أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - حبل الكذب قصير














المزيد.....

حبل الكذب قصير


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 836 - 2004 / 5 / 16 - 14:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقول الحكمة الشهيرة (يمكنك خدع كل الناس كل الوقت وبعض الناس كل الوقت ولكن لا يمكنك خدع كل الناس كل الوقت). هناك مجموعة من الناس، رغم تظاهرهم بالخير وإدعائهم بالدفاع عن القيم الإنسانية وحقوق الإنسان، إلا إن هذه الإدعاءات ما هي إلا تغطية واهية تناقض ما في نفوسهم وأهدافهم. وهؤلاء لا يتورعون عن استخدام أسوأ الوسائل لتحقيق غاياتهم الدنيئة. ومن نافلة القول أنه لا يمكن الدفاع عن غايات شريفة بوسائل دنيئة مثل الكذب والإفتراء. لقد تعرض الشعب العراقي إلى تصفية منهجية على يد نظام البعث المقبور، وبلغ القمع من القسوة بحيث لم يستطع هذا الشعب ومعارضته الوطنية إسقاطه لوحدهما، لذلك توفرت له الفرصة الذهبية عندما تقدمت أمريكا لتحقيق هذا الغرض النبيل.

ومنذ بداية التخطيط لشن الحرب على حكم البعث الفاشي اندفعت قوى عربية واسلامية وعالمية، يسارية ويمينية متطرفة، في مساعي محمومة لمنع الحرب بحجة حماية الشعب العراقي من الأذى، مستخدمة شتى الوسائل المشروعة وغير المشروعة. ولما فشلت تلك المحاولات وسقط النظام، عملت هذه الجهات لفرض الضغوط على قوات التحالف لإرغامها على الإنسحاب مبكراً وقبل تحقيق كامل أهدافها وذلك لتسهيل عودة حكم البعث أو تحويل العراق إلى ساحة حروب المليشيات وتدميره. ومن هذه الوسائل الخبيثة، الحملة الضارية لتشويه صورة الحكومتين الأمريكية والبريطانية والإساءة إلى سمعة قواتهما المسلحة في العراق، مستغلين حماقات عدد قليل من الحراس الأمريكيين في سجن أبوغريب.

ومن الجهات المناوئة للحرب، صحيفة التابلويد (الديلي ميرور Daily Mirror) اللندنية الشعبية التي كان يترأس هيئة تحريرها (بيرس موغان Piers Morgan) والذي كان ضد الحرب ومعادياً لكل من جورج بوش وتوني بلير إلى حد الهوس. وهذا الصحفي النشط قد حقق شهرة واسعة من خلال نشره للفضائح الإجتماعية داخل المجتمع البريطاني، منها صحيحة ومنها كاذبة ولكن كان أغلب ضحاياه غير قادرين على مقاضاته بسبب تكاليف المقاضاة الباهضة فيما لو خسروا الدعوة بسبب الأساليب الخبيثة التي يتبعها هذا الصحفي، إلى أن سقط سقطة مميتة عندما حاول ابتلاع فريسة أكبر من حجمه حيث تعرض للجيش البريطاني ونشر صورأً كاذبة عن قيام جنود بريطانيين بتعذيب معتقلين عراقيين.

ومنذ أول يوم من نشر الصور،طعنت صحيفة (الغارديان) و (صن) اللندنيتين في صحتها. وقد قامت وزارة الدفاع البريطانية بالتحقيق وتوصلت إلى أن هذه الصور مزيفة. وتم إثبات ذلك بعد تحليلها من قبل خبراء وشهود، حيث تبين أنها التقطت في حافلة لم تكن في العراق ونوعية البندقية الموجهة في رأس "الضحية" غير موجودة عند القوات البريطانية في العراق. كذلك من نظافة قميص السلك وعليه العلم العراقي القديم ونوعية القميص الراقية التي يصعب توفرها في العراق في ظروف الحرب ناهيك عن أسير. كذلك عدم وجود آثار تعذيب وإرهاق على الضحية المزعومة. وعليه فقد اثبت الخبراء أن الصور قد التقطت هنا في بريطانيا كجزء من حملة الصحفي ضد الحرب. وأخيراً انكشفت الكذبة للجميع بحيث ضيق الخناق على (بيرس مورغان) الذي رفض الإستقالة في البداية، الأمر الذي دفع مسؤولي الصجيفة إلى طرده و نشر اعتذار للكتيبة الملكية المفترى عليها، بالمانشيت العريض وعلى صفحتها الأولى في عددها اصادر اليوم 15/5/2004). لقد تسببت هذه الصور إلى تعريص الجنود وحتى المدنيين البريطانيين إلى الكراهية من قبل العرب والمسلمين، بل تعرضت حتى مقابر الإنكليز في قطاع غزة إلى الإعتداء.


