أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود درويش - قتلوك في الوادي















المزيد.....

قتلوك في الوادي


محمود درويش

الحوار المتمدن-العدد: 2731 - 2009 / 8 / 7 - 08:55
المحور: الادب والفن
    



اهديك ذاكرتي على مرأى من الزمن

أهديك ذاكرتي

ماذا تقول النار في وطني

ماذا تقول النار؟

هل كنت عاشقتي

أم كنت عاصفة على أوتار؟

وأنا غريب الدار في وطني

غريب الدار..

أهديك ذاكرتي على مرأى من الزمن

أهديك ذاكرتي

ماذا يقول البرق للسكين

ماذا يقول البرق

هل كنت في حطين

رمزا لموت الشرق

وأنا صلاح الدين

أم عبد الصليبي؟ن

أهديك ذاكرتي على مرأى من الزمن

أهديك ذاكرتي

ماذا تقول الشمس في وطني

ماذا تقول الشمس؟

هل أنت ميتة بلا كفن

وأنا بدون القدس؟

طلعت من الوادي

يقل تضاءل الوادي وغاب

وجمالها السرّي لفّ سنابل القمح الصغيره

حل أسئلة التراب.

هل تذكرون الصيف يا أبناء جيلي

يا كل أزهار الجليل

وكل ايتام الجليل

هل تذكرون الصيف يصعد من أناملها

ويفتح كل باب.

قالت بنفسجة لجارتها

عطشت،

وكان عبد الله يسقيني

فمن أخذ الشباب من الشباب؟

طلعت من الوادي

وفي الوادي تموت..

ونحن نكبر في السلاسل

طلعت من الوادي مفاجأة

وفي الوادي تموت على مراحل.

ونمرّعنها الآن جيلا بعد جيل.

ونبيع زيتون الجليل بلا مقابل

ونبيع أحجار الجليل

ونبيع تاريخ الجليل

ونبيعها.

كي نشتري في صدرها شكلا

لمقتول يقاتل

لم أعترف بالحبّ عن كثب

فليعترف موتي

وطفولتي_ طروادة العرب

تمضي ..و لا تأتي

كلّ الخناجر فيك،

فارتفعي

يا خضرة الليمون

وتوهجي في الليل

واتسعي

لبكاء من يأتون

الريح واقفة على خنجر

ودماؤنا شفق

لا تحرقي منديلك الأخضر

الليل يحترق

طوبى لمن نامت على خشبه

ملء الردى.. حيّه

طوبى لسيف يجعل الرقبه

أنهار حريّه!

لم نعترف بالحبّ عن كثب

فليغضب الغضب

نمشي ألى طروادة العرب

والبعد يقترب

لا تذكرينا

حين نفلت من يديك

ألى المنافي الواسعه

أنا تعلّمنا اللغات الشائعه

ومتاعب السّفر الطويل

ألى خطوط الاستواء

والنوم في كل القطارات البطيئه والسريعه

والحبّ في الميناء..

والغزل المعدّ لكل أنواع النساء

أنا تعلّمنا صداقة كل جرح

ومصارع العشاق

والشوق المّلعب

والحساء بدون ملح

_يا أيّها البلد البعيد

هل ضاع حبّي في البريد؟

لا قبلة المطاط تأتينا

ولا صدا الحديد

كلّ البلاد بلادنا

ونصيبنامنه..ابريد!

لا تذكرينا

حين نفلت من يديك

ألى السجون

أنّا تعلمنا البكاء بلا دموع

وقراءة الأسوار والأسلاك والقمر الحزين

حريه..

وحمامه..

ورضا يسوع.

وكتابة الأسما:ء

عائشه تودّع زوجها

وتعيش عائشه..

تعيش روائح الدم والندى والياسمين

_يا أيّها الوجه البعيد

قتلوك في الوادي،

وما قتلوك في قلبي

أريدك أن تعيد

تكوين تلقائّيتي

يا أيّها الوجه البعيد!

ولتذكرينا..

حين نبحث عنك تحت المجزره

وليبق ساعدك المطلّ على هدير البحر

والدم في الحدائق

وعلى ولادتنا الجديدهز.

قنطره!

ولتبق كل زنابق الكف النديه

في حديقتها

فأنّا قادمون

من يشتري للموت تذكرة سوانا

اليوم.. من!

نحن اعتصرنا كل غيم خرائط الدنيا

وأشعار الحنين ألى الوطن

لا ماؤها يروي

ولا أشواقها تكوي

ولا تبني وطن.

ولتذكرينا

نحن نذكرك اخضرارا طالعا من كل دم

طين ..ودم

شمس ..ودم

زهر ..ودم

ليل ..و دم

وسنشتهيك_

وأنت طالعة من الوادي

وناراة ألى الوادي

غزالا سابحا في حقل دم

دم

دم

دم..

يا قبلة نامت على سكين

تفّاحة القبل

من يذكر الطعم الذي يبقى_

ولا تبقي_ن

كحديقة الأمل!

_أنّا كبرنا أيّها المسكين

.قالت الدنيا.

_ حبيبتي؟

"لا يكبر الموتى

_وأقماري؟

سقطت مع الدار"

يا قبلة نامت على سكّين

هل تذكرين فمي؟

أني أحبّك حين تحترقين

هل تحرقين دمي!

كالزنبق اللاذع

واحبّ موتك حين يأخذني

ألى وطني

كالطائر الجائع

يا قبلة نامت على سكّي..ن

البرتقال يضيء غربتنا

البرتقال يضيء

والياسمين يثير عزلتنا

والياسمين نريء

يا قبلة نامت على سكّي.ن

تستيقظين على حدود الغد

تستيقظين الآن

وتبعثرين الساحل الأسود

كالريح والنسيان

يا قبلة نامت على سكّين

كبر الرحيل

كبر اصفرار الورد يا حبي القتيل

كبر التسكّع في ضياء العالم المشغول عني

كبر المساء على شوارع كل منفى

كبر المساء على نوافذ كل سجن

وكبرت في كل الجهات

وكبرت في كل الفصول..

وأراك

تبتعدين.. تبتعدين في الوادي البعيد

وتغادرين شفاهنا

وتغادرين جلودنا

وتغادرين..

وأنت عيد

وأراك

أشجار النخيل

سقطت.

وماذا قال عبد اللّه؟

-في الزمن البخيل

يتكاثر الأطفال والذكرى وأسماء الإله

وأراك

كل يد تصيح هناك آه

كنّا صغارا

كانت الأشياء جاهزة

وكان الحبّ لعبه.

وأراك

وجهي فيك يعرفني

ويعرف كلّ حبّه

من شاطىء الرمل الكبير

وأنت تبتعدين عني

والموت لعبه..

وأراك..

أحنت غابة الزيتون هامتها

لريح عابره

كل الجذور هنا

هنا

كل الجذور

الصابره

فلتحترق كل الرياح السود

في عينين معجزتين

يا حبي الشجاع

لم يبق شيء للبكاء

إلى اللقاء

إلى اللقاء

كبرت مراسيم الوداع

والموت مرحلة بدأناها

وضاع الموت

ضاع

في ضجة الميلاد

فامتي

من الوادي إلى سبب الرحيل

جسدا على الأوتار يركض

كالغزال المستحيل..





#محمود_درويش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمساء آخر
- هكذا قالت الشجرة المهملة
- نشيد إلى الأخضر
- يوم أحد أزرق
- مطر ناعم في خريف بعيد
- -صمت من أجل غزة- محمود درويش
- الى ادوارد سعيد


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود درويش - قتلوك في الوادي