أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهام فوزي - العلمانية كما أفهمها أنا















المزيد.....

العلمانية كما أفهمها أنا


سهام فوزي

الحوار المتمدن-العدد: 2766 - 2009 / 9 / 11 - 08:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كاي مفهوم اجتماعي فتعريف هذا المفهوم يتعدد تبعا لعدد وتوجهات المدارس الذي تناولت هذا المفهوم ،ولتعريف العلمانية هناك من راي انها ترادف الدنيوية وذلك نتيجه للاوضاع التي كانت سائده في فترة ظهور المفهوم في اوربا في العصور الوسطي،وراي البعض انها تعني تدخل السلطات الدينية في حياة الأفراد ،بينما يعرف المفكر المغربي العلمانية بانها حفظ حقوق الافراد والجماعات ،وعرفها البعض الآخر بانها الايمان بإمكانية إصلاح حال الإنسان من خلال الطرق المادية دون التصدي لقضية الإيمان بالقبول أو الرفض، اما التعريف الشائع هو فصل الدين عن الدولة .
ولفهم العلمانية يجب أن تفهم في سياق البيئة والظروف التي أدت لضهور العلمانية وتحول المجتمعات الأوربية اليها ،فالعلمانية ظهرت كنتيجة لمحاولة المجتمعات الأوربية بالتحرر من سطوة الكنيسة التي كانت مهيمنة ومسيطره علي الحياة العامة الاوربية في العصور الوسطي ،فكلنا يعلم ان المجتمعات الأوربية كانت في بداياتها مجتمعات اقطاعية يدين فيها امراء الاقطاعيات بالولاء لبابا الكنيسة في روما ،وكانت الكنيسه هي المتحكمة في كل نواحي الحياة إلي أن بدأت هذه المجتمعات تشهد تغيرات جذرية بدأت بثورة الإصلاح الديني وظهور البروتستانتية وظهور الطبقة البرجوزازية الصناعية واضعاف سلطة الإقطاع وظهور مبدا لا ضرائب بدون تمثيل نيابي ،كما تواكبت هذه الثورات مع الثورة الصناعية وبدا النهضة الأوربية مما مكن الفرد في اوربا ان يقف ليثور علي سلطة الكنيسة عليه ويتحرر من سطوتها ويجعلها منحصرة في المجال الخاص فقط اي المجال الذي يجمع الفرد باسرته واصدقائه ولا تتعدي هذا المجال لتتدخل في المجال العام اي الدولة والسياسة
من العرض السابق استطيع ان اقول بان العلمانية في نشأتها م تكن تعني الإلحاد بقدرة ما كانت تعني التحرر من قبضة السلطة الدينية وبخاصة في الأمور السياسية فما لقيصر لقيصر وما لله لله ،كما يمكنني القول وبضمير مستريح أن العلمانية في نشأتها لم تكن موجهه لتقويض الإسلام او حتي المسيحية وإنما كانت موجهه نحو السلطات الدينية المستبده والمتمثله في الكنيسه في ذلك الوقت والتي كانت تتخطي سلطاتها الدينية لتحاول ان تسيطر ايضا علي الحياة السياسية والعامة بحيث تصبح هي السلطة العليا التي تأمر وتنهي وكانت تهدف انهاء احتكار السلطات الدينية لتفسير النصوص الدينية وتعلي من سان العقل البشري الفردي القادر في رايها علي استنباط الاحكام من النصوص وتفسيرها دونما الخضوع لسلطة قدرة رجال الدين علي احتكار تفسير النصوص المقدسة
اذا العلمانية بكل تاكيد لم تكن تقصد الاسلام كدين ،ولم يكن هو السبب الرئيسي في ظهورها ولم تكن موجهه له كدين ،اذا لماذا هذا الحديث الدائر الآن والذي وصل الي حد الاتهامات المتبادلة بين طرفي النقاش ، قبل الاجابة علي هذا السؤال اريد أن أؤكد ان العلمانية كما اراها انا تعني فصل الدين عن الدولة وعدم السماح لرجال الدين بالتدخل في الأمور السياسية او التشريعية كما تعني ضمان حقوق الأفراد والجماعات بغض النظر عن دينهم وعدم التمييز بين الأفراد نتيجه لمعتقداتهم الدينية
وفقا لهذا التعريف فلا يوجد تعارض بين الدين والعلمانية ولكن الصراع الدائر الان هو ذات الصراع الذي شهدته اوربا في العصور الوسطي فنحن نخضع في اغلب المجتمعات الاسلامية لسيطرة الاسلام السياسي علي حياتنا ومحاولة فرض نظرة ضيقة تفسر ما ورد في القرآن وفقا لرؤية اصحاب هذه التفسيرات مما ادي الي شيوع ثقافة التطرف وعدم القبول بالآخر والتشدد الذي بلغ درجة تكفير المسلمين الذين يرفضون توجهات تلك الجماعات اذا كما سبق ان قلت نحن نشهد ذات الحالة وذات الوضع وهو ما ادي الي ظهور هذا الصراع الذي يدور بين نظره ضيقة للامور الدنيوية وذلك لاغراض سياسية