فوزي بالحاج
الحوار المتمدن-العدد: 2749 - 2009 / 8 / 25 - 08:23
المحور:
القضية الكردية
تأسست منظمة الشبيبة الشيوعية (الـKGÖ) في تاريخ 25 تشرين الثاني عام 1994 كإنتاج وقرار للثورة الاتحادية التي تشكل الإرادة التي أظهرت الـMLKP.
منظمة الشبيبة الشيوعية التي تتألف من طلاب وعمال وكادحين من الشعب التركي والكردي والأقليات الوطنية تشكل الوحدة الأكثر انضباط والالتزام وتضحية وطواعية ومعرفة في تنظيم الشبيبة الشيوعية, وتتبع حزبها الـMLKP بالايدولوجيا السياسية والاستقلال التنظيمي ومبدأ لينين. مبدأ تنظيمها هو المركزية الديمقراطية.
لقد لعبت الشبيبة عبر التاريخ دور خاص في تطور الحركة الشيوعية والنضال الثوري في تركيا وشمال كردستان. كانت هناك انعكاسات لتأثيرات الموجة الثورية وحركة الشبيبة 68 التي تفجرت في كل العالم في تركيا وشمال كردستان أيضا. وضمن هذه الحركة نشأت شخصيات زعامية للشبيبة مثل دنيز كزميش وماهر تشايان وإبراهيم قايباقايا حققت قفزة ثورية في أول السبعينات وأصبحت المؤسسة للمنظمات التي ورثتها اليوم الحركة الثورية في تركيا وشمال كردستان. كما كان تأثير كبير لحركة وزعماء الشبيبة في ذلك الفترة على تطور الحركة الوطنية الكردية.
استمر هذا الدور للشبيبة طوال فترة السبعينات. وكان من أول أهداف الضربة العسكرية الفاشية في 12 أيلول 1980 هو الشبيبة الطلابية والجامعات التي كان لها الدور الأكبر بتثقيف العمال والكادحين في العشر سنوات الماضية. مع هذه الضربة وربط الجامعات الموجودة في تركيا وشمال كردستان إلى مؤسسة التعليم العالي التركية (YÖK) التي هي تنظيم فاشي كان هناك جهد كبير من اجل تبعيد الجامعات عن السياسة وإنشاء شبيبة عديمة التفكير والمسؤولية. تم تأسيس مؤسسة التعليم العالي التركية من اجل إلغاء القوى الثورية في الجامعات وتفعيل التعليم المأجور في الحيات اليومية. تم وضع حصص دينية مجبَرة في المدارس الابتدائية والثانوية, وقُصِفت الإحياء التي تقيم بها جماهير العمال والطلاب والكادحين والعاطلين عن العمل بهجمات تنويمية رجعية بثقافة شعبية بهدف إفسادها.
وإن كانت هذه المبادرات والتقائها مع التأثيرات السلبية على مستوى العالم لفترة 89-90 بشكل محدود إنما استمرت الشبيبة بتشكيل الفئة الأكثر حيوية وحركية والأسرع في رد الفعل السياسي. ومؤسسة التعليم العالي منذ أول نشوئها كانت الهدف لنضال وغضب الشبيبة الطلابية.
أكدت الـMLKP في مؤتمر تأسيسها ضرورة إنشاء منظمة الشبيبة وبفترة زمنية قصيرة حققت هذا الهدف على ارض الواقع.
تأسست وتنظمت منظمة الشبيبة الشيوعية على مسار حزبها الـMLKP داخل نيران النضال الشبيبة, كما تزعمت مراح تاريخية مهمة خصوصا في نضال الشبيبة الطلابية.
رغم أن في فترة نشوئها كان النضال الشبيبة الطلابية يحمل قفزات ديناميكية إلا أن عدم تمكن روادها من اجتياز نمط الرافضي حرم حركة الشبيبة من منظور التقدم على أرضية المكاسب الملموسة, كما منع تأثير المجموعات الشبابية التعديلية تقدم الحركة في القفزات.
في هذه الفترة كانت مؤسسة التعليم العالي قد فرضت نفسها على الواقع عبر رفع قيمة رسم التسجيل في الجامعات والذي كان ذو تأثير كبير على جماهير الطلابية الواسعة.
كانت الضغوط الفاشية والتعليم المأجور هدفا لنضال الشبيبة الطلابية إن كان في الجامعات أو في الثانوية, إلا أن المجموعات الوطنية الشبابية الثورية الديمقراطية التي لم تستطع تجاوز استنكار مؤسسة التعليم العالي والتطبيقات الأخرى كانت محرومة من منظور نقل الحركة إلى الأمام أو ضعيفة في ذلك.
