لمن يعتز بها فقط هي هويتنا الناطقة بلغتنا مع احترامنا واحتضاننا للغات الآخرى .
يشهد العالم موجة من التغيرات العامة التي شملت مختلف مظاهر الحياة ، من خلال الاعتماد على مجموعة من المفاهيم الخاصة بالحرية والديمقراطية . والثقافة هي جميع مظاهر النشاط الإنساني الاجتماعي من قيم وطرائق في السلوك وصور التعبير اللغوي ، وطرز الحياة بأنواعها وأشكالها المتعددة ولكل ثقافة من الثقافات نمطها الذي يتشكل وفقا ً لحاجة الجماعة وتنظيمها الاجتماعي أي لكل أمة ثقافتها ولغتها التي تميزها عن غيرها دعنا ياأخي أن نلحق بركب الحضارة قبل أن نتحلل ونذوب في كيان الآخرين . وجدير بالاهتمام ان تلاحظ بانه لا تختلف معظم المصادر التاريخية حول العمق التاريخي لمراحل التواصل العربي والغربي العالمي . فللغة العربية دورٌ أساسي في تنمية المجتمع. وقد أكّد تقرير الأمم المتّحدة للتنمية البشرية في العالم العربي الصادر عام 2003 أن اللغة العربية قادرة على استيعاب تعبيرات عصر المعلوماتية، وشدّد على أهميّة تعريب التعليم "لتنمية القدرات الذهنية والملكات الإبداعية لدى الجيل الجديد من العرب بلغتهم الأصلية. وأكّد ضرورة أن يتعلّم الشباب العرب التفكير النقدي بلغتهم الأم " . فقدرة الفرد على النتاج المتميز باكبر قدر ممكن من الطلاقة والمرونة والاصالة لا يكون إلا بلفته الأم لأن اللغة هي الأساس في أي عمل إبداعي فالمبدع هو من لا تقيده القواميس بحثا عن المفردات , لذا كان التعلق باللغة الأم من أسرار تفوق اليابانيين في كل المجالات.
ما ينقصنا ليس الموارد البشرية المتخصصة, بل الادارة السياسية لدفع اللغة العربية الى الاْمام ولتحتل المكانة الجديرة بها إن أية محاولة للحفاظ على اللغة وإعطائها الدعم اللازم لا يجب أن يكون على حساب التوحيد ليعانق رحابة التعدد والاختلاف والذي قد بؤدي بها إلى الانقراض. ويحصل ذلك في حال لم تتوفّر ضمانات جماعية كافية توفر بيئة لغوية تجعلنا نعيش حالة اغتراب مع أنفسنا وبفقداننا لها سنفقد جزءا من هويتنا ونفقد معه مقومات إبداعنا .
كان بودنا أن تشارك معنا د.ابراهيم باعتبارك ناقد بارع في ايجاد حلول لجميع لغات العالم على حد قولك والتى" تواجه مشاكل مواكبة التطورات العلمية وتصبح اللغة الانجليزية بدون منافس لغة العلم و الدراسة الجامعية فكثير من كتب الطب و الهندسة و الفلسفة و علم اللسانيات توجد و تدرس اللغة الانجليزية فقط " . ولا تنسى أستاذنا الفاضل أمهات الكتب العربية الموجودة الآن في المكتبات البريطانية التي ترجمت من العربية الى الانجليزية في شتى المجالات , هذا وقد شهد العصر العباسي حركة غير طبيعية للترجمة وفي تاريخنا الكثير من الشواهد على الاقبال الكبير على تعلم اللغات الاجنبية للأهمية السائدة في ذلك الوقت وترجم البعض حتى من الاغريقية ولغات لم تكن مستخدمة في ذلك الحين تعلمْ العرب اللغات جاء مرافقا لابداعهم في اللغة العربية واعتزازهم بها فبرز العديد من العلماء والأدباء والشعراء في كل المجالات .

وأخيرا فإن ضبط أي لغة سيعني، من الناحية العملية، التمكن من ضبط الوسائط التي تتبعها كل لغة في الإنتاج، وهكذا ستكون للغة العربية خصوصياتها التي نتوصل إليها عن طريق الوسائط التي تنمو مع المتكلمين بهذه اللغة .
د.سعاد الفضلي





#سعاد_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم العيد
- ما هو منطلق الدعوة في الحفاظ على اللغة العربية ؟
- سحر العيون
- حوار أدبي ردا على أبيات الكاتبة شبعاد جبار - اذهب لمن تشاء -
- الحوار مفتاح المعرفة


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعاد الفضلي - تعقيب على تعليق الدكتور ابراهيم حول مقال نشر تحت عنوان -ما هو منطلق الحفاظ على اللغة