بحته وبين الرغبه في تحرير الفرد من سيطرة رجال الدين وقصر دورهم في مجال تفسير الأحكام الدينية والشرعية وان ينتهي دورهم بمجرد خروج الفرد من اماكن العباده ،كما تعني ضمن ما تعني التطبيق الحقيقي لمفهوم الديمقراطية وضمان حقوق الأنسان وخاصة الجماعات الإثنية المختلفة والتي لا تدين بالإسلام وعدم اخضاعها للتمييز نتيجة لمعتقداتهم الدينية ومن هنا بدا الصراع وبدا التشوية في رايي لمفهوم العلمانية ومحاولة اقرانها بالالحاد وذلك في رايي المتواضع خوفا علي نفوذ الجماعات الإسلامية المسيطره علي حياتنا بصورة لم يسبق لها مثيل ،فالرغبه في احتكار النفوذ والسلطة جعل رجال الدين السياسي الذين يتخذون من الدين ستارا للوصول الي الثروة والمكانه والنفوذ يتخذون من العلمانية عدوا يحذرون الناس منه ويقرنونها بالالحاد والزندقة وكل مساوئ الأخلاق وذلك ارهابا للناس حتي لا يطلعوا علي الجانب الاخر للعلمانية ولا يحدث في مجتمعاتنا ما حدث في اوروبا في قرون ماضية وينكر هؤلاء ان الفهم الحقيقي للدين وليسمح لي المخالفين يقتضي الاعتراف بان الدين بفهمه الصحيح اباح للمرء اختيار اعتناق الاسلام او تركه "انك لن تهدي من احببت "وينكرون ان الرسول قد قال "انتم اعلم بشئون دنياكم" وغير ذلك كثير من الايات والاحاديث ،اعلم ان حديثي هذا لن يلقي الاعجاب وسيقابل بالرفض من كلا الجانبين ولكني اري اننا في مجال البحث عن الحقيقة لا يمكن ان ننكر جانب ونركز علي جانب اخر بل الامانة العلمية تقتضي ابراز جميع الاراء ووجهات النظر المختلفة ويترك للقارئ الحكم علينا
هذا فيما يتعلق بالصراع الدائر بين الدين والدولة ،والصراع الدائر الآن في المجتمعات الاسلامية بين من يحاولون اللحاق بركب الحضارة عن طريق تطبيق الديمقراطية واحترام حقوق الانسان وحقوق الاقليات الدينية وبين من يرون ان تطبيق هذه الامور سينقلهم من مركز السلطة والنفوذ الي الهامش ولذلك فانهم يستغلون الايمان الفطري لدي سكان المجتمعات الاسلامية ومعرفتهم الدينية لكي يمارسوا نوعا من الارهاب الفكري الذي ادي الي ظهور التطرف الاسلامي والتطرف العلماني مما اضر كثير بالمعني الحقيقي المقصود من عملية علمنة المجتمعات الإسلامية وجعلها تبدو وكانها عملية لاجتثاث الاسلام من صدور الناس وفي هذا خطا كبير ،فالايمان الصادق القائم علي الاقتناع والمعرفة لن تستطيع اي قوة في الأرض ان تزعزعه ،ولا يعني تطبيق العلمانية القضاء علي الاسلام ،فاوربا ومنذ العصور الوسطي وهي تطبق العلمانية والديمقراطية ومع ذلك فالسيحية وغيرها من الاديان لم تختفي من اوربا ولكنهم فهموا المعني الحقيقي للددين وانه يقوم علي التسامح والقيم الاخلاقية النبيلة وان الدين هو علاقة خاصة بين الله والفرد لا يجوز ان يتدخل بينهما احد،كما لا يجوز ان يقوم احد بفرض تلك العلاقة الخاصة علي الآخرين ،وحتي الأحزاب الدينية المسيحية والتي ترفع شعارات الدين المسيحي كانت تملك قدرا من العلمانية اتاح لها ان تقبل في صفوفها غير المسيحين ،فاحد الاحزاب المسيحية في بلجيكا رشح ضمن قوائمة سيدة بلجيكية من اصول تركية وكانت مسلمة ومحجبة ،كما ان الحزب الجمهوري كان يضم بين مؤيديه مسلمين واشخاص من ديانات اخري



#سهام_فوزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطن بلا عصافير
- عزيزتي تانيا تقبلي محبتي الدائمة اولا ،واختلافي في الراي معك ...
- فن الإختلاف
- أحبة الجمهورية الإسلامية
- من المسئول
- عدت يايوم مولدي
- الاحزاب الدينية في العراق
- لماذا سقطوا
- 57357 العراقي
- ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- معالجة خطوط الانفصال
- القضية الفلسطينية في خطاب اوباما
- رسالة طفل
- رحلة سريعه مع المرأةعبر العصور
- ردا علي تعقيبي علي مقالة المرأة المسلمه
- معلمتي وأستاذتي د معصومة المبارك شكرا
- نداء إلي السيد نوري المالكي
- أنفلونزا الجهل
- تحالف الذئب مع الحمل
- اطيعي أو انتظري قرار ثلاثة أرباع الإله


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهام فوزي - العلمانية كما أفهمها أنا