The tabloid has made a major climb-down




الدروس الستخلصة من هذه الفعلة المشينة هي:
1- إن حبل الكذب قصير، فمهما كان الإنسان ذكياً واستخدم ذكاءه ودهاءه في خدمة الشر وبوسائل خبيثة، فلا بد وأن تنكشف أكاذيبه ويسقط سقطة مميتة لا نهضة له من بعدها إن عاجلاً أوآجلاً . فهذا الصحفي مازال شاباً ويتمتع بإمكانيات صحفية كبيرة، إلا إنه كان يفتقر إلى الحكمة وحسن النوايا، فاتنهى إلى غير رجعة وغير مأسوف عليه.
2- الديمقراطية سلاح ذو حدين، توفر الحرية للأخيار وللأشرار على حد سواء، وبعبارة أخرى، رغم أنها أفضل نظام حكم، ولكن هذا لا يمنع من استغلالها لأغراض دنيئة، إلا إن لها أسنان من حديد. ففي نفس الوقت توفر الديمقراطية الوسائل المشروعة لفضح الأشرار ووضع حد لتصرفاتهم السيئة، بينما لا توجد هذه الوسائل في الأنظمة الديكتاتورية.
3- ولهذا يحارب مثقفو كوبونات النفط من أيتام صدام حسين، الديمقراطية ويدعون أنها لا تصلح للشعوب العرابية مدعين أنها من الأفكار المستورة أو أنها كفر وإلحاد على حد ادعاءات الإرهابيين الإسلاميين أو أنها لا تلائم ديننا وحضارتنا العربية-الإسلامية الأصيلة!!. إنهم يعادون الديمقراطية من أجل الإستمرار في تضليل الرأي العام بدون مساءلة أورقيب.
4- كذلك سقوط بيرس مورغان يعتبر درساً للإعلاميين العرب الذين لا يعيرون النزاهة الصحفية أي إهتمام. فمنذ أحمد سعيد الذي كان يلعلع في محطة صوت العرب (أمجاد يا عرب أمجاد) ومروراً بمحمد حسينين هيكل إلى محمد سعيد الصحاف وهم يضللون الرأي العام العربي، ورغم أطنان الأكاذيب التي يصبونها على الشعوب العرابية كل يوم وحملاتهم التحريضية ضد الشعب العراقي، إلا إننا لم نسمع بمقاضاة أو اعتذار أي منهم.
انتحر في العام الماضي صحفي بريطاني يعمل لفضائية سكاي نيوز بعد أن افتضح أمره حول تزويره تقريراً خبرياً عن حرب الخليج الأخيرة التي اسقطت نظام البعث الفاشي في العراق. ولكن متى تستفيق الشعوب العربية بحيث يكون لها أعلام يوثق به وصحفيون ينتحرون عندما تنكشف أكاذيبهم؟



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سجن -أبو غريب- فضيحة عربية أكثر منها أمريكية
- الإبراهيمي على خطى ساطع الحصري
- الساكت عن الحق شيطان أخرس
- اقتراح حول العلم الجديد
- حول إعادة البعثيين السابقين إلى وظائفهم
- لمواجهة الإرهاب.. الأمن أولاً والديمقراطية ثانياً
- أسباب نشوء الحركات الإسلامية المتطرفة
- هل مقتدى الصدر مخيَّر أم مسيَّر؟
- فدائيو مقتدى- صدام، يفرضون الإضرابات بالقوة
- بعد عام على سقوط الفاشية..التداعيات وأسبابها!!
- شكراً مقتدى!... على نفسها جنت براقش
- البرابرة
- الانفجار السكاني من أهم المعوقات للتنمية
- تعقيب على توصيات مؤتمر أربيل رفض (اجتثاث البعث) وصفة لإفشال ...
- ماذا يعني عندما يكون الإسلام المصدر الرئيسي للتشريع؟
- مجموعة مقالات
- مجموعة مقالات
- مراجعة بعد عام على حرب تحرير العراق
- التداعيات المحتملة لجريمة اغتيال الشيخ ياسين
- نعم للمصالحة والمسامحة والاجتثاث!


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - حبل الكذب قصير