أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-التطرف الديني وليد الهزيمة














المزيد.....

بدون مؤاخذة-التطرف الديني وليد الهزيمة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2744 - 2009 / 8 / 20 - 09:41
المحور: القضية الفلسطينية
    


التطرف الديني الذي يصل الى حد الجنون ليس ظاهرة جديدة، بل هو قديم قدم الديانات،والملاحظ انه ينمو ويترعرع في ظل الازمات والهزائم التي تعيشها الأمم .

ومعروف ان عصر الهزائم هو نتاج لعقود من الانحطاط والانحدار الفكري والاقتصادي والاجتماعي. وبما ان الانسان اقرب ما يكون الى الله هو في حالات ضعفه، لانه يبحث عن قوة منقذة تنتشله مما هو فيه،فان البعض رأى الخلاص في التطرف الديني،ولا مجال للتسامح الديني عنده،لأن التسامح من صفات الأقوياء،والتطرف والتعصب الأعمى من خصال الضعفاء بغض النظر عن الدين أو اللون أو الجنس.

والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه فإن امتنا العربية بشكل عام، وشعبنا الفلسطيني بشكل خاص يعيشون في قعر الهزيمة المتواصلة، واذا لم تدرك شعوبنا ذلك فإن الهزيمة ستتواصل الى ما شاء الله، واذا كان عدم تشخيص اسباب الهزيمة ليس صحيحا، فإن الخروج منها يصبح أمرا محالا، وبالتالي فإن التخبط الفردي هو الذي سيحكم الموقف، وما يصاحب هذا التخبط من (اجتهادات)وتقولات تجد من يؤيدها ومن يعارضها، وفي كلتا الحالتين فإن ذلك سيقود الى ضحايا .

ولعل التطرف الديني -والدين منه براء-هو من يجد الارض الخصبة في بيئة الهزيمة .

وغالبية (منظري) التطرف الديني اناس يعبدون الله على حرف، ويجهلون الكثير من أمور دينهم ودنياهم، ورؤوسهم مغلقة ثقافيا حتى في شؤون دينهم، والمصيبة انهم يعتقدون انهم الوحيدون القابضون على تلابيب الدين الصحيح، وبالتالي فإنهم يوزعون شهادات التكفير لمن يخالفهم الرأي، ويستبيحون دماءه وأمواله دون وازع من دين أو ضمير حي، تماما مثلما تهون عليهم أرواحهم لاعتقادهم انهم يملكون مفاتيح الجنة .

ولعل ما حدث من فعل وردة فعل في مسجد ابن تيمية في رفح اثناء وبعد صلاة الجمعة يوم الرابع عشر من اب 2009 يدق ناقوس الخطر على الساحة الفلسطينية .فالإمارة التي أعلن عنهافي ذلك اليوم،وقضي عليها في ساحتها،وما صاحب ذلك من اراقة للدماء تدعو الى الوقوف كثيرا امام ظاهرة التطرف الديني، والتمترس خلف الشعارات الدينية، وما ينتج عن ذلك من اضرار تلحق بالمصالح العليا للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة .

واذا صحت الانباء الواردة من قطاع غزة ، بأن "جند الله " من حماة "الامارة المزعومة " هم من وضعوا المتفجرات في احدى حفلات الأعراس، وهم من فجروا مقاهي الانترنت، وصالونات الحلاقة، واحراق المكتبة المعمدانية، والمدرسة المعمدانية، وغيرها ... فإن ذلك اكبر دلالة على الفكر الظلامي والممارسة الظلامية للفكر التكفيري الظلامي . وخطر هؤلاء على شعبنا وقضيتنا لا يقل عن خطر الاحتلال، مع انهم هم أنفسهم ضحايا للاحتلال، وفكر التطرف الذي وصلوا اليه هو وليد طبيعي للاحتلال الذي طال أمده ، لكن انفجارهم الناتج عن شدة الضغوطات المصاحبة للاحتلال لا يصيب الاحتلال بمقدار ما يصيب الشعب الواقع تحت الاحتلال .

ومن هنا فإن فقر الفكر وفكر الفقر على رأي انيس منصور المعشش في رؤوس من يزعمون زورا وجهلا انهم دعاة دينيون -مع الاحترام للدعاة المؤهلين علميا- هو المسؤول عن التغرير ببعض الشباب، ودفعهم الى الهاوية، وهنا يأتي دور علماء الدين والمفكرين والمثقفين بضرورة التصدي دينيا للفكر التكفيري، وللتعصب الأعمى، وبيان بطلانه، وانه ليس من الدين في شيء وذلك من خلال منابر المساجد، ووسائل الاعلام، مع التذكير بان الاختلافات بين التيارات الدينية لا يأتي من باب الاجتهاد، بمقدار ما يأتي من باب الأطماع الشخصية لبعض القيادات، وخدمة لسياسات وأجندة اقليمية اكثر من كونه اختلافا على فهم النصوص الدينية، حتى ان البعض بات يتساءل ومن حقه ان يتساءل:أين الدين الصحيح في هذه المعمعة؟




#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة:تعددت الامارات والذبيح واحد
- بدون مؤاخذة:لن يتغيروا ما لم نتغير
- مسرحية(الأمريكي) في ندوة اليوم السابع
- عدالة ما يجري في القدس
- مسرحية الأمريكي ترفض الهزيمة
- ضحايا الانفاق في قطاع غزة
- الشعوذة-حكاية شعبية
- ندوة اليوم السابع صرح ثقافي مقدسي
- (حمّام العين)في ندوة اليوم السابع
- رواية الشغف في ندوة اليوم السابع
- رواية الشغف بين الخيال والواقع
- قراءة في رواية(حمّام العين)لعزام ابو السعود
- بدون مؤاخذة-في كل يوم كتاب
- مجموعة(اكليل من شوك)القصصية في ندوة اليوم السابع
- لن تتغير أمريكا ما لم يتغير العرب
- قراءة في حكاية (يوم ولد قيس)
- مراوغة الجدران في ندوة اليوم السابع
- أوباما ليس خليفة العرب والمسلمين
- عندما تراوغ نسب أديب حسين الجدران
- ذاكرة سلمان ناطور في ندوة اليوم السابع في القدس


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-التطرف الديني وليد الهزيمة