أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عزيز الحاج - العراق بين الإبراهيمي والعرب!














المزيد.....

العراق بين الإبراهيمي والعرب!


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 830 - 2004 / 5 / 10 - 04:46
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أتفق مع الساسة والكتاب العراقيين الذين يرفضون وصاية السيد الإبراهيمي على العملية السياسية العراقية، وهي وصاية تناقض تماما قرارات مجلس الأمن عن دور الأمم المتحدة في العراق، كما بينت في مقال سابق.

لا أعلم خلفيات اختيار شخصية عربية كالسيد الأخضر كموفد لكوفي عنان للعراق، وكان مطلوبا إرسال رجل غربي محايد لا تعرف عنه مواقف معارضة لحرب تحرير العراق ودعم نظام صدام. كان مطلوبا اختيار رجل غير عربي مع تحديد صلاحياته وفق القرارين 1483 و1515، وبلا ارتباطات بالأنظمة العربية التي شهدنا ونشهد مدى انتهاكها لحقوق الإنسان والحريات في بلدانها نفسها، فكيف يراد منها مساعدة العراقيين على تحقيق خطوات نحو الديمقراطية؟! إننا نعرف مدى التدخل الفظ للجامعة والأمين العام في الشأن العراقي والتباكي المنافق على سيادة العراق وحقوق شعبنا. إن كلا من أعضائها راح يتقدم بمشاريع سياسية خاصة بالعراق، وآخرها المشروع المضحك لليمن الذي يريد، فوق وصاية الأمم المتحدة، وصاية للجامعة العربية أيضا عليناـ ما شاء الله!! اليمن الذي لم يستطع منع مواطنيه من التطوع لنحر العراقيين مع عصابات صدام وبن لادن، والذي له من مشاكله الداخلية المزمنة ما يعفيه عن التصدي لموقف الوصي على العراق.

كم مرة كتب الوطنيون العراقيون والمثقفون العرب الشجعان عن الدور السلبي للعرب، من حكومات ومراجع دينية وأحزاب ورجال قضاء وإعلام! كم تحدثنا عن الإعلام العربي المخزي في الموضوع العراقي؛ هذا الإعلام الذي يستثمر اليوم استثمارا مغرضا وغير نزيه فضية سجن أبي غريب، من انتهاكات مشينة قام بها نفر من الجنود الساديين، الذين لطخوا سمعة جيشهم وقوات التحالف للحد الذي اضطر معه بوش وبلير وغيرهم من الاعتراف بخطورة الجريمة ووجوب معاقبة أصحابها بعد استكمال جمع الوقائع. وهذا هو الكونغرس يسائل وزير الدفاع فيعلن عن مسئوليته، وعن اعتذاره لشعبنا وعائلات الضحايا. ولكن الإعلام العربي المريض، الذي صفق للنظام الفاشي وعارض إسقاطه، وتعمد غمض العين عن جرائم ذلك النظام ومنها الاغتصاب الجماعي الذي كان يقوده المجرم عدي، وشكك في وجود مقابر جماعية للمواطنات والوطنيين المعارضين والأطفال الأبرياء؛ هذا الإعلام راح يستغل الفضية فيأبى غير التحريض على المزيد من الكراهية والدفاع عن النظام الساقط والحث على التحريض والقتل. وبدلا من أن يعتبر العرب موقف الحكومتين البريطانية والأمريكية والكونغرس والإعلام في البلدين مشرفا وجديرا بالحكام العرب الاقتداء به في التعامل مع شعوبهم، فإن بعض الإعلاميين راحوا يزيفون الصور وينقلون الصور الخليعة من مواقع إباحية، كاذبين علنا وبلا تعفف من تبرير صناعة التزوير. وقد أعلن رئيس حزب الوفد المصري أن الصور [المزورة] ليست هي القضية بل القضية هي الاحتلال الأمريكي في العراق! مبروك يا رجل! ترى ألا يذكرنا هذا المنطق الأفلج والمرائي بكل المواقف والتصريحات العربية التي تتستر وراء القضية الفلسطينية لتبرير الإرهاب، والحروب الفاشلة، والفساد، وانتهاك حقوق الإنسان العربي.