أصبحت هذه الفترة فترة تقدم منظمة الشبيبة الشيوعية في نضال الشبيبة الطلابية والقيام بزعامتها, وانطلقت تحت شعار "ستكسر سلسلة الفاشية من حلقة التعليم المأجور", تزعمت نضال الشباب الجامعيين ضد رسوم التسجيل في الجامعة عبر توجهها إلى تنظيم نضال يجتاز نمت الاستنكار ويرتكز على أساس نزع الحق. بدأت عملية إضراب عن الطعام في الجامعة التي تحولت في البعد إلى احتلال الجامعة على خط نضالي, وأصبحت الرمز في هذه الفترة التي امتدت حتى نزول آلاف الطلاب الجامعيين إلى الميادين في تاريخ 4-5 شباط عام 1996.
ونظمت مجلس التعليم الديمقراطي على مستوى الجامعات ومدارس الثانوية تحت منظور إن مشكلة التعليم هي مشكلة العمال والكادحين والشعوب المضطهدة بقصد توحيد كل هذه القاعات في هذا النضال.
شكلت منظمة الشبيبة الشيوعية قلب الشاب لحزبها الـMLKP في التاريخ الذي كتب تحت النار. في أول عامها قدمت شهدائها أمينة سر لجنة محافظة اسطنبول شانكول بوران وعضو احتياطي للجنة محافظة أنقرة أوزكور أوريم كوتشان. استشهدت شانكول بوران نتيجة انفجار قنبلة بيدها أثناء وجودها في مخيم التدريب العسكري التابع للحزب, أما أوزكور أوريم كوتشان كان قد استشهد نتيجة دهسه من قبل سيارة عسكرية تابعة إلى الـODTÜ.
حاولت تقديم الإجابة وجمع ردود الفعل على كل المشاكل الاجتماعية في تركيا وشمال كردستان عبر جبهة الجماهير الشبابية. وكانت على رأس الحواجز في العصيان الذي حدث في حي غازي بمدينة اسطنبول, وأخذت مكان لها في النضال ضد الإنفقاد في المعتقلات. وشاركت نضال الزنازين عبر عمليات وحملات في الخارج وعبر إضراباتها عن الطعام حتى الموت في الزنزانات في عام 1996 وعام 2000. تخلد أرقوت ديراكتشي كشهيد ثالث لمنظمة الشبيبة الشيوعية أثناء وجوده في الزنزانة وإصابته بسرطان الكبد عام 1996.
دافعت منظمة الشبيبة الشيوعية عن طلب الشبيبة والشعب الكردي لتعلمه بلغته الأم بإصرار وتصميم, وكانت من مكونات الحملة التي بدأتها الشبيبة الكردية للتعلم باللغة الكردية. وإن كانت هذه الحملة في البداية تعرضت لهجمات شرسة من الدولة بالاعتقالات والفصل من المدرسة إلا أن انتهت نتيجة الموقف الثابت للشبيبة بالتراجع المحدود للدولة.
وكانت لها البصمة الأولى في حركة الشبيبة عبر نظرتها إلى مشاكل تنظيم المرأة الشابة في الجامعة ومدارس الثانوية, وتزعمت تنظيم مؤتمر حول هذا الموضوع يعتبر الأول في المنطقة.
بالوقت الذي وَقّّّعت منظمة الشبيبة الشيوعية كتنظيم شبابي على نجاح لا نصادفه في كثير من الأحزاب الثورية الموجودة في تاريخ الحركة الثورية التركية عبر نشاطها العملي بجمع ثلاث مؤتمرات في تاريخها, بنفس الوقت عرضت واقع عملي متقدم في تطبيق الديمقراطية وفي تفعيل مبدأ الاستقلالية التنظيمية على ارض الواقع. اختارات زعامتها عبر تحقيق مؤتمرها الأول في فترة نضال مكثفة مثل فترة إضراب 1996. وكان مؤتمرها الثاني في عام 2000 ومؤتمرها الثالث في عام 2003.
منظمة الشبيبة الشيوعية التي دخلت في توجه تنظيم أوسع جماهير شبابية تحت شعار "إلى منظمة الشبيبة الشيوعية الجماهيرية" بعد مؤتمرها الثالث تتابع اليوم مسيرها إلى مركز حركة الشبيبة في تركيا وشمال كردستان بإرادة اكبر وأقوى من السابق.
#فوزي_بالحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
