أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - أوروبا الغربية نفاق وازدزاجية معايير غير مسبوقتين ..















المزيد.....

أوروبا الغربية نفاق وازدزاجية معايير غير مسبوقتين ..


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2755 - 2009 / 8 / 31 - 16:28
المحور: القضية الفلسطينية
    


.......منذ أن نشر الصحفي السويدي "دونالد بوستروم" من صحفية أفتون بلاديت" تقريره بتاريخ 17/8/2009،عن قيام إسرائيل بسرقة أعضاء شهداء فلسطينيين والمتاجرة بها معززاً بالأدلة والقرائن،وهو يتعرض إلى حملة تشويه وتشهير وإقامة دعاوى ضده من قبل الحكومة الإسرائيلية،وضغط على الحكومة السويدية لإدانة وتكذيب التقرير والتنصل منه،واللافت للأمر هنا ليس الموقف الإسرائيلي،فهذا معروف بأن إسرائيل" واحة الديمقراطية الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط" وجيشها لديه "أرفع وأسمى المعايير الأخلاقية" وهو لم يرتكب" لا مجزرة ولا مذبحة ولم يقتل لا طفلاً ولا امرأةً ولم يستخدم أسلحة محرمة دولياً " وكل ما يقال عن ارتكابها لجرائم حرب ومجازر واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً هو كذب وخداع وتضليل ومعاداة للسامية، والغريب في الأمر هنا،هو التجند الغربي الأوربي خلف المواقف الإسرائيلية والدفاع المستميت عن كل خروقاتها وتجاوزاتها وخروجها على القانون الدولي،بحيث غدت أوروبا الغربية أكثر"كاثولكية من البابا نفسه"،بمعنى أنك في بعض الأحيان تجد بعض المؤسسات والحركات الإسرائيلية تدين وان كان بخجل الممارسات والإجراءات العقابية والإذلالية التي تمارسها وترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني،ولكن أوروبا الغربية والتي ينصب قادتها ومؤسساتها من أنفسهم حماة ومدافعين ل وعن حقوق الإنسان والديمقراطية،عندما يتعلق الأمر بإسرائيل وخروقاتها وتجاوزتها فهم "كالكلاب التي تتصارع على الجيفة" يهب كل واحد من جهته لكي يثبت ولاءه وحبه لإسرائيل،فأي كاتب أو موظف أوروبي غربي يتجرأ على انتقاد إسرائيل،ويشكك في حدوث المحرقة اليهودية أو عدم دقة الأرقام المعطاة عنها،فعدا عن حملة القدح والتشهير به،يتم طرده من وظيفته وحتى سجنه.
ولعله من المهم الإشارة بشيء من التفصيل إلى النفاق وازدواجية المعايير الأوروبية الغربية،فيما يتعلق بالقضايا العربية والإسلامية وفي القلب منها القضية الفلسطينية،ولكن قبل ذلك علينا القول أن من زرع دولة إسرائيل في خاصرة الأمة العربية،سيبقى حاضناً وراعياً لها،ولن يتخلى عن رعايته وحضانته لها،ما لم يحدث تهديد جدي لمصالحه عربياً وإسلامياً.
ففي الحرب الأخيرة على غزة كانون أول/2008 ،ارتكبت إسرائيل مجازر وجرائم حرب واستخدمت أسلحة محرمة دولياً من الفسفور الأبيض إلى الدايم بأدلة قطعية،وضربت وقصفت المؤسسات التعليمية ودور العبادة والمقرات والمؤسسات الدولية،ورغم كل ذلك رفضت أوروبا الغربية إدانة إسرائيل في مجلس حقوق الأسنان التابع للأمم المتحدة،وأيضاً عندما شنت إسرائيل حربها العدوانية على القطاع اعتبرت ذلك حرباً دفاعية مشروعة،واستجابت لطلب إسرائيل،بان وقف العدوان على غزة يجب أن يرتبط بقيام دول أوروبا الغربية،بتشكيل قوة أوروبية بحرية تجوب البحار والمحيطات وتراقب كل المداخل البحرية المؤدية إلى غزة من أجل منع تهريب السلاح إليها،وعندما أسرت المقاومة الفلسطينية الجندي الإسرائيلي"شاليط" تجند كل زعماء أوروبا لإدانة هذا العمل والمطالبة بإطلاق سراحه فوراً،ولم ينسى كل مسؤول أوروبي يزور إسرائيل أن يحج الى بيت أسرة "شاليط" ويعلن تضامنه معها،في الوقت الذي فيه أحد عشر ألف أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية ،مضى على وجود اثني عشر منهم أكثر من ربع قرن في السجون الإسرائيلية وفي ظروف غاية في المأساوية،ولم نسمع أي مسؤول أوروبي غربي يطالب لا بإطلاق سراح هؤلاء الأسرى أو حتى تحسين شروط اعتقالهم.