لقد كتب العديد من كتابنا عن التصريحات المتحيزة للسيد الإبراهيمي، ومحاولاته لفرض طبخة سياسية يكون للبعثيين دور أساسي فيها ك"تكنوقراط"، مرددا في ذلك المواقف العربية والفرنسية والروسية، ومكررا تصريحات السيد غسان سلامة الذي راح اليوم يتدخل أيضا، وبالتنسيق المثير للدهشة مع ممثل وزارة الثقافة العراقية لدى اليونسكو، في اختيار المثقفين العراقيين لمؤتمر في اليونسكو.

قبل قيام مجلس الحكم وما كان من فراغ سياسي وأمني هائل، كنت من دعاة حكومة تكنوقراط مؤقتة لمدة ستة شهور؛ ولكنني لم أفكر قط في اختيار مسؤولين بعثيين بل اقترحت أن يتقدم كل حزب وطرف سياسي بقائمة من الخبراء المقتدرين والمؤمنين بالديمقراطية والنزيهين على أن يكونوا مستقلين حزبيا لكي يتم اختبار نخبة منهم كحومة مؤقتة. أما وقد تشكل مجلس الحكم فالوضع قد تغير جوهريا، وأصبح للمجلس وأحزابه دور لا غنى عنه في السير بالعملية السياسية وهو ما ينص عليه قرار مجلس الأمن برقم 1515. وبرغم الأخطاء الكبرى للمجلس، وثبوت عدم كفاءة عدد من أعضائه، والانسياق الضار وراء المعايير الطائفية، فيجب أن تكون للمجلس كلمته الهامة بعد 30 حزيران القادم وبشرط العمل الجاد لتصحيح ما يمكن من الأخطاء، واستبعاد من برهنت التجربة على العجز عن القيام بالمسؤوليات الخطيرة المنوطة بهم.

على السيد الإبراهيمي، وما دام قد تقرر اختياره كأمر واقع، الالتزام بالقرارين 1515 و148. وأعرف أننا نطلب المستحيل منه ما دامت معروفة مواقفه في معارضة الحرب على صدام والتعاطف معه، والارتباط ببعض الدول كفرنسا والأردن قائمة. ومن هنا فعلى الأحزاب النخب العراقية السياسية وهيئات المجتمع المدني أن تشحذ يقظتها وأن لا تخفي عن التحالف معارضتها لمحاولات كوفي عنان والأخضر وفرنسا والجامعة العربية، وأن تعبئ القطاعات الشعبية المستنيرة ضد تلك المحاولات الماكرة المحفوفة بكوارث جديدة لشعبنا. أما طلب الخارجية العراقية من الجامعة إرسال"قوات سلام"عربية وبعدد 100000. فهو قمة الغرابة وبعد كل ما يعرفه معظم شعبنا عن الأدوار السلبية للأنظمة العربية من شعبنا؟؟ وهل يجهل مجلس الحكم أن العسكر العرب في العراق يعني تسهيل عمل عصابات صدام وبن لادن بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وأن هؤلاء العسكر مشبعون بسائر العقد العربية المريضة التي أشرنا لها، فهم وليدو الأنظمة، وتلاميذ "الجزيرة" وفتاوى فقهاء "الجهاد"؟!



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خراب بشري، وتدمير إيراني ـ سوري.... وعلم جديد!!
- سياسة -اجتثاث البعث- في خطاب بول بريمر
- الشارع العراقي وجريمة البصرة..
- نقل السلطة وضمان أمن العراقيين
- التاسع من نيسان يوم التحرير وعيد العراق
- القانون فوق الجميع
- لا تسامح مع الوحوش الآدمية!!
- قراءة أولية في توصيات مؤتمر المصالحة في أربيل
- مجموعة مقالات
- هل أصبح مجلس الحكم أسير الإسلاميين ورجال الدين؟
- تجمع ديمقراطي عراقي متميز في وضع سياسي معقد..
- بعض الملاحظات عن مواقف المسؤولين العراقيين
- معركة الحجاب المفتعلة في فرنسا...
- لا لقوات التحالف! عاشت قوات فرنسا وروسيا وسوريا في العراق!
- فرنسا طبيبة العراق!
- الجريمة الكبري والخسارة الفادحة، مسؤولية التوعية ضد التطرف و ...
- شهيد الاعتدال والوحدة الوطنية
- من أجل ديمقراطية علمانية
- الحقد المسعور على الشعب العراقي
- اول رئيس وزراء في العهد الجمهوري.. كان وسطياً دفعه الشارع وا ...


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عزيز الحاج - العراق بين الإبراهيمي والعرب!