واليوم عندما نشر الصحفي السويدي تقريره حول سرقة إسرائيل لأعضاء الشهداء الفلسطينيين والمتاجرة بها،تجندت باقي الدول الأوروبية الغربية للضغط على الحكومة السويدية لإدانة هذا التقرير ووصفه "بالأكاذيب"،والذي يتولى هذه المهمة وزير الخارجية الإيطالي"فرانكو برتيني" فهو في هذا الصدد يقول في حديث لصحيفة :هارتس" الإسرائيلية" أنه اتفق مع وزير الخارجية السويدي كارل بيلت، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي ،على أن يتلي بتصريحات خلال اجتماع وزراء الإتحاد نهاية الأسبوع الحالي،مفادها أن " أوروبا تدين بشدة اللاسامية وأن الاتحاد الأوربي سيعمل ضد كل مظاهرها في القارة الأوروبية".
وقال برتيني أنه سيطالب خلال الجلسة غير الرسمية لوزراء الاتحاد الأوروبي بأن يتضمن البيان الختامي نبذاً لتقرير " أفتون بلاديت" السويدية،وان يعتبر تقريراً من هذا النوع "عملاً لا سامياً لا لبس فيه"،ووصلت وقاحة برتيني حد القول عن التقرير الصحفي حول سرقة أعضاء الشهداء الفلسطينيين،القول"يدور الحديث عن ادعاءات فظيعة،كاذبة تلحق الأذى،ومن شأنها أن تساعد هؤلاء الذين يسعون للتحريض ضد اليهود والمعارضين لإسرائيل ووجودها.
وبرتيني هذا شأنه شأن رئيس الوزراء الفرنسي"ساركوزي" قهو يفاخر ويقول بأنه لن يألو أو يدخر جهداً من أجل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المأسور "شاليط" ويبرر ذلك كون الجندي الإسرائيلي يحمل الجنسية الفرنسية،في الوقت الذي فيه هناك أسير فلسطيني اسمه صلاح الحموري موجود في السجون الإسرائيلية ومحكوم سبع سنوات،وهو لم يحمل السلاح،بل قاوم الاحتلال بالمقاومة الشعبية،ولم يتطرق له "ساركوزي" مرة واحدة،بل اضطر تحت ضغط المؤسسات والمنظمات الحقوقية الفرنسية الى توجيه رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي من باب رفع العتب يطلب منه العمل على إطلاق سراح المناضل الحموري.
أما وزير الخارجية الإيطالي "فرانكو برتيني" فيفاخر بأنه من أشد المؤيدين لرفع مستوى العلاقات بين أوروبا وإسرائيل،ويفاخر أيضاً بأن الضغط الايطالي هو الذي قاد الى اتخاذ قرار في الاتحاد الأوروبي يقضي بفصل التقدم في العملية السلمية في الشرق الوسط عن رفع مستوى العلاقات مع إسرائيل.
إن هذا النفاق الأوروبي الغربي ومن قبله الأمريكي،و"تعهيرهم" للمعايير وازدواجيتها، سيستمر وبأخذ أشكالاً أكثر وقاحة وسفوراً،إذا لم يجابه بمواقف عربية صلبة،تتعامل مع هذه الدول بلغة المصالح،وتستخدم كل مقومات القوة العربية الاقتصادية والتجارية والمالية وبما في ذلك تفعيل المقاومة ودعمها واحتضانها،من أجل ممارسة ضغط جاد وحقيقي على أوروبا الغربية لحملها على التوقف عند حدها واتخاذ موقف تأخذ بعين الاعتبار المصالح العربية،وتحسب لها ألف حساب عند أي تصريح أو موقف تنوي اتخاذه بحق قضايا الأمة العربية.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زعماؤكم في الجاهلية زعماؤكم في الإسلام ..
- عن الأقصى ....وعن الإستيطان .....وعن العام الدراسي الجديد .. ...
- صفحات مشرقة من تاريخ الأسر
- مع حلول شهر رمضان المبارك ...
- حفلة عرس ...
- تداعيات اعلان امارة غزة ...
- على أبواب الشهر الفضيل عائلتي حنون وغاوي تفترشان الأرض ..!!
- سعدات من عزل لأخر والصمود سيد الموقف ..
- عن القدس .... وعن 48 ...
- أوباما وخشبة الخلاص ...
- صحوة وليد جنبلاط ...
- الى نائل وفخري وأكرم/ عمداء الحركة الأسيرة
- -جدعون ساغر- يغتصب هوية الطلاب العرب في مناطق 48 ..
- يا - طالبين الدبس من قفا النمس- ...
- ارحمونا .....خطب ....أعراس ....أعياه ميلاد وزواج ....خريجوا ...
- رداً على سؤال الأمريكان لماذا يكرهوننا ...؟؟؟
- من ذكريات المعتقل يرويها المناضل مروان شاهين- الشيخ فضي-
- الأسرى مرة أولى وثانية وعاشرة ..
- ليس دفاعاً عن الجزيرة،بل دفاعاً عن الحقيقة ..
- مخاطر التجييش العشائري والقبلي والجهوي ....؟؟


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - أوروبا الغربية نفاق وازدزاجية معايير غير مسبوقتين ..